كوردسمان يحلل أخطاء أمريكا في العراق وأفغانستان

تاريخ الإضافة الأحد 11 تشرين الأول 2009 - 10:48 ص    عدد الزيارات 1608    التعليقات 0

        

السبيل- قسم الدراسات

 

«كوردسمان» هو محلل سياسي وإستراتيجي وأستاذ بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، وهو المركز الذي تستفيد من دراساته وزارة الخارجية الامريكية. يطرح في تحليله هذا الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة الامريكية في العراق وافغانستان سواء على الصعيد العسكري أم السياسي وهو يركز على دور وزارة الخارجية الامريكية في هذا الفشل والكيفية الممكن اتباعها لمعالجة هذه الاخطاء، الا ان تحليله يكشف عن حجم السقوط الاستراتيجي الذي بلغته الولايات المتحدة. فما قدمه الكاتب لا يخرج عن سياق تكريس المأزق الذي وضعت الولايات المتحدة الامريكية نفسها فيه، فقد تحولت الى امبراطورية تعتمد بالدرجة الاولى على قوتها العسكرية، والولايات المتحده سقطت في وحل الاستنزاف المادي وتحولت الى ماكينة حربية جبارة وأصبحت حبيسة هذه العقلية. ما يقدمه الكاتب من حلول او مقترحات او نقد لا يخرج عن كونه محاولة لتحسين اداء هذه الماكنة العسكرية، أي ان الولايات المتحدة اصبحت اسيرة القوة العسكرية التي تملكها، فهي لا تعمل وفق اجندة سياسية واضحة والمأزق الداخلي والخارجي يتفاعلان ليكرسا دور المؤسسة العسكرية على حساب وزارة الخارجية، وهو ما يستطيع أي قارئ لهذا التحليل ان يستنتجه على الارجح ،وقد قام باعداد هذه الدراسة .انتوني كوردسمان .

 

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة فيما يتعلق بالحربين اللتين تخوضهما، فهي تخسر الحرب في أفغانستان، وفي نفس الوقت تخاطر بفقدان المكاسب التي حققتها في العراق نتيجة الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها هناك، وما تزال الولايات المتحدة بعد ثماني سنوات من الحرب تسعى لمعرفة كيفية التعامل مع مشكلات بناء الدولة.

ويعد النقاش الدائر حالياً حول الإستراتيجية الأمريكية في أفغانستان المؤشر الأكثر وضوحاً للتحديات التي تواجه أمريكا التي إن أرادت النجاح في مواجهة هذه التحديات؛ فعليها أن تتعلم الدروس المستفادة من النجاحات والإخفاقات السابقة في كل من أفغانستان والعراق، سواءً على الصعيدين المدني أو العسكري، وبناءً على هذه الدروس يجب على الولايات المتحدة تغيير إستراتيجيتها في أفغانستان في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى إعادة تشكيل دورها وحضورها في العراق لمساعدته في التحرك نحو تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين.

ويتمثل أكبر تحدٍ تواجهه الإدارة الأمريكية في أفغانستان في القدرة على تغيير مسار الحرب التي تركتها تنزلق إلى صراع خطير بشكل عرضها للخسارة، وفي العراق، يتمثل التحدي الرئيسي أمام واشنطن في البناء على النجاح العسكري المتحقق، والذي لم يقابله نجاح على الصعيد المدني، فضلا عن مساعدة العراق للقيام بعملية انتقال ناجحة تحقق الأمن الدائم والتسوية السياسية والتنمية الاقتصادية.

ولا تستطيع الولايات المتحدة مواجهة هذه التحديات من خلال التركيز على مفاهيم غامضة مثل "القوة الذكية" و"القوة الناعمة"، أو "الحرب المختلطة" hybrid warfare بل يجب عليها أن تكون قادرة على التعامل مع حقائق الحربين التي تخوضهما، ومن ثم تضع اقترابات جديدة مبنية على أساس خطط تفصيلية قابلة للتنفيذ، وعليها أيضا أن تبتكر قدرات جديدة لتنفيذ هذه الخطط، وإيجاد الموارد اللازمة لجعلها تعمل.

وبصورة عامة، يجب على واشنطن التصدي للتحديات الأساسية المتعلقة بإعادة تشكيل هيكل أمنها القومي وقواتها المسلحة لتحديد الدرجة التي تتمكن عندها من مكافحة التمرد، وتقديم المعونة للدول الفاشلة أو المنهارة المهددة من قبل الجهاديين والحركات الإرهابية، علاوة على إعادة هيكلة نظمها الخاصة بالتحالفات.

أخطاء حربين

 

إن أهم خطوة يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة هي أن تدرك أنها تمثل العدو اللدود لنفسها، ومن ثم تدرك حجم الأخطاء التي ارتكبتها، ويجب على واشنطن ألا تقلل من أهمية التهديدات الحقيقية التي تواجهها، لكن عليها في نفس الوقت ألا تقوم بتصدير أخطاءها من خلال إلقاء اللوم على حلفاءها والبلدان المضيفة، أو تصوير الأعداء بمستوى من القدرات لا يملكونه.

لقد ارتكبت الولايات المتحدة الكثير من الأخطاء الجوهرية في كل من أفغانستان والعراق، وهي أخطاء بحاجة إلى تصحيح في أقرب وقت ممكن، مع ضرورة عدم تكرارها في المستقبل.

وبناء على دراسات سابقة نشرت على موقع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، (أهمها على الإطلاق دراستان؛ الأولى تحت عنوان "الحرب في العراق.. خرائط ورسوم بيانية"، والثانية بعنوان "الحرب في أفغانستان.. نظرة عامة")، يمكن القول إن أهم الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة تتمثل فيما يلي:ـ

- فشلت الولايات المتحدة في معالجة العديد من القضايا الإستراتيجية الكبرى قبل ذهابها إلى الحرب في كل من أفغانستان والعراق، وذلك مثل التكاليف المحتملة لهذه الحروب والمخاطر التي تنطوي عليها، وضرورة التصدي لخطر التمرد والنزاعات الأهلية، وكذلك متطلبات بناء الأمة عسكريا armed nation building والحسابات المتعلقة بما إذا كان التدخل العسكري الأمريكي هو الحل المناسب لمشاكل الأمن القومي.

والأمر الأكثر خطورة فيما يتعلق بالذهاب إلى الحرب يتمثل فيما إذا كانت الحرب تمثل خيارا أفضل من إستراتيجية تقوم على الردع والاحتواء ودعم الحلفاء و/أو الدبلوماسية؛ فقد فشلت الولايات المتحدة في إجراء تحليلات وافية وموضوعية للتكلفة والعائد من وراء تلك الحروب، وهي تدفع الآن ثمن هذا الفشل.

- ذهبت الولايات المتحدة إلى الحرب في كل من أفغانستان والعراق وهي راغبة في تجنب القيام بمهمة "بناء الأمة" nation building، وبالتالي كانت غير مستعدة للقيام بهذه المهمة أو مكافحة التمرد على حد سواء. كما فشلت واشنطن في تقييم المشكلات المرتبطة بمحاولة تغيير الثقافات والحكومات والاقتصادات والهياكل الأمنية في العراق وأفغانستان، وكذلك في فهم طبيعة التمرد والمستويات المتطورة من الصراع التي واجهتها، ومدى تعقيد الإجراءات اللازمة لتحقيق النجاح، والموارد المطلوبة.

- تعاملت الولايات المتحدة مع الديمقراطية وكأنها لعبة، وفشلت في معالجة المشكلات الحقيقية المتعلقة بالحكم الرشيد؛ فقد فضلت واشنطن إجراء انتخابات جديدة وخلق هياكل رسمية جديدة للحكومة المركزية على حساب الحاجة إلى إرساء حكم رشيد فعال وتحقيق التوافق والاستقرار السياسيين، وكان ذلك من الأخطاء الفادحة، فالشرعية السياسية في مكافحة التمرد هي نتاج لنوعية الحكم في البلد، في حين أن كيفية اختيار هذه الحكومة ذو أهمية ثانوية.

- ركزت الولايات المتحدة كل جهودها على تقوية الحكومات المركزية، دون أن تبذل أي جهد لخلق حكومات محلية وبلدية وهياكل تمثل المواطنين فعلياً في هذه المناطق؛ فالنهج غير الواقعي للديمقراطية الفورية، وسيادة القانون، والتنمية المتوسطة وطويلة الأجل الذي اتبعته الولايات المتحدة، وضع الكثير من الأسس للفشل في كلا البلدين وساعد على تمكين حركات التمرد. وقد بلغت هذه التركة الثقيلة من المشكلات نقطة الأزمة في أفغانستان، ولا تزال خطيرة في العراق.

- أنكرت الولايات المتحدة حجم المخاطر التي تواجهها في كلا الحربين، كما قللت من شأن صعود حركة التمرد لمدة عامين حاسمين في العراق، وثماني سنوات حرجة في أفغانستان، لقد فشلت الولايات المتحدة في استغلال "الساعة الذهبية" في كل من أفغانستان والعراق، عندما كان التمرد لا يزال في بدايته، حيث كان بوسعها اتخاذ إجراءات حاسمة لإيقاف التمرد أو الحد من أثره.

- في حالة العراق، وفرت الولايات المتحدة ما يكفي من الموارد العسكرية اللازمة لهزيمة "التمرد"، مستفيدة في تحقيق ذلك من الانتفاضة السنية، وغياب الصراع الشيعي في الجنوب، والتوافق المؤقت بين الشيعة والأكراد في الشمال، ومع ذلك، لم تضع الولايات المتحدة نهجاً مدنياً متماسكاً لتشجيع التوافق السياسي، وسيادة القانون، والتنمية إلا في أواخر عام 2007. وحتى بعد قيامها بذلك، لا يزال هناك العديد من الإخفاقات.

- وفي حالة أفغانستان، فشلت الولايات المتحدة في توفير الموارد اللازمة للقيام بالجهود العسكرية والمدنية، أو السيطرة على تصرفات باكستان، أو مواجهة الفشل في جهود الأمم المتحدة والمساعدات الدولية. وسمحت واشنطن لمنظمة حلف شمال الأطلسي وقوات الإيساف بالانخراط في فوضى غير منسقة بشكل جعلها عاجزة عن تنفيذ عمليات عسكرية فعالة، كما فشلت في القيام برد فعل تجاه جهود طالبان والمسلحين الآخرين لاستغلال فراغ السلطة الفعلية الناشئ عن عجز الحكومة المركزية، التي فعلت الولايات المتحدة الكثير لإنشائها. وبداية من عام 2003، قللت الولايات المتحدة بانتظام من حجم نجاح "المتمردين" وتزايد سيطرتهم وتأثيرهم على السكان الأفغان في الريف خاصة. وركزت واشنطن، على الأقل منذ بداية عام 2004، مواردها واهتمامها على العراق، بشكل جعلها تقريبا تخسر الحرب في أفغانستان.

- استغرق الأمر خمس سنوات لتدرك الولايات المتحدة ضرورة إنشاء قوات أمنية كبيرة وفعالة لدى البلد المضيف (أفغانستان أو العراق)، وركزت على تطوير هذه القوات بشكل يجعل مهمتها قاصرة على تقديم الدعم للعمليات التي يقوم بها الجيش الأمريكي، بدلا من معاملة عناصر هذه القوات كشركاء حقيقيين بوسعهم أخذ زمام المبادرة، والحلول محل القوات الأمريكية، ولم تعالج واشنطن المشكلات الحقيقة التي تواجهها الشرطة والمتعلقة بمكافحة التمرد.

- أدخلت الولايات المتحدة تحسينات، بصورة تدريجية، فيما يتعلق بتدريب قوات الأمن العراقية، ووصلت هذه الجهود إلى ذروتها في عام 2006. لكنها ظلت معيبة على نحو خطير، وهذه الإخفاقات الماضية تقوض الآن من فرصة توفير أمن مستدام بعد انسحاب القوات الأمريكية.

- في حالة أفغانستان، بدأت أفعال الولايات المتحدة فيما يتعلق بتطوير قوات الأمن الأفغانية تجني ثمارها بعد أكثر من نصف عقد من الزمن من بداية الصراع، وقد فشلت الولايات المتحدة في تقديم معالجة واقعية للمشكلات المرتبطة بإنشاء قوة الشرطة الأفغانية على الأقل في بداية عام 2008.

- أثبت الجيش الأمريكي أنه أكثر فعالية وقدرة على التكيف من المدنيين الأمريكيين. ولا يخفي وجود بعض المدنيين "غير العاديين" في سفارات الولايات المتحدة وجهود الإغاثة في أفغانستان والعراق، وحقيقة فإن وزارة الخارجية كمؤسسة لا تزال غير قادرة على تخطيط وتنفيذ جهد فعال في كلا البلدين.

- رغم تطوير الولايات المتحدة لقدرات عسكرية تمكنها من التعامل مع التمرد، فإنها لم تقم أبدا بتطوير القدرات التشغيلية المناسبة في وزارة الخارجية الأمريكية وغيرها من الإدارات المدنية، ولم تطور أيضا جهودا مدنية عسكرية فعالة ومتكاملة.

- إن الحديث عن خطط مدنية- عسكرية متكاملة وخطط للحملات المشتركة لا يمكن أن يخفي وجود العديد من المشكلات منها افتقار هذه الخطط إلى الواقعية، وغياب التنسيق والإدارة الجيدة للجهود المدنية، وانعدام المساءلة الأساسية في معظم جهود الإغاثة، والفوضى في إدارة معظم جهود المساعدات الخارجية في إطار وزارة الخارجية، وهي قضية أثارتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، لكنها لم تفعل شيئا حتى الآن للتصدي لها.

- شكلت الولايات المتحدة تحالفاتها في كلا الحربين عن طريق الضغط بدلا من الرغبة، وزادت من عدد حلفاءها بديلا عن تطوير قدراتهم على اتخاذ إجراءات فعالة ومتماسكة، وبدلا من تشكيل تحالفات فعالة، شكلت الولايات المتحدة تحالفات "المستحيل"، حيث فشلت في وضع تقدير سليم لمخاطر الحرب الأهلية والتمرد وركزت على عمليات حفظ السلام ومهمات ما بعد الصراع في دول سرعان ما أصبحت مناطق حروب خطيرة.

- تمثًل الحل لمشكلات الولايات المتحدة مع حلفاءها في العراق في مغادرة الحلفاء للقتال، وإن كان ذلك على حساب رغبتهم في دعم الولايات المتحدة في الحروب العامة والمستقبلية، وفي حالة أفغانستان، فإن تحالف الناتو هو أقرب إلى "تحالف المستحيل". فالجهد العسكري تم تقسيمه إلى جهود وطنية تقوم بها قوات يتبنى كل منها اقترابا مختلفا فيما يتعلق بالأمن أو العمل مع عمال الإغاثة المدنيين.

وتواجه الولايات المتحدة تهديدا خطيرا من قبل المتمردين الجهاديين الذين يتمتعون بقيادة جيدة ولديهم القدرة على التكيف والتركيز على الثغرات ونقاط الضعف لدى البلد المضيف أو في قدرات الولايات المتحدة وحلفائها. ويشكل "التمرد" تهديدا خطيرا رغم محدودية قوة كوادره الأساسية وقدراته العسكرية، لدرجة أن نجاحاً محدوداً للولايات المتحدة في العراق أظهر أنه يمكن إلحاق الهزيمة بهذا العدو، كما أن من شأن توفر الإستراتيجية والموارد المناسبة في أفغانستان أن تؤدي إلى النتائج نفسها.

وإضافة لكل ما سبق، يجب على الولايات المتحدة أن تختار حروبها بعناية، وأن تخطط للمخاطر التي تخلقها هذه الحروب، وعليها أيضا تطوير مجموعة كاملة من القدرات المتعلقة بـ"بناء الأمة عسكريا" عندما يكون ذلك خياراً ضرورياً، ويجب عليها بناء قوة مدنية- عسكرية فعالة ومتكاملة بوسعها أن تنفذ مهمة "بناء الأمة تسليحيا"، وغيرها من البرامج اللازمة.

الحرب في أفغانستان

 

تشير مراجعة البيانات المتعلقة بالحرب في أفغانستان إلى أن الولايات المتحدة ارتكبت العديد من الأخطاء الإستراتيجية الكبرى، وهي الأخطاء التي كررتها في العراق بعد عدة سنوات. وتوضح البيانات كيف نما التهديد باطراد في المناطق التي غابت عنها الحكومة الأفغانية، وذلك نتيجة لفراغ السلطة، وفشل الولايات المتحدة والناتو في توفير الأمن الدائم والمساعدات.

وتظهر البيانات أيضا كيف أساءت الولايات المتحدة توفير الموارد للحرب في أفغانستان، وكيف تحركت ببطء في مواجهة نمو تهديد المتمردين، وطوال الوقت كان رد فعل الولايات المتحدة شديد البطء بشأن التصدي لمكاسب طالبان.

ويتضح من التوسع المطرد لنفوذ المتمردين وسيطرتهم، أن الولايات المتحدة ظلت لسنوات تقاتل في حرب خاطئة. ومن الواضح أن الحكومة الأفغانية كانت تفقد السيطرة على الناس والمناطق الريفية بصورة متزايدة، في حين كان تركيز الولايات المتحدة والناتو منصبا على التغلب على العناصر التكتيكية المرئية للتمرد.

وتحتاج الولايات المتحدة إلى إدراك تزايد استياء الأفغان من الطريقة التي تخوض بها القتال، وعدم ثقتهم في رغبة الولايات المتحدة في البقاء، وتوضح استطلاعات الرأي والتقارير التي تبثها وسائل الإعلام الارتفاع في عدد الضحايا المدنيين، وتضاؤل شعبية الحكومة الأفغانية وقوات الناتو.

وبنظرة متفحصة، يتضح أن تصاعد مشاعر الاستياء لدى الأفغان ليس نابعا من معارضة الوجود الأجنبي في حد ذاته، وإنما الغضب من الطريقة التي تدير بها القوات الأجنبية القتال، فهي تركز فقط على المعارك التكتيكية، ولا تنفذ معارك تحدث أثرا كبيرا، كما أنها لا تقوم بتطهير الأماكن التي تخوض فيها المعارك من المتمردين الذين سرعان ما يعودون وينتقمون من الأفغان الذين يساندون الحكومة المركزية ومنظمة حلف شمال الأطلسي.

الحرب في العراق

 

وفي حالة العراق، وفرت الولايات المتحدة ما يكفي من القوات العسكرية والموارد اللازمة لتحقيق النجاح وهزيمة التمرد وتخفيض مستويات العنف بشكل كبير، وعلى الرغم من أخطاء الماضي، تواجه الولايات المتحدة الآن عددا من المشكلات أقل بكثير مما واجهته في البداية؛ فالعمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة منذ عام 2007، وتزامنها مع بدء الانتفاضة السنية ضد القاعدة وقيام الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات فعالة ضد الميليشيات الشيعية في الجنوب، قد حققت درجة كبيرة من الأمن في العراق.

ورغم ذلك لا تزال المستويات الحالية للعنف في العراق تتجاوز، في كثير من الأحيان، المستوى الشهري لأعمال العنف في أفغانستان، ولا يزال هناك خطر جدي من أن يشهد العراق جولة جديدة من الصراع العرقي أو الطائفي. كما أن قوات الأمن العراقية في حاجة ماسة للمشورة والمعونة، علاوة على أن الاقتصاد العراقي ما زال يعاني من الضعف الشديد، ومن ثم يحتاج العراق إلى مساعدة في مجال الإصلاح الاقتصادي.

ومع أن انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة الآن يعتبر أمرا لا مفر منه تقريبا، فإن الولايات المتحدة بحاجة لتشكيل جهد عسكري استشاري لمساعدة العراق، ولا بد أن ينتقل هذا الجهد إلى وزارة الخارجية.

ويجب على الولايات المتحدة أيضا أن تتحمل مسئولية فشلها منذ الغزو، مع الأخذ في الاعتبار مصالحها الإستراتيجية، كما يجب عليها مساعدة العراق على تطوير قوات أمن فعالة تماما، والتحرك نحو إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، والتوصل إلى التوافق السياسي، وهذا الأمر يتطلب نفس التخطيط المدني- العسكري المتكامل المطلوب في أفغانستان.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,065,300

عدد الزوار: 6,932,910

المتواجدون الآن: 82