الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ اللبناني....

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 تشرين الأول 2022 - 6:41 ص    عدد الزيارات 699    التعليقات 0

        

الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ اللبناني..

بقلم الكاتب ناجي جرجي زيدان...

جميع المسؤولين اللبنانيين يرتكبون خطأً فادحاً عندما يذكرون أن الأراضي المحتلة اللبنانية من قبل اسرائيل:

  1. مزارع شبعا
  2. مرتفعات كفرشوبا
  3. الجزء اللبنان من بلدة الغجر

هناك ارض في غاية الأهمية محتلة من قبل اسرائيل منذ بداية عام 1970 وحتى تموز 1972 وهي الجزء اللبناني من جبل الشيخ.

ربما بعض المسؤولين والباحثين يعتبرون جبل الشيخ جزء من مزارع شبعا، مثال على ذلك الدكتور عصام خليفة، وفئة اخرى من الباحثين أمثال الدكتور أمين حطيط الذي اعتبره ناجح فيما يخص الحدود اللبنانية الإسرائيلية. أما فيما يخص مزارع شبعا واخواتها من جبل الشيخ ومرتفعات كفرشوبا ليسمح لنا بأن لا يتعاطى مع ذلك الملف إطلاقاً.

 

الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ

بدأت الحرب بين العرب وإسرائيل في 5 حزيران 1967 وعرفت بحرب الأيام الستة، وتوقف القتال رسمياً الساعة السادسة مساءً بتاريخ 10 حزيران 1967.

هناك من يدّعي أن مزارع شبعا إحتلت أثناء حرب حزيران 1967، بعضهم يقول إن الجيش الإسرائيلي طرد الجيش السوري من هذه المزارع، البعض الآخر يدّعي بأن الجيش الإسرائيلي دخل المزارع بعد توقف إطلاق النار مباشرة بعد 15 و25 حزيران وآب 1967.

كل هذا الكلام غير دقيق وخاطئ، لأن الجيش الإسرائيلي لم يجرؤ يوماً على الادعاء بأنه دخل المزارع في هذه التواريخ الخاطئة، لأن بياناته وخرائطه العسكرية التي تتحدث عن سير المعارك عام 1967 وبعدها، تدل وتقر بأنه لم يدخل إطلاقاً الى 97% تقريباً من مزارع شبعا اللبنانية، ولا شبر واحد من الجزء اللبناني من جبل الشيخ، بإستثناء قرية النخيلة اللبنانية، وهذا هو الدليل القاطع.

سير المعارك خلال حرب 1967

على الجانب السوري شرق وادي العسل تقع البلدات السورية المحتلة التالي في سفوح جبل الشيخ: بانياس – جباتا الزيت – مِسعدَة – مجدل شمس.

معركة 9 حزيران 1967

بتاريخ 9 حزيران 1967 هجوم إسرائيلي بإتجاه بلدة بانياس السورية من مستعمرة دان في الحولة. واضطر الجيش السوري أن يدافع عن نفسه.

وعند الساعة الواحدة بعد ظهر يوم الجمعة 9 حزيران 1967 تقدمت إحدى كتائب لواء غولاني، وما إن وصل الجيش الإسرائيلي الى تل الفخار حتى واجَه مقاومةً عنيفةً، واستبسل الجنود السوريون بقيادة الملازم أول أسعد بدران، حيث كبدوا الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة.

حوالي الساعة السادسة والنصف مساء يوم 9 حزيران 1967 احتل الجيش الإسرائيلي موقع تل الفخار، وقبل الإحتلال رمت الطائرات الإسرائيلية عليهم مناشير دعتهم فيها الى ترك سلاحهم والنجاة بأرواحهم:

"إرموا سلاحكم وارفعوا الرايات البيضاء ولن نطلق النار عليكم، ويمكنكم الانسحاب باتجاه لبنان".

لقد كان جواب الحامية في غاية البطولة، فبدل الانسحاب قاموا بهجوم معاكس موقعين خسائر فادحة في جنود إحدى الفرق الإسرائيلية.

ملاحظة: تل الفخار يقع قرب بانياس وزعورة وعين فيل ويطل على سهل الحولة.

يذكر الجنرال دافيد آليعازر عن هذه المعركة:

"إذا ما زرتم مستشفى (رامبام) ستسمعون الكثير عن هذه المعركة، لقد نشبت معركة بالأيدي في ذلك المكان، وقتال بالأكف والسكاكين والأسنان وبأعقاب البنادق".

وتحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عدد 6 تموز عام 1967، بعد شهر تقريباً من المعركة، عن الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف الإسرائيليين نتيجة القتال والتضحية الكبيرة التي قدمها رجال القوات المسلحة السورية في ذلك الموقع فذكرت: "سقط معظم قادة لواء غولاني، الذين أوكل إليهم أمر مهاجمة تل الفخار، صرعى.. لقد أوضح هذه الحقيقة الرائد زوهر مساعد قائد الكتيبة التي هاجمت الموقع.. وقد جرح هذا الضابط في رقبته أثناء المعركة ذاتها، وتحدث ضابط إسرائيلي برتبة مقدم عن معارك الشمال على مواقع تل العزيزيات وتل الفخار وبرج بابل فقال:

"بدأت المعركة في التاسع من حزيران، وكان على لواء غولاني أن يتقدم خلف اللواء المدرع لإحتلال تلك المواقع، غير ان نيران المدفعية السورية ضربت الرتل ضرباً شديداً، وتحملت الأفواج خسائر فادة، وقتل معظم القادة، ومنهم المقدم "موشي كلايت" قائد أحد الأفواج، والرائد ألكسندر كريسكي، والنقيب ميخا، والنقيب شلومو سيجال، وجرح الرائد زوهر في رقبته.. لقد حارب السوريون في هذا القطاع جيداً، وكانت نيرانهم توجه بدقة، كما إن مدفعيتهم كانت دقيقة أيضاً، واستطاعوا أن يجمّدوا حركة التقدم...".

 

معركة 10 حزيران 1967

10 حزيارن 1967 سقطت بلدة بانياس في الساعة العاشرة صباحاً (باعتراف مصدر عسكري إسرائيلي)، ثم هاجموا مسعدة، واستولوا عليها في ساعات بعد الظهر.

وفي الساعة 2 والنصف بعد الظهر سقطت مدينة القنيطرة السورية بعد الهجوم عليها من 3 محاور، محور مسعدة وبقعاتا في الشمال، ومن الشرق محور القلع، ومحور شرق تلة أبو الندى.

ملاحظة: العماد أول مصطفى طلاس ذكر في كتابه "مرآة حياتي" أنه في الساعة 2 والنصف بعد الظهر سقطت مدينة القنيطرة، بينما المصادر الإسرائيلية تقول في الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً سقطت المدينة، أي بفارق ساعتين، كاتب هذا الملف اقتنع بصحة التوقيت للعماد أول مصطفى طلاس، لأن سقوط مسعدة تم قبل سقوط القنيطرة، والهجوم على القنيطرة حسب المصادر الإسرائيلية تم من 3 محاور احدها محور مسعدة.

وقبل انتهاء الأعمال الحربية، اجتمع كبار المسؤولين العسكريين في مقر الوحدة 36 التي كانت مسؤولة عن مرتفعات وهضبة الجولان. توجّه عازار وايزمان الذي كان آنذاك مدير العمليات في قوات الدفاع الإسرائيلية الى وزير الدفاع موشي دايان بالقول:

"ألا تظن أن القوات الجوية تستحق مكافأة؟". فأجاب دايان "بالتأكيد، اطلبوا أي شيء". أشار وايزمان الى جبل حرمون وقال "أريد أن يكون لنا موقع هناك، النقطة التي يمكن رؤية دمشق منها".

وفي المساء سيطر الجيش الإسرائيلي على مجدل شمس وعلى بعض القمم الشرقية (ومن بينها القمة اللبنانية في النِّشبَة المُقبلة" التي رفع عليها الكولونيل بنحاس نوي Pinchas Noi (من الرفقة 13) لواء غولاني العلم الإسرائيلي بعد أن هبطوا بواسطة طوافة إسرائيلية حيث لم تصل إطلاقاً القوات الإسرائيلية الى وادي العسل الحد الفاصل بين قضاء حاصببيا والأراضي السورية بسبب وعورة الأرض ولعدم وجود طرقات آنذاك. فإذاً لم تدخل مزارع شبعا في هذا اليوم اطلاقاً.

وصدر قرار من مجلس الأمن في يوم 11 حزيران 1967 في الساعة الرابعة والنصف صباحاً ينص على إدارة أي تحرك للقوات المسلحة الإسرائيلية أوالسورية، وفي اليوم نفسه 11 حزيران 1967.

اكتشف الجيش الإسرائيلي خطأً شنيعاً لم يكن في الحسبان.

كتب العميد في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس جيلباو Amos Gilboa مقالاً في كتاب The Second Lebanon – Institute for National Security.

نظر الجميع الى المسؤول عن الاستخبارات في الوحدة داني أغمون (Dany Agmon)، حيث قام بقياس الخرائط، وتوجّه الى قمة النِّشبة المُقبلة في مروحية، حيث تبعه جنود من لواء غولاني سيراً.

وفي اليوم التالي توجّه طاقم طوبوغرافي ومساح من الأمم المتحد الى الموقع لأخذ القياسات وتحديد المكان على الخرائط كموقع لقوات الدفاع الإسرائيلية. لكن مشكلة وقعت:

"امتدّ الخط حتى الحدود اللبنانية. وبحسب العلامة "المقبولة" ويقصد بها النشبة المقبلة" لحدود دولية على خريطة ضابط الاستتخبارات مقاس 1:100000".

تمركز عدد من الجنود على قمم التلال البارزة على طول الحدود. جاء طاقم الأمم المتحدة والمسّاح فلاحظوا أن الخط الذي رسمته قوات الدفاع الإسرائيلية على خرائطها يتبع خط الحدود الدولية بين سوريا ولبنان.

لاحقاً غادرت قوات الدفاع الإسرائيلية قمة النشبة المقبلة اللبنانية في المنطقة الواقعة على الحدود السورية-اللبنانية.

ملاحظة: لم يحتل جبل الشيخ في 10 حزيران 1967، بل بدأ إحتلاله في آب 1970 من الفدائيين الفلسطينيين وليس من الجيش السوري، حيث تم قضمها بفترات متفاوتة ،الى أن قام الجيش الإسرائيلي في العام نفسه ببدأ أعمال شق الطرقات.

واعترفت القيادة الإسرائيلية لاحقاً بما يلي:

بحسب مذكرات الضابط الاسرائيلي " بيني شيبولي "التي يحتفظ بها الارشيف الاسرائيلي عن فترة الحرب وما تلاها من أحداث يقول" كانت فرقتنا هي الأولى من فرق الجيش الإسرائيلي التي تعاملت مع ثلوج وصقيع هذه البلاد القاسية، وقد كنا نسير من مجدل شمس باتجاه جبل الشيخ ، من النقطة العسكرية التي أقمناها غربي القرية، وقد أغمى على العديد من الجنود نتيجة نقص الأوكسجين في تلك المرتفعات التي لم نصل الى مستواها من قبل ، ونقلناهم بالطوافة لتلقي العلاج.

أما قيادة الكتيبة الإسرائيلية ، فاتخذت من معسكر للجيش السوري في قرية مسعدة مقراً لها ،وتحكمت من هناك بكافة القرى التي بقي فيها السكان، اضافة الى موقع الحرمون الذي لم يكن مؤهلاً للتواجد البشري هناك، ولم تكن آنذاك أي طرقات لوصول الآليات اليه،وكانت الخيم التي نحملها هي وسيلة الاحتماء الوحيدة للجنود من البرد والصقيع، وطيلة هذا الوقت عملت كل فرق الهندسة والبناء على تجهيز جبل الشيخ كموقع عسكري ومدني في آن معاً وشق الطرق اليه، ومد شبكة مياه واتصالات، وتثبيت علامات للجنود في كيفة الوصول الى هناك، وتجنب حالات الوفاة نتيجة الصقيع كما حدث في أول شتاء لنا في الجولان حيث خرج اثنان من جنودنا سيراً على الأقدام باتجاه مجدل شمس (بتاريخ 27 /11/1967) الا أنهما لم يعودا نهائياً ،وبعد ذوبان الثلوج وجدنا جثتيهما مغمورتين بالثلوج، أحدهما كان اسمه " إفريات مراك"( الجولان في الوثائق الاسرائيلية ....حرب الاستنزاف موقع الجولان ، بحث واعداد أيمن أبو جبل بتاريخ 9 كانون الثاني 2014).

ملاحظة: هذا اعتراف واضح من قبل جنرال إسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي أقام نقطة عسكرية واحدة في جبل الشيخ ( قمة الفوار السورية ) غرب مجدل شمس ، وبأن الجنود الإسرائيليين كانوا يمشون سيراً على الأقدام من مجدل شمس الى جبل الشيخ لأنه في تلك الأوقات لم يكن يتواجد طريق من مجدل شمس الى جبل الشيخ ،ولم يقم الجيش الإسرائيلي بأي نقطة عسكرية في قمة النشبة المقبلة اللبنانية التي هي بمحاذاة قمة الفوار السورية ،إذاً هذا دليل إضافي أن قمم جبل الشيخ اللبناني لم تحتل في حرب 1967، إنما إحتلت في آب ( أغسطس) 1970، إذاً قمم الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ لا ينطبق عليها القرار 242 بل القرار 425 لأن جريمة الإحتلال تم بعد صدور القرار 242 بحوالي 3 سنوات.

أما سير المعارك في جنوب مزارع شبعا، فقد دخلت القوات الإسرائيلية من بلدة دان الإسرئيلية بعد سقوطها في الساعة العاشرة صباحاً الى مزارع «مغر شبعا» السورية «والنخيلة» اللبنانية المجاورة للمغر وبلدة العباسية السورية، لكنها لم تدخل إطلاقاً بلدة الغجر السورية ظناً منها بأنها بلدة لبنانية (دخلها الجيش الإسرائيلي بالاتفاق مع أهاليها في بداية آب (أغسطس) 1967).

في الساعة السادسة والنصف من مساء العاشر من حزيران (يونيو) 1967 توقف القتال على الجبهة السورية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن.

الأراضي اللبنانية التي سقطت في حرب 9 و10 حزيران (يونيو) 1967 وحسب سير المعارك الإسرائيلية هي التالية: مزرعة النخيلة فقط في جنوب مزارع شبعا.

ملاحظة: وحتى العماد أول مصطفى طلاس وفي كتابه "مرآة حياتي" بالعدد الثاني 1958-1968 لم يذكر واقعة سقوط مزارع شبعا في حرب حزيران ( يونيو) 1967 وحتى كانون الثاني ( يناير) 1968 ، الذي ينتهي كتابه عند هذا التاريخ ، بل ذكر فقط واقعة سقوط مزرعة النخيلة في 10 حزيران ( يونيو) 1967 ذاكرا بأنها من الأراضي اللبنانية.

صورة للجنرال الاسرائيلي Dany AGMONوالثاني على اليسار الجنرال Elad PELED بتاريخ 11 حزيران 1967 في قمة النشبة المقبلة اللبنانية التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي في اليوم التالي.

التسمية العبرية لجبل الشيخ

في التوراة يطلقون 4 أسماء على جبل الشيخ

1) حرمون Hermon

2) شنير Shnir

3) شيريون Shiryon

4) سيؤون Si'on

 

هاردوف وسفوح جبل الشيخ

كما أشرنا سابقاً فإن الجيش الإسرائيلي بدأ إحتلاله لمزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والجزء اللبناني من جبل الشيخ في أواخر تموز 1970 وحتى 2 آذار 1972 (ما عدا مزرعة النخيلة التي إحتلت في 10 حزيران 1970).

وكان الجيش الإسرائيلي يطلق على مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا في بياناته العسكرية قبل إحتلاله لهذه الأراضي اللبنانية عندما كان يشتبك مع المنظمات الفلسطينية سفوح جبل الشيخ في جنوب لبنان.

لكن بعد إحتلالها لقسم من مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا من أواخر تموز 1970 وحتى 6 أيلول 1970 وبعد مقتل النقيب الإسرائيلي دوف رودبرغ بالقرب من رويسة العلم (جبل الروس) في 03 آب 1970 قررت إسرائيل استبدال كلمة سفوح جبل الشيخ بكلمة هاردوف.

هار معناها جبل ، دوف نسبة للضابط دوف رودبرغ ( المولود عام 1948).

وأول مرة استعملت في بياناتها العسكرية كلمة هارودف بدل سفوح جبل الشيخ كانت في بيانها العسكري ب 17 شباط 1971.

 

وادي العسل (ناحال سيؤون)

الإسرائيليون يسمونه (ناحال سيؤون Si'on) ‏ ، هو وادٍ يفصل مزارع شبعا في قضاء حاصبيا عن الأراضي السورية المحتلة .

تسميته نسبة الى "عسل الزلوع" المشهور في أنحاء "جبل الشيخ"، ويروي أهالي المنطقة أن سبب تسميته بهذا الاسم لسيلان قطرات "العسل" من الجبال المحيطة به، ولكثرة الزهور التي يتغذى عليها "النحل".

يبدأ وادي العسل في الشمال على ارتفاع 1800 م، ثم ينزل على ارتفاع 1600م ليتفرع منه في شرقه وادٍ آخر يدعى أيضاً وادي العسل ( الإسرائيليون يسمونه ناحال Havushit) وهذا الوادي المتفرع يستقر في نهايته قبل قليل في قمة شمال وادي حلاوة وتحديداً جنوب شرق مركز التزلج الإسرائيلي ، وهذا المتفرع من الوادي هو الآن الحدود الفاصلة بين الجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ والأراضي السورية المحتلة ، بعد أن يلتقي كما ذكرنا هذان الواديان في نقطة موحدة في شمال الوادي من سفوح "جبل الشيخ" على ارتفاع 1600م فوق سطح البحر، يتابع سيره نحو جنوبه على ارتفاع 1500م، ثم ينخفض الى ارتفاع 1400م، حيث يتجه على ارتفاع 900 م، ثم ينخفض حتى ارتفاع 300م، وينتهي في نهر "بانياس" على ارتفاع 200م، ويبلغ طوله 16 كم، ويشكل قسم كبير من وادي العسل الحدود بين مشاع "جباتا الزيت" السورية ومزارع "شبعا" اللبنانية .

لم تصِلهُ القوات الإسرائيلية حتى 12 تشرين الثاني 1967(لدينا دليل على ذلك ،انظر قسم بركة مرج المن)، وهذا دليل إضافي أن القوات الغازية لم تحتل مزارع شبعا كما يدعي البعض قبل هذا التاريخ .

مزرعة مغر شبعا

خلال ترسيم الحدود بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني عام 1920 فقدت مساحات شاسعة من أراضي المغر، وضمت الى سهل الحولة ومحيط بلدة تل القاضي بفلسطين .

وكانت المغر تابعة لقضاء حاصبيا وبالرغم من ذلك بقي خلاف على بعض العقارات في منطقة المغر وقد حسمتها اللجنة المشتركة السورية اللبنانية بشكل دقيق بموجب قرار قضائي بتاريخ 27 آذار 1946، وأصبحت سورية.

والطريف أن إحدى أشجار الزيتون ألمعمرة المزروعة ض ضمن خط الحدود الجديد بين لبنان وسورية لها جذعان كبيران أحد جذعيها ضمن الاراضي أللبنانية والجذع الآخر ضمن الاراضي السورية.

إحتلت مغر شبعا من فبل إسرائيل بتاريخ 10 حزيران1967 وكانت المغر اراضيها في نهاية وقف اطلاق النار بين إسرائيل وسوريا.

 

مزرعة النخيلة اللبنانية

تقع في غرب مزرعة مغر شبعا السورية ، تبعد حوالي 1500 متر من الاشارة 39 أي بداية الحدود السورية مع إسرائيل.

سقطت في 10 حزيران 1967.

اعترف بها العماد اول مصطفى طلاس في كتابه ( مرآة حياتي) العدد الثاني الصادر عام 1999 بأنها لبنانية وسقطت في 10 حزيران 1967.

بركة مرج المنّ

بركة مرج المن تقع ضمن سهل بسيط تحيط بها التلال من كل جانب.

اليهود يطلقون عليها Breichat Man.

قبل ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا فى 27 آذار 1946 كانت بركة مرج المنّ نصفها في الأراضي السورية ، والنصف الآخر منها في قضاء حاصبيا .

بعد الترسيم أصبحت بركة مرج المنّ من مشاع جباتا الزيت وأصبح وادي العسل هو الخط الجديد الفاصل بين الأراضي اللبنانية السورية، وتبعد هذه البركة عن وادي العسل مسافة 3 كلم ، وتحتوي هذه المنطقة الفاصلة بين بركة مرج المنّ ووادي العسل على منطقة برختا (تعرف لدى الإسرائيليين ب Shluhat Shiryon) التي أصبحت سورية بعد الترسيم في 26 آذار 1946، ويفصل منطقة برختا السورية عن مزرعة برختا اللبنانية (تعرف لدى الإسرائيليين بـ Ketef Si'on) حالياً وادي العسل.

وللعلم كانت بركة مرج المنّ، وليس وادي العسل هي آخر مكان لوجود الجيش الإسرائيلي حتى أواخر عام 1967 ، وربما حتى 1970، وما يلي فيه دلائل واضحة على ما نقول:

في 12 تشرين الثاني 1967 قُتِل محمد يوسف سلمان ابو صالح (34 عاماً) من بلدة مجدل شمس أثناء إطلاق النار عليه من قِبل جنود الإحتلال الإسرائيلي في بركة مرج المن، شمال مجدل شمس، حين كان يقوم بنقل اسلحة من بلدة شبعا اللبنانية، (ماراً بمزرعة برختا اللبنانية ووادي العسل وقاطع برختا السورية غير المحتلتين في ذلك الوقت) .

ملاحظة: لو كان وادي العسل مع الإسرائيليين فكيف تمكّن الشهيد محمد من اجتياز 3 كلم الحدود الفاصلة بين وادي العسل وبركة مرج المن قادماً من بلدة شبعا التي تبعد 6 كلم عن بركة مرج المن ؟؟؟.

الدليل الثاني:

4 آذار 1970 الفدائيون يقتحمون جباتا الزيت (مكانها اليوم مستعمرة Neveh Atib)، وإسرائيل تلمّح أن قدوم الفدائيين من لبنان (النهار 9 آذار).

ملاحظة: إقتحام جباتا الزيت من مجموعة فدائية ، كان من وادي العسل ، تثبت بإعتراف إسرائيلي أن سيطرتهم على بركة مرج المن وحتى وادي العسل كانت هشّة ، والدليل الآخر، معركة مسلّحة جرت في 3 كانون الأول (ديسمبر) 1969 بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مزارع شبعا ومرتفعات كفر شوبا.

يقول البيان العسكري الفلسطيني: الأربعاء 3 كانون الأول (ديسمبر) 1969: ناطق عسكري باسم قيادة الكفاح المسلح الفلسطيني صرح بأن العدو «الإسرائيلي» قام بمهاجمة التجمّعات الفدائية في مناطق... وادي العسل في جنوب لبنان.

ملاحظة: هذا اعتراف فلسطيني واضح بأن وادي العسل في أقصى قضاء حاصبيا والذي هو نهاية مزارع شبعا هو من جنوب لبنان وليس محافظة القنيطرة السورية وباعتراف آخر أنه كان يتواجد في مزارع شبعا «وادي العسل» تجمعات فدائية وليست قوات سورية ، وبهذه الأدلة الدامغة تسقط هنا حجة الذين يدّعون خطأً بأن مزارع شبعا سقطت في العام 1967.

ملاحظة: إنني بصدد إصدار كتاب ثانٍ الذي يحمل العنوان:

"ما تَبَقَّى...

بالوثائق العسكرية الإسرائيلية

"الإحتلال الرسمي للجزء اللبناني من جبل

الشيخ ومزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا"

 

الخطأ الشنيع الذي ارتكبته القيادة السورية واسرائيل والامم المتحدة

في 31 أيار 1974

وفي 6 تشرين الأول 1973 اندلعت الحرب ظهر هذا اليوم على طول الجبهتين المصرية والسورية، وتمكن الجيش السوري من الوصول الى المرصد الإسرائيلي في قمة الفوار السورية المحتلة ، ثم إستعاده الجيش الإسرائيلي في 21 تشرين الأول 1973.

وفي 22 تشرين الأول 1973 أصدر القرار 338 من قبل مجلس الأمن الدولي الذي يدعو جميع الأطراف المشتركة في القتال حالياً الى وقف أطلاق النار بصورة كاملة.

وفي اليوم نفسه أعلن ناطق إسرائيلي : قامت صباح اليوم القوات الإسرائيلية بإحتلال مواقع على جبل الشيخ ( منها قمم ملحاثا اللبنانيه ومحيطه التي ما زالت محتلة حتى هذا اليوم ).

في 02 أيار 1974 تمكن الجيش الإسرائيلي من إحتلال القمة السورية ذات الارتفاع 2814 م من القمة اللبنانية المحتلة في آب 1970 المطلة على بلدة عُرنة السورية، إلا أن هجوما سورياً مضاداً تمكن من قتل 23 جندياً وأسر ثلاثة في اليوم التالي.

وفي 31 أيار 1974 وقّعت سوريا وإسرائيل في قصر الأمم المتحدة في جنيف اتفاق فصل القوات في الجولان، وأقامت منطقة عازلة منزوعة السلاح وقوة دولية (يندوف UN Dof) مكلفة بمراقبة احترام الاتفاق، وأن مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من جبل الشيخ دخلت للأسف في هذه القوة الدولية.

ملاحظة: إسرائيل والأمم والمتحدة وسوريا يعلمون أن قمة النشبة المقبلة التي انسحبت منها اسرائيل عام 1967 بأنها لبنانية، فلماذا تفاوضوا عليها على أساس انها سوريا، وكان ذلك خطأً فادحاً من قبلهم، فعليهم تصحيح هذا الخطأ ذات يوم وإعادته إلى لبنان وتوضع تحت حماية اليونيفل Unifel.

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,185,780

عدد الزوار: 6,939,433

المتواجدون الآن: 111