دول الشرق الاوسط بين خيارين: إما ان تحكم من قبل الأقليات وجنرالات الجيش، او تبقى في حالة فوضى مدمرة.. فيديو مرفق

تاريخ الإضافة الأحد 17 آب 2014 - 8:08 ص    عدد الزيارات 689    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

لقد اعتادت دول هذه المنطقة وشعوبها على وقوع تغيير في الأنظمة الحاكمة وأسماء قادتها سواء بانقلابات عسكرية او باتفاقات دولية وإقليمية تطيح بزعيم وتأتي بآخر وتذهب بنظام ويستبدل بمماثل له...ولكن حالة الربيع العربي والثورات العربية التي انطلقت مع ربيع تونس قبل سنوات والتي شكلت فرصة مناسبة لتحقيق التغيير بإرادة شعبية وبرغبة وطنية دون حصول تدخل خارجي او اتفاقات غير معلنة بين قوى دولية، كان مفاجأً للدول الغربية والانظمة الحاكمة في المنطقة.. فاتفاقية سايكس - بيكو، والتي نحن في ذكراها المئة تقريباً، كانت قد رسمت مستقبل المنطقة سلفاً، فقطعت اوصالها وزرعت الخلاف بين مكوناتها، فحيث تتعدد المكونات الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية، الحكم يكون للأقليات بينها..لأنها سوف تبقى للإبقاء على سلطتها  بحاجة للرعاية والحماية الغربية وغيرها لعجزها عن الحكم دون دعم خارجي ورعاية دولية، كما ان اي استهداف لها سوف يستدعي تدخلاً لحمايتها من التطرف او الإبادة كما يشاع وينشر....وحيث يكون المكون الديني او العرقي واحد في حضوره وكثافته او على الأقل غالباً في الكيان المصطنع الذي تم تشكيله بناءً على هذه الاتفاقية المشؤومة اعطيت السلطة لقادة الجيش وجنرالاته ليعيش شعب هذه المنطقة وجمهورها تحت سلطة القمع والارهاب الرسمي والاعتقال التعسفي وغيره من الممارسات اللإنسانية...وهذه كانت ولا زالت حال العديد من الدول العربية والإسلامية..

وللدلالة على ذلك فالشعب السوري المنتفض على حكم الأقلية العلوية في سوريا.. لم ير دعماً دولياً ولا حتى رعاية عربية لحمايته من ظلم قادة هذه الأقلية أو الحاكمين باسمها، حتى لا نحمل جمهور الطائفة مسؤولية ما يرتكبه البعض باسمها...فتم تهجير وتدمير مدن وابادة قرى ووصل عدد النازحين والمطرودين من ارضهم غلى الملايين يعيشون حالة بؤس وقلق وخوف واضطهاد ليس من النظام السوري وآلته المجرمة فقط، بل من مجرمين محليين في لبنان على رأسهم ميليشيا حزب الله ومن يتعاون معها من رسميين.. ولم يتحرك مجلس الأمن لتجريم تدخل حزب الله والميليشيات العراقية الطائفية التكفيرية في سوريا... ولكن عندما تم استهداف الأكراد والأزيديين والمسيحيين في العراق من قبل تنظيم متطرف مجهول المنشا والرعاية والحماية (داعش) تحرك العالم بأسره... ما يقوم به تنظيم داعش مرفوض ومدان وجريمة بحق الأقليات من الناحية الإنسانية والدينية.. ولكن ماذا عن الشعب السوري....الذي يتهمه نصرالله بالتكفير والارهاب ويبيح لنفسه ولعصاباته ممارسة القتل في سوريا بغض طرف رسمي لبناني سياسي وأمني أيضاً....؟؟؟؟ وبتجاهل دولي وعربي مطلق..؟؟؟
وزير خارجية لبنان جبران باسيل طالب بعرض قضية مسيحيي الموصل على مجلس الأمن ..؟؟ ونصرالله دخل في بداية الأمر إلى سوريا لحماية القرى السورية الشيعية.؟؟ ولكن عندما يتعاطف اهل السنة في لبنان مع إخوانهم من اهل السنة والجماعة في سوريا والعراق وغيرها تصبح الساحة السنية في لبنان بيئة حاضنة للإرهاب ..؟؟ وراعية للقوى التكفيرية..؟؟ ونشرت مؤخراً محطة تلفزيون (lbc) اللبنانية تقريراً مصوراً عن امن ذاتي يمارسه اهل بلدة القاع المسيحية في منطقة البقاع المحاذية للحدود السورية، وأشارت إلى ان هذا الانتشار المسلح لأبناء القرية يتم بالتنسيق مع الجيش والأجهزة الأمنية..؟؟ فالجيش وسلاحه هو لحماية لبنان كل لبنان ومواطنيه كل مواطنيه، ام فقط لحماية مشروع حزب الله ودوره في سوريا والعراق..؟؟؟ وكيف يسمح الجيش لقوى إضافية بحمل السلاح مما يؤسس لميليشيات جديدة ذات طابع ديني ومذهبي وغيره.... وهنا يصبح من حق كل بلدة وقرية بحمل السلاح وبالتالي لكل أبناء مذهب ودين وعرق...؟؟ فأين الوحدة الوطنية وأين العقيدة الوطنية لهذا الجيش .؟؟؟ وما هو دوره الحقيقي..؟؟ وإذا ما تم منع أبناء طائفة محددة من حمل السلاح وحماية نفسها فهذا يعني انها فعلاً مستهدفة..؟؟ لأن الجيش الوطني كما يفترض لم يقم بحمايتها في 7 آيار من عام 2008، ولا في مناسبات اخرى مختلفة..؟؟؟؟
فيديو مرفق
إن شعبنا وامتنا  في هذه المنطقة هي بين خيارين إما ان تعيش تحت حكم الأقليات صاغرة ذاعنة مستسلمة مقهورة، كما في العراق تحت حكم المالكي ومن خلفه اليوم، او تحكم من قبل حافظ الأسد وولده بشار، او تحت حكم حزب الله وسيطرة ميليشياته المطلقة على مفاصل الدولة التي يعطلها ساعة يشاء كما يجري اليوم في لبنان، او تحت حكم الجنرالات كما في مصر وما يجري التحضير له في ليبيا وغيرها.. أو ان حالة الفوضى والقتل والترهيب والاشاعات الإعلامية والتحريض الديني والتخويف من الآخر وتفاقم حال التهجير والنزوح والهروب الجماعي والتدمير المنهجي لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية سيكون هو الصفة الغالبة والمهيمنة على دول وشعوب هذه المنطقة لسنوات بل ربما لعقود قادمة والخيار لنا نحن شعب هذه المنطقة..فإما ان نعيش بذل او ...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,126,418

عدد الزوار: 6,935,908

المتواجدون الآن: 87