الاستراتيجية الأميركية الجديدة .. تأجيج الصراع السني – السني والشيعي – الشيعي... مرفق تقارير

تاريخ الإضافة الجمعة 19 أيلول 2014 - 10:46 ص    عدد الزيارات 593    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

 

هجوم نيويورك الذي استهدف برج التجارة العالمي الذي نفذه تنظيم القاعد في 11 أيلول/سبتمبر عام 2001، دفع الادارة الأميركية إبان عهد جورج بوش الإبن إلى اتخاذ قرارات استراتيجية هامة وخطيرة رسمت مستقبل المنطقة العربية وخاصةً الشرق الأوسط لسنوات واجيال قادمة، فبعد احتلال افغانستان، التي تحد كلٍ من الباكستان وإيران وتشكل مدخلاً لدول وسط آسيا المؤدية لعمق روسيا الاتحادية.... ثم توجهت الأنظارالأميركية نحو العراق التي سقطت بيد الولايات المتحدة في عام 2003، والتي أدى سقوطها إلى تلاعب الإدارة الأميركية بالتنوع الديموغرافي فيها مما ادى إلى تسليم زمام السلطة إلى المكون الشيعي فيها وهو المرتبط طبيعياً وموضوعياً ودينياً بدولة إيران ذات المشروع الديني والسلطة الديكتاتورية الفاشية الدينية..وتمت تجزئة المكون السني إلى عربي وكردي إمعاناً في إضعاف حجم هذا المكون والتخفيف من قوة حضوره على الساحة السياسية وقدرة التأثير على مجريات العمليات السياسية وتداول السلطة.. وتمت دغدغة مشاعر الأكراد المضطهدين منذ ما يقرب القرن من الزمن نتيجة السياسة البريطانية التي جزأت المنطقة بموجب اتفاقية سايكس – بيكو إلى دول متعددة لا تجانس ديني او عرقي يجمع بين مكوناتها..
سياسة الاحتلال المباشر التي قادتها الولايات المتحدة لدول المنطقة أدت إلى ما نحن نعيش تداعياته اليوم من انتفاضات وثورات وفوضى وتطرف وما يطلق عليه البعض إرهاب وتشدد...؟؟؟ ولكنها في الوقت عينه أدت إلى ان تعاني الولايات المتحدة من حالة تراجع اقتصادي وصلت إلى حد إعلان الإفلاس بسبب الكلفة الباهظة جداً لهذه الحروب.. بالرغم من دخول بعض الدول على خط التحالف والمشاركة فيها إلى جانب الولايات المتحدة ..
إذاً الثمرة الأولى التي حققتها الولايات المتحدة من هذا الاحتلال هو التلاعب بالتنوع الديموغرافي والتوافق السكاني واستقرار العيش المشترك والاختلاط بين ابناء مختلف الأديان والاعراق في العراق بدايةً وصولاً إلى دول اخرى انعكس عليها وفيها هذا الاختلاف... وساهمت إيران بكل غباء أو بدهاء في تعميق هذا الخلاف والاختلاف والتباين وتأجيج الصراع بين السنة والشيعة طمعاً منها باستدراج عروض إعادة انتاج تاريخ الأمبراطورية الفارسية من جديد، ولكن تحت سقف ديني وبرعاية إلهية يقودها المرشد او الولي الفقيه... تخضع خلاله كل الطائفة سواء في العراق او في سواه لمرجعية سياسية ودينية واحدة موجودة في إيران.....فتصبح طهران عاصمة الأمة الشيعية كما ان حاضرة الفاتيكان تعتبر عاصمة وقبلة الكثلكة وكل الكاثوليك في العالم....؟؟؟
إن هذا التوجه أو المشروع السياسي الذي عشنا بعض فصوله مع نوري المالكي في العراق خلال وجود الولايات المتحدة في العراق وحتى بعد خروجها قد ادى إلى تعميق الخلاف والجراح ونكأ مأساة ومعاناة تاريخية لتصبح خبزاً يومياً يتناوله شعبنا من المحيط إلى الخليج وحتى في دول العالم الإسلامي ومنها الباكستان وافغانستان...فنجحت الخطة الأميركية في إعادة الحياة إلى الخلاف السياسي بين السنة والشيعة وإعطاؤه الطابع الديني العقائدي البحت مما يرفع من وتيرة الصراع المسلح إلى المستوى الأعلى والأخطر وإلى حدود اللاعودة... وهذا الوضع المستجد والخطير دفع خبراء سياسيون في السعودية، إلى بحث إمكانية أن تلعب دول الخليج العربي دورا في قيادة دبلوماسية وقائية، تمنع انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى حالة من الفوضى السياسية أو الصراع الطائفي والهيمنة والتدخل الأجنبي، التي تبدو معطياتها ظاهرة في أكثر من دولة. لذلك عقد مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية، الذي نظمه معهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث في العاصمة الرياض. وناقش المؤتمر الأوضاع في مجلس التعاون الخليجي، في ظل المتغيرات الإقليمية، وتحليل مواقف دول المجلس من التطورات المتلاحقة التي حدثت في محيطها الإقليمي خلال السنوات القليلة الماضية، مع التركيز على تقييم دول المجلس لطبيعة وحجم التحديات الآنية والمستقبلية ذات الطبيعة السياسية والاستراتيجية. وتناول المؤتمر التهديدات الإقليمية والمستجدات التي طرأت على أمن المنطقة واستقرارها، ومدى تأثير تلك التطورات على دول الخليج على المدى الطويل، والتغيرات الإقليمية على العلاقات بين دول المجلس ودول الجوار والقوى الخارجية الفاعلة...
الولايات المتحدة تدرك خطورة التورط مجدداً في الصراع المسلح وتداعيات مشاركة جنودها مباشرةً في المعارك مع أية قوى مسلحة من الميليشيات الموجودة في الساحة العربية والإسلامية...لذلك فهي قد ركزن استراتيجيتها عل استخدام القوى المحلية المتوافرة بتقديم مغريات التسليح والدعم الجوي والعسكري واللوجستي والمالي فكان توريط القوى الكردية بقوة في الصراع الدائر وجعلهم رأس حربة هذه المعركة ويجري العمل على استخدام القوى العشائرية والمجموعات المعارضة لتكون جزءاً من هذ الحرب فينأى الجيش الأميركي عن خوض المعركة مباشرةً، مستخدماً الطائرات من جانبه، ومستعيناً بادواته في المنطقة او بمن يقبل بالتحالف معه... ويتعزز حينها الانقسام المحلي بين المجموعات الدينية والعرقية والإثنية، تمهيداً لإضعافها جميعاً ولزرع العداء فيما بينها لعقودٍ قادمة وسنوات طويلة.. سواء بين السنة انفسهم او بين الشيعة فيما بينهم  بعد ان وقع الخلاف واستفحل بن السنة والشيعة..إلى جانب سائر القوى الأخرى..؟؟؟ وللبيان مرفق تقارير توضح ما جري وما يجري الإعداد له....
 
واشنطن تبحث عن حلفاء بين السنّة على الأرض في العراق
(رويترز)
تسعى واشنطن الى اقناع فصائل سنية مسلحة وقيادات عشائرية بمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في خطوة تماثل حركة الصحوات التي طردت تنظيم «القاعدة» من البلاد قبل ست سنوات وذلك لانها لا ترغب في إرسال قوات أميركية إلى العراق... وقال جيمس جيفري الديبلوماسي المخضرم الذي شغل منصب السفير الاميركي لدى العراق في الفترة من 2010 إلى 2012 وله صلات وثيقة بالحكومة في بغداد ان «التحركات كثيرة في الوقت الحالي.» وقال «عقدت اجتماعات في اربيل واجتماعات في عمان»، مشيرا إلى محادثات بين جماعات عشائرية ومسؤولين أميركيين. والخطة أبعد ما تكون عن السهولة لأن الكثير من السنة يعتبرون حركة الصحوة فشلا بل وخيانة ويرون في اجتياح تنظيم الدولة الاسلامية لشمال العراق وغربه حيث يمثل السنة الأغلبية أهون الشرين رغم عمليات القتل الجماعي. ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إن الخطة الجديدة لا تمثل إعادة إحياء للصحوات بل ستدمج السنة في «حرس وطني» يمثل قوة أمنية يقصد بها التخلص من مركزية السلطة في بغداد لمعالجة مطالب السنة بوقف ما يرونه من اضطهاد من جانب قوات الأمن ذات الغالبية الشيعية.
ولم تتحقق قط الوعود السابقة التي أطلقها المسؤولون الأميركيون والعراقيون لدمج الاقلية السنية في الدولة العراقية مقابل ما يقدمونه من مساعدة. وبدلا من ذلك وجد زعماء الحركة أنفسهم مطاردين من الجهاديين ومن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة على السواء. ولم تكن الضربات الجوية الأميركية والعراقية الأخيرة على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية ذات فائدة لأنها لا تميز بين مقاتلي التنظيم والسكان المدنيين. وتقول قيادات محلية إن الضربات أصابت مناطق سكنية حتى بعد نداء أخير من الحكومة بتجنب ضرب المدنيين. ومع ذلك يقول مسؤولون أمنيون من العراق والولايات المتحدة إن محادثات تجري بين المسؤولين الاميركيين والعراقيين من جهة وجماعات سنية عراقية من جهة أخرى. وقال ديبلوماسي غربي في المنطقة طالبا عدم نشر اسمه «بينما نتحدث نحن يتحدث أميركيون من كل المؤسسات مع السنة العراقيين من كل الأطياف. وعمان تمتلئ بهؤلاء الناس.»كما يجري الاتصال بمتشددين من السنة قاتلوا القوات الأميركية والحكومة العراقية بعد اطاحة صدام حسين. ومن المؤكد أن التحدث مع جماعات متمردة قتلت جنودا أميركيين سيكون مثار خلاف في الولايات المتحدة وكذلك في العراق حيث تشعر الاغلبية الشيعية بالقلق للدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة للمتشددين من السنة.
انقسامات سنية
ومن أبرز الوسطاء السنة للاميركيين أحمد أبو ريشة أحد قادة القوات التي قاتلت تنظيم «القاعدة» في العراق. وقال إن أكثر من 20 زعيما عشائريا من محافظة الأنبار في غرب العراق يتحدثون مع ممثلين أميركيين. وأضاف ان «هذه القيادات على استعداد لمساعدة القوات الاميركية في القتال (ضد الدولة الاسلامية) وهي تعمل على إعادة تنظيم قوات الصحوة التي لديها حاليا 22 ألف عضو ما زالوا يقاتلونها. «وقال إن 32 ألف مقاتل من قوات الصحوة مستعدون للقتال في صف الولايات المتحدة وقال مسؤول أمني عراقي إن القوات الرئيسة التي يجري الحوار معها مزيج من جماعات عشائرية ومتشددين من السنة يصل قوامها إلى نحو 60 ألف مقاتل.
وقد وعد أوباما بتدمير الدولة الاسلامية باستخدام حملة منظمة من الضربات الجوية، قائلا إن حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي مستعدون للمشاركة في عمل عسكري ضد حركة وصفها بأنها تمثل خطرا رئيسيا على الغرب. وعلى نقيض ما حدث مع حركة الصحوات فلن يكون للولايات المتحدة قوات على الارض مع المتشددين السنة وهو ما يجعل السيطرة على العملية أكثر صعوبة ويزيد من صعوبة نزع فتيل المواجهات بين المقاتلين وبغداد. وأبو ريشة نفسه شخصية اختلفت فيها الآراء. وقد استعدى تأييده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في مهاجمة المتشددين في الأنبار هذا العام الكثيرين في محافظته حيث اضطر القصف الجوي مئات الالاف للنزوح عن ديارهم. وما زال الخطر قائما أن يدفع تشكيل قوة جديدة بقيادة أبو ريشة شخصيات عشائرية سنية أخرى لمحاربته والوقوف إلى جانب تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ديبلوماسي أميركي إن ثمة عددا من القيادات العشائرية السنية المعتدلة سافرت إلى دول سنية والسعودية وقطر في الأسابيع الأخيرة وطلبوا الدعم من دول الخليج طرد التنظيم.
صفقات
وقال مسؤول رفيع في الحكومة العراقية إن جماعات سنية عراقية تجري محادثات مع بغداد منذ حزيران الفائت وإنها عرضت محاربة الدولة الاسلامية مقابل توزيع السلطات على نطاق أكبر والعفو عمن حاربوا الحكومة. وقال المسؤول مشترطا عدم الكشف عن اسمه ان «كل هذه الجماعات تلتقي المسؤولين الحكوميين لعقد صفقات. وتقول إنها ستمنحنا السيطرة على المناطق شرط حصولها على ما تريد». أضاف أن الحكومة تريد معرفة ما يمكن لهذه الجماعات أن تنجزه. وقال أحد القيادات العشائرية التي يجري التواصل معها في الانبار إن الأميركيين اتصلوا به بشكل غير مباشر لإشراك أنصاره في الخطة... وذكر أسماء آخرين من أعضاء حزب البعث العراقي السابق إلى الاسلاميين الذين يسعون الى اطاحة حكومة بغداد بالقوة. وقال لرويترز إن الأميركيين التقوا الجيش الاسلامي الذي يقوده اسلاميون من السنة وبجيش النقشبندي البعثي. وأضاف ان «بعض العناصر في الحكومة العراقية بدأت أيضا حوارا مع هذه الجماعات لاستمالتها لمحاربة الدولة الاسلامية.» وقال مصدر آخر في صفوف التمرد السني يشارك في العملية إنه يجري الإعداد لمحادثات أكثر رسمية بين الجيش الاسلامي والولايات المتحدة. وفي الاسبوع المنصرم، شكل رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي حكومة جديدة رغم الانقسامات لكن منصبي وزير الداخلية ووزير الدفاع شديدي الحساسية ما زالا شاغرين، كما أكد مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى أن محادثات جرت بين الأميركيين وجماعات مسلحة تعارض الحكومتين العراقيتين السابقة والحالية. ونفى مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية تواصل الوزارة مع مثل هذه الجماعات لكنه لم يستبعد امكانية تواصل مؤسسة حكومية أخرى مع هذه الفصائل.
استياء سني
ويشعر كثير من السنة بالاستياء من التأييد الأميركي لحكومة بغداد التي شنت حملة على احتجاجات السنة خلال العامين الأخيرين وتستخدم البراميل المتفجرة في قصف مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يختبئون وسط المدنيين ولم تلب حتى الآن مطالبهم بالحصول على مزيد من الحقوق. وقال القائد العشائري نفسه «لسوء الحظ لا يغير الاميركيون استراتيجيتهم بل أساليبهم فقط. فهم يرون مصالحهم في العراق مع الشيعة على نحو متزايد. ويرون مصلحة مشتركة مع ايران.»
وحذر الشيخ لورانس الحردان رئيس مجلس شيوخ عشيرة الكرمة إن المواطنين العاديين من السنة في محافظته يعيشون ظروفا في غاية الصعوبة. وقال هاتفيا «في رأينا لا بد من اتخاذ خطوات معينة أولا مثل وقف قصف المدن حتى يتمكن النازحون من العودة إلى بيوتهم. توجد حصارات في بعض المدن ولا توجد كهرباء أو خدمات عامة.» وقال يوم الجمعة إن نحو خمسة في المئة فقط من الهجمات الجوية العراقية الاخيرة أصابت تنظيم الدولة الاسلامية وأصاب الباقي أهدافا مدنية. ويوم السبت أعلن العبادي أنه أمر بتعليق الضربات الجوية في المناطق المدنية قبل ذلك بيومين. غير ان التقارير عن ضربات حول الفلوجة والرمادي ظلت تتوالى منذ هذا القرار فيما يشير إلى صعوبة تنفيذه. ويوم الخميس ألقي 14 برميلا متفجرا على الفلوجة ما أسفر عن مقتل 22 مدنيا حسبما قال مصدر بمستشفى في المدينة في حين أدت غارة جوية إلى قتل ثلاثة أشخاص في الرمادي يوم الجمعة. وحذر ضابط مباحث في الشرطة العراقية في الأنباء من أن كثيرا من السنة يفترضون أن أي غارات جوية في الانبار أميركية سواء أكانت كذلك أم لا. واضاف «هذا لا يفيد. فالدولة الاسلامية تستخدمه كدعاية. «وقال أيضا إن الوسيط أبو ريشة وهو من القادة الذين حاربوا تنظيم القاعدة فقد نفوذه منذ ذلك الحين. وأضاف «لم يعد يحظَ بالاحترام. ونحن نتحدث عن قيادة جديدة للعشائر في الأنبار كلها.».. وتردد أيضا أن الولايات المتحدة تسعى الى كسب الشيخ علي حاتم سليمان أحد قيادات الانتفاضة السنية على الحكومة ذات القيادة الشيعية في الحرب على الدولة الاسلامية. وقال شقيقه عبد الرزاق لرويترز إن سليمان الذي غادر الأنبار في نهاية نيسان التقى ممثلين للولايات المتحدة لبحث تشكيل الحكومة المقبلة. ولم يتسن التأكد من إجراء هذه المحادثات أو معرفة ما حدث فيها.
حرس وطني
كما تجري واشنطن محادثات مع حلفاء من عرب الخليج بهدف توسيع نطاق تدريب مقاتلي المعارضة السورية المناهضين للدولة الاسلامية وتسليحهم وذلك لضرب التنظيم من الجانبين. غير أن الأسلحة التي سلمت للجيش السوري الحر المدعوم من الغرب تعرضت للسرقة وبيعت في بعض الأحيان للدولة الاسلامية ما يسلط الضوء على قضايا تمويل المتشددين السنة في سوريا. ولتجنب ذلك في العراق قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الاميركية إن الحكومة الأميركية تعمل عن كثب مع العبادي لإنشاء «حرس وطني» يمثل مؤسسة تديرها الحكومة تضم المتشددين السنة وتقطع شوطا طويلا في تلبية مطلب رئيسي للسنة بانسحاب الجيش من محافظاتهم. وطرح العبادي اقتراح الحرس الوطني كوسيلة لاستيعاب الميليشيات الشيعية والمتطوعين الشيعة الذين يقاتلون على أساس مذهبي في ظل سلسلة قيادة تتبع الدولة وذلك منذ سقوط الموصل في حزيران... ويجري إعداد تقويم لتحديد حجم قوة الحرس الوطني المطلوب وأماكن نشر هذه القوات ونوع ضمانات الفحص والتدريب اللازمة. وقال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري لرويترز في مقابلة هذا الاسبوع إن الحرس الوطني سيتيح للمحافظات أن تكون مسؤولة عن سلامتها. لكن المصدر الثاني في صفوف التمرد أبدى مخاوفه من أن يسمح المسار المزدوج للحرس الوطني ـ الذي يشمل دمج الميليشيات الشيعية ـ للشيعة بالاقتراب من المناطق السنية رغم أنه قال إن الجيش الاسلامي وغيره أبلغوا المسؤولين أنهم يؤيدون تجميد الضربات الجوية على المناطق السكنية... وفي إشارة إلى القوات الأميركية، قال المصدر «قلت لهم إن هذه خطوة جيدة لكن يتعين على الحكومة ان تستمر في العمل على قانون العفو والتمييز بين داعش وجماعات المقاومة التي حاربت المحتل»، مستخدما الاسم المختصر الشائع لتنظيم الدولة الاسلامية المشتق من اسمه القديم الدولة الاسلامية في العراق والشام. وأضاف «أعطني مبررا، حتى أستطيع العودة إلى قاعدتي وأتباعي وأقول لهم ان هؤلاء الناس جادون في ايجاد الحلول. وها ما ننتظره.»
 
العبادي يحذر من انعكاسات التباطؤ في ضرب تنظيم «داعش» وصراع شيعي ـ شيعي للاستئثار بالقرار الأمني
المستقبل..بغداد ـ علي البغدادي
تدور معركة بين أقطاب التحالف الشيعي من أجل الاستئثار بالقرار الأمني، ويجسد تأجيل البرلمان العراقي تسمية وزيرا الداخلية والدفاع طبيعة الصراع الدائر بين مكونات التحالف الشيعي الذي أطلق عبر بعض قياداته إشارات سلبية بشأن طبيعة التعاون العراقي ـ الأميركي الذي يتحمس له الرئيس العبادي لإدراكه معنى التعاون مع واشنطن في مواجهة شخصيات وفصائل ذات ولاء تقليدي لطهران.
وانعكست حماسة العبادي للتدخل الأميركي والغربي لمحاربة «داعش» على علاقته ببعض الأطراف الشيعية المتشددة حيث أفادت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء العراقي أقدم على تغيير طاقم الحماية الشخصية الخاص به فضلاً عن استبدال الفوج الرئاسي المخصص لمجلس الوزراء بآخر... وذكرت المصادر أن «العبادي مهدد بالاغتيال في حال استمراره بتنفيذ ما تعده الميليشيات أجندة أميركية تنفذ في العراق بعد قراراته بدعم التدخل الأميركي لمواجهة داعش ووقف القصف على المدن وموافقته على تأسيس جيش رديف إضافة الى رفضه تسليم منصب وزير الداخلية لزعيم منظمة بدر هادي العامري».
وأوضحت المصادر أن «خطوات العبادي الأخرى والمتمثلة برضوخه للضغوط الأميركية في ما يخص موافقته على تنفيذ مشروع قانون العفو العام وإطلاق سراح السجناء وتحويل ملف اجتثاث البعث إلى القضاء بعثت بإشارات غير مريحة ومقلقة للميليشيات وبعض قادة التحالف ممن يحسبون على التيار المتطرف داخله.».. وأشارت المصادر الى أن «عدداً من القادة العسكريين الموالين لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي يرفضون الانصياع لأوامر العبادي بصفته القائد الجديد للقوات المسلحة»، مشيرة إلى أن ثمة «جهات سياسية تعطل اختيار وزيري الدفاع والداخلية وتطالب بمنح الثقة لشخصيات معروفة بولائها للمالكي الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في الفريق السياسي الجديد الذي يدير العراق.»
ورأت المصادر أن «الصراع الذي يدور الآن بين كل من العبادي والمالكي هدفه السيطرة على القرار الأمني وأن التزام قيادات في الجيش العراقي وبعض الميليشيات المقاتلة بأوامر صادرة من المالكي بالاستمرار بالقصف على بعض المدن يؤكد استمرار تمسك المالكي بخيوط اللعبة الأمنية ومحاولة إخضاعها لإرادة خارجية وتحديداً الحرس الثوري الإيراني في إدارة الملفات الأمنية العراقية.»... وكانت ميليشيات شيعية تابعة لإيران وصفت قرار العبادي بدعم التحالف الدولي المناهض لـ«داعش» بـ«الخاطئ» مطالبة اياه بـ«عدم الرضوخ للضغوط الأميركية».... وأرخت بعض المواقف الشيعية المتشددة حيال التحالف الدولي ـ الإقليمي ضد المتشددين والخلافات السياسية بين أقطاب التحالف الحاكم بظلالها على أجواء البرلمان العراقي الذي أجل التصويت على منح الثقة بوزيري الدفاع والداخلية الى إشعار آخر... وأفادت مصادر نيابية «المستقبل» أن «رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أبلغ النواب في جلسة أمس بتأجيل التصويت على وزيري الداخلية والدفاع الى جلسات قادمة لم يحدد لها موعداً»، مشيرة الى أن «الجبوري أكد أن التأجيل جاء وفقاً لطلب كتل نيابية أرادت منحها وقتاً للتشاور بشأن الشخصيات المرشحة للمنصبين»... وأوضحت المصادر أن «الخلافات الحادة بين منظمة بدر وحليفها نوري المالكي من جهة وبين جناح من حزب الدعوة والتيار الصدري من جهة أخرى طغت على الأجواء وعرقلت اختيار المرشحين للمناصب الأمنية»، لافتة الى أن «مرشحي السنة لشغل حقيبة الدفاع لم يحصلوا على تأييد جناح سياسي (شيعي) يقوده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي يحاول إيصال مرشح يواليه لمنصب وزير الدفاع لضمان استمراره في إدارة الملفات الأمنية من البوابة الخلفية لحكومة العبادي.»
وأوضحت المصادر أن «قادة التحالف الشيعي أخفقوا بعقد اجتماع في منزل ابراهيم الجعفري أول من أمس حيث استبعد العبادي نهائياً كل من رياض غريب وجابر الجابري لأن إحدى فقرات النظام الداخلي للبرلمان تشير الى عدم جواز إعادة التصويت إلا في حال وجود متغيرات وهو ما لم يحصل لا سيما بسبب رفض شديد لمعظم قوى التحالف الوطني لغريب خصوصاً».... وتابعت المصادر أن «كتلة بدر رشحت مدير حمايات الطاقة اللواء حامد الموسوي لكنه قوبل برفض من العبادي بسبب انتمائه لبدر»، نافية «تسريبات تتحدث عن اتفاق يقضي بمنح جهاز المخابرات للتيار الصدري إذ إن جميع الاجتماعات بين قيادات التحالف الشيعي أو بحضور قيادات الكتل الأخرى لم تتطرق الى هذا المنصب، وكل الكلام كان عن الوزراء الأمنيين، كما أن من المرجح أن يختار العبادي شخصية مستقلة لجهاز المخابرات وهو أكثر مؤسسات الدولة حساسية.»
 
البيشمركة تبدأ بتشكيل أفواج مسلحة من الأقليات في سهل نينوى وقائمقام سنجار: الفوج الأول من المتطوعين الإيزيديين أنهى تدريباته في دهوك
جريدة الشرق الاوسط.... أربيل: دلشاد عبد الله ... أعلنت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان عن تشكيل أفواج مسلحة من الأقليات الدينية في سهل نينوى لتتولى مهام حماية مناطقها بعد أن تستعيد البيشمركة السيطرة عليها، مبينة أنها ستسلح المتطوعين بأسلحة حديثة وصلت إلى الإقليم أخيرا ضمن المساعدات العسكرية الدولية.
وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم الوزارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت وزارة البيشمركة منذ أيام بتشكيل أفواج من المسيحيين والإيزيديين والكاكائيين ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة لتتولى فيما بعد حماية مناطقها من أية هجمات إرهابية»، مبينا أن الوزارة فتحت باب التطوع لأبناء هذه المكونات. وتابع: «حاليا بدأ تشكيل ثلاث أفواج من الأقليات التي ذكرتها، والإقبال جيد خاصة على فوج الإيزيديين، الذي اقتربنا من الانتهاء من تشكيله». وأوضح: «أن كل فوج يضم 800 مقاتل، ومستقبلا ستتم زيادة أعدادها وتشكيلاتها حسب عدد المتطوعين من أبناء هذه المكونات الدينية».
وكشف حكمت عن أن الوزارة ستزود المتطوعين بالأسلحة الحديثة التي وصلت ضمن المساعدات العسكرية الدولية إلى إقليم كردستان بعد تدريبهم على استخدامها، مشيرا إلى أن الأسلحة التي سيتلقون التدريب عليها مختلفة الأنواع ما بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة.
وحول ما إذا كانت خطوة وزارة البيشمركة هذه ردا على خطوة الحكومة الاتحادية في تشكيل أفواج حرس وطني من أبناء المناطق الساخنة لتولي حماية الأمن فيها، نفى حكمت ذلك وقال: «قرار وزارة البيشمركة لم يكن وليد اليوم، الوزارة تخطط ومنذ مدة لتشكيل أفواج من أبناء هذه المكونات، وكان هناك قرار من رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني قبل أحداث سنجار وسهل نينوى، ونص على تشكيل فوج من الإيزيديين لكن القرار تأخر تطبيقه بسبب تدهور الأوضاع في هذه المناطق».
بدوره رحب ميسر حجي صالح قائمقام سنجار بخطوة حكومة الإقليم هذه، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الآلاف من الإيزيديين والمسيحيين توجهوا إلى مراكز تسجيل المتطوعين، ليساهموا ضمن قوات نظامية مشكلة منهم في تحرير مناطقهم». وتابع: «لحد الآن جرى تشكيل الفوج الأول من الإيزيديين، وأنهى المتطوعون تدريبات مكثفة في معسكر باتروش في محافظة دهوك، وهم الآن مستعدون للاشتراك في أي معركة مع قوات البيشمركة لاستعادة مناطقهم من (داعش)». وبين أن الفوج الثاني من الإيزيديين بدأ هو الآخر تدريباته في قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك.
من جانبه، قال جلال حبيب عزيز مدير ناحية عينكاوة (13 كم شمال أربيل) التي تضم أكبر عدد من النازحين المسيحيين في أربيل إنه «بالتنسيق مع وزارة البيشمركة تم فتح باب التطوع للنازحين المسيحيين، وهناك إقبال كبير من قبل الشباب النازحين وأهالي عينكاوة على التطوع لقتال (داعش) جنبا إلى جنب مع قوات البيشمركة»، مبينا أن «أكثر النازحين المسيحيين يعانون من عقبة واحدة قد تحول دون إمكانية تطوعهم، وهي عدم امتلاكهم لأوراقهم ووثائقهم الثبوتية التي استولى عليها تنظيم (داعش) قبل إخراجهم من الموصل»، متوقعا في الوقت ذاته أن تصل أعداد المتطوعين المسيحيين إلى 3000 متطوع.
 
المسيحيون والإزيديون في العراق يطالبون بحماية دولية
الحياة...اربيل – باسم فرنسيس
أكد مسؤولون مسيحيون وإيزيديون أن انكسار الجيش العراقي وقوات «البيشمركة» أمام توسع تنظيم «داعش» ولد شعوراً عاماً بضرورة نشر قوات حماية دولية، على رغم الضربات الجوية التي يشنها سلاح الجو الأميركي.
وصعدت الأقليات المنتشرة في محافظة نينوى دعواتها للإسراع في توفير حماية دولية، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها على يد مسلحي تنظيم «داعش» منذ 10 حزيران الماضي، وما تلاها من قتل واختطاف المئات، وسط هجرات جماعية نحو المناطق الكردية.
وفي إطار جولة أوروبية يجريها سبعة من زعماء كنائس الشرق الأوسط لحشد دعم دولي لـ»إنقاذ المسيحيين في العراق وسورية»، دعا زعيم الكنسية الكلدانية في العراق والعالم لويس ساكو خلال مؤتمر عقده في جنيف إلى «نشر قوات دولية على الأرض في العراق لحماية المسيحيين، والضمانة الدولية ضرورية لتحرير المناطق المسيحية»، معتبراً أن الضربات الجوية لا تكفي لمواجهة المتطرفين في تنظيم الدولة الإسلامية»، وحذر من أن «عمليات القصف العشوائية خطيرة جداً ويمكن أن تودي بحياة أشخاص أبرياء وتدمير البنى التحتية والتسبب بتعاطف إلى جانب ما يسمى بالدولة الإسلامية».
وقال زعيم الحزب «الوطني الآشوري» عمانوئيل خوشابا لـ»الحياة» إن البرلمان العراقي أقر في 11 آب (أغسطس) إيجاد مناطق آمنة للأقليات التي عانت وما زالت تعاني، واليوم «هناك تدخل دولي لردع تنظيم داعش إلى حد أن الأمم المتحدة باتت تعترف بأن ما حصل يرقى إلى أن يكون بمثابة جرائم إبادة جماعية»، وأضاف أن «المطالب المتصاعدة لتوفير حماية دولية ناجم عن الكارثة التي حصلت، فالجيش العراقي بثلاث فرق انهزم خلال سويعات، والبيشمركة انسحبت وتركت وراءها مساحات واسعة، ذلك كله ولد الخوف لدى الأقليات من عدم وجود ضمانات ما يدفعها للمطالبة بحماية دولية»، ودعا إلى «الاستمرار في ما بدأه التحالف الدولي من دعم جوي لفرض الحماية».
واضطر آلاف الأسر المسيحية إلى مغادرة الموصل في حزيران الماضي تحت تهديدات مسلحي «داعش» بعد أن خيروا بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الذبح، كما نزح المسيحيون القاطنون في مناطق سهل نينوى إثر انسحاب القوات الكردية.
من جانبه، قال العضو الإيزيدي في مجلس محافظة نينوى عضو «قيادة قوات حماية سنجار» داود جندي لـ»الحياة» إن «ممثلينا في أوروبا لعبوا دوراً في المطالبة بتوفير حماية دولية، فضلاً عن الاستمرار في تقديم الدعم الجوي، ونحن مستعدون من جانبنا للتحرك على الأرض لتحرير مناطقنا»، واستدرك: «لكن هناك خلل في المنظومتين الأمنيتين سواء في بغداد أو إقليم كردستان، والتي أثبتت فشلها خصوصاً في المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، والبيشمركة انسحبت في شكل غير طبيعي، لذلك فإن المطالب بتوفير حماية دولية تجد لها أصداء واسعة لدى الإيزيديين».
وعلى رغم تحقيق «البيشمركة» تقدماً في محور سهل نينوى، إلا أن مسلحي «داعش» ما زالوا يسيطرون على قضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية، وتشير التقارير إلى أن المئات من أبناء هذه الديانة تعرضوا إلى القتل، وتم خطف مئات الأطفال والنساء، فيما حوصر آلاف آخرون عند الجبال قبل أن تتمكن قوات من «حزب العمال الكردستاني» من فتح ممر باتجاه المناطق الكردية السورية لإنقاذهم.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,069,706

عدد الزوار: 6,751,257

المتواجدون الآن: 102