ملف الحرب الاوكرانية.. وزير روسي سابق يحذر من انقلاب داخل الكرملين....

تاريخ الإضافة الأحد 13 آذار 2022 - 6:12 ص    عدد الزيارات 1113    التعليقات 0

        

وزير روسي سابق يحذر من انقلاب داخل الكرملين....

المصدر: النهار العربي... أعلن أندريه كوزيريف، أول وزير خارجية روسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع مستقبله على المحك، مشيراً إلى أنّ شخصيات في الكرملين ستخطط لإسقاطه، وفقاً لصحيفة "التايمز" البريطانية. وذكر كوزيريف أنّ بوتين في مستنقع عسكري، ومعزول على المسرح العالمي، مضيفاً أنه شل بلاده بسبب العقوبات، ولا بد أن يدفع الثمن. وقال: "قُتل الكثيرون من القياصرة الروس، وطرد الكثيرون بطريقة أو بأخرى" حتى في الحقبة السوفياتية، مذكّراً بالمزاعم حول تسميم زعيم الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين وإخراج الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف من الكرملين. ورجّح كوزيريف أن تتوسع المقاومة إلى حد بعيد ويتزايد الاستياء خلال عهد بوتين، ما يتطلب حلاً ما لا يزال مجهولاً، مشيراً إلى أن التاريخ الروسي مليء بالنتائج غير المتوقعة. وأصبح كوزيريف وزير خارجية روسيا عام 1990، وحافظ على منصبه بعد استقلال الدولة عام 1991. وكان من أوائل المدافعين عن نهاية الحرب الباردة، وتحقيق الديموقراطية وتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وساعد في قيادة حقبة من العلاقات المحسنة مع جيران روسيا والغرب، كما انتُخب عضواً في البرلمان عام 1996. واليوم، يقيم في ميامي ويحاضر في الشؤون الدولية. وفي وقت يفكر المحللون في مدى صحة بوتين العقلية، أثار كوزيريف ضجة واسعة هذا الأسبوع من خلال نشره في حسابه عبر "تويتر" أنه يرى حسابات الرئيس منطقية، معلناً: "إنه أمر مروع لكنه ليس غير منطقي. ولفهم سبب عقلانية الغزو بالنسبة لبوتين، علينا أن نضع نفسنا في مكانه". وأوضح أن بوتين يؤمن بضرورة إعادة أوكرانيا ذات الميول الغربية إلى حظيرة الكرملين منذ انتفاضة عام 2014 التي أطاحت برئيسها الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وقال كوزيريف إن الرواية حول ضعف الغرب كانت دعاية منتشرة بين النخبة الحاكمة في روسيا، مضيفاً أن بوتين أخطأ في التقدير، لكنه ليس مجنوناً، إنما تصرفاته خاطئة وغير أخلاقية. وأكد أنه حتى لو استولى على كييف ومدينتين إضافيتين، لا يمكنه أن يربح هذه الحرب لأنه يقاتل الشعب. وشدد على ضرورة أن تكون الحرب السوفيتية الأفغانية بين عامي 1979 و1989 درساً قيماً، حيث بدأت أيضاً بغزو، وبدا أن السوفيت كانوا سينتصرون. لكن بعد ذلك، قدم الغرب دعماً شمل صواريخ "ستينغر"، واحتاج الاتحاد السوفييتي إلى إجلاء قواته وهُزم. فكان ذلك ضربة قوية للاستقرار السوفيتي. ورجح الوزير السابق أن تتكرر هذه التجربة في أوكرانيا اليوم، وتترافق مع نتائج مأساوية، قد تصل إلى الانهيار. وذكر أن على بوتين أن يكون انتحارياً لتكون لديه نوايا نووية، وهي فرضية يسخر منها، ويقول: "رغم كل المواقف المتشددة، فإن الرئيس لديه عائلة وأصدقاء وهو يحب النساء الجميلات والنبيذ الفاخر ولن يضغط على الزر النووي. إنه مجرد رجل قادر على أن يكون وقحاً وتحمّل المخاطر وهذه هي المشكلة مع الغرب ".

للسلاح الكلمة الأخيرة في نزاع موسكو وكييف

مجموعة الأزمات الدولية: السيناريو الرئيسي «أوكرانيا لا تخسر الحرب وروسيا لا تكسبها»

باريس: «الشرق الأوسط».. لحد الآن، وبعد أسبوعين من الغزو الروسي، بقيت المعركة محددة جغرافياً بأوكرانيا، ولم تمتد إلى أي من دول الجوار من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمعرفة أطراف النزاع أن ذلك قد يقود إلى حرب شاملة مدمرة، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه يجب تجنب المواجهة المباشرة بين القوات الأميركية والروسية في الصراع الأوكراني، لأنها قد تقود إلى حرب عالمية ثالثة. وكتب بايدن في تغريدة يوم الجمعة: «أريد أن أكون واضحاً: سندافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالقوة الكاملة للحلف المتحد والمحتشد». وأضاف: «ولكن لن نخوض حرباً ضد روسيا في أوكرانيا». وأوضح الرئيس الأميركي أن «مواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا هي حرب عالمية ثالثة. وشيء يجب أن نجتهد لمنعه». وخلال فعالية للحزب الديمقراطي في ولاية بنسلفانيا، علق بايدن أيضاً على الجدال بشأن التسليم المقترح لطائرات مقاتلة إلى أوكرانيا. وأضاف بايدن: «فكرة أن نرسل معدات هجومية وأن تكون لدينا طائرات ودبابات وقطارات تدخل بطيارين أميركيين وأطقم أميركية، لا تخدعوا أنفسكم، أياً كان ما تقولونه، هذه تسمى حرباً عالمية ثالثة»، رغم معرفة الرئيس الأميركي أن الحسم في نهاية المطاف سيكون عسكرياً وليس دبلوماسياً، وربما سيكون لصالح روسيا، نظراً لتفوقها في هذا المجال. وقال المحلل المتخصص في شؤون روسيا بمجموعة الأزمات الدولية أوليغ إغتانوف، إنه بعد أكثر من أسبوعين من بدء الغزو وبعد أن فشلت موسكو في تحقيق تقدم حاسم على الرغم من تفوقها العسكري «لا روسيا ولا أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات». وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الجانبين يعتبران أن السيناريو العسكري هو السيناريو الرئيسي: أوكرانيا لا تخسر الحرب وروسيا لا تكسبها». وتابع: «في هذا الوضع سيستمر القتال»، معتبراً أن «كل شيء سيتوقف على ما سيحدث على الأرض». ويرى إغتانوف أنه على الرغم من أن المحادثات الأولية رفيعة المستوى بين روسيا وأوكرانيا في تركيا أحيت أملاً عابراً في التوصل إلى حل تفاوضي بين البلدين، فإن الصراع ستتم تسويته بشكل أساسي عسكرياً على الأرض. وخرج وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا، اللذان اجتمعا برعاية نظيرهما التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، بعد أقل من ساعتين من المفاوضات من دون الإعلان عن إحراز تقدم، لكنهما تعهدا بمواصلة الحوار. وقال تشاوش أوغلو في أنطاليا (جنوب غربي تركيا) إنه لم يكن أحد يتوقع حصول «معجزة»، لكن كل شيء «بحاجة إلى بداية»، مشيراً حتى إلى احتمال عقد قمة بين الرئيسين الروسيين فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. من جهتها، تؤكد ناتيا سيسكوريا الباحثة الجورجية بمعهد «رويال يونايتد سيرفس» في لندن، أنه بينما يتواصل الجدل حول موضوع فتح ممرات إنسانية لإجلاء سكان المدن المحاصرة ،«من الصعب مناقشة أي حل للنزاع على الإطلاق، أو حتى وقف لإطلاق النار». وأضافت: «في هذه المرحلة، تحاول روسيا تحقيق أهدافها القصوى في أوكرانيا، وإذا نجحت في إجبار الأوكرانيين على قبول شروطها على طاولة المفاوضات، فستحصل على ما تريد. ولكن إذا لم يتحقق ذلك فستستمر الحرب». وأعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، التي زارت رومانيا الجمعة، عن أسفها، لأن الرئيس الروسي «لا يظهر أي مؤشرات إلى التزام بالانخراط في دبلوماسية جدية». ويذكّر السفير الفرنسي السابق في سوريا ميشال دوكلو بأن «هناك كثيراً من المعتقدات الخاطئة حول الدبلوماسية، لكن الدبلوماسية لا تشكل إطلاقاً بديلاً لميزان القوى». ويوضح الدبلوماسي الفرنسي أن موسكو تفاوض على «مفهوم للدبلوماسية يقضي بإخضاع الآخر، وبالتالي فهي دبلوماسية الإنذار». وأضاف: «نحن في مرحلة يواجه فيها الروس صعوبات لكنهم يتمسكون بفكرة الإنذار». ويتابع أنه من وجهة نظر روسيا، تهدف محادثات مثل تلك التي جرت في أنطاليا إلى «التأثير على معنويات الأوكرانيين، وإحداث بعض الارتباك لكل من العالم الخارجي والأوكرانيين». وترى الباحثة ناتيا سيسكوريا أن الكرملين الذي ذهب وزير خارجيته إلى حد التأكيد في هذا الاجتماع أن موسكو «لم تهاجم أوكرانيا»، يعمل أيضاً على إقناع الرأي العام بغياب بديل للقوة. وتضيف أن «روسيا تبحث أيضاً عن ذريعة لتكون قادرة على القول إنها جرّبت الدبلوماسية، لكن تلك الدبلوماسية فشلت، لأن أوكرانيا رفضت مطالبها (...)، مبررة بذلك أعمالها العسكرية المقبلة». مع ذلك، يرى المحلل أوليغ إغتانوف أن محادثات من هذا النوع تسمح لكل من الطرفين بتقييم مواقف الطرف الآخر، مشيراً إلى أن «أوكرانيا تأمل في أن تتمكن من وقف العملية العسكرية الروسية بوسائل دبلوماسية»، بينما روسيا «تريد فهم الموقف الأوكراني». ويتفق ميشال دوكلو على أن لمثل هذه المحادثات «وظيفة جس نبض». وقال إن «الأوكرانيين بحاجة إلى معرفة موقف الروس بالضبط». ويشير الدبلوماسي الفرنسي السابق إلى أنه من الممكن أن تؤسس موسكو شكلاً من المفاوضات يمكن تشبيهه بعملية آستانة الخاصة بسوريا التي تجمع بين روسيا وإيران وتركيا. ويؤكد أن صيغة من هذا النزع سيكون لها في نظر موسكو «ميزة إعطاء الانطباع بأن هناك عملية سلام، بالإضافة إلى إقصاء الغربيين عنها».

مضادات طائرات أميركيّة لأوكرانيا... وروسيا تُهدّد باستهداف إمدادات الأسلحة....

المصدر: النهار العربي، ا ف ب، رويترز... في اليوم السابع عشر من الحرب، أعلنت الولايات المتحدة أنّها سترسل مساعدات عسكرية فوريّة إلى أوكرانيا تتضمن منظومات مضادة للمدرّعات والطائرات، في حين هددت روسيا باستهداف إمدادات الأسلحة الغربية واصفة إياها بـ"الأهداف المشروعة". يأتي هذا في حين شددت القوات الروسية ضغوطها على كييف، حيث اتهمتها السلطات بقتل 7 أشخاص أثناء عملية إجلاء، وقصفت مواقع مدنية في مدن أخرى.

"أهداف مشروعة"

وكشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركيّة أنّ المساعدات الجديدة لأوكرانيا التي وافق عليها الرئيس جو بايدن، ستتضمّن "مساعدات عسكريّة فوريّة تشمل منظومات مضادة للمدرعات والطائرات وأسلحة صغيرة". وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قد حذّر في وقت سابق من استهداف الإمدادات العسكرية الغربية. وقال للتلفزيون الرسمي: "حذرنا الولايات المتحدة من أن ضخ الأسلحة المنظم من دول عدّة ليس مجرّد خطوة خطيرة، إنها خطوة تجعل تلك القافلات أهدافا مشروعة". وأضاف أن موسكو نبّهت "من تبعات نقل الأسلحة المتهور إلى أوكرانيا، مثل منظومات دفاع جوي محمولة ومنظومات صواريخ مضادة للدبابات وغيرها".

استهداف المدنيين

ميدانياً، شددت القوات الروسيّة ضغوطها على كييف وقصفت مواقع مدنية في مدن أخرى بينها ماريوبول التي يعيش آلاف من سكانها في ظروف قاسية بجنوب البلاد. واتهم جهاز الاستخبارات الأوكراني القوات الروسية بقتل سبعة مدنيين أثناء عملية إجلاء قرب كييف. وقال إنّ "الجنود الروس أطلقوا النار على مجموعة من النساء والأطفال أثناء إجلائهم أمس من قرية بيريموجا عبر ممرّ متّفق عليه، ما أسفر عن مقتل سبعة بينهم طفل". وفي مدينة ميكولايف الساحلية (جنوب)، لم تتوقف عمليات القصف ليلا وأصابت خصوصا مركزاً لرعاية مرضى السرطان ومستشفى للعيون. وقال رئيس مستشفى طب العيون دميترو لاغوتشيف: "أطلقوا النار على هذه المناطق المدنية من دون أن يكون فيها أي هدف عسكري". وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنّ صفارات الإنذار دوت في كل الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك في المدن الكبرى كييف وأوديسا ودنيبرو وخاركيف. وفي فاسيلكيف، جنوب العاصمة، دمّر القصف الروسي المطار فيما اشتعل أيضاً مستودع نفط، بحسب السلطات المحلية. وقالت المنظمة غير الحكومية "أطباء بلا حدود" إنّ مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يوماً تحت القصف باتت في وضع "شبه ميؤوس منه". وأضافت أنّ "مئات الآلاف من الأشخاص" محرومون فيها من المياه والتدفئة. من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي سلم أكثر من مئة طن من المساعدات الإنسانية "للمستعمرات المحررة في منطقة خاركيف" في شمال شرق أوكرانيا. وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما وصفه بأنّه "خرق فاضح" للقانون الإنساني الدولي من قبل القوات الأوكرانية، وذلك خلال محادثات هاتفية أجراها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بحسب ما أعلن الكرملين. إلا أنّ الرئاسة الفرنسية وصفت اتهامات بوتين بـ"الأكاذيب"، معتبرة أنّ بوتين "أظهر أنه غير مستعد لتحقيق السلام".

"رمز المقاومة"

كانت يوليا وزوجها من القلائل الذين تمكنوا من الفرار من ماريوبول وعبرا نقاط تفتيش روسية بخوف. وقالت: "على الطريق، رأينا سيارات مدنية محترقة، وفي بعض الأحيان مقلوبة. فهمنا أن الروس أطلقوا عليها الرصاص". وإضافة إلى ماريوبول، يُركّز الروس جهودهم على مدن كريفي ريغ وكريمنشوغ ونيكوبول وزابوريجيا، بحسب الجيش الأوكراني. لكن هدفهم الرئيسي يبقى كييف التي يحاولون تطويقها. وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية الموجودة في ضواحي العاصمة تحاول القضاء على الدفاعات في بلدات عدة بشمال العاصمة لإحكام الطوق حولها. وأعلن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل فيديو أنّ "كييف رمز للمقاومة" وهي تستعد "للدفاع". من جهته، تحدّث الجيش الروسي عن إحراز تقدّم على جبهة منطقة دونباس الانفصالية في الشرق مؤكداً أنّه دمر "ما مجموعه 3491 بنية تحتية عسكرية أوكرانية"، بما في ذلك "123 آلية جوية بدون طيار و1127 دبابة ومدرعات قتالية أخرى". أما هيئة الأركان العامة الأوكرانية فأكدت على فايسبوك أنّ روسيا خسرت أكثر من 12 ألف جندي و1205 آليات مدرعة منذ بدء الغزو في 24 شباط (فبراير).

2,6 مليون نازح

وتكشف أرقام نشرتها الأمم المتحدة اتساع الأزمة الإنسانية مع فرار نحو 2,6 مليون شخص من أوكرانيا أكثر من 100 ألف منهم هم رعايا دول أخرى. وتحدث رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عن حوالى مليوني نازح آخرين داخل البلاد. ويتوجه معظم اللاجئين إلى بولندا حيث يقدر عددهم بنحو 1,5 مليون شخص.

دعوة إلى "الأمهات الروسيات"

ويواصل المعسكر الغربي تعزيز الضغط الاقتصادي على موسكو عبر التمهيد لفرض رسوم جمركية عقابية ووقف المبادلات التجارية. وانضم الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى واشنطن لحرمان روسيا من وضع "الدولة الأولى بالرعاية" الذي يسهل التجارة الحرة في السلع والخدمات. وأعلن قصر الاليزيه أنّ ماكرون وشولتس تحدثا هاتفياً مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا، غداة قمة فرساي. بدأ الاتصال نحو الساعة 12,00 ظهراً (11,00 بتوقيت غرينتش) وانتهى بعد ساعتين تقريباً، بحسب الرئاسة الفرنسية التي لفتت إلى أن ماكرون تحدّث قبل ذلك مع زيلينسكي. وفي مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية، دعا زيلينسكي نظيريْه الفرنسي والألماني إلى المساعدة في الإفراج عن رئيس بلدية مدينة ميليتوبول الأوكرانية الذي قال إن الروس خطفوه. كما ناشد زيلينسكي أمهات الجنود الروس بقوله "لا ترسلن أبناءكن إلى الحرب في بلد أجنبي". من جهتها، أعلنت روسيا أنها ستحجب تطبيق إنستغرام المتهم بنشر دعوات إلى العنف ضدها، بعد أن خففت شركة "ميتا" قواعدها بشأن الرسائل العنيفة الموجهة إلى الجيش والقادة الروس. وأخيرا أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" دمتري روغوزين أنّ العقوبات الغربية قد تتسبب بسقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبا برفع هذه الإجراءات. وقال روغوزين إن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية، ما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصا بتصحيح مدار البنية المدارية". وأضاف أنه "قد يتسبب ذلك في نزول محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن على البر أو في البحر".

كييف تتحصن استعداداً لـ«حرب شوارع»

معارك طاحنة على مشارف العاصمة الأوكرانية

الشرق الاوسط... كييف: فداء عيتاني... أصوات قصف متواصل وعنيف، في ضواحي كييف الشمالية والشرقية..... إنها الثامنة صباحاً. تستيقظ كييف لتستقبل يوماً مشمساً. لو أغلق زائر العاصمة أذنيه لاعتقد أن الربيع يبشّر هنا بموسم سياحي حافل؛ إلا أن أصوات القصف تهز كل مناطق شرق العاصمة الأوكرانية هذا الصباح. العمليات الحربية تجري في مناطق بعيدة نسبياً عن وسط كييف، إلا أن أصوات الانفجارات التي لا تنقطع، توحي بأن المعركة تقترب أكثر فأكثر. صوت الانفجارات يمكن أن يقدم كثيراً من المعطيات لمن يملك حتى القليل من الخبرة في الحروب: ما يحصل هو قصف متبادل، كثيف ومتواصل، والجهات التي يستهدفها ممتدة على مساحات واسعة. الأصوات الخافتة للقصف تشير إلى أماكن بعيدة عن شرق العاصمة وشمالها الشرقي، والأخرى الأقوى هي الأقرب. إلا أنه من الواضح أن ما يجري هو معارك طاحنة في الشمال الشرقي. وفي الجنوب؛ حيث تحاول القوات الروسية الوصول إلى إربين، أصوات الانفجارات تدوي هناك أيضاً. الانتقال من منطقة إلى أخرى داخل كييف بات يستغرق وقتاً طويلاً. اللقاء بالأصدقاء الأوكرانيين الجدد والحصول على مزيد من المعلومات منهم، بات يتطلب إضاعة وقت طويل على الطرقات. أما الشبان المستعدون للمعركة فهم يفضلون -كما يبدو- عدم الخروج من مناطقهم، والبقاء على استعداد لصد أي هجوم محتمل عليها. فولوف، وهو شاب في مقتبل العمر (23 عاماً)، يقول إن «الوقت ليس للكلام الآن». يعمل فولوف الذي يرافق دائماً سيرغي (52 عاماً) ويترجم ما بين الإنجليزية والأوكرانية، ضمن مجموعة تنظم المقاومة المقبلة في كييف. «هذه مدينتنا، لن نغادر» كما يقول سيرغي باختصار. يتردد فولوف في الحديث، لا يريد الكلام. يناقش مع سيرغي الذي يجيب بأنه «سيخبر قصته الكاملة بعد الحرب». يضيف فولوف: «لم نقم بشيء يذكر بعد. ما زلنا في مرحلة الاستعداد. لم يحصل شيء في كييف بعد». كان الرجلان يتحدثان بينما أصوات القصف المدفعي تُسمع بوضوح. بعض السكان المحليين قرب محطة المترو، يتحركون بهدوء. يعرض أحدهم سيجارة بينما هو يتحدث إلى هاتف يتولى الترجمة الفورية. يسأل عن سبب زيارة كييف. هنا، بين المشاة، لا يزال الود والهدوء قائمين، بينما مع اشتداد ازدحام السير تتغير الأمور قليلاً بين السائقين. البعض يشتم، والبعض الآخر يتصدى لمن يحاول تجاوز الدور. اقتضى الأمر الانتظار نصف ساعة في ازدحام السير، لقطع مائتي متر والوصول إلى نقطة التفتيش المؤدية إلى الجسر الغربي لكييف. عشرات الشبان المتطوعين يسهّلون حركة السير، بينما تقوم عناصر الشرطة المسلحة ببنادق «كلاشنيكوف» بالتدقيق في الهويات وتفتيش صناديق السيارات واحدة تلو أخرى، لا استثناءات اليوم. الإشاعات عن تفجيرات محتملة وضعت الشرطة في حالة تأهب، وعلى الجسور انتشر مزيد من تحصينات الجيش، وقربها جنود يدققون أيضاً في الأوراق الثبوتية للعابرين. الجسور هنا مسألة حيوية للدفاع عن العاصمة، سواء عبر إبقائها سالمة طالما هي بيد الأوكرانيين، أو بتدميرها قبل سقوطها بيد القوات الروسية المتقدمة. سائق التاكسي يقول إنه أيضاً كان صحافياً قبل تقاعده، وإنه لم يكن يحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولكنه الآن غيّر رأيه: «زيلينسكي ممتاز، إنه يقاتل معنا». كان السائق الستيني يتحدث وعلى سترته بقايا شريط لاصق أصفر فشل في إزالته. وحين يُسأل عن الشريط، يقول: «فولونتير»، أي أنه «متطوع» للدفاع عن العاصمة. كيفما تنقّل زائر كييف سيرى هذه الأشرطة اللاصقة على أذرع الشبان والشابات. شريط أزرق أو أصفر بحسب التطوع، وهما بكل الأحوال لونا العلم الأوكراني. هؤلاء هم الجزء الظاهر من جبل جليد المقاومة الأوكرانية في العاصمة. ولكن حين تُسأل بائعة القهوة عن أقرب مركز تطوع، تستمهل البائعة في الجواب، كونها ما زالت تعمل بينما كل الأكشاك الأخرى أغلقت. تخرج وتعود بعد لحظات برفقة شاب لا يحمل إشارة التطوع على ذراعه. الشاب ضمن المجموعات المقاتلة المستنفرة هنا. يقول إنهم مواطنون فقط، وإنهم ينتظرون الجيش الروسي. تدرّب الشاب الذي رفض الإفصاح عن اسمه أو التقاط صورة له، مؤخراً، على الأسلحة. رفاق له علموه كيف يستخدمها. وبينما كان هذا الشاب يتعلم استخدام الأسلحة، كان آخرون يقومون بتعبئة أكياس الرمل. شاحنات تنقل الرمل البحري إلى أسفل الجسور، ونحو عديد من الطرق الرئيسية، وشاحنات أخرى تجلب مزيداً من العوائق الحديدية المصنعة حديثاً، والمتطوعون ينشرون هذه العوائق ويشيدون المتاريس والدشم الرملية، بينما غيرهم يموّه هذه الدشم والتحصينات بشبكات التمويه بألوانها الداكنة. الدشم والحفر الخاصة بالأفراد باتت تحتل الحدائق العامة، لا سيما تلك المطلة على النهر، ليست كلها مشغولة بمقاتلين أو جنود. أغلبها ما زال خالياً؛ لكنها ستشكل تحصينات لحرب شوارع محتملة في حال اجتاح الجيش الروسي المدينة. وواضح تماماً من تخطيط أماكن حماية المقاتلين والجنود، أن الأوكرانيين سيعتمدون على القتال بعناصر قليلة وبحركة سريعة. لن يدافعوا كجيش نظامي عن مدينتهم، ولكنهم سيحاولون تكبيد المهاجمين أكبر قدر ممكن من الخسائر. المكتب الإعلامي في الجيش الأوكراني لم يجب على رسائل بالبريد الإلكتروني. المكتب المعني بالسماح للصحافيين بالتحرك في حالة الحرب الحالية، وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات، تخلى طبعاً عن مقراته الرسمية، وكذلك عن بريده الإلكتروني الرسمي. الآن الكل يستخدم بريد «غوغل»، أو أنظمة اتصال عامة مماثلة أكثر حماية، بعدما تعرض عديد من المواقع الحكومية للتدمير الإلكتروني مع بداية الحرب الروسية. الحكومة في مكان ما من كييف. يمكن رصد حركة سيارات شبه عسكرية بين الفينة والأخرى في بعض نواحي العاصمة. تتحرك هذه السيارات كمواكب مدنية صغيرة، تضم سيارتين أو 3 سيارات على الأكثر. يسير بعضها خلف بعض على مسافات قريبة وبسرعة شديدة، تتجاوز الحواجز دون تمهل، كل ذلك يوحي بأنها تحمل شخصيات ميدانية أو سياسية، وأن تسهيل عبورها مضمون، طالما تحمل على زجاجها الأمامي علامات فارقة. عديد ممن أمكن التواصل معهم في الأيام السابقة في كييف، باتوا يكتفون الآن بالإجابة على تطبيق «واتساب». يرفضون اللقاء المباشر. يتحججون بأن الوضع لا يسمح. أحدهم يقول إن الاستعداد لقدوم الروس لا يسمح له بالخروج من موقعه. يرفض تقديم مزيد من المعلومات. الوقت الآن ظهراً، القطارات لا تزال تعمل في بعض المحطات، رابطة كييف بالمناطق الأخرى، لإجلاء السكان من ناحية أولى، ولجلب المواد التموينية ووسائل الصمود من ناحية ثانية. متسولون مشردون يقتربون طالبين السجائر، ثم يطلبون المال بحجة شراء أكياس نيلون لتنظيف الشارع. في هذه اللحظة، يمكن الانتباه إلى أن المدينة شديدة النظافة، وأن عمّال النظافة لا يزالون يمارسون عملهم اليومي. ليسوا الوحيدين. كل الخدمات لا تزال تعمل بجودة عالية. وانضم إلى الخدمات العامة الآن الجنود الذين يساعدون السكان في تسيير أمورهم الحياتية. يرشدون المارة إلى الطرق التي أُغلقت بأكياس الرمل أو العوائق الإسمنتية. الإنترنت، الهاتف، الماء، الكهرباء، سيارات الإسعاف، محطات المحروقات، كل المرافق تعمل. وحدهم المتسكعون يطوفون الشوارع بلا هدف، بينما المواطنون الذين بقي نصفهم تقريباً في العاصمة، يتحركون بسياراتهم، أو سيراً على الأقدام. إنها الواحدة ظهراً. في ساحة الاستقلال، أو ميدان كييف، الجنود لا يزالون على انتشارهم نفسه، إلا أن المزيد من التحصينات الإسمنتية أضيف أمام المباني العامة. «الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين سيرغب بشدة في الدخول إلى هذه الساحة»، كما يقول أحد المواطنين المتطوعين للقتال، قبل أن يضيف: «هنا قمنا بثورتنا، وهنا تخلصنا من نفوذه، وهو سيسعى للثأر. لا أعتقد أن المنطقة آمنة. ربما الأفضل أن تغادروها قبل المعركة». الجميع هنا يتحدث عن المعركة القادمة. الظاهر على سطح الأرض يوحي بأن الدفاع عن العاصمة سيكون شكلياً، ولكن تحت الأرض ثمة استعدادات في كل اتجاه للقتال. الأوكرانيون -كما يبدو- يستعدون لشن حرب شوارع تكبّد الجيش الروسي أكبر خسائر ممكنة، إذا ما حاول دخول عاصمتهم.

الجيش الإسرائيلي يطالب حكومته بالحياد في أوكرانيا

تل أبيب: «الشرق الأوسط»... إزاء المطلب الأميركي بانضمام تل أبيب إلى العقوبات الغربية على روسيا، والكشف أن 14 طائرة روسية مدنية حطت في مطار بن غوريون في غضون الأسبوع الأخير، كشفت مصادر سياسية، أمس السبت، أن قيادة الجيش الإسرائيلي طالبت الحكومة بالإصرار على اتباع «سياسة الحياد»، تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، خشية تأثير الموقف المساند لكييف على الأوضاع الأمنية في سوريا. وقالت هذه المصادر، وفق تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «جنرالات في رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وصفوا سياسة الحياد بأنها، متوازنة ومسؤولة وواقعية». وقالوا «إنه رغم أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل، فإن الروس يتواجدون عند الحدود في سوريا، والتنسيق معهم ضروري وحيوي في الحرب مع إيران، التي لم تتوقف هناك وتوجد مصلحة إسرائيلية وأميركية بأن تسير بنجاح». ووصف الضباط «سياسة رئيس الحكومة نفتالي بنيت، الذي يحاذر بين الدولتين العظميين بأنها «صحيحة حتى الآن»، بحسب المصدر ذاته. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى رضا قيادة الجيش الإسرائيلي عن تصريحات السفير الروسي في تل أبيب، التي أعلن فيها أن التنسيق العسكري بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا سيستمر. وقالت إن «هذا التنسيق لم يخضع لامتحان حقيقي منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، وسلاح الجو لم يشن غارات في عمق الأراضي السورية في الأسبوع الأخير ومن الضروري ألا تدخل إسرائيل امتحاناً كهذا بموقف عدائي من موسكو». وكشفت مصادر عسكرية في تل أبيب أن وفداً أمنياً روسياً يتوقع أن يزور إسرائيل الخميس المقبل، في إطار لقاءات التنسيق الأمني التي تُعقد مرة كل شهر. وكانت القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، قد كشفت أمس أن «عدداً غير عادي من الطائرات الخاصة المستأجرة قد طارت من روسيا إلى إسرائيل منذ غزو أوكرانيا، وأنه في الأسبوع المنصرم وحده هبطت 14 طائرة روسية خاصة في مطار بن غوريون قادمة من سانت بطرسبرغ. وعندما سئل مسؤول في المطار عن موقف تل أبيب من قرار دول الغرب مقاطعة الطيران الروسي، أجاب: «إسرائيل تتجنب الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد الأوليغارخيين الروس». وأفادت القناة نفسها بأن أوكرانيا طلبت استخدام أسلحة إلكترونية ضد روسيا، بما في ذلك برنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة NSO. لكن إسرائيل رفضت الطلب على الفور، مثلما رفضت جميع الطلبات الأوكرانية للحصول على أسلحة وعتاد عسكري في الأسابيع والأشهر الأخيرة. وعلى إثر ذلك، أكدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، أن بلادها طلبت من إسرائيل الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا. وقالت في مقابلة للقناة الإسرائيلية المذكورة إن «واشنطن لا ترغب في أن تتحول إسرائيل إلى الملجأ الأخير للأموال القذرة والمستخدمة لتمويل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا». يذكر أن مسؤولاً أوكرانياً رفيع المستوى، كان قد صرح، أول من أمس الجمعة، أمام صحافيين إسرائيليين بأن رئيس وزرائهم، نفتالي بنيت، ضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وطالبه بالاستسلام والخضوع لشروط موسكو لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، وبأن بنيت «يستخدم الوساطة كذريعة للامتناع عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا والانضمام إلى العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا». وشدد المسؤول الأوكراني، على أنه «لا قيمة» لجهود الوساطة التي يبذلها الجانب الإسرائيلي، وأكد أن المكالمة الأخيرة التي بادر إليها بنيت مع زيلينسكي، الثلاثاء الماضي، «شهدت محاولات من بنيت للضغط على رئيس أوكرانيا للقبول بشروط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء القتال». وقال له: «لو كنت مكانك، كنت سأفكر في حياة شعبي وأقبل العرض الروسي». وأضاف المسؤول الأوكراني، أن بنيت «لم يمرر مقترحات، بل كان يريدنا أن نستسلم». وقد رد عليه زيلينسكي قائلاً: «سمعت ما تريد قوله، شكراً لك». ولكن مستشار الرئيس الأوكراني، نفى هذا الادعاء وقال: «بنيت لم يطلب منا الاستسلام للمطالب الروسية. فهو يعرف بأن من غير الممكن أن نتجاوب مع هذه المطالب».

روسيا قد تواجه اليوم ما واجهته دول الكتلة الشرقية سابقاً من هجرة الأدمغة

في ظل الإجراءات العقابية ضدها بسبب الحرب ضد أوكرانيا

نيويورك: «الشرق الأوسط».... اتفقت دول الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين على مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا بسبب الحرب ضد أوكرانيا. ويتوقع معهد «إيفو» الألماني للبحوث الاقتصادية أن يكون للعقوبات الغربية الجديدة المقررة ضد روسيا المزيد من الآثار السلبية على البلاد. وقال الكاتب ستيفن ميهم، أستاذ التاريخ بجامعة جورجيا الأميركية، في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، إنه بينما كان الرئيس بوتين يطلق معركته لاستعادة المجد السابق لروسيا من خلال تدمير أوكرانيا، بدأ شيء على القدر نفسه من الأهمية لمستقبل بلاده يتكشف في الداخل. فقد لمح أكثر الأصول الروسية قيمة (شبابها) إلى رغبتهم في الرحيل عن البلاد. وأظهر استطلاع للرأي أجرى قبل الغزو الذي بدأ يوم 24 فبراير (شباط) أن 43 في المائة من الروس بين سن 18 عاماً و24 عاماً أعربوا عن رغبتهم في مغادرة البلاد للأبد. ومن بين هؤلاء، ذكر 44 في المائة أن الوضع الاقتصادي هو السبب الرئيسي للمغادرة. ومن المؤكد أن هذه المشاعر ستتزايد بسبب تأثير العقوبات الدولية ضد روسيا وعمليات القمع في الداخل. ومع تفكير عدد متزايد من المواطنين الروس في مغادرة بلادهم، سيواجه بوتين مأزقاً يشبه أسلافه الشيوعيين الذين عانوا من هجرة الأدمغة. منذ عام 1952، أنشأت إدارة الرئيس هاري ترومان، برنامج الهاربين للولايات المتحدة الذي استهدف المنشقين البارزين، وقدم إغراءات للمفكرين والعلماء وغيرهم للفرار من الاتحاد السوفياتي والدول التابعة له. وكما أشار أحد مؤرخي هذا البرنامج، فإن مصطلح «الهاربين»، بشكل متعمد، «أشار إلى منطقة النفوذ السوفياتي، كسجن واسع، محاط بأسلاك شائكة وأبراج مراقبة وحراس يحملون أسلحة آلية. وقد ساعدت الثقافة الأميركية الشعبية في ترسيخ هذا التصور حول العالم. ومع ذلك، ظلت بوابة واحدة مفتوحة، وهي برلين. فقد كان الوضع الشاذ للمدينة في الحرب الباردة - حتى بعد فشل محاولة الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف لتجويع المدينة لكي تستسلم - يعني أنه يمكن لسكان ألمانيا الشرقية العبور إلى النصف الغربي دون العودة مطلقاً. وقد فعلوا ذلك بالفعل. وخلال الفترة بين عامي 1949 و1961، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 5.‏3 مليون من سكان ألمانيا الشرقية، نحو 20 في المائة من السكان، فروا إلى الغرب. وكان هؤلاء الأشخاص هم الأكثر ذكاءً والأفضل تعليماً والأصغر سناً في المجتمع الألماني الشرقي. وكان أكثر من 75 في المائة من هؤلاء الذين غادروا أقل من 40 عاماً. ولم يتسبب تدفق رأس المال البشري في إنهاء الفزع في ألمانيا الشرقية، التي أعلنت في نهاية الأمر أن عمليات الرحيل تعد جريمة أو «فراراً من الجمهورية». ووصفت السلطات مثل هذا السلوك بأنه «عمل ينم عن التخلف والانحراف السياسي والأخلاقي». إلا أن العديد من الألمان الشرقيين لم يتلقوا الملاحظة. ومع خسارة ألمانيا الشرقية لأفضل وألمع أبنائها، حصلت الحكومة في نهاية الأمر على تصريح من موسكو لبناء جدارها سيئ السمعة، حيث أغلقت ثغرة الهجرة في برلين، وأوقفت الهجرة الجماعية، إلا أن الضرر كان قد حدث بالفعل. واختتم الكاتب ستيفن ميهم، تقريره بالقول إنه ربما يواجه بوتين قريباً مأزقاً مشابهاً. وإذا قرر الشباب الأصغر والأكثر إقداماً في روسيا على المغادرة، فإنه سيجلس مكتوف الأيدي وهم يأخذون مستقبل روسيا معهم. أو يمكنه تحويل بلاده إلى سجن ضخم، ليعيد النموذج السوفياتي الذي يعتمد على مراقبة الحدود، وفي أي من الحالتين، فإن بوتين وروسيا سيخسران. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن العقوبات المفروضة على روسيا أظهرت بالفعل تأثيراً كبيراً. وقالت فون دير لاين، «العقوبات شديدة للغاية، يمكن ملاحظة ذلك... الاقتصاد الروسي يترنح»، مشيرة إلى أن معدل التضخم في روسيا ينفجر، وأسعار الفائدة ترتفع بشكل كبير، والروبل في حالة سقوط حر، والبورصة لم تعد مفتوحة، وأضافت: «هذه العقوبات أصابت الرئيس بوتين حتى النخاع». وذكرت السياسية الألمانية أن العقوبات تستهدف أضعف نقطة في روسيا، ألا وهي اقتصادها الموجه بالكامل نحو تصدير النفط والغاز والفحم، مضيفة أن هذا الاقتصاد بحاجة ماسة إلى التحديث، مؤكدة في المقابل أن العقوبات ستبطل إمكانية حدوث ذلك. وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن العقوبات الغربية، غير المسبوقة، على بلاده، ستعزز من استقلاليتها عن بقية العالم. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن بوتين قوله الخميس خلال اجتماع وزاري: «لطالما كان هناك ضغط بسبب العقوبات، لكنه اكتسب الآن طابعاً معقداً، وخلق لنا أسئلة معينة ومشاكل وصعوبات، لكن وكما تم التغلب على هذه الصعوبات في السنوات الماضية، فإننا سنتغلب عليها الآن». وأضاف بوتين: «يجب أن نتجاوز هذه الفترة، ومما لا شك فيه أن الاقتصاد سيتكيف مع الموقف الجديد، وهذا سيؤدي إلى زيادة في استقلاليتنا واعتمادنا على ذاتنا وسيادتنا». مع تفاقم الوضع الداخلي في روسيا بسبب الإجراءات الصارمة التي يتخذها بوتين على الصعيد المحلي فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وأيضاً مع تدهور الوضع الاقتصادي، يلجأ الكثير من الشباب الروسي إلى مغادرة بلادهم، أبرزهم من الكفاءات، وهو ما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل البلاد. ويرى ميهم أنه لفهم السبب، يتعين التفكير فيما حدث في شرق أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. فعندما بدأ الاتحاد السوفياتي تعزيز نطاق نفوذه على ما سيصبح قريباً الكتلة الشرقية، فرت موجة أولى من المهاجرين من الدول الشيوعية الجديدة إلى الغرب، سعياً للجوء في الديمقراطيات في أوروبا وفي الولايات المتحدة. وشملت طليعة هذه الهجرة الجماعية، أكثر الأشخاص نجاحاً في البلاد. في بولندا على سبيل المثال، وصف أحد المؤرخين الموجة الأولى بأنها تشمل «نخباً سياسية سابقة وملاك أراضٍ أثرياء ورجال أعمال محترفين، رأوا آفاقاً مستقبلية قاتمة في الدولة التي يهيمن عليها الشيوعيون». وحدث شيء مشابه في ألمانيا... فقد أشار مقال نشر في مجلة «دير شبيغل» في ألمانيا الغربية إلى أن الموجة الأولى خلال الفترة من 1945 وحتى 1947 شملت «في الأغلب ملاك شركات كبيرة ومصانع، تمت الإطاحة بهم خلال إعادة التنظيم السوفياتية». ومع تعزيز الشيوعيين سيطرتهم على ألمانيا الشرقية، فر الأطباء والصيادلة أيضاً. وأشارت المجلة إلى أنه بنهاية عام 1952، كانت قد بدأت «الهجرة الجماعية للفلاحين». وفي مرحلة معينة، أدركت الدول التابعة للاتحاد السوفياتي أن هؤلاء الهاربين يثيرون الشكوك في مزاعم أن الكتلة الشرقية هي جنة اشتراكية. وتعاملت السلطات مع هذا الأمر بالطريقة الوحيدة التي تعرفها، وهي احتجاز مواطنيها خلف ستار حديدي. وقد أخذ القمع عدة صور: توقيع عقوبات وحشية على أي شخص يتم ضبطه أثناء الفرار، وفرض قيود على السفر الداخلي لإبعاد المواطنين عن الحدود مع الغرب، وإقامة نقاط تفتيش عند المعابر غير المؤمنة، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة. فقد أنشأت المجر، على سبيل المثال، منطقة محظورة عرضها 30 كيلومتراً على حدودها الغربية. وقد حقق القمع الهدف منه، لكنه كان كارثة من جوانب أخرى، نظراً لأن مشهد الكتلة الشرقية وهي تحول مجتمعاتها إلى سجون شاسعة على مستوى البلاد ككل، لم يكن استراتيجية انتصار في معركة الأفكار العالمية. وأوضح ميهم أن الغرب فهم هذا بالطبع، وقام باستغلاله.

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,515,236

عدد الزوار: 7,031,278

المتواجدون الآن: 74