أوباما.. هموم الولاية الثانية، تمتد من فلسطين إلى سوريا وإيران.. فأفغانستان وحتى التبت.. وقضايا داخلية ساخنة وانقسامات

تاريخ الإضافة السبت 10 تشرين الثاني 2012 - 7:34 ص    عدد الزيارات 800    التعليقات 0

        

 

أوباما.. هموم الولاية الثانية، تمتد من فلسطين إلى سوريا وإيران.. فأفغانستان وحتى التبت.. وقضايا داخلية ساخنة وانقسامات

واشنطن: محمد علي صالح .... يظل الرئيس باراك أوباما، بعد أن فاز للمرة الثانية برئاسة الولايات المتحدة، واحدا من الرؤساء الأميركيين، القلائل الذين حكموا لفترتين رئاسيتين، ليصبح زميلا للرؤساء الأوائل الذين أسسوا البلاد. وعلى الرغم من أن الفوز بالولاية الثانية يدخله التاريخ من أوسع أبوابه، فإن هموم هذه الولاية الأخيرة، تبدو أكبر.. وأكبر من الأولى. فالأزمات المالية والاقتصادية والسياسية والانقسام المتسع في الكونغرس، داخليا، وقائمة المطالب الدولية الممتدة من سوريا وفلسطين وإيران وأفغانستان.. تجعل العبء أثقل على كاهل رئيس أكبر دولة في العالم.
قبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تنافس فيها أوباما مع الجمهوري ميت رومني، أوضحت استطلاعات الرأي في كثير من مناطق العالم، تفضيل أوباما على رومني. والآن، وقد فاز أوباما، صار يواجه، ليس فقط التحديات الداخلية، ولكن، أيضا، التحديات الخارجية. فقائمة المطالب لا تنتهي.. أبرزتها برقيات التهاني لزعماء العالم والتي نشرتها «الشرق الأوسط»، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا لإنجاز تسوية دائمة في الشرق الأوسط على أساس مبدأ حل الدولتين، فيما طلبت حماس وقف الانحياز لإسرائيل، والجامعة العربية طالبته بالسعي من أجل إقامة دولة فلسطينية. أما إسرائيل فطالبت بضمان أمن شعبها، والمعارضة السورية تمنت عليه وضع الأزمة السورية في الأولوية. أما طهران فوضعت الحواجز والمتاريس أمامه، بقولها «إن الأميركيين لن يتمكنوا من الحصول على تنازلات من الشعب الإيراني من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات، بعد جرائم العقوبات التي فرضها أوباما عليهم».
وفي الخرطوم طالبوا برفع العقوبات الاقتصادية، والصوماليون طالبوا بدعم السلام في بلادهم. أمام طالبان فقد دعته للاعتراف بالهزيمة وسحب قواته من أفغانستان.
وتطول قائمة المطالب إلى التبت والصين والفاتيكان الذي يدعو لترسيخ السلام العالمي، وإلى فنزويلا وكوبا اللتين تطالبان بتغيير النهج الأميركي، وكذا أفريقيا المفعمة بالحروب، والأزمات الاقتصادية والسياسية، فيطالب عدد من زعمائها تدخلات أميركية خاصة في مالي التي تتطوقها المشكلات.
وفي إشارة للدلالات الدولية، فإن أوباما تلقى اتصالات من عدد من زعماء العالم للتهنئة بالفوز، من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس المصري محمد مرسي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة البرازيل دلما روسيف، والرئيس كولومبيا جوان مانويل سانتوس، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر، ورئيسة وزراء أستراليا جوليا غيلارد، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرسن فوغ راسموسن، حسب قائمة نشرها البيت الأبيض أمس.
كثير من المراقبين يرون أن الفترة الثانية لأوباما، ربما لن تكون بتلك الصعوبة، كما في الأولى، باعتبار أن الرئيس سيكون حر اليدين، وغير مكبل بعقدة «إعادة انتخابه»، ولكن آخرين يرون أن وجود كونغرس منقسم، وأزمات مالية واقتصادية متفاقمة تنذر بخطر كبير، وتعقيدات الملفات الدولية، يجعل من المهام المقبلة، وحلولها، أشبه بمهمة مستحيلة.
* أعقد القضايا:
يرى كثير من المراقبين أن أعقد تحد يمكن أن يواجه الرئيس الأميركي، هو القضية الإيرانية. فأوباما سيكون في مواجهة التعنت الإيراني التاريخي.. لكن، ربما تتيح إعادة انتخابه فرصة جديدة للتفاوض في الوقت الذي يتعرض فيه النظام الإيراني الحاكم لضغوط اقتصادية بفعل العقوبات. وبعد أن قاوم أوباما الذين يدفعون الأمور في تجاه الحرب مع إيران (في الولايات المتحدة وفي إسرائيل) وبعد أن تحرر من ضغوط الانتخابات، يبدو أكثر حرية للسعي نحو تسوية دبلوماسية في الوقت الذي يواصل فيه التهديد بمزيد من العقوبات الأشد صرامة. وكان البيت الأبيض قال، في الشهر الماضي، إن المحادثات الثنائية مع إيران (قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن منذ ثلاثة عقود) خيار يدرس.
ويواجه أوباما، ليس فقط هذا التحدي الإيراني، ولكن التحدي الآخر المرتبط به ارتباطا وثيقا، وهو الإسرائيلي. وربما سيسعده تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في مقابلة تلفزيونية (بعد إعلان فوز أوباما) بأن إسرائيل لن تعارض محادثات بين الولايات المتحدة وإيران مع شروط صارمة. وقال باراك: «إذا قررت الولايات المتحدة الحديث مع إيران خلال فترة محدودة وقصيرة نسبيا، وفقط للتأكد إذا كان ممكنا حملها على وقف برنامجها النووي، لا نرى غضاضة في ذلك».
وكان نتنياهو، قال في بيان مقتضب هنأ فيه أوباما، «سأواصل العمل مع الرئيس أوباما لضمان المصالح الحيوية لأمن المواطنين الإسرائيليين.»، لكنه قال أيضا: «إذا لم توجد وسيلة أخرى لإيقاف إيران، إسرائيل مستعدة للتحرك».
وفي الحقيقة، فيما يخص إسرائيل، لا يواجه أوباما التحدي الإسرائيلي فقط، ولكن يواجه أيضا التحدي الأكبر وهو تحدي اللوبي اليهودي في الكونغرس. وعلى الرغم من أن أوباما لن يحتاج لأصوات وأموال اليهود لحملة رئاسية أخرى، تظل في الكونغرس قلعة يهودية عملاقة.
لا توجد قلاع، عملاقة أو غير عملاقة، في الكونغرس تدافع عن مصالح العرب والمسلمين. لهذا، يقدر أوباما أن يخفف من مظالم العرب والمسلمين. مثل مظالم الباكستانيين، خاصة بسبب ضربات طائرات «درون» للمدنيين في بلدات تسيطر عليها «القاعدة».. وكان الباكستانيون من شعوب قليلة قالت إنها تفضل فوز رومني، ليس لأن رومني أفضل، ولكن، تعبيرا عن غضبهم على ضربات «درون».
وفي أفغانستان، يواجه أوباما تحديا كبيرا لأنه التزم بسحب القوات الأميركية بعد سنتين، ولم يحدد تفاصيل خطته لما بعد الانسحاب. وبعد فوزه أول من أمس، وجه زعيم المعارضة الأفغاني البارز أحمد ضياء مسعود نصيحة له، في فترة رئاسته الثانية، بتطهير السياسة الأفغانية قبل الانتخابات المقبلة في أفغانستان، أو «المجازفة بنشوب حرب أهلية في البلاد.» وقال مسعود إن عددا من العوامل قد تفجر صراعا داخليا جديدا بعد انسحاب القوات الأجنبية. منها مخاوف متنامية، وليست خيالية، من عودة حركة طالبان للسلطة.
ويأمل الأفارقة خيرا في أوباما، بعد أن خيب آمالهم في المرة الأولى. وفي وطن والده، كينيا، سهر الكينيون الليل وهم يرقصون ابتهاجا، ويأملون في «بداية جديدة» لعلاقاته مع أفريقيا. ويشعر كثير من الأفارقة أن أوباما لم يكن على مستوى حماسهم الهائل عندما فاز بالرئاسة قبل أربع سنوات. وكان كرر الالتزام الأميركي أثناء فترته الأولى نحو أشد قارات العالم فقرا.
وفي كوبا، تنفس الكوبيون الصعداء بعد فوز أوباما. وعبروا عن أملهم في أن يحقق في فترته الرئاسية الثانية تغييرا في السياسة الأميركية تجاه كوبا انتظره منه كثيرون بعد أن فاز أول مرة. وأيد الكوبيون أوباما خوفا من أن يكون المرشح الجمهوري رومني نسخة ثانية من الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن الذي شدد حظرا تجاريا مفروضا منذ فترة طويلة على كوبا، ووتر العلاقات مع الحكومة الكوبية أثناء فترة بقائه في البيت الأبيض.
وفي الصين، أيضا تنفس الناس الصعداء لأن رومني كان قال إن الصين عدو أميركا الرئيسي، وإنه سيبني مزيدا من حاملات الطائرات الأميركية لمواجهة طموحات الصين في شرق المحيط الهادي. وقالت وسائل إعلام صينية رسمية إن العلاقات مع الولايات المتحدة «لم تكن مستقرة» خلال الولاية الأولى لأوباما، وإن الثقة المتبادلة «تدنت». لكن، «يتيح انتخابه لولاية ثانية فرصة لإعادة العلاقات إلى مسارها المتوقع». وأظهر تعليق نشرته وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) بعد فوز أوباما شعورا بالارتياح، بينما بدأ زعماء الصين عملية لانتقال السلطة. لكن، أقرت الوكالة بأن القضايا الخلافية بين أكبر وثاني أكبر اقتصاد في العالم «ما زالت قائمة».
وتنفس الصعداء الروس أيضا. وكان رومني اتهم أوباما بأنه يتساهل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأول من أمس قال المتحدث باسم بوتين إن بوتين يرحب بفوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بفترة ثانية. ويأمل أن يكون لهذا الفوز أثر إيجابي للعلاقات مع الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن بلاده مستعدة للتعاون مع إدارة أوباما الجديدة إلى أي أقصى حد يمكن أن تصل إليه واشنطن.
* تحدي دول الربيع وبالنسبة لدول «ربيع العرب»، أيضا يواجه أوباما تحديا، وذلك لأنه كان أكثر من الحديث عن دعم الديمقراطية. ثم انشغل بالانتخابات. وها هي دول «ربيع العرب» تنتظره، ليوفي بوعوده، ويساند ديمقراطياتها، ويقدم لها مساعدات أكثر. وكان الرئيس المصري محمد مرسي هنأ أوباما بفوزه. وقال، في برقية التهنئة، إنه يأمل «في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين لخدمة أهدافهما المشتركة في العدل والحرية والسلام».
أما التحدي الأضخم فهو الحرب في سوريا، والتي ربما ما كانت ستستمر لو لم يدعم الروس الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى الرغم من أن أوباما كرر بأن نظام الأسد زائل لا محال، فإنه انشغل مؤخرا بالحملة الانتخابية. والمتوقع الآن أن يكثف أوباما جهوده مع الدول الغربية، وخاصة حلف الناتو، وخاصة تركيا، للتحرك لمزيد من الضغوط (خاصة العسكرية) على نظام الرئيس الأسد.
ويواجه أوباما التحدي الفلسطيني القديم، الذي كان حاول مواجهته عندما ذهب إلى القاهرة سنة 2009، وتعهد بالضغط على إسرائيل. ثم لم يقدر بسبب قوة اللوبي اليهودي في الكونغرس. وأول من أمس، ذكره الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتعهد القديم. وقال في رسالة تهنئة: «أتطلع إلى مواصلة العمل والتعاون لتحقيق السلام. وأجدد التطلع الجاد لمواصلة العمل والتعاون المشترك لإنجاز تسوية دائمة في الشرق الأوسط، ولتحقيق السلام العادل والدائم على أساس مبدأ حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان بأمن وسلام وتعايش مشترك واحترام متبادل».
ولكن في مقابل كل ذلك يظل فوز أوباما بولاية ثانية، دافعا قويا له في تحقيق إنجازات. يقول روبرت داليك، وهو ربما يكون أهم خبير أميركي في شؤون تاريخ الرؤساء الأميركيين، وكتب عشرين كتابا تقريبا عنهم: «صعب جدا الفوز برئاسة ثانية. والسبب الرئيسي هو أننا، الأميركيين، نفضل ألا يدوم ولاؤنا لشخص مدة طويلة (أي شيء يذكرنا بالملكية). نعم، نريد أبطالا. لكننا نريد أبطالا لا يسيطرون علينا.. نحن نرفض الاستعلاء، ونحب المساواة».
وقال صمويل بوبكين، وهو أيضا متخصص في الرؤساء الأميركيين، ويدرس العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا (في سان دييغو) إن هناك عاملين ساعدا أوباما على الفوز مرة ثانية، أولهما شخصيته التي لا تدل على الاستعلاء. ثانيا: قيادته للحملة ضد العاصفة «ساندي» قربته مع المواطن العادي. وأيد داليك بوبكين. وقال: «في المناظرات التلفزيونية تتناظر كلمات ضد كلمات.. لكن، عندما واجه أوباما العاصفة (ساندي)، برهن على أن الكلام سهل، وأن العمل هو الأهم».
وأيدهما كارل روف، مستشار رومني (كان مستشارا في البيت الأبيض لثماني سنوات للرئيس بوش الابن). قال روف: «خلال مواجهة الإعصار ساندي، كان أوباما، ليس القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن القائد الأعلى للعطف على المواطنين». وقال داليك إن أوباما، أيضا، زاد فرص إعادة انتخابه عندما فشل في المناظرة التلفزيونية الثانية ضد رومني. «كان بشرا». ثم عاد وكسب المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة. مثله مثل الرئيسين الجمهوريين رونالد ريغان وبوش الابن.
* مساوئ ومحاسن الفترة الثانية تقول جين مايار، وهي صحافية عريقة، تعمل الآن في مجلة «نيويوركر»، وكانت تعمل في صحيفة «وول ستريت جورنال»: «ترشح أوباما للرئاسة مرة ثانية، وفاز، ولم يعلن للناس أنه يعلم الغيب.. ولا يعتقد أنه يعرف ماذا سيحدث له؟ وهل ستكون رئاسته الثانية خيرا أو شرا؟»، وتضيف «يقول السياسيون، ويقول الخبراء، إن الرئاسة الثانية يمكن أن تحول (الرئيس الناجح) إلى (الرئيس العظيم). لكن، يمكن للرئاسة الثانية أن تحول (الرئيس الناجح) إلى (الرئيس الفاشل)».
وكتبت: أولا: «في سنة 1996، ترشح الرئيس كلينتون للمرة الثانية. وفاز. كان يمكنه أن يكتفي برئاسة واحدة، ويترك البيت الأبيض، بعد أن أصلح الوضع الاقتصادي، واقترب من تحقيق فائض في الميزانية. لكنه بقى ليشاهد حياته الشخصية، والعائلية، والجنسية، وقد صارت حديث العالم (فضيحة مونيكا لوينسكي). وصار ثاني رئيس في تاريخ أميركا يحاكمه الكونغرس (رغم أنه لم يدنه)».
ثانيا: «في سنة 1984، ترشح الرئيس ريغان للمرة الثانية. وفاز. كان يمكنه أن يكتفي برئاسة واحدة، بعد أن أجرى إصلاحات اقتصادية جذرية، وبنى أكبر ماكينة عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة. لكنه بقي ليشاهد سمعته، وشخصيته، ووقاره، وكبر سنه، وحكمته، تذروها الرياح بسبب فضيحة إيران غيت (بيع أسلحة سرا إلى إيران، ليذهب العائد لصالح ثوار يحاربون حكومة يسارية في نيكاراغوا)».
رتشارد سميث، الأستاذ في جامعة جورج ماسون (ولاية فرجينيا)، وهو خبير أميركي آخر متخصص في تاريخ الرؤساء الأميركيين، علق على محاسن ومساوئ الرئاسة الثانية بقوله «كل من يبقى في مكان ثماني سنوات، يجب أن يتوقع السأم، سأمه هو، أو سأم الناس منه.. كم مسلسلا تلفزيونيا استمر ثماني سنوات؟ كم فريقا رياضيا فاز ثماني سنوات؟ عندما يطل عليك شخص (الرئيس أوباما؟) من خلال شاشة التلفزيون في منزلك 3,000 يوم تقريبا، يمكن أن تسال نفسك: لماذا صوت له أول مرة. هذا إذا كنت صوت له».
ويواجه الرؤساء الذين يعيشون في البيت الأبيض أكثر من أربع سنوات مشكلات أخرى، منها: أولا: في كثير من الحالات، ليست عند الرئيس، حقيقة، أهداف «جديدة». إذا يريد أن يبقى لرئاسة جديدة، ألا يجب أن يكون عنده هدف جديد؟ (واحد، على الأقل؟). عادة، يقول: «أريد إكمال ما بدأت». لكن، عندما يحتاج مشروع لأكثر من أربع سنوات لينفذ، يجعل الناس يشكون في جديته، وجدواه، وواقعيته.
ثانيا: في كثير من الحالات، يسيطر الحزب الآخر على الكونغرس (أما في انتخابات مجلس النواب الأولى، بعد سنتين من دخول الرئيس البيت الأبيض. أو في انتخابات مجلس النواب الثانية، بعد أربع سنوات، مثلما حدث هذه المرة. فاز أوباما برئاسة ثانية، وأيضا فاز الجمهوريون بمجلس النواب لدورة ثانية).
ثالثا: في كثير من الحالات، يستقيل عدد كبير من الوزراء والمستشارين عندما يبقى الرئيس في البيت الأبيض لرئاسة ثانية. ويبدأ الرئيس بطاقم جديد، أو شبه جديد. وفي أول اجتماع لوزراء ومستشاري الرئاسة الثانية، يسأل الوزراء والمستشارون، كما كتب سميث: «من هؤلاء الناس؟».
* .. وأخيرا منذ أن أعلن أوباما الترشيح مرة ثانية، ظل الصحافيون يسألونه: لماذا تريد رئاسة ثانية؟ ماذا ستفعل؟ ما الذي لم تفعله في الأولى وتريد أن تفعله في الثانية؟ لماذا لم تفعل كل شيء خلال أربع سنوات؟
قبل أيام قليلة من التصويت في الانتخابات الأخيرة، ذهب إلى مكاتب صحيفة «دي موين ريجستر» (ولاية أيوا) لمقابلة شاملة مع صحافيين فيها. في البداية، قال إنه لا يريد نشر المقابلة (لكنه وافق فيما بعد). مما قال:
أولا: سيتوصل مع الجمهوريين إلى «غراند بارغين» (مساومة كبرى) لحل المشكلة الاقتصادية. (لكن، يبدو أن الجمهوريين سيظلون يعرقلون خططه).
ثانيا: سيرسل قانون الهجرة الجديد إلى الكونغرس. (لكن، نفس القانون تقريبا أرسله الرئيس الجمهوري السابق بوش إلى الكونغرس، ورفضه الجمهوريون).
ثالثا: سينهي الحروب الأميركية الخارجية بالانسحاب من أفغانستان. (لكن، لم يقل ماذا سيحدث هناك بعد الانسحاب).
رابعا: كرر شعارات «تخفيض البطالة» و«رفع مستوى الطبقة الوسطي» و«المشاركة في المسؤولية». (لكن، هذه طبعا مجرد شعارات).
وأخيرا، كما قال الخبير رتشارد سميت، ربما سيسأم الناس من أوباما خلال الثماني سنوات. أو ربما سيسأم هو من نفسه. وكما قالت الصحافية جين مايار عن «لعنة الرئاسة الثانية»، ربما سيتحول أوباما من «الرئيس الناجح» إلى «الرئيس الفاشل». لكنه ربما سيتحول إلى «الرئيس العظيم».
 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,929,631

عدد الزوار: 6,972,273

المتواجدون الآن: 68