هل وفّى ماكرون بوعود 2017؟...

تاريخ الإضافة الأحد 3 نيسان 2022 - 5:21 ص    عدد الزيارات 990    التعليقات 0

        

فرنسا: حرب أوكرانيا تعزز حظوظ ماكرون في ولاية ثانية...

الجريدة... المصدرAFP... قبل أيام من الانتخابات، يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقبتين قد تساهمان في رفع حظوظ منافسيه، وإمكانية تكرار سيناريو 2002، إلا أن محللين اعتبروا أن "الحرب الأوكرانية وعلاقات باقي المرشحين مع روسيا تمثل عاملا إيجابيا يزيد من حظوظه في ولاية ثانية". وانطلقت الاثنين الماضي، الحملة الانتخابية، للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 10 الجاري، بشكل رسمي، حيث بدأ نشر اللافتات، وإرسال الدعاية الانتخابية إلى المواطنين، وبث المقاطع الانتخابية للمرشحين على القنوات التلفزيونية والإذاعات العمومية، وسط مراقبة صارمة، بهدف المساواة في فرص التحدث للناخبين بين المرشحين. ويتنافس في الانتخابات 12 مرشحا، هم ماكرون، ومرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون، ومرشحة "التجمع الوطني" اليميني المتطرّف مارين لوبن، ومرشح حزب "استعادة فرنسا" المثير للجدل إيريك زمور، ومرشح حزب الخضر يانيك جادو، إضافة إلى كل من نيكولا دوبون-إينيان، وجان لاسال، وفبيان روسيل، وناتالي أرتو، وفيليب بوتو. وتعليقاً على حظوظ ماكرون والعقبات التي تواجهه في الانتخابات، قال مدير مركز "راسموسن" للاستشارات السياسية، المحلل أرثر دي ليديكيرك، إنه "بعد إطلاق الحملات الانتخابية يظل شاغل المنصب الوسطي، ماكرون، هو المرشح الأبرز للفوز"، محذراً من عقبتين في طريقه، إضافة إلى وعوده الانتخابية في 2017 التي لم تنفذ أغلبيتها. وأضاف: "هناك شيئان يجب الانتباه إليهما في الانتخابات الفرنسية، أولا، الجدل الأخير حول استخدام الحكومة المكلف للاستشاريين الخارجيين خلال فترة ولاية ماكرون البالغة 5 سنوات، فيما يعرف بـقضية ماكينزي، ويستغل جميع خصوم ماكرون الآن ما يصفونه بالفضيحة، في محاولة منهم لإفشال حملته". يذكر أن ماكرون يواجه انتقادات شديدة بعد كشف أن حكومته دفعت نحو 2.64 مليار دولار لشركات استشارية خاصة، مقابل مشورة وتقارير تبين بعد ذلك أن كثيرا منها لم تكن لها قيمة أو ألغيت المشروعات المتعلقة بها. أما الأمر الثاني، بحسب ليديكيرك، "فهو مستوى إقبال الناخبين، في سباق طغت عليه الحرب في أوكرانيا، حيث إن هناك تهديدا متمثلا في بقاء عدد قياسي من الناخبين في منازلهم، مما قد يكون له تأثير كبير على الانتخابات، كما حدث في 2002، التي شهدت وصول والد لوبن، جان ماري، إلى الجولة الثانية قبل خسارته أمام جاك شيراك". وعن فترة حكم ماكرون، قال ليديكيرك "عام 2017، وصل إلى السلطة على أساس برنامج إصلاحات واسعة النطاق، ووعد بالتغلب على الانقسام السياسي التقليدي في فرنسا، لكن بعد 5 سنوات، لم يقتنع جزء كبير من الناخبين الفرنسيين بسياسات ماكرون، رغم أن شعبيته أعلى من الرئيسين السابقين لولاية واحدة، المحافظ نيكولا ساركوزي (2007-2012) والاشتراكي فرانسوا هولاند (2012-2017)". وأضاف: "للحرب الأوكرانية بالتأكيد تأثير على الحملة الرئاسية الفرنسية من عدة نواح، حيث أدت ظاهرة (التجمع حول العلم) إلى زيادة التأييد لشاغل المنصب في دوره كزعيم في زمن الحرب، كما أن المرشحين الآخرين الذين أعربوا سابقا عن إعجابهم بفلاديمير بوتين مثل زيمور، أو تعاونوا معه علنا مثل لوبن، تركوا يتدافعون لإعادة تعديل رسالتهم والنأي بأنفسهم عن الكرملين". واختتم المحلل الفرنسي حديثه بالقول: "بشكل عام، هيمن الوضع في أوكرانيا على الأخبار، مما أدى إلى تعقيد قدرة منافسي ماكرون على إسماع صوتهم أو البناء على الزخم الذي بدأ البعض يراه في الظهور قبل هذه الأزمة الدولية غير المسبوقة"، معتبرا أن "القومية الشعبوية" مارين لوبن، قد تصل إلى جولة الإعادة مع ماكرون.

كوكب عظيم وأخلاقيات عالية والمساواة بين الجنسين...

هل وفّى ماكرون بوعود 2017؟

الراي... قطع المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون في العام 2017 وعوداً تتعلّق بمجالات عديدة، منها المناخ والسياسة الخارجية والقدرة الشرائية والمساواة بين الجنسين. فهل وفّى الرئيس المنتهية ولايته بوعوده أم أن هناك فوارق وأوجه تضارب بين الخطابات والإنجازات؟ في ما يلي عودة على أبرز ما تعهّد به ماكرون قبل خمس سنوات وما تحقق على أرض الواقع... تعهّد ماكرون عندما ترشح للانتخابات الرئاسية في 2017 بمكافحة الاحتباس الحراري، كما أنه رفع شعاراً بارزاً قال إنه أولوية الأولويات، وهو شعار «المساواة بين الرجل والمرأة». وكان ذلك ضمن حزمة من الوعود التي قطعها المرشح الشاب (مواليد 21 ديسمبر 1977) والتي كانت من المقرر أن تتحقق خلال عهدته الخماسية، إلا أن حقيقة السلطة كشفت تناقضاً بينها وبين الواقع، إذ شهدت خطابات الرئيس تبايناً مع إنجازاته الفعلية.

1 - تعزيز أخلاقيات الممارسة السياسية

استفاد المرشح ماكرون في 2017 من تعرّض حملة منافسه اليميني فرانسوا فيون، والذي كان يومها المرشح بامتياز للفوز بالرئاسة، لموجة من الانتقادات الشديدة على خلفية اتهامات مخلة بالأخلاقيات سريعاً ما تحوّلت لتهم قضائية أنهت طموح رئيس الوزراء بين 2007 و2012، خلال ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي. وكانت التهم تتعلّق بقضية وظائف وهمية اشتبه فيون بأنه منحها لزوجته ولاثنين من أبنائه. كما اتهم مرشح حزب «الجمهوريون» باختلاس الأموال العامة وعدم الالتزام بقواعد الشفافية السياسية، فيما واجهت زوجته تهماً بالتواطؤ في الاختلاس. من جانبه، قدّم ماكرون نفسه في ثوب «رجل نظيف» في مواجهة «طبقة سياسية تنتمي لعصر قديم»، وتلقى دعم وزير سابق هو فرانسوا بايرو رئيس حزب «موديم» الوسطي والذي اشترط «تنقية» عالم السياسة الفرنسي من «ممارسات السابق» (بمعنى الفساد) مقابل دعمه للمرشح الشاب. وتعهد ماكرون أنه في حال انتخابه رئيساً للجمهورية سيقر قانوناً «كبيراً لإصلاح أخلاقيات الحياة السياسية» في فرنسا. بعد فوز ماكرون بالرئاسة، عين بايرو في منصب وزير العدل وكلفه صياغة مشروع قانون يسير باتجاه الوعد الذي قطعه خلال الحملة الانتخابية. وتضمّن النص العديد من المواد، بينها منع النواب من توظيف أفراد عائلتهم، تقليص عدد الولايات المتتالية المتاحة للبرلمانيين وكذلك مراقبة نفقاتهم المهنية. لكن الحياة السياسية الفرنسية لم تتحوّل خلال السنوات الخمس الأخيرة لساحة نظيفة أخلاقياً، خلافاً لوعد ماكرون، رغم أن بايرو نفسه اضطر لترك منصبه شهراً بعد تعيينه في الحكومة الجديدة بسبب شبهات وظائف وهمية طالت حزبه. كما أن ريشار فيران، أحد المقربين من الرئيس، تخلى عن منصبه كوزير الوحدة الترابية بعد فتح تحقيق قضائي ضده حول شبهات باستغلال النفوذ عام 2011 في قضية عقارية حين كان مديراً لشركة تأمين. لكن، في يونيو 2018، تفجّرت قضية تمس بالأخلاقيات طالت الرئاسة بشكل مباشر، عندما اُتهم ألكسندر بينالا الحارس الشخصي للمرشح ماكرون بضرب متظاهرين في باريس. فتهجم ماكرون على الصحافة والعدالة على مدى أسابيع ونسي وعده بتعزيز معايير أخلاقيات الممارسة السياسية. انتهى الأمر بإقالة بينالا من وظيفته الرئاسية، فيما أصبح فيران رئيساً للجمعية الوطنية (الغرفة السفلى من البرلمان) علماً أن القضاء نطق بحكم البراءة في قضية العقارات. أما بايرو، فتم تعيينه محافظاً سامياً مكلفاً بالتخطيط في سبتمبر 2020، وقبلها تم تعيين جيرالد دارمانان وزيراً للداخلية في يوليو من العام ذاته رغم رفع امرأتين دعوى ضده بتهمة الاغتصاب (برأه القضاء في وقت لاحق). استمرت القضايا الأخلاقية في ملاحقة ولاية ماكرون مع توجيه تهمة «تحصيل مصالح غير مشروعة» لوزير العدل إيريك دوبون-موريتي في يوليو 2021، فيما استقال الوزير المنتدب للمؤسسات الصغيرة ألان غريزيه بعد إدانته في ديسمبر الماضي لعقوبة السجن ستة أشهر غير نافذة بسبب «تصريح جزئي وكاذب» لممتلكاته لدى اللجنة العليا.

2 - ممارسة السياسة بطريقة أخرى

انطلق ماكرون في حملته للفوز في المعركة الرئاسية من قناعة أن الفرنسيين استاءوا من الطبقة السياسية بشكل عام ومن الأحزاب التقليدية. وبالتالي رفع شعار «ممارسة السياسة بطريقة أخرى» ما سمح له بتسجيل دعم وانضمام كثير من المناضلين لحزبه «إلى الأمام». وعرض عليهم مشاركته في اتخاذ القرارات وربط الحوار مع المعارضة السياسية، أي منع التهميش والإقصاء. لكن ذلك لم يمنع الرئيس الفرنسي من تبني خيار القرار الفردي في السلطة، وظهر الأمر جلياً خلال أزمة «كوفيد - 19». وظل البرلمان كما في «العالم السابق»، أي مجرد غرفة تسجيل لقرارات جاءت من فوق، فيما طلبت قيادة الحزب الرئاسي من نواب الغالبية عدم معارضة الإصلاحات، وعدم دعم اقتراحات المجموعات البرلمانية الأخرى. وفي بعض الأحيان، لجأ ماكرون لممارسات سلطوية لتمرير قوانين (مثل قانون إصلاح نظام التقاعد) أو ردع حركات شعبية احتجاجية (مثل «السترات الصفراء»). وعمد في أحيان أخرى إلى نهج «التناسي»، لاسيما في ما يتعلّق بمشروع قانون إصلاح الدستور الذي تعهّد به خلال الحملة الرئاسية فضلاً عن (وعد) إلغاء محكمة العدل الجمهورية وإقرار مبدأ التصويت النسبي في الانتخابات التشريعية. بالمقابل، وفى ماكرون بوعده بإصلاح المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والذي تحوّل لفضاء لمشاركة مواطنية بالحياة السياسية.

3 - «لنجعل كوكبنا عظيماً»

في مجال البيئة، بدأ ماكرون ولايته بنداء دولي لمكافحة الاحتباس الحراري تحت شعار «لنجعل كوكبنا عظيماً مرة أخرى»، مستغلاً خروج الولايات المتحدة من «اتفاق باريس» حول المناخ في يونيو العام 2017 بقرار من دونالد ترامب. وكان ماكرون وعد باستثمار 15 مليار يورو في ما سماه «الانتقال البيئي»، وأسند وزارته لوجه يحظى بالإجماع في فرنسا، هو مقدم البرامج التلفزيونية الخاصة بالبيئة نيكولا أولو. لكن الأخير قدّم استقالته من الحكومة في أغسطس 2018 مندداً بنفوذ «اللوبيات في دائرة السلطة»، بعد أن تراجع الرئيس عن منع مبيد الأعشاب الطفيلية «غليفوزات» وقبوله اتفاق الشراكة بين كندا والاتحاد الأوروبي. بالمقابل، تمكّن من تسجيل نقاط إيجابية في ما بعد، مثلاً عندما تخلى عن مشروع بناء مطار نوتردام ديلاند قرب مدينة نانت (غرب) في يناير 2019 أو مشروع المناجم في إقليم غويانا في مايو 2019، فضلاً عن منطقة «أوروباسيتي» التجارية في ضاحية باريس في نوفمبر 2019. ويُحسب لماكرون أيضاً تشكيله لجنة مواطنية حول المناخ في خريف 2019 على خلفية حركة «السترات الصفراء» بهدف تقديم اقتراحات في شأن تخفيض الغازات الدفيئة التي تسعى إليه فرنسا، مع مراعاة العدالة الاجتماعية. وطرح أعضاء اللجنة المشكلة من 150 مواطناً، وثيقة من 146 إجراءً تجاهل ماكرون معظمها. فعلى سبيل المثال، اقترحت اللجنة إلغاء الرحلات الجوية المحلية التي تُتيح فرصة استبدالها برحلات عبر القطار في أقل من أربع ساعات، لكن الحكومة عرضت قانوناً يمنع الرحلات الجوية التي يمكن استبدالها برحلات عبر سكك الحديد في أقل من ساعتين ونصف الساعة. إلى ذلك، فشلت فرنسا تحت حكم ماكرون في تحقيق هدفها المسطر في مجال الطاقات المتجددة إذ باتت البلد الأوروبي الوحيد الذي لم يحترم تعهداته (بنسبة 19 في المئة) بحيث إن الحد الأدنى المحدد هو 23 في المئة من مجمل الطاقات الوطنية (لكل بلد). وأمام تقاعس الحكومة، تدخل القضاء الفرنسي ليدين الدولة بالتقصير في مسؤوليتها في مكافحة الاحتباس الحراري، ثم طلب من رئيس الوزراء جان كاستكس ووزرائه المكلفين بالبيئة «اتخاذ كل القرارات الضرورية لتصحيح الضرر البيئي» قبل نهاية العام.

4 - المساواة بين المرأة والرجل

أعلن ماكرون، المساواة بين المرأة والرجل «أكبر قضايا» ولايته، إلا أن الأمر مختلف على أرض الواقع، فالحكومة تجاهلتها لتكتفي بمنصب «وزيرة منتدبة لدى رئيس الوزراء». هذا لا يمنع من ذكر بعض الإنجازات التي حققها الرئيس ومن بينها توسيع قانون الإنجاب بمساعدة طبية للمثليات والعازبات، وتمديد مدة الإجهاض المتعمّد من 12 أسبوعاً إلى 14 أسبوعاً، وأيضاً توسيع مجانية حبوب منع الحمل للبنات أقل من 15 عاماً في 2020 ثم للنساء بين 18 و25 عاماً، في 2022. في مجال مكافحة العنف ضد النساء، أقرّ «الاجتماع ضد العنف الأسري» في خريف 2019 تعزيز الأمر الرئاسي الذي يسمح للقضاة بإقرار حماية للنساء اللواتي تعرضن للعنف من دون انتظار رفعهن دعوى قضائية. كما تم اعتماد سوار لإبعاد الرجال العنيفين عن ضحاياهم، ووضع خدمة هاتفية على مدار اليوم تحت تصرف النساء اللواتي تعرّضن للعنف على أيدي الرجال. لكن الجمعيات المدافعة عن النساء غير راضية عن الإمكانات المتاحة للنساء لأجل حمايتهن من العنف الأسري. فهي تطالب بمبلغ مليار يورو لمكافحة ظاهرة قتل النساء على يد الرجال وضد العنف بصورة عامة، ما سيمسح حسب هذه الجمعيات من بناء 20 ألف مكان إيواء إلا أن الحكومة لا تخصص لهذه المسألة سوى ثلث المبلغ المطلوب حسب تقرير صدر في مارس 2022 عن منظمة «أوكسفام» غير الحكومية. وتخصص موازنة عام 2022 في فرنسا مبلغ 50 مليون يورو للمساواة بين المرأة والرجل من مجموع 883 مليار يورو. وما يزيد من غضب الجمعيات النسوية، أن عدم المساواة في الرواتب مازالت مستمرة رغم إقرار مبدأ المساواة بين الجنسين في 2018، ولايزال الرجال يتقاضون رواتب تفوق 30 في المئة أعلى من رواتب النساء، كما ورد في تقرير لمعهد الإحصاءات الفرنسي.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,098,371

عدد الزوار: 6,752,584

المتواجدون الآن: 95