الدعم الخليجي لباكستان.. استثمارات بالمليارات وحديث عن "أهداف أخرى"...

تاريخ الإضافة الجمعة 26 آب 2022 - 5:14 م    عدد الزيارات 679    التعليقات 0

        

الدعم الخليجي لباكستان.. استثمارات بالمليارات وحديث عن "أهداف أخرى"...

الحرة.... وائل الغول – دبي..... تشهد باكستان اضطرابا اقتصاديا وسياسيا في ظل أزمة في ميزان المدفوعات، كما تواجه اتساعا في عجز ميزان المعاملات الجارية وانخفاضا في قيمة عملتها الروبية مقابل الدولار، ما دفع بدول خليجية إلى تقديم مساعدات واستثمارات بمليارات الدولارات بشكل متزامن، الأمر الذي طرح جملة تساؤلات حول هذه التقديمات. وجاءت آخر حلقات "مسلسل الاستثمارات الخليجية في باكستان"، بعدما تعهدت السعودية، الخميس، باستثمار مليار دولار في باكستان، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس". وقبل ذلك بيوم واحد، أعلن جهاز قطر للاستثمار "الصندوق السيادي القطري"، الأربعاء، استعداده لاستثمار ثلاثة مليارات دولار في قطاعات رئيسية بالاقتصاد الباكستاني. وفي5 أغسطس، أكد مصدر مسؤول في أبوظبي نية الإمارات استثمار مليار دولار في الشركات الباكستانية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

السعودية.. لماذا الآن؟

جاءت الاستثمارات السعودية، تنفيذا لتوجه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتأكيدا على موقف المملكة الداعم لاقتصاد باكستان وشعبها، وفقا لـ"واس". ويتحدث أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية السعودي، محمد بن صالح الحربي، عن حزم مساعدات واستثمارات سعودية "متتالية ومتوازية" في باكستان في ظل علاقات "تاريخية متجذرة بين البلدين". وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والمستمرة منذ أكثر من 7 عقود"، مشيرا إلى أن "الرياض وإسلام آباد يشكلان عمقا استراتيجيا لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة المهددات والتحديات في المنطقة". وتعد استثمارات الرياض الأخيرة في باكستان "غيض من فيض"، باعتبار السعودية من أكبر الدول الداعمة لإسلام آباد واقتصادها خاصة في الفترة الأخيرة بعد أزمات وتوترات متسارعة مر بها العالم، وفقا لحديث الحربي. ولكن الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، يتحدث عن أهمية "استراتيجية وعسكرية وسياسية لإسلام آباد لدى دول الخليج" وخاصة السعودية التي تعتبر باكستان "سلاحها النووي". وتمتلك السعودية "أسلحة نووية بطريقة غير مباشرة لأنها تمول مشروعات باكستانية في مجال الطاقة النووية وتعتبرها ملكا لها"، وفقا لحديثه لموقع "الحرة". لكن الحربي يتحدث عن "علاقات عسكرية وأمنية مترسخة تاريخيا" بين الرياض وإسلام آباد منذ توقيع اتفاقية بين البلدين عام 1982، واصفا باكستان بـ"محور استراتيجي قوي ومهم لما تملكهُ من قدرات عسكرية".

قطر.. لماذا الآن؟

جاء إعلان الاستثمار القطري في باكستان، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، إلى الدوحة ولقاءه أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني. ويقيم الصندوق السيادي القطري" الاستثمارات الاستراتيجية في المطارات الرئيسية في باكستان، وقطاعات الطاقة المتجددة والطاقة والضيافة"، وفقا لوكالة "بلومبرغ". وقد تتداخل استثمارات جهاز قطر للاستثمار "جزئيا مع ملياري دولار من الدعم الثنائي الذي خططت له قطر بالفعل لباكستان"، وفقا لـ"بلومبرغ". وقد يستثمر الصندوق القطري في نهاية المطاف "أكثر أو أقل من 3 مليارات دولار"، اعتمادا على تقييمات الأصول والفرص دون تحديد إطار زمني، حسب الوكالة. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، محمد المسفر، أن الدوحة وجدت مجالات كبيرة للاستثمار في باكستان وهو ما رحبت به الحكومة الباكستانية الجديدة، مشيرا إلى "علاقات ممتدة بين البلدين". وعرض رئيس الوزراء الباكستاني خلال زيارته للدوحة الاستثمار في بلاده و"رأت قطر أن هناك مجالات كبيرة للاستثمار في باكستان وبالتالي اتخذت تلك الخطوة"، وفقا لحديثه لموقع "الحرة". ويقول المسفر: "تلك ليست أول مرة تستثمر فيها قطر في باكستان وهناك استثمارات قطرية مستمرة في قطاعات مختلفة".

ما علاقة مونديال قطر؟

على جانب آخر يشير فادي عيد إلى "بعد عسكري لتلك المساعدات" بعد توقيع اتفاق بين الدوحة وإسلام آباد لـ"حماية وتأمين المنشآت القطرية خلال مونديال 2022". وفي 22 أغسطس، قالت وزيرة الإعلام الباكستانية، مريم أورنجزيب، إن مجلس الوزراء وافق على مسودة اتفاقية تسمح للحكومة بتوفير قوات أمنية لمونديال قطر، وفقا لرويترز. وطلبت حكومة قطر المساعدة في الجوانب الأمنية لكأس العالم لكرة القدم التي تقام خلال الفترة ما بين 20 نوفمبر و 18 ديسمبر 2022، واقترح الجيش الباكستاني توقيع اتفاقية بين البلدين من أجل هذا الغرض، حسب الوكالة. لكن المسفر يؤكد أن "قطر استعانت بعدة بلدان لديها قدرات وخبرات أمنية لحراسة المنشآت والجمهور، بينها دول عربية وباكستان في سبيل إنجاح المونديال". وتحدث المسفر عن "حملة تستهدف قطر وتسعى للتقليل من إمكانية انجاحها للمونديال، ولذلك فهي تتحصن بدول مثل الأردن ومصر وباكستان"، متوقعا تعاون الدوحة مع الرياض في هذا الشأن أيضا. لكنه نفى في الوقت ذاته أن يكون هناك أهداف "عسكرية وأمنية" للاستثمارات أو المساعدات القطرية في باكستان.

الإمارات.. لماذا الآن؟

يسعى الاستثمار الإماراتي الأخير في باكستان إلى "استكشاف فرص ومجالات استثمارية جديدة للتعاون في مشاريع عبر مختلف القطاعات لتوسيع العلاقات الاقتصادية الثنائية التي تخدم مصلحة البلدين"، وفقا لـ"وام". وتحرص الإمارات وباكستان على استمرار التعاون في مختلف المجالات والتي تشمل الغاز والبنية التحتية للطاقة والطاقة المتجددة والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الزراعة والخدمات اللوجستية والاتصالات الرقمية والتجارة الإلكترونية والخدمات المالية، حسب "وام". ويتحدث أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، عبدالخالق عبدالله، عن "علاقات تاريخية استراتيجية تجمع أبوظبي وإسلام آباد"، مؤكدا أن الاستثمارات الإماراتية في باكستان هي "الأكبر خليجيا وعربيا وإسلاميا". ويقول لموقع "الحرة": "حظيت باكستان بالنصيب الأكبر من الدعم والمساعدات والاستثمارات الإماراتية خلال الخمسين عام الماضية بسبب العلاقات الاستراتيجية والشخصية المتميزة بين القيادة السياسية في البلدين". ولذلك يصف الاستثمارات الإماراتية الأخيرة في باكستان بأنها "ليست جديدة وجاءت متسقة مع الطبيعة التاريخية للعلاقات بين البلدين"، مؤكدا أن "إسلام آباد تعاني من أزمات معيشية حادة أكثر من أي وقت آخر، وتحتاج للدعم". ولن تتخلي الإمارات والسعودية ودول الخليج القادرة عن باكستان في "محنتها" ولذلك جاءت تلك الدفعة من الاستثمارات الإماراتية والخليجية لإسلام آباد، وفقا لحديث عبدالخالق عبدالله.

أوراق سياسية وعسكرية

لكن عيد يرى أن الاستثمارات الإماراتية في باكستان تهدف لـ"تأمين أوراق سياسية وعسكرية واستخباراتية عبر دعم وتوطيد العلاقات مع الحكومة الباكستانية الجديدة". وتسعى الإمارات كغيرها من دول الخليج لـ"توطيد العلاقات مع باكستان النووية صاحبة الجيش القوي"، في ظل علاقات "عسكرية وأمنية وطيدة بين البلدين"، بحسب عيد. لكن عبدالخالق عبدالله يؤكد أن المساعدات والاستثمارات الإماراتية "إنسانية في المقام الأول"، وموجهه لـ"الشعب الباكستاني الصديق والشقيق"، بعيدا عن كل الاعتبارات السياسية والعسكرية. وتحدث عن أولويات "إنسانية وشعبية واستثمارية" بعدها تأتي "الاعتبارات السياسية"، مؤكدا أن "الاعتبارات العسكرية ليست أولوية" لأن الإمارات تمتلك "قدرات عسكرية متقدمة". لكن عيد يرى أن "إسلام آباد مهمة للسعودية وقطر والإمارات استخباراتيا ونوويا وأمنيا في مواجهة تحديات غير مسبوقة تعصف بمنطقة الخليج". 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,194,260

عدد الزوار: 6,939,949

المتواجدون الآن: 112