زعيم المعارضة اليمينة: السلطات تدير حربًا بالوكالة في صعدة

تاريخ الإضافة السبت 3 تشرين الأول 2009 - 10:19 ص    عدد الزيارات 1469    التعليقات 0

        

علي عبد الجليل


\"\"

في حوار مع "إيلاف" إتهم حسن زيد، وهو أمين عام حزب الحق ذي الاتجاه الزيدي، السلطة بحرمان أتباع المذهب الزيدي من ممارسة حقهم السياسي. وتحدث زيد عن بداية نشوء الجماعة الحوثية المناهضة للحكومة في صعدة، وكيف بدأ أعضاؤها منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله. وقال حسن زيد إن أهم أسباب فشل الوساطة بين الحكومة والحوثيين تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى.

صنعاء: قال زعيم المعارضة اليمنية حسن زيد أن الحرب في صعدة نشبت حين بدأت السلطة بإهانة الزيدية والهاشميين، وطردهم من الوظائف، والاستيلاء على مساجدهم. وإعتبر الرئيس الدوري الحالي لأحزاب اللقاء المشترك، الذي يضم ستة أحزاب يمنية معارضة، أن ما يجري هو حرب "بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن وحريته وكرامته ( خصوصًا) الهاشمي الزيدي، الذي عومل كوافد وعميل، ليس له حق في الحياة والحرية".

وقال إنّ حسين الحوثي "لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس" وأنه "كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق". وأشار إلى إحدى مشاكل حسين الحوثي والمتمثلة في بعض الآراء التي "لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم".

هنا نص الحوار:

*بما أنك كنت أحد الوسطاء السابقين بين الحكومة اليمنية والحوثيين، هل يمكن أن نعرف أسباب عدم نجاح الوساطات والمساعي السابقة الهادفة إلى إيقاف الحرب؟

- أهم الأسباب في نظري تتمثل في غياب الإرادة الجادة لحلها، فبمجرد توقف الحرب يتم تجاهل المشكلة ونسيانها والانصراف للاهتمام بقضايا أخرى، فللمشكلة أبعاد كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وتحتاج إلى إرادة لا تقل عن الإرادة التي يتم بها إدارة الحرب.

 خذ على سبيل المثال عقب الحرب الأولى وعلى الرغم من الآثار الكارثية العميقة التي خلفتها نتيجة لإعدام السيد حسين الحوثي، وعلى الرغم من القسوة المفرطة في التعامل مع أبناء منطقة مران والشروط التي فرضت على السيد العلامة بدر الدين الحوثي وأخيه عبد الكريم بدر الدين وآل الحوثي بوصولهم إلى صنعاء والعيش فيها، إلا أن السلطة تجاهلت أبسط حقوقهم كمواطنين بل كبشر. فلم توفر لهم السكن أو المال للعيش الكريم، ولم تؤمنهم بل ضلوا تحت التهديد بالتصفية الجسدية بزعم وجود ثأر ضدهم من بعض القبائل الذين قاتلوا مع السلطة في مران، ولم تنفذ السلطة ما التزمت به في مقابل وصولهم إلى صنعاء من إطلاق المعتقلين، وسلّمت المحافظة لقيادة عسكرية تتبنى مذهبًا تكفيريًا له طابع عنصري استهدف المذهب الزيدي بالتصفية وعمد إلى إهانة الزيدية والهاشميين، وشرّد شباب الزيدية وطردهم من الوظائف. وتوسعت السلطة في حربها لتشمل كل الزيدية حتى طالت المساجد بصنعاء وذمار، بل وحتى محافظة إب، مع أن المشكلة كانت مع حركة الشعار وسببها المعلن عدم مثول حسين بدر الدين أمام رئيس الجمهورية عندما طلبه، إلاّ أن الحرب استمرت وتحولت إلى حرب على الزيدية والتشيع والهاشميين، وتبنى بعض النافذين (ثورة ثقافية) طالت حتى كتب المواريث ذات الطابع الرياضي، ولم تتوقف، واستغلت مقابلة صحفية للسيد بدر الحوثي في جريدة محلية وهكذا أشعلت الحرب الثانية والثالثة، ولم تتوقف الحرب، ودخلت أطراف أخرى لتستثمرها، ولم تعد حربًا بين حركة الشباب والسلطة بل حربًا بين أجنحة في السلطة ضد بعضها، وحربًا بالوكالة لحساب دول أخرى، والضحية كان أبناء صعدة وأمن المواطن .

وكانت الحرب تشتعل متى ما أرادت أجنحة السلطة أن تشتعل، وتتوقف بقرار سياسي من صنعاء، ولأنها كانت كذلك تركت المشكلة دون حل مما وسع الجرح، وظل المعتقلين في السجون، وفي الأقبية يخضعون للتعذيب، أو هكذا يشاع، كما ذهبت السلطة إلى حرمان الزيدي من الحق السياسي، فحل حزب الحق، ونهب مقر إتحاد القوى الشعبية، ونهبت صحيفته، ومنع الهاشمي من التعبير عن نفسه. باختصار لم تتوفر الإرادة لحل المشكلة، بل أريد لها أن تستمر ظنًا من السلطة أنها ستظل تحت السيطرة، وتظل تستخدم بين حين وآخر ميدانا لتصفية الحسابات بين أجنحة السلطة وميدان تدريب وابتزاز للجيران.

 فضل الله وسيد قطب

*ما جذور المشكلة برأيك في الصراع بين السلطة اليمنية والحوثيين؟

- بدأت بتشكيل الشباب المؤمن لسلسة من المراكز العلمية التي انطلقت لأول مرة من ضحيان وأطلق عليها اسم ( منتدى الشباب المؤمن ) والتي أسسها مجموعة من الشباب الزيدي في بداية التسعينيات بغية انتشال الشباب من الجهل والتخلف، وبمنهج علمي وتربوي مختصر. كان من أبرز المؤسسين الأستاذ محمد بن بدر الدين الحوثي، والأستاذ محمد يحيى سالم عزان، والأستاذ عبد الكريم جدبان وعبد الله حسين المؤيد ومحسن صالح الحمزي وصالح احمد هبره وعلي احمد الرازحي والدكتور عبد الرحيم الحمران، وغيرهم ، وكانت مرجعيتهم الدينية للسيد العلامة الحجة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي.

وكان الأخوان محمد يحيى عزان وعبد الكريم احمد جدبان، أكثر الشباب نشاطًا في العلاقات الخارجية، ترددا أكثر من مرة في زيارة للجمهورية الإسلامية (الإيرانية). كما أنهما، فيما أعلم، الوحيدان اللذان سافرا إلى لبنان في الثمانينيات، للدراسة بحوزة السيد محمد حسين فضل الله، الذي نصحهما بالتمسك بانتمائهما للمذهب الزيدي، وقد كانا ككل اليمنيين الأسوياء منبهرين بالثورة الإسلامية العظيمة، وبشخصية الإمام الراحل آية الله الخميني فعبر الأستاذ عبد الكريم جدبان عن انبهاره بقصيدة أمتدح فيها الإمام الخميني، وبسبب ذلك أعتقل في الأمن الوطني قبل الوحدة ومكث أشهرًا عدة، كما تعرض للاعتقال في الأردن (لنفس السبب وبناء على الملف اليمني)، عقب عودته من العراق، وكانا منبهرين بالتجربة الإسلامية في إيران وحزب الله، منفتحين فقهيًا على كل المذاهب الإسلامية وبالذات فكر السيد محمد حسين فضل الله، وكثيرًا ما كانا يستعينان ببعض من محاضراته يعرضانها كمادة ثقافية في أمسيات المنتدى، إضافة إلى قيامهما بالرد على جماعات التطرف السني بأبحاث وكتيبات اعتمدت على الفقه المقارن، فُحسب الشباب(المؤمن) جراء ذلك على الإثني عشرية خصوصًا في المملكة العربية السعودية ، وكانت المملكة كثيرًا ماتشكو من نشاط الشباب المؤمن لأصدقائها من وجهاء صعدة، وتتهمهم بالتحريض ضدها، وذلك بغياب الشخصيات المحترمة من عقال المحافظة الذين كانوا يستطيعون الوصول إلى الأمير سلطان ليوضحوا له أكاذيب المصادر التي يعتمدون عليها. وجرى بعدها اعتقال من تم الوصول إليهم، كالأستاذ محسن صالح الحمزي، وتم تحريض بعض المشايخ والعلماء المقرّبين على الشباب فبدأت انشقاقات داخل التيار الزيدي، وحزب الحق، تحت عنوان خروج الشباب المؤمن على المذهب الزيدي، والمقصود هنا عزان وجدبان وعلي احمد الرازحي واحمد صالح هبره ومحسن الحمزي، الذين اتهموا بالتسنن (الاتجاه نحو السنة) والميل عن نظرية الإمامة عند الزيدية، والخروج على مرجعية الزيدية الأكبر العلامة مجد الدين المؤيدي، والترويج لفكر الشيخ احمد بن عبد الحليم بن تيمية ومدرسة أهل الحديث الأصولية كما عبر عنها العلامة الحسن بن أحمد الجلال والشيخ صالح ألمقبلي إلا أن العلامة بدر الدين دعمهما واعتمد مقرراتهم الدراسية رغم كل ما قيل عنها من ميل إلى التسنن، لاتفاقه معهما في المنحى التوحيدي حتى انه اعتمد كتاب سيد قطب في التفسير لتدرسيه.

*ماذا عن حسين الحوثي الذي عُد المؤسس الرئيس للجماعة؟

 - لم يكن المرحوم حسين الحوثي من الهيئة الإدارية أو المدرسين في منتدى الشباب المؤمن، لأنه كان منشغلًا بالبرلمان، حتى العام1997م وبعدها سافر للدراسة العلياء في جمهورية السودان وحصل على الماجستير وسجّل للدكتوراه ولكن منحته قطعت، فعاد إلى اليمن.

وقد تزامن ذلك مع أحداث 11سبتمبرعام2001 فغزو أفغانستان ثم العراق وكان مسموعا مؤثرا لدى إخوانه فبدأ سلسلة محاضرات جذب فيها بعض شباب المنتدى مما أدى إلى الانقسام بين متمسك بمنهج المنتدى في التثقيف المعرفي وفق منهج معد سلفًا ومقر من العلامة بدرالدين الحوثي وبين منهج حسين التعبوي الجهادي المستلهم من نصوص القرآن مباشرة وفكر قدماء أئمة أهل البيت (الزيدية) كالإمام القاسم بن إبراهيم المعروف بالرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم ومتأثرا بالنجاح المبهر للثورة الإسلامية في إيران ونموذج حزب الله من ناحية وبحركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية كما تجسدت في نموذج التجمع اليمن للإصلاح في اليمن والجبهة القومية الإسلامية في السودان وحركة طالبان في أفغانستان،مستندًا إلى الظروف التي تمثلت في الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، والقمع الصهيوني المستمر للشعب الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على لبنان، وما ترتب على ذلك من حالة الشعور بالحقد والخوف من تكرار ماحدث في العراق باليمن والجزيرة العربية بدعوى محاربة الإرهاب، وكانت دروسه تسجل وأفرغت في ملازم، ووزعت على نطاق محدود. وكانت المحاضرات كلها تدور حول عنوان ( الثقافة القرآنية ) تتحدث عن المسؤولية الدينية، إزاء المخاطر المحيطة بالأمة وأكثرها حضورًا آنذاك الخطر الأميركي، وعن ضرورة العمل من أجل الإسلام والتحصين من خطر أميركا وإسرائيل خصوصا بعد أن تردد أن من أهم أسباب إقدام أميركا على غزو العراق اعتقاد الإدارة الأميركية بترحيب الشعب العراقي بالغزو نتيجة للصراعات التي خاضها نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال، فأراد حسين إيصال رسالة مفادها أن الشعب اليمني يرفض أي غزو أميركي لليمن،وفكرة الغزو الأميركي لليمن كانت متوقعة من الكثيرين لنشاط القاعدة فيها ولأنها كانت ممرا ومركزا لتدريب للمجاهدين العرب أبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وعامل آخر لم يدركه الكثيرون وهو أن اختلاط المسلمين واليهود اليمنيين في صعدة بالذات كان قويا وكان اليهود يرددون أنهم سيحكمون اليمن بالقوة المسلحة وأن المسيح سيخرج من باب نجران بصعدة، ولم يكن المسلمون يهتمون لمثل هذه النبوات لاستحالتها عقلا، لكن الغزو الأميركي للعراق وأفغانستان ونشاط السفير الأميركي الأسبق في صعدة، والذي أشيع أنه يتركز في شراء الأسلحة كخطوة لتجريد أبناء صعدة من السلاح، عزز مخاوف أبناء صعدة من إمكانية حدوث ذلك، ولهذا جاءت فكرة ترديد الشعار الموت لأميركا الموت لإسرائيل لتعبئة المجتمع ضد الغزو المحتمل، لعل أميركا ترتدع عن فكرة غزو اليمن.

واجه حسين العديد من المشاكل، بسبب الشعار وما تضمنته الملازم من أراء نقدية للتراث الزيدي، والمشكلة الأولى التي ووجه بها حسين والمتأثرون به هي أن الكثير من الناس لم يتقبلوا رفع الشعار عقب الجمعة في الجوامع وبالذات مع اتجاه الدولة المعادي له منذ البداية، فقد تم اعتقال العديد ممن كانوا يرددون الشعار حتى وصل العدد الى 800 معتقل قبل الحرب الأولى عام 2004وهم من رافعي الشعار في الجامع الكبير بصنعاء فقط، منهم من بقي أسير السجون لسنوات وبعضهم يقال انه لا يزال، ومنهم من أفرج عنه بعد فترة طويلة، ومنهم من لاقى أشد أنواع التعذيب، وقد كانوا في الغالب يرفضون الالتزام بعدم ترديد الشعار في مقابل الخروج من المعتقل ويطلبون أمرًا من(سيدي حسين)، وترديد كلمة (سيدي حسين) والصلابة التي أظهرها المعتقلون على غير عادة المعتقلين في الأمن السياسي أقلقت السلطة.

 مع الرئيس في خط واحد

*قيل أن الجماعة رددت هذا الشعار أثناء لقاء بالرئيس، فيما يرى بعضهم أنهم كانوا قريبين من الرئيس أثناء مرحلة التأسيس؟

 - أُستقبل الرئيس بترديد الشعار وهو في طريقه للحج عندما توقف في مسجد الإمام الهادي لصلاة الجمعة وأراد أن يلقي كلمة، إلا أن ترديد الشعار حال بينه وبين ذلك، فبدأ كما تردد في طلب حسين للمثول أمامه في صنعاء كعادته في التعامل مع أي ظاهرة جديدة ليعرف نواياه. ولكن حسين كان قد انقطع عن العاصمة وتوجس خيفة من احتمال قيام الولايات المتحدة باغتياله، لم يكن يتصور أنه على خلاف مع الرئيس بل أعتقد أنه والرئيس في خط واحد وهو خط الممانعة الرافض للهيمنة الأميركية، وأنه يخدم التوجه العام الذي يحصن اليمن من أي غزو محتمل، ولذلك كان يؤكد على أنه مع الرئيس وأنه أخلص له من بعض من حوله، وقد جاء هذا المعنى صريحا في رسالته التي حملها السيد غالب المؤيد والشيخ صالح الوجمان وأخيه يحيى بدر الدين الحوثي، بل أنه أكد أنه يقدره تقديرًا كبيرًا، وحسين الحوثي لمن يعرفه لا يكذب فقد كان قريبًا من الرئيس خصوصًا في الفترة التي سبقت وعقبت استقالتهم من حزب الحق ، فقد كان رهانه على الرئيس باعتباره مناضلا عروبيًا وطنيًا استثنائيًا، حتى أن الأخ عبد الكريم الحوثي فسر اندفاعهم بتعبئة الناس ضد الهيمنة الأميركية والإسرائيلية أنها تصديقًا وتأثرًا بمواقف الرئيس وتصريحاته ألرافضة للاحتلال الأميركي للعراق والهيمنة والعربدة الإسرائيلية حتى لقب حينه من قبل تيار المقاومة بفارس العرب خصوصا بعد مطالبته بفتح حدود مصر أو دول المواجهة للمتطوعين والجيوش العربية وخلقت هذه التصريحات أزمة مع النظام في جمهورية مصر العربية، ولم يكن لحسين أو أتباعه بل والتيار الزيدي عمومًا أي مشكلة مع الرئيس بل بالعكس، فقد اقتربوا منه كثيرًا وشعروا بأنه سندا لهم لدعمه لحقهم في تدريس المذهب الزيدي، وحماهم مما كانوا يتعرضون له من قبل الأجهزة الأمنية قبل الوحدة، وبعد1994م وأعاد السيد بدر الدين من إيران، وضمن أمنه الشخصي وحريته، وكان للمرحوم العلامة عبدالله الصعدي والمرحوم اللواء مجاهد أبو شوارب والمرحوم يحيى المتوكل والدكتور عبد الكريم الارياني وللواء يحيى الراعي، واللواء عبد الملك السياني وغيرهم الدور الأكبر في التقريب بين الزيدية عمومًا ومنهم حسين ووالده والشباب المؤمن والرئيس علي عبدالله صالح، وحمل اللواء علي محسن الأحمر وحلفائه مسئولية كلما واجهته الزيدية من قمع، وحجر وتضييق، وأعتقد أن استقالتهم من حزب الحق كانت خطوة من خطوات التقارب مع السلطة لأن أولوية الأخوة في صعدة لم تكن للنشاط السياسي الحزبي بل الدعوي الفكري، والسلطة فيما يبدوا كانت عازمة على تفكيك حزب الحق كي يصبح التيار الزيدي مناصرًا لها في مواجهة التجمع اليمني للإصلاح الذي توحد في نظر الكثيرين بما كان يطلق عليهم الوهابيين لأنهم منهجيًا تبنوا المعاهد العلمية وكانت مناهجها ضد المذهبية، واعتمدت على كتب ومنهج أهل الحديث وفكر ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد عبد الوهاب، بوعي أو بدونه. 
 
الانصراف عن القرآن

* كانت هناك بعض الآراء التي كشفت عن منحى متطرف في منهج حسين الحوثي الفكري أو الدعوي؟

- وجدت مشكلة تمثلت في بعض الآراء التي أفصح عنها حسين في محاضراته والتي لم يقبل بها العديد من الزيدية والمتعلقة بتقييمه النقدي لبعض مفردات التراث الزيدي المدون في كتب أصول الفقه والدين وفي الإفراط في اعتبار التراث هو الدين والانصراف عن القرآن الكريم، وعلى الرغم من أن تلك القضايا لم تكن المحور الرئيس لمحاضرات حسين إلا أن الأنظار كانت غالبًا تتوجه إليها ، بسبب الطابع النقدي لأغلبية العلماء خاصة عندما يتعلق الموضوع بقضايا فكرية ، وبأسباب أخرى ربما كانت الدولة المحرك الرئيس لها .

هذه المشكلة دفعت بعض العلماء إلى استنكار تلك الأفكار التي كان يطرحها السيد حسين خاصة المتعلقة بأصول الفقه وأصول الدين، فأصدروا بيان استنكار لتلك الأفكار بعد تحرك من بعض أجهزة الدولة، بالاستعانة بالسذخ من العلماء الذين باتت المداراة سمتهم وسمتهم ويعيشون على فضلات موائد السلطة من خلال علاقتهم بمن أطلق أتباع حسين فيما بعد عليهم بزيدية اللجنة الدائمة (في الحزب الحاكم)، كالأخوة أصحاب المعالي الوزراء(أحمد الكحلاني وأحمد عقبات وحمود عباد وإسماعيل الوزير ويحيى الشامي) وغيرهم من شباب الزيدية المتحمس للمؤتمر الشعبي والمؤمن بمنهجه السياسي والمراهن على الرئيس علي عبدالله صالح) وقد وعدوا بأن البيان سيكون المخرج الوحيد من ضربة عسكرية محتملة على حسين الحوثي وعلى الزيدية، لكن استغل هذا البيان أسوأ استغلال.

*هل يمكن أن تعود بنا إلى بداية الحرب الأولى، ومجرياتها؟

- كانت البداية في حملة مكونة من18طقما نزلت على مجاهد حيدر لإيصاله إلى صنعاء فاكتفي بالتزامه بالحضور عقب مغادرة الحملة فوجهت الحملة لمران لقربها من الجوف ووصلت يوم17يونيو2004 وتزامن مع وصولها مران انتشار عسكري في ضحيان والطلح، وتدخل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر من الرياض وتحرك الكثيرون ممن استشعروا خطر تفجر الوضع وتواصلوا مع الرئيس لطلب مهلة تتاح فيها الفرصة لوصول حسين الحوثي إلى صنعاء، ومنح الرئيس الشيخ24ساعة. لكن مجموعة مسلحة قامت باستهداف نقطة أمنية في مدخل مدينة صعدة وقتلت3 من أفرادها فأشعلت الحرب، مع أنه أتضح فيما بعد أن الفاعلين من مهربي المخدرات.
 
كانت الحملة تحت قيادة اللواء علي محسن الأحمر، المحسوب عند أهل صعدة على التيار السلفي، وكانوا يحتمون منه بالرئيس الذي أقام معهم علاقة مباشرة بقصد التوازن الذي يجيده ويعتمد عليه، وكان محافظ المحافظة يحيى العمري من أسوأ من تولى إدارة محافظة على الإطلاق، فقد أستفز أبناء المحافظة عمومًا والزيدية بوجه خاص حتى أنه عمد إلى تلطيخ اللوحات التي تحمل كلمة إمام المقترنة بالحسين أو الإمام علي أو الإمام الهادي، وكان يستفز ويسخر من الهاشميين ويستهدفهم وظيفيًا حتى أنه قطع رواتب المعلمات الهاشميات وقال لهن كما تواتر عنه اذهبن إلى جدكن محمد يعطيكن الرواتب، المهم اشتعلت الحرب في18يونيو2004 وصاحبتها حملة إعلامية مهولة صوّرتها وكأنها حرب وجوديه للنظام الجمهوري وللسنة و للزيدية وللسلم الدولي ولاستقلال اليمن وللمقدسات الدينية الإسلامية الزيدية والسنية، لأن حسين (أتهم بكل التهم التي وجهت للخوارج على النظم الإسلامية المختلفة فهو مدعي للنبوة والمهدية والإمامة وهي شيعي إمامي رفع إعلام حزب الله في مران بدلا عن إعلام اليمن ويمثل خطرا على امن اليمن والمملكة، وهو بترديد أتباعه الشعار يفرض على الولايات المتحدة احتلال اليمن إن لم يخرس، وهو يريد عودة بيت حميد الدين) أحصاها أحد المهتمين حينها ب25تهمة متناقضة غالبًا فيما بينها.

والحملة الإعلامية كشفت عما هو ابعد من مجرد استهداف حسين بدر الدين الحوثي لأنه ابتدع ترديد الشعار، فقد ذهب بعضهم إلى استثمار الحدث ليستهدف الوجود الزيدي فحول الحرب ضد الزيدية والهاشميين حتى وصل الأمر إلى اقتحام منزل وزير العدل المقرب من الرئيس القاضي احمد عقبات، وشهّر بأمين العاصمة أحمد الكحلاني ، وهونسب الرئيس، والد أحدى زوجاته، و عضو مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي، ونشر في صحيفة مقربة من الأسرة الحاكمة(الشموع) أنه أعتقل في المطار للاشتباه به بتهمة الحوثية لمجرد أنه هاشمي رغم ولائه المطلق للرئيس وقربه منه آنذاك، وأتهم بتوظيف الهاشميين في الأمانة ونشرت قوائم بأسماء الهاشميين، حتى من ماتوا أو وظفوا قبل أن يعين الكحلاني في أمانة العاصمة، وكان هدف الحملة هو التحريض ضد الهاشميين وإظهارهم كخطر على اليمن واليمنيين وخلق اصطفاف شعبي ضدهم على أساس سلالي، فظهرت أو عادت مفردات (الوافدون الضيوف من لم يرعوا حقوق الضيافة المطرودون من بلدهم الأصلي، الفرس الصفويون) مقترنة بالحديث عن الهاشميين في مجموعهم، ولم تستثن أحدًا، الأحياء والأموات، بدءًا من الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وانتهاء بالمعاصرين من الرموز المحترمة كالعلامة السيد محمد بن محمد المنصور والعلامة الزاهد حمود عباس المؤيد، كما فعلت جريدة الدستور، مرورا بالمرحوم يحيى محمد المتوكل، ولم يسلم منها حتى (أدوات) النظام كحمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد رغم ابتذاله في التقرب لعلي محسن أو ما كان يعرف جناح علي محسن، وتعرض الهاشميين الزيدية ومن اظهر أي تعاطف مع مظلوميتهم للاعتقال، فأعتقل تلاميذ العلامة مجد الدين المؤيدي، ومنعت كل كتب الزيدية.

وقد ساعد طول أمد الحرب التي لم يكن متوقعًا لها إلا أيام (24) ساعة كما وعد الرئيس من قبل من دفعوه للمعركة، ساعد إلى دخول عناصر قوى عديدة أرادت استثمار الحرب. وتحولت المعركة إلى حرب بين قوى متحالفة أرادت تصفية حسابات ضد بعضها إما بهدف إضعافها أو تعزيز مواقع على حساب الهاشميين والزيدية من جهة الذين كانوا على الأقل من بعد حرب1994م في مجموعهم حلفاء للرئيس علي عبدالله صالح في مواجهة جناح علي محسن وحلفائه من المشايخ والسلفيين، وكانوا قاعدته الانتخابية المنظمة كما كانوا كموظفين في الجهاز الإداري والقضائي و ألأمني والعسكري المخلصين للرئيس وللنظام خوفًا من مجيء السلفيين ودفعًا لتهمة عدم الولاء التي كانت سيفًا مصلتًا على رقابهم،

بل إنّ الحرب على حسين ومران، مع أن القرار هو قرار الرئيس علي عبدالله صالح، كانت موجهة ضد قاعدة الرئيس الانتخابية ومن حرض الرئيس للحرب أراد أضعاف العلاقة بين الرئيس والهاشميين، و الزيدية ليحل محلهم في الوظيفة العامة وكي تخلو الساحة من أي مقاومة فكرية لانتشاره، وقد أشتهر أن بعض رموز السلفيين شاركوا في إدارة العمليات العسكرية، وسعوا بكل ما أتوا من قوة إلى عزل الهاشميين و الزيدية بجر حلفائهم من القوى السياسية إلى تبني نفس الموقف من الهاشميين. ومع أن الهدف إيصال حسين إلى صنعاء قهرا إلا أنها تحولت إلى قتل حسين والسيطرة العسكرية السلفية على منطقة حدودية مهمة وكانت الدولة تظن أن الحملة ستنتهي سريعًا ، ولكنها فوجئت كما فوجئنا جميعًا باستماتة منقطعة النظير.

وأصدر العلماء بياناتهم ورسائلهم يحرّمون فيها سفك الدماء ، ويوجبون إيقاف الحرب ، ولكن القادة العسكريين استمروا ،في الحرب وواصل القادة القصف والضرب والقتل تزامن هذا مع الاعتقالات التي طالت كل زيدي نشط ومنعت الكتب الزيدية بما فيها شرح الأزهار الذي كان مرجعا للقضاة وطال الاستهداف شباب صنعاء الذين نظمهم المؤتمر ممثلا بمطهر تقي وعبد الرحمن الاكوع وأمانة العاصمة.

وحوكم يحيى الديلمي ومحمد مفتاح بجريمة تنظيم اعتصام ضد الحرب والعمل على نشر والترويج للمذهب الزيدي واعتقل القاضي لقمان وحوكم بتهم منها إنكاره لحديث أن النبي بال واقفا ومشاركته أبناء حراز في إحياء الاحتفال بالغدير الذي لم ينقطع الاحتفال به منذ مئات السنين .

ولهذا استمرت80 يوما وقد حاولت بعض القيادات العسكرية أن تشمل ضحيان والطلح ونشور، إلا أن الرئيس جنب ضحيان وحصرها في مران، كما حصر المشكلة في البداية مع(حسين فقط) ولذلك تعامل مع العلامة بدرالدين كوسيط ومرجع مثله مثل العلامة السيد محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة أحمد محمد الشامي (كان وزيرا للأوقاف وأمينا عاما لحزب الحق) والعلامة السيد أحمد عقبات وزير العدل، وحرص،رغم الخطاب التعبوي العنصري الذي تبناه بعضهم، على أن يجنب البلد الانزلاق في الصراع المذهبي العرقي، وكانت علاقته بالهاشميين حتى ذلك الحين إيجابية كما عبر عن ذلك في لقائه بالعلماء عقب بدء الحرب بأنه نسب وصهر (كان متزوجًا بابنة السيد أحمد محمد الكحلاني، أمين العاصمة وشقيق مدير المؤسسة الاقتصادية وهما بالإضافة إلى الكثير من الرموز الزيدية الهاشمية كالعميد يحيى محمد الشامي المحافظ والقائد العسكري، واللواء علي محمد صلاح بندق عدال الرئيس كما يوصف ورجل المهمات الخاصة بحل المشاكل القبلية مع أي وحدة عسكرية، واللواء محمد القاسمي، رئيس الأركان آنذاك وهو من أقرب المقربين من الرئيس ونجله أحمد، والعلامة أحمد عبد الرزاق الرقيحي واللواء عبد الملك السياني وزير الدفاع السابق والمثقف الزيدي، وأحد أهم قنوات الاتصال بين الرئيس والعلماء، وإسماعيل بن أحمد الوزير أهم المستشارين القانونيين، إضافة إلى الكثيرين ممن كان ولاؤهم، ولا يزال بعد الله، للرئيس علي عبدالله صالح لأنهم كانوا يروا فيه الضمان لعدم طغيان المد العنصري المذهبي ضد المذهب والهاشميين.

وقد استجاب هؤلاء وحاولوا حصر القضية في مران والمشكلة مع حسين، وتبنوا التضحية به وتركه لمصيره، كي لا يتيحوا للجناح الآخر للسلطة الفرصة ليحقق كل أهدافه، لكن الجناح الذي سعى للحرب والوقيعة بين الزيدية والرئيس، وعمل حاجز من الفولاذ عمد بالدم والمعتقلات والمحاكمات والملاحقات، تمكن من خلال تطويل أمد الحرب إلى تسميك وتمتين جدار القطيعة، مستعينًا بالفبركات الإعلامية واختلاق الأخبار، وصناعة الرأي العام أو لنقل تزويره ونقله للدوائر المحيطة بالرئيس، والرئيس شخصيًا، ساعدهم على ذلك مواقف وردود فعل بعض شباب الهاشميين في المعارضة، إما في شكل كتابات أو تصريحات، نقلت بعد تحريفها، والأهم الحاجز النفسي الذي بني على الثقافة المجتمعية القبلية والمذهبية التي تعاملت مع الهاشميين والزيدية في موقفهم مما يحدث كموقف القبيلة أو المذهب المتعصب ألإقصائي، أي حدث نوع من الإسقاط على الهاشمي والزيدي، وتحسس منه نتيجة للإساءة إليه (من أساء أستوحش).

 إيران وحزب الله

*أنت هنا تعمم بشكل كلّي؟

- التباين كان واضحًا بين موقف الرئيس وموقف اللواء علي محسن والأجهزة التي تلتقي معه بما في ذلك والسلفيين وآلته الإعلامية والتنظيمية كانت أشد ضراوة في اختلاق التهم، وتلفيق الإشاعات وإنتاج الكتب والأدبيات الدعائية ضد الشيعة وخطرهم وربط حسين الحوثي والزيدية بإيران وحزب الله، وأنتجت صورا جمعت بين حسين بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله وعرضت على الرئيس، لإثارة مخاوفه من المد الجعفري المستند على انتصارات حزب الله والمكانة العظيمة التي أحتلها رمز المقاومة الإسلامية السيد نصر الله في نفوس اليمنيين وعبروا عنها برفع صوره في المحلات وعلى السيارات والمركبات في مختلف المناطق اليمنية بما فيها الشافعية.

واختلقت ماكينة خصوم الزيدية والهاشميين في الجيش والأمن والمؤسسات التعليمية والإعلامية أكاذيب عن التحصينات التي بناها الإيرانيون وعن المقاتلين اللبنانيين(حزب الله) الذي يقاتلون مع الحوثي وعن الدركترات والدكاكات ومعدات الهندسية الميكانيكية التي حصل عليها الحوثي و بها يبني تحصيانته، وعن الأسلحة المتطورة التي يملكها الحوثي،مع أنه كما ثبت لم يستخدم إلا البندقية الآلي والفردي، وعن رفع أعلام حزب الله بدلًا عن العلم الرسمي لليمن، ونقبت كتب الملاحم والفتن لتتحدث عن( راية اليماني الزيدية التي يقودها حسين من قرعة بخولان عامر)
وألفت الكتب والمقالات للزبيري والشوكاني والبتول، والتحقيقات التي كتبها سعيد ثابت سعيد وأمثالهم والعشرات من المبتدئين أو الأسماء المستعارة، تنظر للحرب كضرورة دينية وطنية شوفينية على أساس سلالي تعتبر الهاشمي وافد غريب رافضي صفوي ما لم يكن مجاهرًا بعدائه للزيدية ويقبل بالدونية السياسة والدينية بأن يكون عبدا طائعًا للتنظيم أو سلفيًا متعصبًا ضد التشيع والشيعة ورموزهم، وتخصصت إصدارات صحفية كالشموع وأخبار اليوم والناس في التحريض على الحرب حتى آخر جندي وآخر زيدي، ورغم أن تمويلها من دار الرئاسة والفرقة والمؤسسات الحكومية المحسوبة على المؤتمر، إلا أن كتاب الشموع وأخبار اليوم كلهم ينتمون للحركة السلفية ويتحركون ضمن الإستراتيجية الإعلامية للسلفيين، ويوالون من يوالي اللواء علي محسن ويعادون من يعادي ويقصون من يقصي، ويتبنون معاركه ولكن بلسان الرئيس وسنحان وعبد الرحمن الاكوع،

يهمنا هنا أن نؤكد على أن طول الحرب مكن خصوم الرئيس من توسيع الهوة بينه وبين الزيدية والليبراليين والحداثيين واضعف قواه وأجل المعركة التي كانت قد شرعت ضدهم من المؤتمر، وحققوا مكاسب من الحرب بأن حلوا محل المبعدين من الهاشميين في مواقع الجهاز الإداري والأمني والعسكري، وفككت روابط العلاقة بين الزيدية والهاشميين والرئيس، وقطعت معظم جسور العلاقة بينهم.

 إقحام الشيعة في العالم

* كثيرون يعيدون تكوين جماعة الحوثي إلى انشقاق وقع عام 1994 في حزب الحق الذي تشغلون فيه منصب الأمين العام.. حيث كان قائد الجماعة الراحل حسين الحوثي عضوا في الحزب وأنتخب في البرلمان ضمن إحدى دوائره.. كيف تقرأون أنتم نشؤ هذا التنظيم المسلّح؟

- اولًا أتحفظ على مصطلح تنظيم مسلح فيما يتعلق بالنشأة، صحيح الآن أصبح تنظيماَ مسلحًا ولكنه في البداية لم يكن كذلك، وبالنسبة إلى الخروج من الحزب فقد أجاب يحيى الحوثي وهو في إجابته هذه كان دقيقا بأنهم تعرضوا لضغوط كبيرة من السلطة بل إلى حرب ليخرجوا من الحزب ففعلوا لعل السلطة تتوقف عن الحرب ضدهم، ولكن الجماعة كحركة مع الشعار وارتباطها بحسين لم تبدأ إلا عقب عودته من السودان، عام 2000-2001.

*تتهمكم السلطة سواء في حزب الحق، أو في أحزاب اللقاء المشترك، بالتعاطف مع الحوثيين وبالتالي ترفض أي مبادرات من قبلكم لحل المشكلة؟

- السلطة تتهمنا بكل تهمة، وترفض أي حل عن طريقنا أو عن أي طريق.

*الكثير من المؤشرات تؤكد وجود تدخل خارجي في الحرب الجارية، كيف تنظرون إلى أطروحات الخروج من لأزمة في ظل هذه التدخل؟

- التدخل الخارجي مؤشر خطير لأنه يفقدنا القدرة على حل مشاكلنا، وكان لبعض دول الجوار دور في الحرب الأولى ولكن المشكلة منا نحن في الداخل، أما إيران، فالخطاب الإعلامي المذهبي أقحم كل الشيعة في العالم، لأنه صوّر المعركة وكأنها ضد الشيعة الأمامية، لأن الحرب الأولى على حسين والحرب التالية كانت تحت عنوان انشقاق الحوثيين عن المذهب الزيدي وتحولهم إلى شيعة جعفرية فشعر كل شيعي جعفري أنه مستهدف، ومع هذا وقعت إيران اتفاقًا إعلاميًا مع الحكومة ألا تنشر إلا ما ينشر من وسائل الإعلام الرسمية والتزمت به لكن السلطة لم تتردد بين وقت وآخر من توجيه التهم للحكومة الإيرانية أو للمرجعية بأنها تقف وراء المشكلة، وتعاملت مع حرص الحكومة الإيرانية على تحسين علاقتها مع الحكومة اليمنية باستهانة ولم تدرك التغير الذي حدث نتيجة للهجمة الإعلامية الممولة من بعض دول الجوار، فكانت ردت الفعل الإيرانية الإعلامية في الاهتمام بالحرب، ومع هذا أؤكد انه لا توجد أي علاقة مع إيران، ولا يوجد أي دعم إيراني، لكني لا أستغرب مستقبلاَ أن تحاول الحكومة الإيرانية ذلك، لأنها لن تخسر صديقاَ، فالعداء المعلن لها سعودياَ ويمنياَ قائم، و قد تربح حليفا تساوم به وعليه.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,148,664

عدد الزوار: 6,757,146

المتواجدون الآن: 121