تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين....

تاريخ الإضافة الأحد 4 تشرين الأول 2020 - 6:01 ص    عدد الزيارات 1042    التعليقات 0

        

تحالف الكاثوليك من ذوي الأصول الآيرلندية مع الإنجيليين قاعدة جديدة للبيض المحافظين....

واشنطن: «الشرق الأوسط».... عندما وُضع دستور الولايات المتحدة من قبل مؤتمر ضم 36 مندوباً، في 17 سبتمبر (أيلول) ونُشر في 28 منه عام 1787، كان من بين هؤلاء 6 أعضاء من أصول آيرلندية، اثنان منهم كانوا من الكاثوليك. غير أن دور هؤلاء وحضورهم في الحياة السياسية والثقافية في الولايات المتحدة ما لبث أن تصاعد منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع موجات الهجرة الكثيفة نحو «العالم الجديد». عام 1776، كان الكاثوليك يشكلون أقل من 1 في المائة من سكان الأمة الجديدة. لكن وجودهم نما بسرعة بعد عام 1840 إثر الهجرة من آيرلندا وألمانيا، ولاحقاً من إيطاليا وبولندا وأماكن أخرى في أوروبا الكاثوليكية من 1840 إلى 1914، وكذلك من أميركا اللاتينية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين. ويشكل الكاثوليك اليوم ما بين 25 في المائة إلى 27 في المائة من السكان، أي أكثر من 68 مليون نسمة. ويفيد 85 في المائة منهم بأنهم «مؤمنون إلى حد ما» أو أن إيمانهم «مهم جداً» بالنسبة لهم. من ناحية ثانية، رغم عدم وجود أحزاب دينية في الولايات المتحدة، سواء على المستوى المحلي أو الوطني - بعكس كثير من دول العالم، خصوصاً في أوروبا وأميركا اللاتينية - فإن أعضاء الكنيسة الكاثوليكية نشطوا في الانتخابات الأميركية منذ منتصف القرن 19. ويتفق معظم المؤرخين على أن الشتات الكاثوليكي الآيرلندي كان منظماً بشكل جيد، ما أدى إلى بناء كنيسة كاثوليكية أميركية قوية وسيطرتهم على النقابات العمالية وعلى الحزب الديمقراطي في المدن الكبرى والمدارس الثانوية والكليات والجامعات الكاثوليكية. وبحسب إحصاءات عام 2018، انتخبت العديد من المدن الكبرى رؤساء بلديات كاثوليك آيرلنديين. وفي الواقع، انتخب رؤساء بلديات كاثوليك من الآيرلنديين في كل من شيكاغو (معقل الزعيمين الديمقراطيين النافذين ريتشارد ديلي الأب وريتشارد ديلي الإين) وبوسطن (معقل آل فيتزجيرالد وآل كينيدي الذين أعطوا أميركا رئيسها الكاثوليكي الوحيد) وفيلادلفيا وبولتيمور وسنسناتي وهيوستن ونيوارك ونيويورك وأوماها وسكرانتون وبتسبورغ وسانت لويس وسانت بول، وسان فرانسيسكو. بل كان لدى شيكاغو وبوسطن وجيرزي سيتي من رؤساء البلديات الأميركيين الآيرلنديين أكثر من أي مجموعة عرقية أخرى. وابتداء من انتخابات رئاسة البلدية عام 1909، كان كل مرشح ديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك رجلاً من أصل آيرلندي حتى عام 1950، عندما شهدت انتخابات خاصة فوز ثلاثة كاثوليك من أصول إيطالية. منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى عام 1964، كان الكاثوليك ديمقراطيين بصلابة، وأحيانا عند مستوى 80 - 90 في المائة. ومن الثلاثينات إلى الخمسينات من القرن الماضي، شكل الكاثوليك جزءاً أساسياً من تحالف واسع، مع عضوية متداخلة في الكنيسة والنقابات العمالية وناشطو المدن الكبرى والطبقة العاملة، ما عزز السياسات الليبرالية في الشؤون الداخلية ومعاداة الشيوعية خلال «الحرب الباردة». لكن منذ انتخاب جون كينيدي أول رئيس أميركي كاثوليكي عام 1960، انقسم الكاثوليك بنسبة 50 - 50 بين الحزبين الرئيسيين في الانتخابات الوطنية. ومع تراجع النقابات ودور ناشطي المدن الكبرى، وصعود أعداد كبيرة في سلم الترقي الطبقي نحو الطبقات الوسطى، ابتعد الكاثوليك عن الليبرالية واتجهوا نحو التيارات المحافظة في القضايا الاقتصادية كالضرائب مثلاً. ومنذ نهاية الحرب الباردة، تلاشت أهمية معاداتهم القوية للشيوعية، واتخذت الكنيسة الكاثوليكية مواقف قوية ومتشددة في القضايا الاجتماعية، كالإجهاض والزواج المثلي، ودخلت في تحالفات مع الإنجيليين البروتستانت الذين يشكلون القاعدة الصلبة للأميركيين البيض. في عام 2015، حين أعلن البابا فرانسيس أن تغيّر المناخ هو من صنع الإنسان بسبب إحراق الوقود الأحفوري، وأن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض متجذر في «ثقافة الإقصاء» وقلة اكتراث العالم المتقدم بتدمير الكوكب بينما يسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية قصيرة المدى، قوبلت تصريحاته بلامبالاة من الكاثوليك في الولايات المتحدة. حالياً، يوجد 22 كاثوليكياً في مجلس الشيوخ و141 كاثوليكياً من أصل 435 نائباً في مجلس النواب، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية الجمهورية كيفن مكارثي. وفي عام 2008، أصبح جو بايدن أول كاثوليكي يُنتخب نائباً لرئيس الولايات المتحدة، وإذا ما فاز في انتخابات هذا العام، فسيصبح ثاني رئيس كاثوليكي بعد جون كينيدي. وهنا نشير إلى أن نائب الرئيس الأميركي الحالي مايك بنس، الآيرلندي الأصل، نشأ كاثوليكياً، لكنه تحول إلى البروتستانتية الإنجيلية في وقت لاحق. أخيراً، شغل 9 أميركيين كاثوليك من أصل آيرلندي منصب قاضٍ في المحكمة العليا هم: جوزف ماكينا 1898، وإدوارد وايت 1894، وبيرس بتلر 1923، وفرانك مورفي 1940، وجايمس بايرنس 1941، وويليام برينان 1956، وأنتوني كينيدي 1988، ونيل غورستش 2017، وبريت كافاناه 2018.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,171,141

عدد الزوار: 6,758,706

المتواجدون الآن: 122