فرنجية والرئاسة..كلما اقتربتْ منه ابتعدتْ عنه...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 أيلول 2022 - 7:33 م    عدد الزيارات 793    التعليقات 0

        

حَرَمَهُ منها «حزب الله» مرتين...

فرنجية والرئاسة... كلما اقتربتْ منه ابتعدتْ عنه

| بيروت – «الراي» |.....

ما ان تقترب رئاسة الجمهورية من رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، أمتاراً قليلة حتى تبتعد عنه أميالاً. ولمرتين كاد أن يكون فخامة الرئيس. لكن في المرة الأولى اختارت سورية التمديد للرئيس إميل لحود، وفي المرة الثانية اختار «حزب الله» الرئيس العماد ميشال عون. واليوم وللمرة الثالثة يتقدم اسم فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية وهو وإن لم يعلنها صراحة في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، إلا أنه بات مرشحاً رئاسياً من الصف الأول، في خضم جو ضبابي يطرح علامة استفهام على بعد نحو شهر من انتهاء عهد عون، فهل سيتاح لفرنجية أن يدخل قصر بعبدا بعدما دخله جده الرئيس سليمان فرنجية عام 1970؟ ....

يروى أنه في العام 2004 حين اشتدّ الصراع الانقسامي حول التمديد للحود، اقترح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الإتيان بفرنجية في محاولةٍ لإخراج سورية ولبنان من المأزق. يومها تلقّف الرئيس السوري بشار الأسد «الفكرة»، ربما لاطمئنانه لصديقه فرنجية، لكنه عندما أرسل يسأل «حزب الله» رأيَه كان ردُّ أمينه العام السيد حسن نصرالله أن الحزب لا يعرفه كفاية، ولم يكن فرنجية في حينه انخرط في رحلات صيد مع «الحاج رضوان»، أي القائد العسكري للحزب عماد مغنية. ويروى أيضاً انه في العام 2016 حين بادر زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى تبني ترشيح فرنجية عبر حاضنة سعودية – فرنسية، ارتاب «حزب الله». فهو إضافة إلى إلتزامه بوعدٍ كان قطعه نصرالله للجنرال ميشال عون وعطّل الاستحقاق من أجل إيصاله إلى الرئاسة، رَسَمَ شكوكاً حول التزاماتٍ قدّمها فرنجية للحريري في 7 أوراق من التعهدات، أخفى فرنجية ثلاثة منها عن الحزب لتضمُّنها ما اعتبره مساساً بخطوطه الحمر، فقرر تالياً إبعاد «نور العين» عن الرئاسة، وهو الوصف الذي أطلقه نصرالله على فرنجية يومها. وهكذا حرم «حزب الله» فرنجية من قطْع الأمتار الأخيرة للوصول إلى القصر، وهو الآن يحظى بـ «تأييد» الحزب لا بدعمه في مفارقةٍ لن تكون كفيلة بالضرورة في تعزيز حظوظ زعيم «المردة». فإذا كان فرنجية قدّم نفسه كحليفٍ لسورية و«حزب الله» من دون أن يكون مرشحهما فإنه يفتح الباب أمام حلفائه قبل خصومه لتبنيه رسمياً، رغم إعلان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أنه لن يصوّت له ولو طلب منه ذلك نصرالله الذي كان جمعهما في إفطار عقد في ابريل الفائت. حفيد رئيس الجمهورية سليمان فرنجية 1970- 1976 وابن النائب الراحل طوني فرنجية الذي اغتالته الميليشيات المسيحية مع عائلته في إهدن (إبان الحرب) 1978، مرشح دائم لرئاسة الجمهورية. وهو بذلك ينضم إلى مجموعة من الشخصيات التي كانت دائماً في طليعة المرشحين لرئاسة الجمهورية، لكنها لم تصل أبداً. منهم ما زال على قيد الحياة كالنائب السابق بطرس حرب، أو مَن رحل كجان عبيد وروبير غانم وميشال اده. بعضهم كان يحمل صفةَ الرئيس التوافقي، وبعضهم صفة المُعارِض أو المُوالي لسورية ومن ثم لـ «حزب الله»، وفرنجية واحد من المجموعة الأخيرة. حليف الرئيس حافظ الأسد وصديق نجله الراحل باسل الأسد، وحليف الرئيس الحالي بشار الأسد، وحليف لـ «حزب الله». كان منذ ان أصبح نائباً ووزيراً في ظل الوجود السوري مرشحاً لرئاسة الجمهورية لكن صغر سنه حينذاك، لم يسعفه. أصبح نائباً ووزيراً، في عهد الرئيس الياس الهراوي وعهد الرئيس إميل لحود. وبدأ يعدّ مرحلة صعوده في إتجاه القصر الجمهوري.

الفرصة الأولى أتتْه حين إقترب موعد نهاية عهد الرئيس إميل لحود عام 2004. كانت رئاسة الجمهورية في يد سورية، والرئيس الأسد حليف فرنجية كان أمام خيارين: إما التمديد للحود أو انتخاب فرنجية الذي كان خطا خطواتٍ واثقةً في السياسة والعمل الوزاري. وجرت محاولاتُ وضع أوراق إيجابية تتأتى عن إنتخاب فرنجية بدل التمديد للحود. لكن خيار الأسد كان التمديد، وما أعقبه من ويلات أصابت لبنان في محاولة اغتيال النائب مروان حماده ومن ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري أثناء تولي فرنجية وزارة الداخلية، وما تلاه من خروج الجيش السوري من لبنان. مرحلة اغتيال الحريري أصابت فرنجية مباشرة، كونه كان وزيراً للداخلية وجرى التصويب عليه من المعارضة و«تيار المستقبل». وجرت الانتخابات النيابية عام 2005 وسقط زعيم «المردة» وفاز ابن عمه الراحل سمير فرنجية وقوى «14 آذار». لكنه عاد واستعاد مقعده عام 2009، قبل ان يتنحى ويترك لابنه طوني خوضَ المعركة الإنتخابية عام 2018 ومن ثم 2022. رئيس «تيار المردة»، تحالف مع «التيار الوطني الحر» بعد عودة العماد ميشال عون من باريس، لكن سرعان ما اختلفا، وتحولت العلاقة الإيجابية بين فرنجيه وباسيل إلى توتر دائم، يتدخل «حزب الله» من حين إلى آخر لتهدئته لكنه ما يلبث أن ينفجر. منذ أن تنحى فرنجية عن النيابة، وأسس لتولي نجله حيثية سياسية، إانصرف إلى ترتيب أوراقه في إتجاه قصر بعبدا.

في البدء كان خصمه الأساسي في محور «الثنائي الشيعي» العماد ميشال عون، الذي تلقى وعداً من نصرالله بانتخابه، بعد انتهاء ولاية لحود الممدَّد لها. لكن اتفاق الدوحة أتى بالرئيس ميشال سليمان إلى القصر الجمهوري، بموافقة عون وفرنجية. وبعد انتهاء عهد سليمان بدأ البحث الجدي عن مرشح لخلافته. ترشح رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وجرت أول دورة إنتخابية، لم يفز فيها، في وقت لم يكن «حزب الله» وحلفاؤه قد اتخذوا قراراً بالتصويت لعون في غياب الأصوات المضمونة فنزلتْ الأوراق البيض بدل إسم عون. سنتان ونصف من الفراغ، أصرّ خلالها حزب الله على اسم عون. لكن في المرحلة الفاصلة، نشطت محاولات إيجاد مخرج للأزمة الرئاسية. في أكتوبر عام 2015، تسربت أخبار عن عقد لقاء بين الرئيس سعد الحريري وفرنجية في باريس. وصلت أنباء عن تفاهم بين الطرفين، وعن مباركة سعودية وفرنسية لاختيار فرنجية. بدأت أجواء فرنجية تتحدث عن إكتمال عقد التفاهم، وبدأ فريق الزعيم الشمالي يعدّ الأرضية لانتخابه رئيساً. لكن حسابات فرنجية لم تُصِبْ. كان «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» قد استنفرا في شكل سريع وجدي. وبعد عودة فرنجية من باريس عُقد لقاء على مستوى قيادي بين زعيم «المردة» والحزب. وفرنجية أعلن لاحقاً تفاصيل حواره مع الحريري وانه كان أبلغ «القوات» به عبر قنوات اتصال، وأنه أبلغ الحريري أنه لن يتخلى عن دعمه لـ «حزب الله» ولسورية، وان الاتفاق يقضي بأن يكون هو رئيساً ورئيس الحكومة من فريق «14 آذار». وكذلك أكد أنه أبلغ «حزب الله» قبل ذهابه واتصل بالحزب من باريس نافياً ان يكون قدّم أي ضمانات للحريري تتعلق بـ «حزب الله»، وأنه زار عون بعد عودته وأن الأخير قال له انه لن يدعمه وانه مصرّ على استكمال ترشحه. تدريجاً سحب «حزب الله» تَفاهُم الحريري وفرنجية، وانطفأت أحلام فرنجية بالرئاسة وخصوصاً بعدما اتخذت «القوات اللبنانية» قراراً بمصالحة تاريخية مع عون، تكلّلت بلقاء في معراب وترشيح جعجع لعون رئيساً للجمهورية. لم تصوّت كتلة المردة لعون، بل صوتت بالأوراق البيض. وخلال ست سنوات من العهد، استعر الخلافُ بين الطرفين. في المقابل عقدت مصالحة ثنائية بين فرنجية وجعجع في نوفمبر 2018 في بكركي، في وقتٍ كانت الخلافات بين القوات والعهد تتصاعد حدة. علماً ان فرنجية وجعجع كان التقيا من ضمن لقاء القيادات المارونية الأربع الذي عقد برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عام 2011. منذ لقاء الإفطار لدى نصرالله عشية الانتخابات النيابية الأخيرة والتكهنات تدور حوله، لكن الحزب كان حاسماً في انه لم يعط وعداً لأي من المرشحين برئاسة الجمهورية. وان اللقاء الذي عقد عشية الإنتخابات كان بهدف تخفيف التوتر بين الطرفين في ساحة مشتركة يخوضان فيها الإنتخابات متنافسيْن. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وبدء حركة سياسية وإعلامية ترويجية لفرنجية، لم يقُل بعد «حزب الله» كلمته. لكن ما أصبح واضحاً ان الحزب ميال إلى اختيار شخصية يتم التوافق عليها وليس شخصية يخوض بها معركة. وفرنجية وإن كان يصرّ على تقديم نفسه محاوراً للجميع، إلا انه يمثل طرفاً هو قوى «8 آذار» ومن المستبعد ان توافق عليه «القوات اللبنانية» أو أطياف المعارضة ولا سيما القوى التغيريية. لكن الكرة ما زالت في ملعب «حزب الله»، لأنه في المرة الأولى اختار عون وفي المرة الثانية يتحرّك في اتجاه شخصية توافقية، فلا يريد استفزاز حليفه «التيار الوطني الحر». إلا ان فرنجية سيكون أمام موقف حرج، إذ يتخلى عنه حلفاؤه مرة ثالثة، فلا يعلنون تبنيهم ترشيحه، في وقت يصر على تقديم نفسه حليفاً لسورية ولـ «حزب الله».

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,061,145

عدد الزوار: 6,750,716

المتواجدون الآن: 97