سرايا المقاومة ما الهدف منها..

تاريخ الإضافة الجمعة 28 تشرين الثاني 2014 - 6:15 ص    عدد الزيارات 802    التعليقات 0

        

بقام مدير المركز.... حسان القطب

ينشر بالتزامن مع مجلة الرسالة الإسلامية

 

الهيمنة والسيطرة ووضع اليد والتمدد والاستحواذ والاستيلاء هي عنوان ومضمون وهدف استراتيجية إيران في المنطقة، وهذه الخطة موحدة وممنهجة وتخضع لادارة واحدة وتشمل نشاطات وتحركات حزب الله في لبنان، وانصار الله في اليمن، وجمعية الوفاق في البحرين، وفيلق بدر وعصائب اهل الحق وغيرها من المجموعات الإرهابية التكفيرية في العراق، ولواء أبو الفضل العباس وغيره من التكفيريين التابعين لإيران في سوريا، كما غيرهم من المجموعات الناشطة في عددٍ من الدول في المنطقة العربية والإسلامية وفي دول الغرب، ولا شك في أن هذه الادوات والقوى والعناوين تعتبر لازمة وضرورية للتسلل من خلالها إلى نسيج المجتمع وضربه وخلخلة تماسكة وهز بنيانه تمهيداً لهدمه ومن ثم إعاد بنائه على مقاس أهداف إيران في المنطقة.. إذ لا يمكن فهم أي مجتمع او بيئة او مجموعة إلا من خلال أبنائها ومنتسبيها...؟؟
لقد نجحت إيران من خلال حزب الله وبالتنسيق مع نظام الأسد الأب ومن ثم الأسد الإبن في تعزيز سيطرة حزب الله على الساحة الشيعية بالكامل، بدا المشروع بدايةً في تهميش رجال السياسة التقليديين والمثقفين والمعتدلين والعلماء الأفاضل، بإقصائهم عن ميدان العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والديني، ومن ثم تم تحجيم دور حركة امل ورئيسها نبيه بري بحيث أصبح تابعاً سياسياً لحزب الله والسياسة الإيرانية، لا لاعباً مميزاً وقادراً على اتخاذ قرارات لا تتماشى مع مواقف حزب الله وإيران.. وهذا الكلام لا يقلل من شأنه محاولة البعض تعظيم دور بري ومواقفه والاشارة إلى حنكته...؟؟ لأن قدرة بري على المناورة قد اصبحت معدومة ومن يتابع مواقفه السياسية وتصريحاته لا يرى اي تناقض او حتى تمايز عن مواقف وقرارات ومطالب حزب الله.... وهذا الكلام يؤكده بل ويصرح به الكثير من قادة حركة امل الذين يشيرون إلى ان حركة امل قد فقدت حضورها وتميزها وقوتها السياسية والعسكرية لصالح ماكينة حزب الله واصبحت الحركة جزءاً من هذه الماكينة لا شريكاً فيها...؟؟؟؟
بعد ان وضعت إيران يدها على الطائفة الشيعية من خلال حزب الله حاولت ممارسة الدور عينه في ساحات طائفية ومذهبية اخرى...؟؟؟ تمهيداً لهضم الساحة اللبنانية والكيان اللبناني بالكامل....وتوجيه سياساته الداخلية والخارجية بما يخدم توجهاتها واستراتيجيتها....؟؟ فكان تجمع العلماءالمسلمين الذي تديره إيران بقيادة الشيخ حسان عبدالله، تحت شعارات الوحدة الإسلامية ودعم القضية الفلسطينية إلى جانب الاهتمام بشؤون المشايخ السنة واستيعابهم بما فيهم دار الفتوى إبان مرحلة قباني، وكان ان كلفت الشيخ عبدالمجيد عمار، ملف وشؤون القوى والجمعيات والحركات السنية، وكذلك تعيين عضو المكتب السياسي غالب ابو زينب، مسؤولاً عن الملف المسيحي والعلاقة مع بكركي وميشال عون وغيره من القوى المسيحية... وغيرها من التعيينات التي تؤكد وتعتبر ان لبنان هو مجموعة مذاهب وطوائف تتعامل معها إيران عبر حزب الله على انها كيانات مستقلة تقيم معها التحالفات والتفاهمات وتوجه لها وإليها الدعوات وتامين الزيارات والدعم المالي وغيره، فإيران تتعامل مع كل فريق بشكل مستقل مستوعبةً مخاوفة ومعززة اوهامه مع تقديم الترغيبات اللازمة لاستلحاقه بمشروعها ولا تتعامل معها على انها جزأً من وطن وكيان اسمه لبنان....؟؟؟؟ مما يسهل على واضعي هذا المخطط تفتيت الكيان وهضم هذه المجموعات بهدوء وسهولة من خلال بعض قياداتها ومجموعاتها... وباسمها..؟؟؟؟
ولتامين نجاح هذه الخطة كان لا بد من تشكيل مجموعات مسلحة تتحرك ضمن هذه البيئات ومن خلالها حتى لا يكون حضور حزب الله المذهبي والطائفي والتحريضي الكفيري طاغياً ومكشوفاً.... خاصةً وان الأمر استتب لهذا الحزب ضمن الساحة الشيعية فلا صوت يعلو على صوته ولا من يجرؤ على مواجهته حتى سياسياً...؟؟ وبما أن المجموعات والشخصيات التي عمل حزب الله وإيران على تغذيتها وتنميتها ورعايتها ودعمها ضمن البيئات الأخرى وخاصةً السنية والدرزية والمسيحية قد بقيت محدودة الأثر والقدرة والتأثير، لذلك كان تأسيس سرايا المقاومة.... لتكون ذراعاً ضارباً لحزب الله يدعم هذه المجموعات والشخصيات ويؤمن مجموعة عمل استخبارية لحزب الله ضمن هذ البيئات من حيث تسمية من يعادي مشروع إيران في المنطقة ومن يرفض الانصياع لها... وهذا ما اكده الكثير ممن انشقوا عن السرايا وابتعدوا عنها عندما قالوا بان شخصاً من حزب الله يدعى (ساجد) يدير هذا الملف ويطلب منهم كتابة تقارير عن تحركات بعض الشخصيات ونشاطات بعض القوى والمجموعات المناهضة لحزب الله وإيران....؟؟
كيف تم تأمين مشروعية ونشاطات سرايا المقاومة:
-          أولاً لا بد من الإشار إلى ان وجود سرايا المقاومة هو فقط في البيئات التي لا يتواجد فيها حزب الله او بين جمهوره وفي مدنه وقراه... لأن لا حاجة له بها....فهو المهيمن والمسيطر، وإنما انشأها لتكون في محيطٍ وبيئةٍ اخرى...ولتكون عبئاً عليها أيضاً بسلوكها ونهجها... وليس عبئاً عليه.. وفي مقابلة مع جريدة النهار، جرت مؤخراً، يقول "الحاج" (وهو مسؤول السرايا الذي لم يذكر اسمه)ان بعضهم يعتبر أن "حزب الله" يحاول اختراق المجتمع "الآخَر" عبر "السرايا"، ولكن "حزب الله" يعمل على "نشر الفكر المقاوم وتعزيزه في كل المناطق مع الحفاظ على خصوصيات كل نسيج اجتماعي. ليؤكد ان لا محاولة لاستدرار المشكلات أو لخلق حساسيات طائفية".... واختتمت جريدة النهار المقابلة بالقول لكن واقع الأمر يدعو الى مراجعة ما يقال هنا أو هناك، واختتمت بتوجيه سؤال مشروع: هل للحزب هدف وحيد هو حماية اللبنانيين أم أنه يسعى الى اختراق الساحات والمجتمعات المختلفة في لبنان بهدف إقامة بيئة حاضنة له؟......
-          إن ضرورة تاسيس سرايا المقاومة قد أصبح واضحاً كما اسلفنا في المقدمة، ولكن ما قام حزب الله بتسريبه للإعلام يشير إلى ان هذا التأسيس كان بناءً على طلب مسيحي فاستجاب حزب الله لهذا الطلب، وهذا الكلام هو في حقيقة الأمر كان لاخفاء الهدف الأساس... وما نشر يتضمن ما يلي: "عام 1997، بعيد تقديم مجموعة شبان واجب العزاء بالشهيد هادي نصرالله، عرض بعضهم على الأمين العام لـ"حزب الله" أن يفتح المجال أمام من يريدون الالتحاق بالمقاومة من غير الشيعة. استجاب الحزب، وافُتتح عمل "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي" في الرابع عشر من آذار 1997 بأول عملية ضد الاحتلال عند مواقع حداثا – برعشيت - السويداء. كرت سبحة العمليات ضد الاحتلال حتى وصلت الى ما يقارب 400 عملية. لكن المسألة لم تنته، وبقيت السرايا ناشطة على الساحتين الأمنية والعسكرية رغم التحرير عام 2000. وكان لها، في حرب تموز عام 2006، دور لوجيستي مباشر في الرصد والاستطلاع والمساعدة في نقل الصواريخ والأعتدة وحتى في المشاركة العسكرية في البقاع الغربي".. ما يمكن قوله هنا هو ان في تلك الفترة لم يكن هناك اية مشكلة سنية – شيعية... ولكن هناك إحجاماً مسيحياً عن دعم او تأييد حزب الله والمشروع الإيراني في المنطقة فكان عنوان التأسيس واهدافه ومنطلقاته نابعة من طلب مسيحي وبهدف التغلغل في البيئة والمجتمع المسيحي.... حصراً...؟؟ ولكن عندما تغيرت الرياح في المنطقة وانتشر وباء الصراع المذهبي كان لا بد من تاسيس ونشر سرايا المقاومة في البيئات الإسلامية الأخرى وخاصةً السنية منها والدرزية....وبعد عام 2008، وبعد مجازر 7 آيار/مايو، بدانا نسمع عن سرايا المقاومة في بيروت وصيدا وغيرها من المدن السنية....بعد ان افتضح ور الميليشيا المذهبية اتي يقوها حزب الله فكان لا بد من رديف يستخدم اسمه رغم خواء داخله....؟؟
-          تامين مشروعية هذا التغلغل ضمن البيئات الأخرى، كان يتطلب رعاية مباشرة من حزب الله، حتى يأخذ هذا التغلغل طابعاً مقاوماً وممانعاً ويصبح جزءاً من منظومة حاضرة وقوية ويتبع لها وبالتالي يسري عليها ما يسري عليه من رعاية رسمية وحصانة امنية...؟؟ فحصل عناصرالسرايا على البطاقات الأمنية بالتنسيق مع وزارة الدفاع مع الأسف...وفي مقابلة مع جريدة النهار... قال مسؤول السرايا (الحاج)...ونظراً الى التنسيق العالي بين "السرايا" والجيش وواقع الأمر في صيدا، انتشر عدد كبير من عناصر "السرايا" في صيدا القديمة للتحذير من أي عمل قد تقوم به المجموعات السلفية من داخل مخيم عين الحلوة، وأمنوا مناطق صيدا القديمة (القياعة وشرق عبرا وغيرهما). وعلى ذمة "الحاج" الراوي أيضاً، اشتبكت "السرايا" مع مجموعة مؤيدة للأسير لدى خروجها من المخيم لمهاجمة الجيش وتمكنت من صدها.... هذا برسم الرسميين والأمنيين....؟؟
-          عندما عجز حزب الله عن تامين عناصر من خارج القوى المؤيدة له او التابعة لمسيرته ومشروعه...بدا ينهش هذه المجموعات بان يضم عناصرها إلى سراياه.. رغم استنكار قادة هذه المجموعات لهذا السلوك والنهج...؟؟ وهذا ما جرى مع النائب السابق اسامة سعد حين تم الضغط على عناصره للإلتحاق بالسرايا، مما استدعى تدخلاً مباشراً من حزب الله وصولاً لتدخل مباشر لتسوية الامر واستيعاب المشكل من قبل وفيق صفا حاكم لبنان الأمني...؟؟ بصفته رئيس لجنة التنسيق الأمنية مع الجيش اللبناني..؟؟ اي ان مهمته تغطية واستيعاب مشاكل واخطاء مجموعاته سواء الحزبية منها او تلك التابعة لسرايا المقاومة....؟؟
-          لتغطية نشاطات هذه السرايا بالكامل يشير احد قادة هذه السرايا إلى أنه يتم توجيه نشاطاتها وقيادتها من خلال قادة موجودين في مجمعات دينية بحيث تحظى بحصانة موضوعية، تعيق توجيه اي اتهام او اقتحام وهذا ما تعرفه المؤسسات الأمنية.... لما يشكله هذا من مس بصرح ديني....؟؟؟
الهدف من وجود سرايا المقاومة ودورها:
-          جمع المعلومات عن معارضي المشروع الإيراني الصفوي الفتنوي التكفيري....
-          تجنيد عدد من الشبان يكون كافياً للهيمنة والسيطرة على هذه البيئات سواء كانت بلدات او قرى او مدن..وترهيب أعداء حزب الله وإيران..حتى يصمتوا ويمتنعوا عن الكلام...وإلا...كما قال النائب والوزير مروان حمادة في شهادته امام المحكمة الدولية...
-          زرع اجواء الرعب والفتنة وتاجيج صراعات امنية وعسكرية مع قوى اخرى بين الحين والاخر لزرع الرعب والرهبة... ولإظهار ان وجود حزب الله مباشرةً في بيئات اخرى ومجتمعات لا علاقة لها به وبمشروعه هو ضمانة الاستقرار والهدوء والأمن.......وإلا...؟؟
-          جمع أكبر عدد من الشبان العاطلين عن العمل أو بعض مدمني المخدرات والمطلوبين للعدالة ليكونوا جزءاً من ممارسات غير مسؤولة أو لا تحمد عقباها، ونتائجها الوخيمة تكون بالتالي على بيئة لا علاقة مباشرة لحزب الله بها ولا يهمه استقرارها أصلا؟ً..
أماكن الانتشار:
-          تنتشر سرايا المقاومة في مدن اهل السنة بشكل أساسي، بيروت، صيدا، وإقليم الخروب وبعض بلدات البقاع...
-          يسعى حزب الله جاهداً للإنتشار في المخيمات الفلسطينية وبشكل خاص الجنوبية منها...مخيم الرشيدية والبص والبرج الشمالي وعين الحلوة والمية ومية....بهدف ابقاء حالة من الغليان سائدة في هذه المخيمات وبالتالي من الممكن له استخدام هذه العناصر كعيون له ترفع التقارير وتشير إلى العناصر المعترضة والمجموعات الرافضة لدوره في سوريا...وما عليه حينها سوى رفع التقارير المخابراتية لأصحاب الشأن الرسمي، لاتخاذ اللازم بحق كل من يعترض على حزب الله وسياساته...؟؟
إن من الأكيد ان الكثير من العناصر التي ترتبط بسرايا المقاومة إنما التحقت طمعاً بالمال وهي التي تعاني من البطالة، وبعضها حباً بحمل السلاح والتجول به والتباهي اما الآخرين خاصةً وانها تحظى بالحماية والرعاية الحزبية والرسمية...؟؟ وبعضها لحماية نفسه من الملاحقة القانونية إذا كان من اصحاب المشاكل او من مدمني المخدرات او مروجيها... ولكن اكثر ما يقلق هذه العناصراليوم هو الخوف من ان يتم استدعائها للقتال في سوريا مع تراكم هموم حزب الله وكثرة خسائرة التي تتطلب منه الدفع بالمزيد من عناصره نحو الجبهات السورية المفتوحة لحماية مجرم سوريا....وكذلك هو الضغط الشعبي من جمهور حزب الله على قيادته لاشراك من يستفيد من ثروات هذا الحزب ومقدراته دون تقديم خدمات وتضحيات تتناسب مع ما يكسبه ويغنمه... وقد شهدت المرحلة الأخيرة انسحاب عدد من العناصر من السرايا على هذه الخلفية درءاً لأن تصل الأمور إلى هذه المرحلة، خاصةً وان الجبهة السورية قد أصبحت بالنسبة لعناصر حزب الله كالجبهة الروسية بالنسبة للجنود الألمان إبان الحرب العالمية الثانية.. أي ان العودة احياء من تلك الجبهات والمعارك غير مضمونة..... وفي كلامٍ منسوب لأحد قادة حزب الله في مجلس خاص يفيد بالقول بأن ما يستفيد منه حزب الله من وجود هذه السرايا لا يتعدى إثارة البلبلة في مدن وقرى خصومه السياسيين والحصول على بعض التقارير المخابراتية لا اكثر.....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,059,217

عدد الزوار: 6,750,577

المتواجدون الآن: 109