الاعلان عن إطلاق اتحاد علماء المقاومة الذي ولد ميتاً

تاريخ الإضافة الثلاثاء 28 تشرين الأول 2014 - 6:18 ص    عدد الزيارات 641    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

 

أكثر من ثلاثة عقود مرت على إعلان وإنشاء وإطلاق واستغلال تجمع العلماء المسلمين، من قبل إيران وحزب الله، ليتبين بعدها ان ما انفق على هذا التجمع لتسيير اموره ونشر مطبوعاته ومجلته وندواته ومؤتمراته الصحفية والفكرية والثقافية وحتى السفر لحضور المنتديات واللقاءات الدولية برعاية إيرانية وتوجيهات فارسية لم تثمر سوى في تضخيم عدد المعممين المستفيدين مع ضعف الانتاج والحضور السياسي والديني الواضح إلى جانب ازدياد النفقات.. وما كان العمل على استيعاب عناصر معممة من الطائفة السنية لتكون اداة او سلم أو وسيلة لتهدئة خواطر اتباع حزب الله وإيران من ان لهما مناصرين ضمن الطائفة السنية وحتى في جهازها الديني إلا سراب، ليتبين لاحقاً انها وسيلة غير ذات جدوى أو فاعلية، وان ما كسبه حزب الله وإيران من هذه الخطوة فقط هو التضخم في عدد العمائم الراغبة بالاستفادة المادية ولكنها الملفوظة من ساحتها السنية وجمهور المسلمين..؟؟
وما اللقاءات التلفزيونية لهذا المعمم او ذاك إلا محاولات دعائية لا اكثر ولا اقل... وحتى ان هذه الوسائل التلفزيونية تحجم عن سؤال أيٍ من المستضافين على ان يقدم سيرة ذاتية عن شهاداته العلمية او حتى عن دورة في مشروع المقاومة وجهادها، وعندما نتحدث عن المقاومة إنما نتحدث عن المقاومة الحقيقية التي تخدم جمهور المواطنين وجميع اللبنانيين، لا المشروع الإيراني الفارسي المجوسي التكفيري...
أين اصبح تجمع العلماءالمسلمين اليوم...؟؟؟
لقد فشل هذا التجمع فشلاً ذريعاً.. والسبب يعود إلى انه قد قدم نفسه على انه إطار وحدوي بين المسلمين السنة والشيعة مستغلاً مشاعر الاحباط لدى المسلمين من الواقع المرير الذي يعيشونه...  متجاهلاً في الوقت عينه ان هناك فوارق جوهرية بين الفريقين متعلقة بموضوع عصمة الائمة التي يؤمن بها جمهور الشيعة والتي لا يعترف بها جمهور اهل السنة وعلمائهم..؟؟ وهذه القضية وحدها حتى لا ندخل اكثر في عمق الخلاف كافية لأن لا يكون هناك وحدة حقيقية بين الفريقين...؟؟؟ وقد أكد هذا الفشل الزميل والصديق الصحافي الشيعي الملتزم بنهج حزب الله وإيران والكاتب في مجلة الأمان التابعة للجماعة الإسلامية وبعض الصحافة الموالية لهذا المحور المذهبي إن لم نقل التكفيري...الأستاذ قاسم قصير.. بقوله في مقال له نشره وورد فيه: "بعد أن فشلت أو تراجعت عملية التقريب بين المذاهب الإسلامية والدعوة للوحدة الإسلامية، فيجب أن تتم رؤية الأوضاع من منظار شامل وكامل ومتوازن"..، فهذا انتقاد واضح وصريح من تابع او مؤيد لهذا المحور واربابه بأن التوازن في هذا التجمع كان منعدماً وان رؤيته كانت بعينٍ واحدة فقط.. وهي عين المصلحة الإيرانية فقط...؟؟ وما زاد من ازمة التجمع هو التزامه كاملاً بمواقف حزب الله وإيران، كيف لا وهما الراعي الرئيسي والوحيد لمصاريفه ونفقاته وممارساته وتوجيهاته التي يتلقاها مباشرةً من المستشارية الإيرانية التابعة لسفارة الإيرانية في لبنان...؟؟؟ كما يقول أحد المشايخ الذين تركوا التجمع وابتعدوا عته...؟؟؟ ويضيف هذا الشيخ انه وبعد احداث سوريا وانتفاضة الشعب السوري المجيدة وانغماس حزب الله وإيران في قتال الشعب السوري ومحاولة اجهاض ثورته، وقع بعض المعممين التابعين لهذا التجمع من اهل السنة في حالة عدم توازن او انفصام في المواقف فقلوبهم مع جمهورهم من اهل السنة في لبنان وسوريا والعراق..؟؟ ولكن جيوبهم عطشى للمال الإيراني الذي يتقاضونه شهرياً تحت مسميات متعددة .... هي هبة او عطاء من الولي الفقيه، او مصاريف  انتقال، او نفقات اتصال، وما إلى هنالك من تسميات تضمن تبرير استلام هذه الاموال وانفاقها....؟؟؟
لذا فقد بدا البعض من المعممين بالغياب عن لقاءات التجمع والاعتذار عن المشاركة في نشاطات او ندوات او حضور مهرجانات وخطابات نصرالله التلفزيونية، وبدا هذا واضحاً بخلو الصف الأمامي من المشاركين من معممي السنة من على شاشات التلفزيون إلا من بعضهم الذين خجل الخجل من سلوكهم ومواقفهم التي افتقدت للحس الانساني قبل الديني...
أمام هذا الواقع كان لا بد من اجتراح حل او اختراع بديل..؟؟؟ فكان ما اطلق عليه والاعلان عنه مؤخراً (اتحاد علماء المقاومة) قد يبدو الاسم جذاباً وملفتاً ... ولكن بعد قراءة اسماء المشاركين والقائمين على هذا الاعلان تبين ان حزب الله وإيران قد بدأوا من حيث انتهوا او من حيث فشلوا..؟؟؟؟ فرئيس الهيئة الادارية لاتحاد علماءالمسلمين هو الشيخ حسان عبدالله...؟؟؟؟ وهو نفسه كان وما زال رئيس الهيئة الادارية لتجمع العلماءالمسلمين وهو من يملك السلطة الكاملة والمطلقة في التجمع بحكم موقعه في حزب الله...؟ وكذا الحال سيكون في اتحاد علماء المقاومة..؟؟؟؟ بذا يكون موقع ماهرحمود موقع شكلي تمثيلي لا اكثر ..؟؟؟ وبعبارة اخرى سوف يكون موقعه مشابهاً لموقع الشيخ احمد الزين رئيس مجلس امناء تجمع العلماءالمسلمين الذي كان وما يزال لا يملك سلطة او القدرة على اتخاذ قرار... فدوره الوحيد هو رئاسة الوفود التي من واجبها مدح ايران وحزب الله وذم هذا وذاك من خصوم ايران طبعاً مهاجمة الولايات المتحدة الأميركية التي تساعد اليوم الحوثيين في اليمن الذين هم حلفاء حزب الله وصنيعة ايران في اليمن..؟؟ وادانة الثورة العراقية وتأييد الحكم الطائفي المذهبي التكفيري في العراق المتحالف مع الولايات المتحدة بمباركة ايرانية...؟؟؟؟ وقد ورد ان المناصب تم توزيعها على الشكل التالي... "انتخب المؤتمر هيئة للرئاسة على الشكل الآتي: الشيخ ماهر حمود أمينا عاما للاتحاد، وكيلاه الشيخ محمد حسن التسخيري والشيخ محسن الأراكي، الدكتور جعفر عبد السلام ناطقا رسميا باسمها، الشيخ حسان عبدالله رئيسا لمجلس إدارتها، والدكتور محمد حسن تبرئيان أمينا للسر..".. معظم العلماء بل بالأحرى المعممين من سنة التجمع يشكون من سلطة حسان عبدالله ويعتبرون ان وجوده ودوره كان السبب الرئيسي لفشل التجمع....وها هو اليوم وتقديراً لفشله في ادارة تجمع العلماءالمسلمين، ولهدره ملايين الدولارات على لا شيء طوال هيمنته على التجمع...قام حزب الله والمسؤول الإيراني الأول عن هذا الاتحاد بتعيينه رئيساً لمجلس ادارة هذا الاتحاد ليقوده مجدداً نحو الفشل والنهاية الحتمية المفترضة.. واشار احد المراقبين في مقالٍ له "هذا وقد اعلن العلماء المشاركين في المؤتمر التأسيسي لاتحاد علماء المقاومة... الاستعداد لفتح باب الانتساب للجميع، كذلك فإن بعض المشاركين في اللقاء ركزوا على ما أسموه " محاربة القوى التكفيرية" ورفض المؤامرات التي تشن ضد بعض الدول كسوريا والعراق".... فالدعوة المفتوحة هذه هي لنفس المعممين الموجودين في تجمع العلماء المسلمين للالتحاق باتحاد علماءالمقاومة... اي الانتقال من تحت يافطة دعائية إلى مظلة اخرى.. والمضحك أن البعض كما ذكر هذا المراقب اعتبر أن دور الاتحاد هو محاربة القوى التكفيرية.....؟؟ وهل هناك اكثر من اتباع المحور الإيراني ممن يحملون ويعتنقون فكراً تكفيرياً وروحاً إجرامية دموية...؟؟؟؟ تتجاوز داعش وأمثالها...؟؟؟؟ وهل يستطيع اتباع وحلفاء هذا المحور تقديم ولو رقم تقريبي لمن قتلهم نظام الملالي في ايران، ونظام الأسد في سوريا بدمٍ بارد ودون محاكمات عادلة...؟؟ وما إعدام ريحانة جباري في إيران إلا نموذج عن اجرام هذا النظام الطائفي المذهبي التكفيري البغيض..؟؟ وما البراميل المتفجرة التي تؤمنها ايران وروسيا ويشارك في القائها إلى جانب عصابات الأسد وشبيحته ميليشيات حزب الله وعصاباته ضد الشعب السوري بنسائه واطفاله إلا دليل واضح على طبيعة هذا المحور وفكره وثقافته..... وسياساته ونهجه... لذلك لا نرى في الاعلان عن ولادة هذا الاتحاد إلا انه ولد ولادة غير شرعية لمولودٍ يبدو انه قد ولد ميتاً سلفاً لأن من يقوم عليه ويرعاه يملك فكراً تكفيرياً واضحاً وجلياً.. وبعض من يشارك فيه قد فقد الروح عندما تجرد من انسانيته ومبادئه ودينه وعقيدته وتاريخه مقابل حفنة من المال ولخدمة مشروع تكفيري لا يعلم خطورته إلا الله والراسخون في العلم....وكذلك من يعاني من اجرامه وجبروته وصلفه وغطرسته...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,112,545

عدد الزوار: 6,753,412

المتواجدون الآن: 103