شهباز شريف... «إداري بارع» يقود الحكومة الباكستانية بعد خروجه عن ظل شقيقه الأكبر..

تاريخ الإضافة السبت 7 أيار 2022 - 6:40 ص    عدد الزيارات 1362    التعليقات 0

        

شهباز شريف... «إداري بارع» يقود الحكومة الباكستانية بعد خروجه عن ظل شقيقه الأكبر..

الشرق الاوسط.. إسلام آباد: عمر فاروق... اختارت وسائل الإعلام الباكستانية إطلاق وصف خاص على السرعة التي جرت بها أعمال التطوير والتنمية في ظل قيادة شهباز شريف، حاكم إقليم البنجاب - ذلك أنهم يطلقون عليها «سرعة شهباز». ووصفت وسائل الإعلام شهباز شريف بأنه «ساحر»، وذلك في إشارة إلى السرعة التي تمكن من خلالها من تحويل لاهور، ثاني أكبر مدن باكستان، من مدينة متروبوليتانية قديمة إلى مدينة حديثة تتميز بجسورها المرتفعة وقطارات الأنفاق وحافلات الركاب والطرق الحديثة. أما منتقدوه، فاتهموه بتنفيذ أجندة تنموية تفتقر إلى التوازن، وذلك مع تجاهله مناطق ومدناً أخرى. ويرد شهباز شريف على ذلك بقوله، إنه نجح في بناء منظومة رعاية صحية فاعلة داخل الإقليم تقوم على شبكة واسعة من المستشفيات. وفي ظل قيادته، تمكن الإقليم من مواجهة جائحة كبرى بنجاح، حسبما أكد شهباز شريف. دخل رئيس وزراء باكستان شهباز شريف ميدان العمل السياسي عام 1988 عندما انتُخب لعضوية مجلس إقليم للبنجاب، أكبر أقاليم باكستان من حيث عدد السكان. ثم انتُخب لعضوية المجلس الوطني الباكستاني عام 1993 وأصبح زعيماً للمعارضة. ومن ثم وقع عليه الاختيار لمنصب حاكم البنجاب، للمرة الأولى في 20 فبراير (شباط) 1997. وبعد الانقلاب العسكري الذي شهدته باكستان عام 1999، أمضى شهباز شريف وأسرته سنوات في منفى اختياري في المملكة العربية السعودية، ثم عاد إلى باكستان عام 2007. عُين شهباز حاكماً للإقليم لولاية ثانية عام 2008، في أعقاب فوز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية في الانتخابات العامة الباكستانية داخل إقليم البنجاب. كما انتُخب حاكماً للبنجاب للمرة الثالثة عام 2013 في أعقاب انتخابات عامة وظل في منصبه حتى هزيمة حزبه في الانتخابات العامة عام 2018. ولكن مع ذلك، بقي شهباز شريف كل هذه السنوات في ظل شقيقه الأكبر نواز شريف. ورغم ما يتمتع به من مهارات إدارية ممتازة، نظر كثيرون إلى شهباز شريف داخل عالم السياسية الباكستاني باعتباره مجرد الشقيق الأصغر لنواز شريف. اللافت، أن شهباز شريف نفسه يبدي القدر ذاته من الولاء تجاه شقيقه الأكبر، ودائماً ما يؤكد أن المكانة التي نالها في عالم السياسة يعود الفضل وراءها إلى نواز شريف. وأكد العديد من المحللين والمعلقين السياسيين، أن الأصوات الانتخابية التي دفعت بحزب الرابطة الإسلامية إلى سدة الحكم ثلاث مرات منذ عام 1990، مرتبطة بصورة أساسية بنواز شريف. ويرى أصحاب هذا الرأي، أنه رغم أن شهباز شريف قد يكون إدارياً بارعاً، فإن شعبية نواز شريف هي ما أوصلته إلى السلطة. مع هذا، فإنه بفضل جهوده الدؤوبة نجح شهباز شريف في إيجاد مكان له داخل الساحة السياسية الباكستانية، وبالأخص، بفضل مشاريع البنية التحتية التي أطلقها خلال فترة عمله حاكماً لإقليم البنجاب. وحقاً نجح شهباز في إنجاز هذه المشاريع في وقت قياسي؛ ما أكسبه إشادات واسعة من مختلف أرجاء باكستان، وهكذا بدأت وسائل الإعلام تطلق على السرعة التي أنجزت بها المشاريع «سرعة شهباز». جدير بالذكر هنا، أنه جرى ترشيح شهباز شريف لمنصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية، خلفاً لشقيقه نواز، الذي لم يعد مؤهلاً لتولي هذا المنصب بعدما حرمه قرار من المحكمة العليا من تولي أي منصب عام. ووقع الاختيار على شهباز شريف زعيماً للمعارضة في أعقاب انتخابات عام 2018.

من ناحيتها، هاجمت حكومة عمران خان، شهباز شريف ورفعت مراراً دعاوى فساد ضده. وفي المقابل، وفي أحد خطاباته السياسية داخل المجلس الوطني، أكد شهباز شريف أنه سيستقيل ويبتعد عن العمل السياسي حال إدانته بأي من الاتهامات الموجهة ضده داخل محكمة. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن مكتب المحاسبة الوطنية تأسس على يد الرئيس الأسبق الجنرال برويز مشرف، للتحقيق في اتهامات الفساد الموجهة إلى سياسيين، خاصة أبناء عائلة شريف. واستمرت حكومة عمران خان في الاعتماد على مكتب المحاسبة الوطنية في توجيه اتهامات إلى عائلة شريف؛ الأمر الذي شكل مصدر التوتر الأول بين المعارضة وحكومة عمران خان. في ديسمبر (كانون الأول) 2019، جمّد مكتب المحاسبة الوطنية 23 من ممتلكات تخص شهباز شريف ونجله، حمزة شريف، متهماً كليهما بالتورط في غسل الأموال. وفي 28 سبتمبر (أيلول) 2020، ألقى مكتب المحاسبة الوطنية القبض على شهباز وأُدين أمام محكمة لاهور العليا باتهامات تتعلق بغسل الأموال، وظل سجيناً خلال فترة المحاكمة. إلا أن هذا الوضع أسهم في تعزيز المكانة السياسية لشهباز شريف في وقت ظل شقيقه الأكبر خارج البلاد لتلقي العلاج لأكثر عن سنة. بعد إطلاق سراح شهباز شريف بكفالة بقرار من المحكمة العليا، شرع في العمل على خطة لإسقاط عمران خان من السلطة. واستهدفت خطته الأحزاب المتحالفة مع عمران خان، والتي اعتمد عليها الأخير في التمتع بأغلبية داخل البرلمان. وبالفعل، في 11 أبريل (نيسان) 2022، انتًخب شهباز شريف رئيساً للوزراء في أعقاب التصويت بسحب الثقة من عمران خان.

- بطاقة هوية

ولد شهباز شريف في 23 سبتمبر 1951 وهو ينتمي إلى عائلة شريف السياسية الكشميرية التي تعيش في لاهور وتتكلم البنجابية. كان والده، محمد شريف، رجل أعمال ينتمي للطبقة فوق المتوسطة هاجرت أسرته من كشمير واستقر بها المقام في البنجاب. وتزوج شهباز، نصرة شهباز عام 1973 وأنجبا أربعة أطفال: سلمان وحمزة وشقيقتين توأم، جفريا ورابية. عام 2003، تزوج شهباز زوجته الثانية تهمينا دوراني. ويعمل شهباز بمجال التجارة ويشارك في ملكية «اتفاق غروب»، شركة كبرى تعمل بمجال صناعة الصلب. على المستوى السياسي، أمضى شهباز شريف الجزء الأكبر من مسيرته المهنية في ظل أخيه الأكبر، لكن بعض المصادر المطلعة ترى أنه من دون الحنكة السياسية لشهباز شريف التي عملت خلف الكواليس، لم يكن الصعود السياسي لآل شريف ليصبح ممكناً. يذكر أنه على امتداد السنوات الماضية، تولى شهباز شريف إدارة الحملات السياسية لشقيقه الأكبر من خلف الكواليس.

- الصراع مع عمران خان

وفي الوقت الذي اجتذب عمران خان تأييد حشود واسعة داخل مدن باكستانية خلال هذه السنوات، كان شهباز شريف يقدم المشورة لشقيقه الأكبر بأن يبقى ملتزماً بالسياسات التي تركز على التنمية الاقتصادية. وخلال الأيام السابقة مباشرة للانتخابات البرلمانية في مايو (أيار) 2013، نجح عمران خان في اجتذاب تأييد أعداد كبيرة خلال مؤتمرات انتخابية عقدها في أرجاء مختلفة من باكستان. ونجح خان في اجتذاب عناصر ذات ثقل سياسي وانضمت له. وتجلى الصعود السياسي لخان في نتائج استطلاع رأي أجري عام 2012 كشفت عن أنه واحد من أكثر السياسيين الباكستانيين شعبية على مستوى البلاد. ولكن قُبيل عقد الانتخابات التشريعية في مايو 2013، تعرّض خان لإصابات في الرأس والظهر عندما سقط من فوق مسرح أثناء عقد مؤتمر انتخابي. وظهر خان على شاشات التلفزيون من داخل المستشفى قبيل ساعات من عقد الانتخابات ليوجه مناشدة أخيرة للناخبين. وأثمرت الانتخابات أكبر عدد أصوات لصالح حزب خان «تحريك الإنصاف»، ومع ذلك كان مجمل عدد المقاعد التي حصل عليها أقل عن نصف المقاعد التي حصل عليها حزب الرابطة الإسلامية، بقيادة نواز شريف. يومذاك، اتهم خان حزب «الرابطة الإسلامية» بتزوير الانتخابات. ولكن لم تلقَ دعواته لإجراء تحقيق في الأمر استجابة، الأمر الذي دفع خان وقادة معارضين آخرين لقيادة مظاهرات على مدار أربعة أشهر نهاية عام 2014 من أجل الضغط على شريف كي يتنحى. من ناحيته، كان شهباز شريف ينصح شقيقه الأكبر بألا يتخذ إجراءات قاسية ضد المظاهرات التي يؤججها عمران خان. وألقى خان خطباً أمام مسيرات وقاد مظاهرات في أجزاء مختلفة من باكستان تطالب باستقالة نواز شريف وإجراء تحقيق محايد حول التجاوزات المالية لنواز شريف وأفراد عائلته. وأثمرت جهود خان عندما أعلنت المحكمة العليا أن نواز شريف غير مؤهل لتقلد منصب عام لأنه لم يقُل الصدق للشعب الباكستاني أثناء تقلده منصب رئيس الوزراء حول التجاوزات المالية لأفراد عائلته. وبالفعل، أطيح بنواز شريف من المنصب وصدر بحقه لاحقاً حكم بالسجن 10 سنوات. ويعود الفضل الأكبر وراء محاسبة نواز شريف إلى عمرات خان. وفي انتخابات يوليو (تموز) 2018، ظهر حزب عمران خان كأكبر كتلة داخل البرلمان، في إشارة واضحة إلى أنه المرشح الأول لتشكيل الحكومة المقبلة في البلاد بمعاونة عدد من الأعضاء المستقلين داخل البرلمان. داخل البرلمان، نجح شهباز شريف في أن يقض مضجع عمران خان. ونقلت وسائل الإعلام الباكستانية بإسهاب مقتطفات من خطبه أمام البرلمان. وخلال هذه الفترة، تمكن شهباز شريف من تعزيز مكانته السياسية، في الوقت الذي كان شقيقه الأكبر خارج البلاد، وبالتالي خارج المشهد. في الوقت الراهن، يترأس شهباز شريف حكومة ائتلافية في وقت تنوي المعارضة التحريض على مظاهرات ضد الحكومة بعد إجازة العيد. يذكر هنا، أن شهباز شريف إداري وخبير تنموي، وليس زعيماً شعبياً. وبالتالي، سيجد صعوبة بالغة في مواجهة عمران خان الذي تتزايد شعبيته داخل المناطق الحضرية في باكستان. ولذلك؛ يبدو أن شهباز شريف عاقد العزم على إنجاز فترة ولايته؛ الأمر الذي يعد بمثابة كابوس لعمران خان. وإذا نجح شهباز شريف في تعزيز قبضته على السلطة واستمر لأكثر من سنة، فإن هذا سيمنحه فرصة تعيين القائد الجديد لأركان الجيش في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي.

البنجاب... معقل أسرة شريف وأكبر أقاليم باكستان

لندن: «الشرق الأوسط»... البنجاب هو أحد الأقاليم الخمسة التي تتكون منها جمهورية باكستان، بل هو أكبرها من حيث عدد السكان وفيه تقع منطقة العاصمة إسلام آباد، إلى جانب مدينة لاهور إحدى أعظم حواضر شبه القارة الهندية. والأقاليم الأخرى، هي: السند وبلوشستان، والحدود الشمالية الغربية، وكشمير الحرة (آزاد كشمير). جاء اسم الإقليم من الكلمتين الفارستين «بنج» (أي خمسة) و«آب» (التي تعني ماءً أو نهراً). وبالتالي، فإن المعنى الحرفي للاسم هو «أرض الأنهار الخمسة». وجغرافياً، تشمل منطقة البنجاب الطبيعية الجزء الشمالي الشرقي من باكستان والجزء الشمالي الغربي من الهند، وتمتد عموماً بين نهر السند غرباً في باكستان، ونهر جامونا (يامونا) شرقاً في الهند، وشمالاً حتى جبال الهيمالايا والجبال المتفرعة عنها وجنوبا إلى صحراء ثار والصحارى الأخرى في إقليمي السند وبلوشستان. عام 1947، قُسّمت أراضي منطقة البنجاب بين الهند ودولة باكستان. وتبلغ مساحة المنطقة ككل 257723كم²، منها 207420كم² في باكستان والباقي (50303كم²) في الهند. كذلك، ثمة فارق كبير في تعداد السكان؛ إذ في حين يقارب عدد سكان ولاية البنجاب الهندية 28 مليون نسمة يربو عدد سكان إقليم البنجاب الباكستاني على 110 ملايين نسمة. ومن ناحية أخرى، لئن شكل إقليم البنجاب أحد أكبر وأهم مراكز الكثافة الإسلامية في شبه القارة، تقع على مسافة غير بعيدة نسبياً عن لاهور، عبر الحدود على الجانب الهندي، تقع مدينة أمريتسار أعظم مدن السيخ (وفيها قبلتهم الدينية «المعبد الذهبي»)، وهي كبرى مدن ولاية البنجاب الهندية، أما العاصمة الإدارة للولاية فهي مدينة تشانديغار. إن 95 في المائة من أرض البنجاب سهل كبير، شكّله نهر السند وروافده الرئيسة الخمسة: جيلوم وشيناب ورافي وبياس وسوتلج. وهذه الروافد الخمسة هي التي أعطت المنطقة اسمها. أما بالنسبة للمناخ، فإن معظم إقليم البنجاب ذو مناخ جاف وشبه جاف، لوقوع الإقليم بين خطي العرض 27 - 33 درجة شمال خط الاستواء. والشتاء في الإقليم معتدل البرودة قليلاً، والصيف حار، ويكثر حدوث الصقيع في القطاع الشمالي من الإقليم، فمتوسط درجة حرارة يناير (كانون الثاني) بحدود 11 درجة مئوية، في حين متوسط درجة حرارة يونيو (حزيران) في حدود 34 درجة مئوية، وتصل درجة الحرارة العظمى صيفاً إلى 45 درجة مئوية. أما مصادر الثروة الطبيعية في البنجاب فتتمثل بالتربة اللحقية الخصبة، ومياه الأنهار الكبيرة واستثماراتها المتنوعة، والقليل من النفط والفحم الحجري والحجر الكلسي والجص والملح الصخري والبوكسيت (خام الألمنيوم) والغضار الصيني.

تاريخ عريق

تاريخ البنجاب جزء من تاريخ وادي السند وحضاراته التي ازدهرت بين 2500 - 1800 ق.م.، وهي تمثل بواكير الحضارات الهندية التي تدل عليها آثار أكثر من 100 مدينة وقرية قديمة، كانت تتميز بنظام مائي وزراعي متطور. ولقد دخل السكان الآريون إلى الإقليم من الشمال الغربي نحو عام 1200 ق.م. وكانت الإمبراطورية الفارسية في عهد داريوس الأول (521 - 486 ق. م.) تتضمن إقليم البنجاب. وفي عام 326 ق.م، غزا الإسكندر المقدوني الإقليم الذي صار جزءاً من إمبراطورية الموريين في المدة بين 324 و184 ق. م. دخل الإسلام البنجاب في القرن الثاني للهجرة (الثامن الميلادي) وساد في القسم الغربي منه، وبقي القسم الشرقي منه ممتنعاً على الإسلام حتى القرن السادس للهجرة (الثاني عشر الميلادي)، ثم صار جزءاً من دولة السلاطين التيموريين (إمبراطورية المُغل العظام) قبل أن يتسلط السيخ على الإقليم منذ عام 1707، حيث أسسوا مملكة بزعامة رانجيتا سينغ (1801 - 1839). بعدها، عام 1849، خضعت منطقة البنجاب للاستعمار البريطاني. وفي عام 1947 نالت كيانات شبه القارة الهندية استقلالها، ورسمت حدود دولها، وقُسِمت المنطقة بين الهند وباكستان، فكان للهند الجزء الذي يسكنه الهندوس وغالبية السيخ، ولباكستان الجزء الذي غالبية سكانه مسلمون. ورغم ذلك ترك هذا التقسيم أقلية مسلمة (35 في المائة) في الولاية الهندي، وأقلية هندوسية وسيخية (25 في المائة) في الإقليم الباكستاني

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,118,107

عدد الزوار: 6,935,570

المتواجدون الآن: 93