«رحلات الموت» هروب جماعي من لبنان نحو «الحلم الأوروبي»..أو «قعر البحر»..

تاريخ الإضافة الأحد 9 تشرين الأول 2022 - 5:58 ص    عدد الزيارات 924    التعليقات 0

        

«رحلات الموت» هروب جماعي من لبنان نحو «الحلم الأوروبي»... أو «قعر البحر»...

«الشرق الأوسط» ترصد عمليات الهجرة غير الشرعية من البداية

بيروت: ثائر عباس... في العامين الماضيين، بدأ لبنان يتحول إلى نقطة «تسرب» للمهاجرين إلى أوروبا، أكثر من 85 رحلة في العام الحالي وحده تم تسجيلها. يقول مصدر أمني لبناني إن عمليات تهريب البشر كانت موجودة قبل الأزمة، لكنها كانت محصورة ومحدودة، وتتركز غالباً في تهريب البشر عبر الحدود إلى لبنان، أما الآن فالأمور تتفلت بشكل كبير. آلاف المهاجرين من لبنان وسوريا ومن الفلسطينيين في البلدين يرمون بأنفسهم حرفياً في البحر في مقامرة هدفها الوصول إلى أوروبا حيث الحلم بحياة أفضل. نجح ركاب 38 مركباً العام الماضي في الوصول إلى أوروبا، وفشل ركاب 46 رحلة، فيما كانت الكارثة بغرق قاربين بمئات من الهاربين من شظف العيش في بلادهم، وحملتهم معها إلى قعر البحر، فلفظ بعضهم أمواتاً، واحتفظ بغيرهم. في غرفة المتابعة الخاصة بملاحقة مهربي البشر التي أنشأها الجيش اللبناني، ثمة عناصر أمن يلاحقون أدق التفاصيل، ويجمعون إفادات المهربين والهاربين، لرسم صورة متكاملة لعمليات التهريب التي تنشط بلا هوادة من الشاطئ اللبناني. الصورة التي يرسمها مصدر أمني لبناني التقته «الشرق الأوسط»، كما في شهادات العديد من ركاب الرحلات الفاشلة وأقاربهم، تظهر يأس الناس الذين يلقون بأنفسهم وبأطفالهم في رحلة محفوفة بالمخاطر، كما تظهر جشع المهربين الذين يخاطرون بحياة هؤلاء من أجل حفنة من الدولارات جمعها الركاب ببيع آخر ما يملكون للصعود على متن رحلة يكون الموت غرقاً أحد خياراتها. تتجه رحلات المهاجرين كلها إلى إيطاليا، بوابة الاتحاد الأوروبي للهاربين من المنطقة.

- لماذا إيطاليا وليس قبرص الأقرب أو اليونان؟

يقول المصدر: «صحيح أن الطريق إلى إيطاليا أطول وأصعب وأخطر، مقارنة بقبرص القريبة والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة من لبنان، أو باليونان التي لا تبعد كثيراً عن قبرص، لكن لقبرص اتفاقية لمنع تهريب البشر مع لبنان، وبالتالي، فهي تعيد كل المهاجرين إلى لبنان، حتى الذين تنقذهم أحياناً في البحر، أو تعترضهم بحيرتها بالقرب من مياهها الإقليمية. أما اليونان، فهي تتعامل بشراسة مع زوارق المهاجرين، لكن في إيطاليا يجري العكس تماماً. فالإيطاليون يساعدون المهاجرين ويؤمنون لهم الخدمات الأساسية من طعام وغذاء وعلاج، بمجرد دخولهم مياههم الإقليمية، كما أن إيطاليا لا تحتجز المهاجرين، بل تسمح لهم بالتجول في أراضيها، ومنها إلى بقية أراضي الاتحاد الأوروبي بانتظار صدور قرارات المحاكم». حتى في إيطاليا يختار المهربون الأماكن التي ينزلون فيها، فهم يختارون «رأس الجزمة»، التي تشبهها خريطة إيطاليا، ويتجنبون المناطق الأبعد «فتضاريسها صعبة وسكانها متوحشون» كما قال أحد الموقوفين في التحقيقات مع الأجهزة اللبنانية. تستغرق الطريق إلى إيطاليا ما بين 8 و10 أيام، تبعاً لحال الطقس، كما أنها قد تطول أحياناً، بسبب اضطرار الزورق للمناورة بعيداً عن الدوريات القبرصية واليونانية أو بسبب أحوال الطقس، أو الأعطال، فيضطر الزورق للوقوف في مكانه لأيام أحياناً. عندما يصل الزورق إلى المياه الإقليمية، يقوم القبطان الذي يستعين بأجهزة «جي بي إس» وهواتف الأقمار الاصطناعية، بطلب النجدة من خفر السواحل الإيطالي، ومع تلقيه الاستجابة، يبدأ مباشرة بإغراق القارب، لمنع أي دليل قد يؤدي لإثبات بلد المنشأ والجهة التي انطلق منها، ويقفز الجميع في البحر بانتظار الدوريات الإيطالية التي تجمع المهاجرين وتنقلهم إلى أماكن تجمع خاصة. في إيطاليا يرفض المهاجرون إعطاء أي أوراق ثبوتية، فيعطيهم الجانب الإيطالي خياراً من اثنين: الأول تقديم طلب لجوء إلى إيطاليا ودخول النظام الخاص بالهجرة ويتم أخذ بصماته، أو يعطى مهلة لمغادرة الأراضي الإيطالية، وهو الخيار المفضل لدى أكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين، الذين يكونون على تواصل مع أقارب أو معارف لهم في دول أوروبية أخرى يذهبون إليها ويستقرون بمساعدة من هؤلاء، سواء المساعدة المدفوعة أو مساعدة الأقارب.

- سيناريو التهريب

أماكن التهريب من شاطئ طرابلس حتى العبدة عند الحدود السورية، هذا ملعب المهربين، المنطقة واسعة وصعب ضبطها أمنياً. يبدأ سيناريو التهريب مع «السمسار» الذي يقوم بجمع المسافرين والاتفاق معهم على تفاصيل الرحلة والدفع الذي يتم على مراحل، أولها دفعة مقدمة، وآخرها دفعة يتلقاها المهرب في لبنان عبر أقارب أو أشخاص موثوقين من المهاجر والمهرب بعد ضمان وصوله إلى أوروبا. يدفع الراكب ما بين 4 إلى 5 آلاف دولار، لكن يتم اعتماد تسعيرة خاصة للعائلات والمجموعات. غالباً ما يتم بيع مسكن أو ذهب أو عقار، في رحلة مقامرة، إذا انتهت بالفشل، يكون قد خسر كل أمل له. ويتم عمل تخفيضات على سفر الأطفال، ما فاقم من عددهم. ويروي الركاب أن ما يدفعونه قد يتضمن مبيت ليلة أو أكثر في ببنين بانتظار الانطلاق، وقد تكون الإقامة هذه مدفوعة من جيوبهم. وهو ما فتح باب رزق إضافياً لأهالي ببنين حيث يتوافد الركاب من مناطق لبنانية، كما يتم تهريبهم من المدن السورية. وهكذا أصبح ثمة تعاون بين المهربين البريين الذين يأتون بالركاب من سوريا، والمهربين البحريين الذين ينقلونهم إلى أوروبا. وتؤكد روان المانع قريبة الضحية مصطفى مستو، أن ابن عمتها تمت غوايته وإقناعه بالسفر من قبل صديق له تبين أنه قريب المهرب الرئيسي بلال نديم ديب، وقد دفع في المقابل خمسة آلاف دولار عن كل شخص، فيما دفع عن أولاده الثلاثة خمسة آلاف أخرى، وهي جميعها ديون، لم يكن يملك منها فلساً واحداً. في هذه الأثناء، يكون المهرب قد أنجز عملية شراء المركب المخصص للصيد، وسعره يتراوح ما بين 35 إلى 50 ألف دولار. أما القارب الأخير الذي غرق قبالة طرطوس فقد اشتراه المهرب بـ36 ألف دولار. يتم نقل الملكية إلى أحد المسافرين غالباً، والذي ينال بموجب الاتفاق سعراً تفضيلياً، أو عدداً من الركاب الإضافيين يتقاضى هو منهم أموالاً، فصاحب المركب هو من سيتعرض غالباً للملاحقة القضائية في لبنان بعد انكشاف أمر الرحلة، وبهذا يكون المهرب «خارج الصورة». يخرج القارب بشكل قانوني من الميناء الخاص بالصيادين، أوراق ثبوتية شرعية وهوية سائقه، ويتعرض للتفتيش من قبل الأجهزة الأمنية، فلا يجدون ما يوحي بالهجرة، لا ركاب ولا كميات كبيرة من الوقود ولا أغذية زائدة على الحد ولا سترات نجاة. هذه المعدات كلها يتم تحميلها لاحقاً. الوقود ومعدات الإنقاذ والأغذية يتم تخزينها في منازل قريبة من الشاطئ، ينال أصحابها أموالاً من المهربين لقاء «استضافتها»، أما الركاب، فيتم تجميعهم في قوارب صغيرة من مناطق متفرقة من الشاطئ، بهدف عدم لفت الأنظار. غالباً لا يحمل هؤلاء أي أمتعة، فقط بضعة أكياس أو حقائب ظهر، كأي متنزه آخر. عند الوصول إلى القارب، غالباً ما تبدأ المفاجآت. تفيض الأعداد عن المتوقع. القارب يتسع لعشرين شخصاً، يتم الاتفاق على تعبئته بـ50، لكن عند الوصول يرتفع العدد إلى ما هو أكثر بكثير، كحال القارب الأخير الذي غرق قبالة طرطوس السورية حيث وصل العدد إلى أكثر من 125 شخصاً. في القارب قبطان ومساعده، وميكانيكي ومسعف، وكل من هؤلاء «يمون» بإحضار مرافقين له من أفراد عائلته. فالقارب وكل من فيه لا ينوون العودة إلى لبنان، وهؤلاء ليسوا تجاراً، بل زبائن أيضاً، والدليل على ذلك غرق أفراد عائلة قبطان «قارب الموت» الذي غرق قبالة طرابلس اللبنانية في أبريل (نيسان) الماضي حيث قضى أفراد عائلة القبطان الفلسطيني أسامة الحسن معه. وتؤدي الحمولة الزائدة إلى زيادة عامل الخطر، وعندما يتدخل الطقس العاصف، تحدث الكارثة. فقارب مماثل لا يمكن أن يسير بسرعة تفوق الميلين في الساعة، وكلما زادت حمولته زادت عوامل الخطر، التي لا يحب المهربون حسابها، سواء لنقص خبرة القبطان ومساعديه، أو لجشع المهربين. يحاول الجيش اللبناني والقوى الأمنية مكافحة الظاهرة ما أمكن، رغم قلة العديد والعتاد، يكشف المصدر الأمني عن ضبط 46 عملية تهريب في العام 2022، مقابل 38 عملية نجح أصحابها بها، فيما سجل غرق مركبين، وإنقاذ مركب واحد تعطل في عرض البحر، علماً بأن آخر مركب تعرض للعطل مرتين في البحر قبل غرقه. الهاربون متشابهون. القبطان يشبه الركاب بالهدف، ويمتاز عنهم بالتسهيلات والنفوذ الذي يحصل عليه من خلال مساعديه المسلحين غالباً. أما المهربون فهم قصة أخرى. يقول المصدر الأمني إن السلطات اللبنانية حددت إلى حد كبير الشبكات التي تعمل في التهريب وتحاول تفكيكها قدر الإمكان. ولا ينكر المصدر ما آلت إليه حال بلدة ببنين الشمالية التي يقول المصدر إن أهلها من الملمين بالبحر عادة، فالصيد كان التجارة الرائدة فيها، لكن في الآونة الأخيرة بدأت الأمور تأخذ منحى آخر. عائلات بأكملها تمارس التهريب والهرب. فشقيق الموقوف بلال ديب المتهم بترؤس إحدى الشبكات كان قد غادر على إحدى هذه القوارب مع عائلته، وهو مقيم حالياً في أوروبا.

رواية الهاربين: تحولنا إلى مخطوفين... وضاع جنى العمر

الشرق الاوسط... بيروت: سوسن الأبطح... «أدركنا أننا تحولنا من راغبين في السفر إلى مخطوفين، وأرغمنا تحت تهديد السلاح على الصعود إلى المركب، ولم نذهب بإرادتنا»، يقول وسام التلاوي، أحد الناجين من زورق الموت الذي خرج من لبنان في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، وغرق قبالة السواحل السورية، وتحولت قصته إلى أكبر مأساة عرفتها الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه أوروبا. فقد عثر على ما يقارب المائة جثة، ولم ينج سوى عشرين راكباً، وبقي العشرات في عداد المفقودين. وفقد التلاوي زوجته وأبناءه الأربعة الذين كانوا معه، ونجا وحده. وكشفت شهادات القلة الناجية من مركب الموت هذا عن وجه آخر للهجرة غير الشرعية التي تخرج من شمال لبنان. «القصة تتجاوز رغبة عشرات اليائسين في ترك البلاد بسبب الأزمة المعيشية. ثمة عصابات أخطبوطية صار لها امتدادات، وبنية متكاملة، ونهج عمل، تصطاد البائسين وترسل بهم إلى الموت، بعد أن تنقض على آخر ما يملكونه»، يقول لنا أحد الصيادين، رافضاً الكشف عن اسمه، في بلدة ببنين في عكار (شمال لبنان) التي صارت مركزاً لتهريب البشر. عن توريط اليائسين، ومنعهم من التراجع عن قرارهم، والزج بهم في البحر عنوة، تحدثت أيضاً لبنانية فقدت ابن عمتها وأولاده الثلاثة، على الرحلة المشؤومة نفسها ونجت زوجته ووالدها، ولا يزالان يعالجان في المستشفى في سوريا، حسب الشاهدة، فإن الراكب احتجز مع أولاده وزوجته لأيام قبل مغادرتهم. وعاد مصطفى وحده قبل الإبحار إلى منزل العائلة على عجل، حضر نفسه، وأخبر شقيقته فقط، أنه سيموت لا محالة، إما رمياً بالرصاص أو غرقاً في البحر، دون أن يفصح عن تفاصيل أخرى. سلوكيات شرسة وتهديدات مسلحة، تمارسها عصابات التهريب على المهاجرين غير الشرعيين. كما روى الناجون حكايات تؤكد أنهم خضعوا للترهيب، وأرغموا على الصعود إلى المركب والمجازفة بأرواحهم وأبنائهم مع علمهم بأن موتهم شبه حتمي. وقال وسام التلاوي، الذي فقد زوجته وأبناءه الأربعة بسبب غرق هذا القارب لـ«الشرق الأوسط»، «نقلونا من البر في زوارق صغيرة ثلاثة إلى عرض البحر، حيث كان المركب ينتظرنا. كانت أعدادنا هائلة. حين رأيت أن المركب صغير ومكتظ وغير آمن، قررت العودة، ومثلي آخرون، لكنني سمعت أحد المهربين يهدد رجلاً طلب العودة بالقول للمسلحين الذين معه: ارموا أولاده بالبحر! فعلمت أن لا خيار لنا، وبأننا أصبحنا تحت رحمتهم. لم نعد في تلك اللحظة مهاجرين بإرادتنا، بل تحولنا إلى مخطوفين، نساق عنوة رغماً عنا، مع علمنا أننا ذاهبون إلى الموت». وتتفق روايات الشهود على أن تهديداً مماثلاً تعرض له قبطان المركب الذي أرغم على الإبحار بقوة السلاح. أما وسام التلاوي فيقول: «أنا لم ألتق المهرب بلال سوى مرتين، علاقتي كانت مع ابن عمه. قيل لي إن المركب ركابه قلة، ويؤمن كل أسباب الراحة ومزود بالطاقة الشمسية، وأنني سأشرب النرجيلة، وأكون (في آي بي)، وهي كلمة لا أعرف معناها إلى الآن. هم يكذبون على الناس، ويتعمدون الترويج لنجاحاتهم في عمليات تهريب سابقة، ويتناقل الناس هذه الأخبار، ويشعرون بالأمان، لأنهم يسافرون مع أشخاص لهم باع ونجاح كبيران». التلاوي الذي لم يكن من مال معه ليسدد 18 ألف دولار مقابل تهريبه مع زوجته وأربعة أولاد، تنازل للمهرب قبل شهرين ونصف الشهر عن منزل بدأ إعماره ولم يتمكن من إكماله. هكذا فقد آخر ما يملك، وبدأ بانتظار لحظة الانطلاق. يوم السفر شعر التلاوي بالخوف بسبب جلافة المهربين «نقلونا في شاحنات نقل صغيرة مكتظة كالبهائم. ثم من البر بزوارق صغيرة فيها مسلحون إلى عرض البحر. أشاع المسلحون جواً من الرعب بين الركاب وهم يصرخون ويتوعدون. في العتمة كان ينتظرنا مركب صغير ومتهالك، بدا مكتظاً بمن فيه، ثمة من قرر عدم المغادرة، والرجوع. صاح أحد المسافرين: لا أريد السفر! عندها صرخ أحد المسلحين طالباً من مسلح آخر: ارم أولاده في البحر، وخلصنا منه»، يخبرنا التلاوي: «لحظتها عرفت أننا بتنا مخطوفين، وأن لا خيار لنا سوى الذهاب إلى الهلاك. كل الكلام على أنه كان يمكن العودة سباحة غير صحيح. كنا وسط البحر نرتجف برداً، وأسلحتهم موجهة ضدنا. عودتنا تعني أن نطالبهم باسترداد أموالنا. قالوا إنهم دفعوا لتأمين الطريق وضمان عدم اعتراضهم 90 ألف دولار، ولا مجال للتراجع». «إنهم يصطادون الركاب كالطرائد»، يقول مصطفى خليل، الذي يرغب في السفر، لكنه يشعر بالرعب، مما يسمع «عرفت ممن سبقوني في التجربة، أن على المركب عادة فئات ثلاث: المساكين أمثالنا، وفئة أفضل تمنح الغرفة التي قد تكون الوحيدة في المركب مع كمية أكبر من الطعام، والمطلوبون للعدالة، وهؤلاء ممن عليهم أحكام قضائية ويريدون الفرار. وعلى المركب مسلحون لحل نزاعات قد تنشب، ولا يتوانى هؤلاء عن التخلص من أحد الركاب ورميه في البحر، في حال شكل خطراً أو افتعل مشكلة». يتم تفتيش المهاجرين قبل نقلهم إلى المركب، يمنع عليهم اصطحاب أوراق ثبوتية، أو مأكل ومشرب، هذه احتياجات يؤمنها المهرب، الذي سرعان ما يهرب رجاله على متن زورق مطاطي عند أول إحساس بالخطر. وشهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة، خروج أعداد من زوارق الموت غير مسبوقة، والحادث المأساوي للمركب مقابل السواحل السورية لم يمنع المهربين من المضي في رحلاتهم. فالركاب يدفعون سلفاً الأموال، يتقاسمها المروج والسمسار، والمهرب، وصاحب المركب، هذا غير الرشاوى الضرورية لتأمين الطريق، مما يخلق أجواء احتقان دائمة، وخلافات دموية. وبالتالي يجد الجميع أنفسهم متورطين لاستكمال الرحلات الجهنمية القاتلة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,780,439

عدد الزوار: 6,914,646

المتواجدون الآن: 119