ملف الحرب الروسية على اوكرانيا.. أوكرانيا تطالب حلفاءها بأسلحة ثقيلة... وموسكو تتهمها بقصف قرية حدودية..

تاريخ الإضافة الإثنين 25 نيسان 2022 - 4:57 ص    عدد الزيارات 1844    التعليقات 0

        

أوكرانيا تطالب حلفاءها بأسلحة ثقيلة... وموسكو تتهمها بقصف قرية حدودية..

الصليب الأحمر يحذّر من ثمن إنساني «رهيب» لتأخر إجلاء المدنيين من ماريوبول...

كييف - لندن: «الشرق الأوسط»... طالبت أوكرانيا حلفاءها الغربيين تزويدها بأسلحة أكثر قوة لتعزيز دفاعات البلاد في مواجهة الهجوم الروسي، وذلك فيما كانت كييف تستعد لاستقبال وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن، أمس الأحد. في غضون ذلك، قال مسؤول روسي إن قرية في منطقة بلغورود المحاذية لأوكرانيا تعرضت لقصف عبر الحدود. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستتغلب على «الأوقات العصيبة»، وذلك في خطاب من كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف، التي ترجع إلى ألف عام، بمناسبة عيد القيامة عند الأرثوذكس، في وقت طغى فيه القتال في الشرق على الاحتفالات الدينية. وكتب بلينكن على تويتر، قبل زيارته إلى كييف: «لقد ألهمنا صمود المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا في مواجهة الحرب العدوانية الوحشية التي شنها الرئيس بوتين. نحن مستمرون في دعمهم، واليوم نتمنى لهم وللجميع الاحتفال بأمل عيد القيامة والعودة السريعة إلى السلام». وتُمثل الزيارة التي أعلن عنها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أرفع زيارة لمسؤولين أميركيين منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا قبل شهرين. ولم يؤكد البيت الأبيض زيارة بلينكن وأوستن لأوكرانيا، كما امتنعت وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق. ويخطط المسؤولون الأوكرانيون إبلاغ بلينكن وأوستن بالحاجة الفورية لمزيد من الأسلحة، ومنها الأنظمة المضادة للصواريخ والطائرات، فضلا عن العربات المدرعة والدبابات، وفقا لما صرح به إيغور غوفكفا مساعد زيلينسكي لشبكة «إن بي سي نيوز» أمس.

- تجدد دعوات الهدنة

تأتي زيارة بلينكن وأوستن إلى أوكرانيا في وقت تتواصل المعارك العنيفة في شرق البلاد وجنوبها، ما أرخى بثقله على الاحتفالات بعيد الفصح، رغم الدعوات الكثيرة في الأيام الأخيرة إلى إعلان هدنة. وجدد البابا فرنسيس، أمس، دعوته إلى إعلان هدنة ووقف الهجمات ضد «السكان المنهكين». وفي رسالة بمناسبة عيد الفصح لدى الأرثوذكس وهم الأغلبية في أوكرانيا، دعا زيلينسكي لـ«تخليص جميع الأوكرانيين». وأضاف في كلمة بدت على شكل صلاة: «لا ننسى بوتشا وإربين وبوروديانكا وغوستوميل»، معدداً سلسلة أماكن أخرى حيث تتهم أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب فظائع حيال مدنيين. وتابع، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «قلوبنا ممتلئة بغضب شديد، أرواحنا ممتلئة بكراهية شديدة حيال الغزاة وكل ما فعلوه». وطلب من الله «ألا يسمح للغضب بأن يدمرنا من الداخل (...) وأن يحوله إلى قوة مفيدة لهزم قوات الشر». من جهته، قال سيرهي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك في الدونباس، إن احتفالات عيد الفصح قد تلاشت هناك، حيث ألحقت المدفعية الروسية أضرارا بسبع كنائس في المنطقة. وأضاف أن القصف الروسي تسبب في مقتل عدد غير محدد من المدنيين. وتنفي موسكو استهداف المدنيين، وترفض ما تقول أوكرانيا إنه دليل على أعمال وحشية، قائلة إن كييف لفقته لتقويض محادثات السلام. وفي كنيسة ليمان الأرثوذكسية الصغيرة على خط الجبهة في شرق البلاد، حيث تسقط بشكل منتظم قذائف روسية، تجمع نحو خمسين مدنياً منذ الفجر للمشاركة في القداس في حين كان يُسمع هدير المدفعية. وأكد الكاهن في عظته التي ألقى نفسها جميع الكهنة في كافة كنائس منطقة الدونباس: «إننا إذا قمنا بالخيار السيئ، فستحطمنا الظلمات كما تُدمرنا الظلمات خلال هذه الحرب». ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة إلى حد ما، عاودت دول عدة فتح سفاراتها في الأيام القليلة الماضية، وعاد بعض السكان الذين فروا من القتال للاحتفال بعيد القيامة. كما ملأ اللاجئون الأوكرانيون الكنائس في جميع أنحاء وسط أوروبا. وقالت ناتاليا كراسنوبولسكايا، التي تقضي عيد القيامة في براغ، وهي من بين ما يقدر بخمسة ملايين أوكراني اضطروا للفرار من الحرب لوكالة رويترز: «أدعو من أجل توقف هذا الرعب في أوكرانيا قريبا ليتسنى لنا العودة إلى ديارنا».

- فشل إجلاء المدنيين

غداة فشل محاولة جديدة للسلطات الأوكرانية لإجلاء مدنيين من ماريوبول (جنوب شرق)، دعت الأمم المتحدة إلى «وقف فوري» للقتال في هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف، بهدف السماح بإجلاء نحو مائة ألف مدني لا يزالون محاصرين فيها. وبات الجيش الروسي يسيطر بشكل شبه كامل على المدينة التي حاصرها منذ مطلع مارس (آذار). وقال منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا، أمين عوض، في بيان: «يجب السماح بإجلائهم الآن، اليوم. غدا، سيكون فات الأوان». من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن «كل يوم، كل ساعة تمر لديها ثمن إنساني رهيب». وطالبت اللجنة بإلحاح «بوصول فوري ودون عقبات»، للسماح «بعبور طوعي وآمن لآلاف المدنيين ومئات الجرحى إلى خارج المدينة، بما في ذلك إلى منطقة مصنع آزوفستال» للصناعات المعدنية، جيب المقاومة الوحيد للجنود الأوكرانيين. وأشارت وزارة الدفاع الأوكرانية في وقت سابق الأحد عبر تلغرام إلى أن القوات الروسية لا تزال تحاصر الوحدات المتحصنة في مصنع آزوفستال. ونقل مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر دعوات زيلينسكي إلى إعلان هدنة، وإقامة «ممر إنساني فورا للمدنيين» في ماريوبول. كما اقترح مرة جديدة عقد مفاوضات مع موسكو «ليكون بإمكاننا نقل أو مبادلة عسكريينا»، وهو ما لم ترد عليه موسكو حتى اللحظة. من جهتها، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها «قلقة للغاية» إزاء توقيف في أراض أوكرانية انفصالية موالية لروسيا، عدة أفراد من بعثتها لمراقبة وقف إطلاق النار المعلن عام 2014 إثر النزاع الذي اندلع بين هذه المناطق وكييف بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم. وسبق أن أجلت المنظمة المئات من مراقبيها المتحدرين من عشرات الدول منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط). لكن لا يزال يوجد هناك موظفون أوكرانيون «عدد منهم معتقل في دونيتسك ولوغانسك»، وفق ما أكدت المنظمة في تغريدة، مشيرة إلى «اللجوء إلى كافة القنوات المتاحة لتسهيل تحريرهم».

- تعثر المفاوضات

لا تزال مفاوضات السلام متعثرة، في وقت تستعر المعارك في شرق البلاد وجنوبها. وبحسب هيئة الأركان الأوكرانية، فإن القوات الروسية تواصل أيضاً عرقلة خاركيف جزئياً (شمال شرق) عبر قصف القوات الأوكرانية والبنى التحتية الرئيسية. وقالت هيئة الأركان إن (القوات الروسية) «كثفت هجماتها» في حوض الدونباس (شرق) المؤلف من منطقتَي دونيتسك ولوغانسك، وفق ثلاثة اتجاهات: سيفيرودونستيك العاصمة بحكم الأمر الواقع لمنطقة لوغانسك الخاضعة لسيطرة الأوكرانيين، وبوباسنا وتقع على مسافة نحو خمسين نحو الجنوب، وكوراخيكفا القريبة من دونيتسك. كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن معارك دائرة عند مدخل بلدة كوروفيي يار في شمال الدونباس، حيث تمركز الروس منذ السبت. وكانت دبابات ومدرعات أوكرانية تساند الهجوم المضاد وتغطي محاولة إجلاء 30 مدنياً.

- تقدم ومقاومة

أما على الجبهة الجنوبية في المنطقة الواقعة بين خيرسون الخاضعة بالجزء الأكبر لسيطرة الروس وميكولاييف، لم يذكر الجيش الأوكراني حصول تغيرات مهمة. وكانت كييف قد تحدثت في اليوم السابق عن تقدم القوات الروسية في شمال منطقة زابوريجيا التي يسيطر الروس على جزئها الجنوبي الذي يحد بحر آزوف. من جانبه، أعلن الجيش الروسي أمس شن ضربات صاروخية على تسعة أهداف عسكرية أوكرانية، بينها أربعة مستودعات ذخائر في جنوب منطقة خاركيف. وقالت موسكو أيضاً إنها شنت ضربات جوية على 26 هدفاً و423 ضربة مدفعية دون تحديد أهدافها. وأفاد تحديث عسكري بريطاني صدر أمس، بأن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس في الأيام الماضية. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية أنه رغم تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية في جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة. وأضاف التحديث أن «تراجع الروح المعنوية الروسية والوقت المحدود لإعادة تشكيل القوات وتجهيزها وتنظيمها بعد هجمات سابقة يعوق الفاعلية القتالية الروسية على الأرجح». من جهة أخرى، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن مسؤول محلي أن قرية في منطقة بلغورود المحاذية لأوكرانيا تعرضت لقصف عبر الحدود. وقال فلاديمير بيرتسيف إن القصف لم يتسبب في إصابات أو أضرار بعد أن سقطت قذيفة في حقل، وفقا لما نقلته عنه تاس.

- جهود السلام

دبلوماسيا، يُفترض أن تتحدث رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن الحياد الذي أبدته نيودلهي بشأن الحرب على أوكرانيا، أثناء زيارة بدأتها أمس إلى الهند حيث ستلتقي اليوم رئيس الوزراء ناريندرا مودي. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فيزور الاثنين تركيا التي تحاول لعب دور في الوساطة لإيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، وذلك قبل توجهه إلى موسكو وكييف. لكن زيلينسكي انتقد السبت قرار غوتيريش «غير المنطقي» زيارة موسكو الثلاثاء قبل المجيء إلى كييف. وقال: «من الخطأ الذهاب إلى روسيا أولا ومن ثم إلى أوكرانيا»، مبديا أسفه «للانعدام التام للعدالة والمنطق في هذا الترتيب». وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين الفارين من الغزو الروسي يقترب من 5.2 مليون. وفر أكثر من 7.7 مليون شخص من منازلهم لكنهم ما زالوا في أوكرانيا.

إجماع غربي على تعزيز مساعدات أوكرانيا العسكرية عشية «اجتماع رامشتاين»

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريّس... تسلّم الاتحاد الأوروبي من الإدارة الأميركية قائمة تتضمّن «المساعدات العسكرية الملحّة»، التي تحتاج إليها أوكرانيا لمواجهة القوات الروسية، وذلك استعداداً للاجتماع الذي دعت إليه واشنطن في قاعدة رامشتاين الألمانية يوم غد الثلاثاء، والذي من المنتظر أن تشارك فيه أكثر من عشرين دولة من الحلف الأطلسي وخارجه بهدف وضع خطة مشتركة لدعم القوات المسلحة الأوكرانية لصدّ الاجتياح الروسي الذي دخل شهره الثالث من غير أن يتمكّن حتى الآن من تحقيق أهدافه التي ما تزال موضع التقدير والترجيح في الأوساط الغربية. ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن ثمّة إجماعاً بين الدول الأعضاء في الاتحاد على مواصلة الدعم العسكري واللوجيستي التي تقدّمه لأوكرانيا، وزيادته وفقاً لاحتياجات سير المعارك الحربية، بل إن بعض الدول أعربت عن استعدادها لمدّ أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة التي طلبتها. لكن ناطقاً باسم المجلس الأوروبي صرّح، أمس الأحد، بأن الاتحاد حريص على أن يبقى الدعم العسكري الذي يقدّمه إلى أوكرانيا خارج إطار المواجهة المباشرة مع موسكو، وأن «الاتحاد الأوروبي يدين الاجتياح الروسي ويؤيد سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، لكنه ليس طرفاً في النزاع». وكان رئيس الوزراء البولندي أعلن، أمس، أن بلاده قدّمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 1.6 مليار دولار منذ بداية الاجتياح الروسي، مؤكداً أن هذه المساعدات «تنقذ سيادة أوكرانيا وبولندا وأوروبا». وكان ماتوز مورافيسكي يتحدّث في كراكوفيا عقب المحادثات التي أجراها هناك مع نظيره الأوكراني دنيس شميغال، كاشفاً أن بولندا قدّمت لأوكرانيا صواريخ مضادة للطائرات والمدرعات، وقذائف مورتر وطائرات مسيّرة، فضلاً عن 40 دبابة وآليّات مصفحّة. ووصف رئيس الوزراء البولندي العقوبات الأوروبية على روسيا بأنها غير كافية، مجدّداً طلب بلاده بفرض عقوبات مشتركة على استيراد الغاز والنفط من روسيا. في غضون ذلك، أعرب مسؤولون أوروبيون أمس عن قلقهم من التصريحات التي صدرت عن الجنرال الروسي روستام مينيكايف، وأشار فيها إلى أن القوات الروسية قد تواصل تقدمها، بعد السيطرة على أوديسّا، على طول الساحل الأوكراني لتصبح القوة الثانية المطلّة على البحر الأسود بعد تركيا. ويقرأ الأوروبيون هذه التصريحات الصادرة عن جنرال مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنها تنذر بالتحضير لغزو مولدافيا التي تعيش فيها أقلية روسية، وهي على غرار أوكرانيا، خارج المظلّة الأطلسية. وتجدر الإشارة إلى أن مولدافيا التي نالت استقلالها في عام 1992 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت تابعة لروسيا منذ عام 1812. ويذكر أن المخابرات الغربية كانت قالت مؤخراً إنها رصدت وجوداً كثيفاً لمن أسمتهم «عملاء موسكو» في مولدافيا، معربة عن خشيتها من أن وجودهم يهدف إلى افتعال اضطرابات ضد الأقليّة الناطقة بالروسية، تمهيداً لعملية عسكرية على غرار ما حصل في أوكرانيا. وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي تعيش فيها الأقليّة الروسية كانت أعلنت استقلالها الذاتي في عام 1990 من غير أن يعترف بها أي طرف حتى الآن، لكنها منذ ذلك الحين مرتع لمئات الجنود الروس وآلاف الانفصاليين المسلّحين. وكانت مصادر المخابرات العسكرية البريطانية أفادت الأسبوع الماضي أن موسكو قد تكون تحضّر لافتعال أحداث في مولدافيا، التي تضمّ أكثر من 400 ألف لاجئ أوكراني، تتزامن مع الاحتفالات بالانتصار على القوات النازيّة في التاسع من الشهر المقبل. ويذكر أن مولدافيا التي تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 100 في المائة نأت بنفسها عن اتخاذ أي موقف من الحرب منذ بدايتها، وامتنعت عن تطبيق العقوبات الغربية ضد موسكو خشية ردة الفعل الروسية. لكن القلق الأوروبي من احتمالات اتساع دائرة المطامع الروسية المقبلة يتجّه صوب داخل الاتحاد وحلقته الضعيفة سلوفاكيا، التي قالت أمس رئيسة جمهوريتها سوزانا كابوتوفا: «إذا تمكّن بوتين من تحقيق أهدافه، لن تكون هناك دولة مجاورة لروسيا في مأمن بعد ذلك». وكانت كابوتوفا أكّدت في حديث صحافي أن بلادها على استعداد لاستضافة قوات الحلف الأطلسي، كاشفة أن سلوفاكيا قدّمت لأوكرانيا منظومات دفاع صاروخية وتسلّمت من واشنطن بالمقابل دفعة من صواريخ باتريوت. في موازاة ذلك، قال أولكسي آريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي، إن مرحلة المواجهات العسكرية المباشرة في أوكرانيا ستنتهي في غضون أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير، حيث توقّع أن تعلن موسكو عن انتصارات أولّية وتحقيق بعض الأهداف وتعرض على كييف التفاوض. وقال آريستوفيتش الذي يعتبر أقرب المستشارين إلى الرئيس الأوكراني إن «المجتمع الدولي يحضّنا على مواصلة القتال وطرد القوات الروسية من بلادنا. موقفنا ثابت جداً، ولا أظنّ أن الأجواء مناسبة لمفاوضات مثمرة في الظروف الراهنة. أعتقد أن موسكو ستحاول تعزيز قواتها وتواصل استهداف مناطق معيّنة قبل أن تعود لشنّ هجوم واسع أواخر الصيف المقبل».

إدارة بايدن تجري تعديلات على برنامج «اللاجئين الأوكرانيين»

ليشمل «المنشقين» من صفوف الجيش الروسي

الشرق الاوسط... واشنطن: معاذ العمري.. تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على وضع النقاط الأخيرة على برنامج «الاتحاد من أجل أوكرانيا»، والذي تعهدت فيه باستقبال 100 ألف لاجئ أوكراني فروا من بلادهم بسبب الحرب التي أطلقتها روسيا في 24 فبراير (شباط)، وسط انتقادات سياسية على أسلوب الإدارة في التعامل مع هذا الملف. ولم تقتصر الانتقادات السياسية على الجمهوريين فقط، بل شملت الديمقراطيين كذلك ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوقية، التي اعتبرت أن الإدارة الأميركية مقصرة في تعاملها مع برنامج استقبال اللاجئين. ويسمح البرنامج، المسمى بـ«الاتحاد من أجل أوكرانيا»، للفارين من العملية العسكرية الروسية بالوصول إلى الأراضي الأميركية، بموجب «وضع مؤقت» يسمى «الإفراج المشروط» لأسباب إنسانية. ورغم أن الأوكرانيين يجب أن يستوفوا الشروط الأمنية والصحية وغيرهما، بما في ذلك وجود راعٍ أميركي يساعد في التمويل، فإن الإدارة تصر على أن العملية سوف تكون «مبسطة». ومن ضمن التعديلات التي تعمل عليها إدارة بايدن من أجل أن يشملها البرنامج، ضم «الهاربين والمنشقين الروس» إلى برنامج اللاجئين الأوكرانيين، الذين أعلنوا انشقاقهم من صفوف الجيش الروسي، وخالفوا تعليمات حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، ويخشون على حياتهم من الموت. في المقابل، تركزت الانتقادات على الإدارة الأميركية بأنه من الخطأ الاعتماد على «حل مؤقت»، مثل الإفراج المشروط لأسباب إنسانية، حيث تستمر هذه الحالة لمدة تصل إلى عامين، في حين أنه لا أحد يعرف إلى متى ستستمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما أنه من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق إعادة بناء أوكرانيا. إلا أن مسؤولاً في البيت الأبيض صرح لصحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن معظم الأوكرانيين يسعون إلى حل مؤقت لأنهم ينوون العودة إلى أوكرانيا. وأفاد المسؤول بأن البيت الأبيض يواصل إعادة بناء برنامج اللاجئين، وأنه لا يزال يمثل أولوية، حيث أعاد البرنامج حتى الآن في هذه السنة المالية توطين قرابة 9000 لاجئ، رغم وجود هدف سنوي يبلغ 125 ألف لاجئ، كما لا يزال البيت الأبيض على استعداد لاستخدام هذا البرنامج للأوكرانيين الذين يسعون إلى إعادة التوطين الدائم، وكذلك بالنسبة للآخرين الفارين من الحرب، بما في ذلك المنشقون الروس. وانتقد السيناتور بوب مينديز، الديمقراطي من ولاية نيوجيرسي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، تعامل الإدارة الأميركية مع هذا الملف، وقال: «سأستمر في دعوة الإدارة لاستعادة الوصول الكامل إلى قوانين اللجوء الخاصة بنا على الحدود الجنوبية، حيث حُرم عدد كبير جداً من المهاجرين السود والهاربين من أميركا اللاتينية من فرصة طلب الحماية الإنسانية في الولايات المتحدة».

سفير روسيا في واشنطن: عملنا «محاصَر»

واشنطن: «الشرق الأوسط».. نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، قوله، أمس الأحد، إن عمل السفارة في العاصمة الأميركية «محاصَر»، في ظل إغلاق حساباتها المصرفية وتلقي العاملين فيها تهديدات. وقال أنتونوف إن «السفارة محاصرة في حقيقة الأمر من جانب الكيانات الحكومية الأميركية... لقد أغلق (بنك أوف أميركا) حسابات قنصليتَي هيوستن ونيويورك». وأضاف: «نتلقى تهديدات تأتي سواء بالهواتف وعن طريق خطابات... في مرحلة ما أيضاً مُنع الخروج من السفارة». وهناك نزاع بين روسيا والولايات المتحدة حول حجم وعمل بعثات كل منهما الدبلوماسية منذ فترة طويلة قبل بدء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يصفها بأنها «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط) الماضي. ومنذ ذلك الوقت، تتعرض السفارات الروسية في أوروبا لضغوط، وطُرد أكثر من 300 من العاملين بالسفارات الروسية في العواصم الأوروبية، مما دفع بموسكو إلى الرد بطرد دبلوماسيين أوروبيين. وقال السفير الروسي لدى بولندا لوكالة «رويترز» الأسبوع الماضي، إن وقف حسابات السفارة في البنوك الشهر الماضي «يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى منعها من أداء عملها، وهو وضع سيجعل روسيا توقف عمل السفارة البولندية في موسكو».

هل نجحت العقوبات في عزل روسيا؟

لندن: «الشرق الأوسط».... بعد شهرين من بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا، تواجه موسكو سلسلة عقوبات اقتصادية هي الأشد منذ الحرب العالمية الثانية. وفيما استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن أن تدفع هذه العقوبات روسيا إلى تغيير موقفها من الحرب وسحب قواتها، إلا أنه وحلفاءه سعوا لتكبيدها ثمنا باهظا عبر عزلها على الساحة الدولية. فهل نجحت استراتيجيتهم؟...... ترى نائبة مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس)، سيلفي ماتيلي، أن «هناك عزلة واضحة للغاية لروسيا عن الكتلة الغربية، خصوصا بسبب سلسلة العقوبات المتتالية التي أدت إلى تعقيد التبادلات التجارية والمالية». تضيف الباحثة الفرنسية في تصريحات خصت بها وكالة الصحافة الفرنسية: «لكن الوضع مختلف تماما فيما يتعلق بعزلة روسيا على الساحة الدولية، مع التزام عدد من الدول الحذر الشديد ورفضها الرضوخ للضغوط الغربية». وأثار الهجوم العسكري الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، تنديدا فوريا من الأوروبيين والأميركيين الذين وعدوا موسكو بعزلها وتحميلها عقوبات «غير مسبوقة». في الأسابيع التالية، تم إغلاق المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أمام الطائرات الروسية، وحظرت الولايات المتحدة واردات النفط والغاز من روسيا. في الوقت نفسه، استُبعدت بنوك روسية من نظام الدفع الدولي سويفت. لكن الصورة مختلفة خارج الكتلة الغربية، ففي 2 مارس (آذار) في الجمعية العامة للأمم المتحدة، امتنعت الهند وجنوب أفريقيا خصوصا عن التصويت على مشروع قرار يطالب روسيا بالانسحاب من أوكرانيا. وفي أميركا اللاتينية، ترفض البرازيل والمكسيك المشاركة في العقوبات. يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جوهانسبرغ، كريس لاندسبيرغ، على أعمدة صحيفة «واشنطن بوست» إن «هناك عددا متزايدا من الدول التي ترغب في تأكيد استقلالها، رغم رغبتها في تعاون أوثق مع الغرب وحاجتها إلى دعم غربي». من جانبه، قال سفير تشيلي السابق في الهند وجنوب أفريقيا خورخي هاينه إن «إدانة غزو أوكرانيا شيء، وشن حرب اقتصادية على روسيا شيء آخر، والعديد من البلدان في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا ليست مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة». وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن تلك الدول «لا تريد أن تُدفع إلى اتخاذ موقف يتعارض مع مصالحها». كما التزمت الهند الموقف نفسه، معتبرة أن «الحرب فرضت اختيارا غير مرحب به ما بين الغرب وروسيا، وهو اختيار تتجنبه بأي ثمن»، وفق ما يوضح شيفشانكار مينون مستشار رئيس الوزراء الهندي السابق مانموهان سينغ. في مقال نُشر في مطلع أبريل (نيسان) بعنوان «أمنيات عالم حر: هل الديمقراطيات متحدة حقا ضد روسيا؟»، يؤكد مينون أن «الولايات المتحدة شريك أساسي لا غنى عنه في سياق تحديث الهند، لكن روسيا تظل شريكا مهما لأسباب جيوسياسية وعسكرية». إلى جانب الضغوط الدبلوماسية، تعزز القوى الغربية جهود عزل موسكو في مختلف المجالات. ووصل الضغط إلى اليونيسكو، إذ دعت نحو أربعين دولة في الأشهر الأخيرة إلى نقل مكان اجتماع لجنة التراث الذي من المقرر عقده في روسيا في يونيو (حزيران). وجرى أخيرا التوصل إلى حل وسط مع إعلان تأجيل الاجتماع السنوي إلى موعد غير محدد، وذلك قد يعني أن بإمكان روسيا استضافة اللقاء بمجرد انتهاء الهجوم العسكري. كما مورست الضغوط نفسها على مجموعة العشرين، لكن إندونيسيا التي ترأسها رفضت استبعاد روسيا منها باسم الحياد. تقول المحللة في مركز كارنيغي في أوروبا، جودي ديمبسي: «نعم العقوبات قاسية، لكنها لا تردع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن تمديد حصاره لماريوبول... أو قصف مدن أخرى». وتضيف سيلفي ماتيلي «إذا كان الهدف هو الضغط على بوتين حتى ينسحب من أوكرانيا، فمن الواضح أن ذلك لم ينجح»، وتتابع «لقد خفض بالتأكيد طموحاته، لكن ليس نتيجة العقوبات بقدر ما هو نتيجة تصميم القوات الأوكرانية في الميدان».

بوتين "يكسب مليار دولار يوميا".. شراء النفط الروسي يزيد معاناة الأوكرانيين

الحرة / ترجمات – واشنطن... يستفيد الرئيس الروسي من عائدات النفط لتعزيز غزوه لأوكرانيا وهو ما يسبب معاناة إنسانية للمدنيين هناك.... رغم التوقعات بالآثار التدميرية للعقوبات على للاقتصاد الروسي، وبعد مرور ما يقرب من شهرين على غزو الرئيس، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا، فإن قطاع بلاده المالي يتجنب حتى الآن أزمة سيولة خطيرة، لأن صادرات بلاده النفطية إلى أوروبا ودول مثل الهند وتركيا ارتفعت، ما يطرح سؤالا حول مسؤولية هذه الدول عما تعانيه أوكرانيا. ويقول خبراء، وفقا لمجلة فورين بوليسي إن العقوبات قد تنجح على المدى الطويل، لكن في الوقت الحالي لا تزال العديد من الدول نفسها التي تفرض عقوبات على روسيا تقوض جهود العقوبات بشكل خطير من خلال شراء الطاقة من موسكو، وفي بعض الحالات بكميات أكبر خلال شهر أبريل مقارنة بشهر مارس. ونقلت المجلة عن إدوارد فيشمان، المتخصص في أوروبا السابق في وزارة الخارجية الأميركية إن "بوتين يواصل كسب ما لا يقل عن مليار دولار يوميا من بيع النفط والغاز، وحصة الأسد من هذه الأموال قادمة من أوروبا"، وأضاف "ترسل دول أوروبية منفردة مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا لكن هذه الجهود تتضاءل أمام المدفوعات التي تقدمها لروسيا مقابل النفط والغاز". وفي حال استمر الاقتصاد الروسي بالعمل، فإن هذا يعني مزيدا من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا وانتهاكات جديدة لحقوق الإنسان، ومعاناة أكبر للمدنيين هناك.

اشترت ايطاليا كميات كبيرة من الغاز الروسي هذا الشهر

وعلى الرغم من القيود الغربية المفروضة على القطاع المالي الروسي، فإن صادرات النفط تصل إلى 3.6 مليون برميل يوميا في أبريل، مقارنة ب 3.3 مليون برميل يوميا في مارس، وفقا لما نقلته المجلة عن مات سميث من شركة كبلر، وهي شركة تتعقب سفن شحن النفط. وقال سميث "الخلاصة الكبيرة هي أن صادرات النفط الخام الروسية أعلى بالفعل حتى الآن هذا الشهر مما كانت عليه في الشهر الماضي، إنه أمر مثير للدهشة". وبحسب ما قال خبراء من معهد التمويل الدولي في تقرير هذا الأسبوع، فإن شحنات النفط الروسية في أبريل تسير حتى الآن "بوتيرة قياسية". وحتى مع السماح بالخصم الكبير على أسعار الخام الروسي مقارنة بالمعايير العالمية، فإن هذا يعني أن "عائدات تصدير النفط من المرجح أن تتجاوز بهامش كبير معدلات الشهر نفسه من السنوات السابقة". وقد دفعت هذه الإيرادات فائض الحساب الجاري الروسي إلى مستويات قياسية جديدة. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، بلغ الفائض 60 مليار دولار، مقابل 120 مليار دولار للعام بأكمله في عام 2021، مما زود الكرملين بإيرادات جديدة لمواجهة العقوبات، على الرغم من أن روسيا أقل قدرة بكثير على شراء الإمدادات وقطع الغيار من الخارج بسبب الحظر. ولا تزال الكمية الدقيقة من النفط التي تصدرها روسيا الآن، ولمن تذهب، موضع جدل. ويقول خبراء إن بعض هذا الخام لا يزال قيد النقل، وفي بعض الحالات إلى وجهات غير معروفة أو إلى مرافق تخزين. ويمثل الكثير من الشحنات التزاما بعقود النفط طويلة الأجل.

تسعى دول أوروبية لخفض الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي من روسيا

ويشير خبراء آخرون في مجال الطاقة إلى أن موسكو تقوم بتحميل أو تعزيز الصادرات من المخزونات الحالية في الوقت الذي تتوقع فيه فرض المزيد من العقوبات الغربية على النفط. وقال هينز إن التكرير الروسي محليا انخفض بالفعل. وبحلول أوائل أبريل، انخفض إنتاج النفط الروسي الداخلي بمقدار 700 ألف برميل يوميا، وفقا لوكالة الطاقة الدولية. ويشير ذلك إلى أن روسيا ربما تحول الإنتاج المحدود إلى الصادرات بدلا من التكرير المحلي.

الغاز

وبالنسبة للعديد من الدول الأوروبية، فإن قطع الغاز الطبيعي أصعب من النفط، وفي الوقت الراهن، لا تزال الإمدادات البديلة من الغاز الطبيعي المسال، الذي يمكن نقله عن طريق البحر، محدودة، وخاصة في أوروبا الوسطى والشرقية. وقد يستغرق التحول إلى منتجين رئيسيين بديلين مثل الولايات المتحدة أو قطر أو كندا سنوات. ووضعت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي خطة لخفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية عام 2022 من خلال استيراد المزيد من الغاز المسال والتحول إلى المزيد من غاز خطوط الأنابيب من النرويج وأذربيجان، بالإضافة إلى زيادة قدرات طاقة الرياح والطاقة الشمسية. لكن المجلة تقول إن هذه الخطة لا تزال غامضة، ويصفها العديد من الخبراء بأنها غير مجدية. وفي مقابلة مع مجلة دير شبيغل نشرت الجمعة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن برلين لا تستطيع تحمل تكاليف قطع الإمدادات الروسية في أي وقت قريب، قائلا إن فرض حظر على الغاز الروسي لن ينهي الحرب الأوكرانية فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى "أزمة اقتصادية دراماتيكية، وفقدان ملايين الوظائف والمصانع التي لن تفتح أبوابها مرة أخرى". وأضاف: "سيكون لهذا عواقب وخيمة على بلدنا، وعلى كل أوروبا، وسيؤثر أيضا بشدة على تمويل إعادة إعمار أوكرانيا، وعلى هذا النحو، تقع على عاتقي مسؤولية القول، لا يمكننا السماح بحدوث ذلك". وحتى الآن، تمكنت أوروبا من قطع اعتمادها على الفحم الروسي. وقال مسؤول الفحم في وزارة الطاقة الروسية بيتر بوبيليف لمجلس الدوما هذا الأسبوع إن هناك انخفاضا بنسبة 20 في المئة في صادرات الفحم على أساس سنوي في الأشهر الأخيرة. ويصر المسؤولون الأميركيون والأوروبيون على أنه على المدى الطويل، لا يستطيع بوتين تجنب التداعيات الاقتصادية الكارثية لعدوانه على أوكرانيا. وقال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو في تصريحات صحفية إن "الأزمة الاقتصادية التي تواجهها روسيا ستترك الكرملين مع موارد أقل لدعم الاقتصاد الروسي، ومواصلة غزوه في أوكرانيا، واستعراض القوة في المستقبل". وفرضت إدارة بايدن هذا الأسبوع عقوبات إضافية على البنوك والأفراد الروس، وهذا يعني أن 60 في المئة من الأصول المصرفية الروسية تخضع الآن لعقوبات أميركية، فيما تحذو أوروبا حذو واشنطن تدريجيا. وقالت رئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا في 18 أبريل نيسان إن نقص الإمدادات من التكنولوجيا وأجزاء أخرى سيتراجع قريبا وإن روسيا "تدخل فترة صعبة من التغييرات الهيكلية المرتبطة بالعقوبات". ويتوقع الخبراء انكماشا خطيرا في الائتمان المتاح للأفراد والشركات الروسية هذا العام، مع انكماش الاقتصاد بنسبة 8 إلى 15 في المائة. وعلى المدى الطويل، وفي ظل الظروف الحالية، يتوقع بعض الخبراء أن ينكمش الاقتصاد الروسيأن بمقدار الخمس أو أكثر في السنوات القليلة المقبلة. لكن حاليا، ووفقا لأحدث البيانات، قفزت صادرات الخام الروسية في الأسابيع القليلة الأولى من شهر أبريل، وفي حين حظرت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا الواردات الروسية بشكل مباشر، فإن معظم الدول الأوروبية، بقيادة ألمانيا، تواصل الشراء. وتأتي أكبر نسبة من الزيادة من الهند التي رفضت الانضمام إلى العقوبات أو إدانة غزو بوتين. وقال تقرير معهد التمويل الدولي إن "فرض عقوبات على بعض البنوك فقط - كما هو الحال الآن - يسمح باستمرار صادرات الطاقة الروسية، والحفاظ على فائض الحساب الجاري والتراكم السريع للأصول الأجنبية الروسية". وبعبارة أخرى، فإن العقوبات الحالية تعيد هيكلة تراكم الأصول الأجنبية، ولكنها لا توقفها، حيث يمكن فقط لحظر الطاقة أو العقوبات على جميع البنوك فعل ذلك". لبوتين، فإن القضية المالية الأكثر حراجة هي أن روسيا قد تتخلف قريبا عن سداد ديونها الخارجية لأول مرة منذ الثورة البلشفية في عام 1918، بعد أن فوتت الموعد النهائي المحدد في 4 أبريل للدفع بالدولار. وقد منحت البلاد فترة سماح، لكن تم بالفعل منع روسيا من الاقتراض الدولي، وفي مؤتمر صحفي في 22 أبريل الحالي، قال الخبير الاقتصادي في صندوق النقد الدولي ألفريد كامر إنه "في حين أن روسيا في هذه المرحلة ليس لديها أي احتياجات تمويلية في السوق"، فإن شركاتها مثقلة بديون مستحقة تزيد عن 400 مليار دولار، وستواجه صعوبة في الحفاظ على الائتمان على المدى الطويل. وقد تجبر هذه الضغوط بوتين في نهاية المطاف على القبول بالسلام في وقت أقرب مما يريد. لبوتين، فإن السؤال الأكبر في المستقبل سيكون ما إذا كان بإمكانه تكييف اقتصاده مع العزلة طويلة الأجل. وقد فعلت ذلك اقتصادات أخرى واجهت قبضة خانقة مماثلة، مثل الاقتصاد الإيراني. ولكن حرمان الغرب من الواردات من السلع الاستهلاكية ومواد الإنتاج وقطع الغيار، والضغوط المتزايدة على الموارد المالية الروسية من شأنه أن يلحق في نهاية المطاف أضرارا جسيمة بالاقتصاد.

في عيد الفصح.. حرب بوتين "تقسم" العالم المسيحي الأرثوذكسي

الحرة / ترجمات – واشنطن... لم تسلم الكنائس الأوكرانية من القصف الروسي

بالإضافة إلى الآثار الإنسانية والسياسية والاقتصادية والعسكرية الكبيرة لغزو أوكرانيا، فإن روسيا بحربها أحدثت شرخا في الكنيسة الأرثوذكسية، حيث حرض الجناح الروسي وبطريركه الموالي للكرملين ضد القادة الأرثوذكس في كييف وحول العالم، وفق صحيفة واشنطن بوست الأميركية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيرش، هذا الأسبوع إلى هدنة عيد الفصح بين روسيا وأوكرانيا الذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس في كلا البلدين، الأحد. لكن مع استمرار القتال اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، موسكو برفض اقتراح الأمم المتحدة. ويتركز معظم أتباع الكنيسة البالغ عددهم نحو 260 مليون نسمة في أوروبا وروسيا وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق. وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحليفه في الكنيسة، البطريرك كيريل، تعد أوكرانيا جزءا لا يتجزأ من عالم روسي أكبر مع موسكو كمركز سياسي وكييف كمركز روحي. ولهذا السبب، قدم كيريل (75 عاما) تأييدا كاملا للحرب، وتضاعف تأييده حتى في الوقت الذي يرى فيه العالم تقارير واسعة النطاق عن الفظائع الروسية في أوكرانيا. وأثار موقفه المؤيد للحرب غضب زعماء كنائس آخرين في أوكرانيا وغيرها من الكنائس الأرثوذكسية التي أدان كثير من قادتها الحرب وحثوا كيريل على إعادة النظر في دعمه. وتعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الروسية واحدة من أكبر الكنائس وأكثرها تأثيرا في العالم، مع أكثر من 100 مليون تابع لها، وفقا لمركز بيو للأبحاث. وفي عام 2009، انتخب كيريل بطريركا – وهو الأول منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وفي البداية، كان ينظر إلى كيريل على أنه محدث قد يحقق بعض الاستقلال للكنيسة، بعد أن استخدم سلفه، أليكسي الثاني، علاقاته السياسية لرفع مكانة الكنيسة بعد عقود من الشيوعية. ولكن منذ ذلك الحين، عزز كيريل دوره كحليف للكرملين، مما ساعد بوتين على "تغطية طموحاته السياسية والعسكرية بلغة الإيمان" كما تصف الصحيفة. وفي 23 فبراير، قبل يوم واحد من الغزو، أصدر كيريل بيانا أشاد فيه ببوتين على "خدمته العالية والمسؤولة لشعب روسيا" ووصف الخدمة العسكرية الإلزامية بأنها "مظهر نشط من مظاهر الحب الإنجيلي للجيران". وفي الأسابيع التي تلت بدء الحرب، استخدم كيريل خطبه لتبرير الحملة، وصورها على أنها صراع ضد الثقافة الغربية الخاطئة. وقد ركز بشكل كامل تقريبا على ما يسميه "إبادة" أوكرانيا للانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس في الجزء الشرقي من البلاد. وفي وقت سابق من هذا الشهر، ألقى كيريل خطبة حث فيها الروس على الالتفاف حول الحكومة "خلال هذا الوقت العصيب"، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء. ويصنف الغالبية العظمى من الأوكرانيين أنفسهم على أنهم مسيحيون أرثوذكس ومع ذلك، فإن ولاءاتهم منقسمة بين هيئتين كنسيتين رئيسيتين على الأقل، إحداهما هي الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، التي "تتمتع بالحكم الذاتي" ولكنها تظل تحت ولاية بطريركية موسكو. ولعدة قرون، كانت الكنائس في أوكرانيا وروسيا تحت قيادة بطريرك موسكو. ومع ذلك، مع انهيار الاتحاد السوفيتي، ضغطت الكنيسة في أوكرانيا من أجل وضع شبه مستقل حصلت عليه في عام 1990. ولكن في السنوات الأخيرة، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني وتدخلت في شرق أوكرانيا، سعى عدد متزايد من الأتباع الأوكرانيين إلى مواجهة ما يعتبرونه نفوذ موسكو. ومنذ الغزو، تكثفت هذه الدعوات – وازداد غضب الرعية من دعم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للحرب. ووضغ هذا الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية وزعيمها، المتروبوليت أونوفوري، في وضع محفوف بالمخاطر، خاصة مع تزايد التقارير عن المذابح المدنية وغيرها من الفظائع. وفي 24 فبراير، يوم الغزو، أصدر أونوفوري بيانا وصف فيه الحملة العسكرية بأنها "كارثة" وناشد بوتين "الوقف الفوري للحرب بين الأشقاء". وقال أونوفوري إن الحرب بين الروس والأوكرانيين "هي تكرار لخطيئة قايين الذي قتل شقيقه بدافع الحسد"، مضيفا "مثل هذه الحرب ليس لها مبرر لا من الله ولا من الناس". وأكدت الكنيسة على دورها في تقديم المساعدة للمدنيين وترؤس دفن أفراد الخدمة الأوكرانية. وتوقف بعض الكهنة عن إحياء ذكرى كيريل في خدماتهم أو دعوا أونوفوري إلى الانفصال عن موسكو تماما. ويتزعم الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا المتروبوليت إبيفانيوس (43 عاما) الذي كان صريحا في انتقاده لبوتين والحرب. وبعد فترة وجيزة من الغزو، أصدر إبيفانيوس بيانا يشبه الزعيم الروسي بكل من المسيح الدجال وأدولف هتلر. وقال إن "روح المسيح الدجال تعمل في قائد روسيا، والعلامات التي يكشف لنا الكتاب المقدس عنها، مثل الكبرياء، والإخلاص للشر، والقسوة، والتدين الكاذب"، كانت عند هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا ما أصبح عليه بوتين اليوم". وهذا الأسبوع، بعد أن زار مدينة تشيرنيهيف المدمرة، حث إبيفانيوس الأوكرانيين على مواصلة محاربة الغزو الروسي. وفي إسطنبول حيث البطريركية المسكونية التي تعد من أقدم المؤسسات الدينية في العالم، انتقد البطريرك المسكوني برثلماوس الحرب بشدة. وفيما ليس للكنيسة الأرثوذكسية زعيم واحد، يعتبر برثلماوس المرشد الروحي و"الأول بين أقرانه" البطاركة الآخرين الذين يساوونه في المرتبة الدينية. وانتقد بارثولوميو موسكو والحرب، والبطريرك كيريل والكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وفي اليوم الأول من الغزو، أدان ما قال إنه "هجوم غير مبرر من قبل روسيا ضد أوكرانيا". وفي وقت لاحق، دافع عن قراره بمنح الحكم الذاتي للكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا وحذر من أن عدوان روسيا وعزلتها يمكن أن يؤديا إلى "حرب باردة جديدة". وقدمت البطريركية مساعدات إنسانية للكنيسة في كييف. وفي زيارة إلى بولندا في أواخر مارس، ندد بارثولوميو بالغزو ووصفه بأنه عمل "فظيع". وأضاف أن التضامن مع الأوكرانيين "هو الشيء الوحيد الذي يمكنه التغلب على الشر والظلام في العالم". 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,171,551

عدد الزوار: 6,758,729

المتواجدون الآن: 137