مراجعة للاستراتيجية التركية في خياراتها العربية الجديدة

تاريخ الإضافة الأربعاء 29 حزيران 2011 - 5:54 ص    عدد الزيارات 801    التعليقات 0

        

 

مراجعة للاستراتيجية التركية في خياراتها العربية الجديدة
بقلم جهاد الزين - اسطنبول
هذا النص كتبه وقدمه الزميل جهاد الزين لمناسبة الاجتماع السنوي للفريق الاقليمي التابع للبنك الدولي في تركيا يوم الثلاثاء المنصرم والذي عقد بدعوة من البنك في منتجع "أبانت" الجبلي في تركيا على مدى يومين. يذكر ان المعلق التركي جانكيز تشاندار قدم في الجلسة نفسها الرؤية السياسية من الجانب التركي.
-1
الثورات التي تحصل في منطقة الـMENA، بدأت في ايران عام 2009 وليس في تونس مع التجديد القسري للرئيس احمدي نجاد ثم انطلقت في تونس اواخر 2010 فمصر... ومن ثم ليبيا البحرين واليمن وسوريا الخ...
نتمنى على المؤرخين او باحثي تاريخ انشطة البنك الدولي ان يجيبوا على السؤال حول تاريخ هذا المصطلح MENA الذي يعني منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي ظهر   كمشروع كبير بقيادة البنك الدولي منذ النصف الاول من تسعينات القرن الماضي. فتفاقم الازمات الاقتصادية الذي واجهته ديكتاتوريات دول الMENA رغم مساعدات البنك الدولي هو الى جانب عوامل أخرى في اساس التراكم الذي ادى الى الانفجار الثوري. هكذا سيصبح الفشل الاقتصادي لبرامج البنك الدولي اساسا لنجاح سياسي طالما ان البنك هو ممثل اساسي لسياسات الغرب.. لستُ في مجال تحليل ما حصل بل في مسعى لرؤية ما يمكن ان يحصل في المستقبل. ولكن قبل ان انتقل الى الجزء الثاني من مداخلتي فاني اود ايضا ان اسأل من موقعي كمراقب سياسي: هل نستطيع القول في المقابل ان جزءا اساسيا من طبقة قيادات وكوادر المنظمات غير الحكومية او مؤسسات الابحاث وهي الطبقة الوسطى التي سيكون لها دور مهم في اشعال الثورات العربية، ما كان لها ان تولد وتعيش بدون الاقتصاد الذي خلقته على مدى حوالى العقدين الموازنات المخصصة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والبنك الدولي وبعض المؤسسات الدولية الكبرى؟
-2 الفصل الناقص
بعد انطلاق "الربيع العربي" يتبين ان كتابا ذكيا ومتميزا في الفكر الاستراتيجي حول موقع تركيا في القرن الحادي والعشرين، يتبين ان الفصل الاخير وربما الاخطر من هذا الكتاب لم يُكتب بعد، بينما كنا نظن، وهو المكتوب للمرة الاولى قبل استلام حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002، انه "اكتمل". انه الكتاب الشهير لوزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو: العمق الاستراتيجي.
سيكون على داود اوغلو ان يكتب الفصل الجديد من كتابه الذي جعله الجيل الجديد في العالم العربي متَجاوزا في جزء اساسي منه، فيعيد النظر حتما مع مخططي السياسة التركية في الاستراتيجية السابقة القائمة على عدد من الاهداف الاقليمية الكبرى والتي تحقق معظمها قبل "الربيع العربي". انها استراتيجية "صفر ازمات" مع المحيط الاقليمي بدءا من العلاقات مع سوريا بعد ان تخلى الرئيس حافظ الاسد عام 1998 عن اللعب بالورقة الكردية المسلحة ومرورا بتحسين العلاقات مع اليونان بعد زلزال ازميت، وكلاهما انعطافان استراتيجيان سبقا وصول AKP الى السلطة، الى انجازات ما بعد 2003 الاقتصادية الباهرة في التوسع التجاري والاستثماري في سوريا ومصر والخليج وآسيا الوسطى وروسيا ناهيك عن ايران والاتحاد الجمركي مع الاتحاد الاوروبي وناهيك عن العمليات الناجحة على المسرح السياسي التي غيرت صورة تركيا ايجابا في قضايا مهمة حتى لو لم تُفضِ الى نتائج نهائية كالاستفتاء على الصيغة القبرصية، والوساطة التفاوضية بين سوريا واسرائيل، كخطوات تجاه الرأي العام العالمي، والموقف الرافض لمرور القوات الاميركية الى الحرب في العراق عام 2003 ثم الموقف الناقد بقوة للحرب الاسرائيلية على غزة عام 2009 ثم مشادة دافوس الشهيرة، كما السياق التصالحي مع ارمينيا رغم صعوباته.
شبه"صفر الازمات" هذا تغير بعضه ويتغير، او حتى ينهار بعضه الآخر مع المشهد الجديد في العالم العربي الذي تبدو تركيا حاليا ملتحقة به اكثر مما هي فاعلة فيه رغم السمعة الحسنة ولكن الملتبسة لـ"النموذج التركي". الى درجة يسأل فيها المراقب مثلي هل الدكتور داود اوغلو هو الرجل الملائم ليكون وزير خارجية الحكومة التركية الجديدة في المناخ المختلف راديكاليا في منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط...اذا لم تظهر
ملامح الاستراتيجية التركية الجديدة...؟
 
 -3 ملامح ومخاطر الصورة
من العالم العربي
يشهد العالم العربي حاليا:
■ ثورات بدون برامج اقتصادية. الآن تستكشف برامجها تحت ضغط مزدوج بل خوف مزدوج من: الازمات البنيوية الموروثة عن ما قبل الثورة والالتزامات الدولية الموروثة ايضا.
■ ثورات بدون اهداف خارجية الا الثورة المصرية التي انطوت بدون كبير اعلان على رفض نوع العلاقة المباركية مع اسرائيل بدون التخلي عن معاهدة السلام معها. لكن رغم الديناميات الداخلية المسيطرة الا ان كثافة المراقبة الدولية بل التدخل الدولي يجعلنا امام بداية تشكيل نظام اقليمي جديد. وهنا لا بد من الملاحظة التالية حول اسرائيل: فالكثيرون في بيروت والقاهرة وعمان وغيرها من العواصم العربية يدهَشون من ظاهرة الاهمال بل عدم الاعتراف الاسرائيلي بتاريخية التحولات العربية الجديدة ليس فقط في اوساط السياسيين لاسيما في اليمين كبنيامين نتنياهو بل ايضا في الاوساط الثقافية. فمثقف كبير وشجاع مثل بيني موريس يقول متهكما في مقابلة صحفية انه لا يعرف ما اذا كان هذا الذي يحدث هو ربيع اوخريف او شتاء عربي؟
■ تحرك الاكثريات في الكيانات العربية بعد فترة طويلة سادت فيها الاقليات الحزبية والعسكرية والطائفية. والبداية حصلت في العراق 2003. الخبر السيئ هنا هو انها تتحرك بقيادة احزاب دينية اصولية. الخبر الجيد ان هذه الاحزاب تتبنى الخطاب الديموقراطي. هل يعني هذا "النظر الى الديموقراطية كحفلة تنكرية" كما كتب احمد عبدالمعطي حجازي احد اكبر شعراء مصر الاحياء مؤخرا عن "الاخوان المسلمين" ام هو تعبير عن نضوج سياسي كما هي حالة AKP التركي والذي يواجه ايضا بدوره تحديات طائفية خطرة ستمتحن مستوى نضوجه في حقول مستجدة؟                      
■ تحالف بين نخبة جديدة في المنطقة وبين الولايات المتحدة الاميركية كقوة تغييرية (لا قوة ستاتيكو) في شمال افريقيا والشرق الوسط باستثناء مجلس دول التعاون الخليجي!
■ مخاطر التفكك الكردي للمرة الاولى عن سوريا في الشمال الشرقي. فالقوى الوحيدة المشاركة في الحراك الديموقراطي التي تمرر – ولو بتحفظ حتى الآن – شعار الدعوة الى "الاعتراف الدستوري بالمكون الكردي القومي" هي بعض الاحزاب الكردية، الشعار الذي قد يتحول مع وجود الاستقلال الواقعي للاقليم الفيديرالي الكردي المجاور بل الملاصق في الشمال العراقي الى دينامية انفصالية.
 هكذا في المرحلة "الانتقالية" يمكن ان يكون المشهد السوري على الشكل التالي:
- حرب اهلية تتراوح بين سيناريوين: اما الحالي اي بين الدولة وفئات من المجتمع في العديد من المناطق اذا بقي النظام مسيطرا على العاصمة دمشق وحلب او السيناريو الثاني الاخطر وهو الحرب الاهلية بين سنة وعلويين في مستطيل كامل يمتد ضلعه الغربي على طول الساحل السوري بين طرطوس جنوبا واللاذقية وضواحيها في اقصى الشمال ويمتد ضلعه الشرقي الموازي من حمص مرورا بحماه حتى اجزاء جنوبية من محافظة ادلب وهذا الضلع، بطول يتراوح ديموغرافيا بين ستين الى مائة كيلومتر، يقع على الطريق الدولية الاساسية بين دمشق وحلب.
- تفكك كردي يتخطى المشروع الديموقراطي في سوريا، اطارُه الديموغرافي اجزاء واسعة من محافظة الحسكة التي تضم المدينة ذات الغالبية الكردية: القامشلي والتي سعت حكومات البعث طويلا منذ الستينات الى تعزيز سكن بل اسكان القبائل العربية على شريط هذه المحافظة الحدودي مع العراق وتركيا.
 
تركيا وخطر التفكك السوري [2] - اسطنبول – جهاد الزين
 
الحلقة الثانية الأخيرة من النص الذي كتبه وقدمه الزميل جهاد الزين لمناسبة الاجتماع السنوي للفريق الاقليمي التابع للبنك الدولي في تركيا يوم الثلاثاء المنصرم والذي عقد بدعوة من البنك في منتجع "أبانت" الجبلي في تركيا على مدى يومين. وقد تناول في الحلقة الأولى، المنشورة امس، ملامح ومخاطر "الربيع العربي" من الزاوية العربية.  
-4 الاحتمالات من تركيا
- دعونا نتذكر ان النجاحات التركية في السنوات السبع المنصرمة في العالم العربي، النجاحات الاقتصادية والسياسية، حصلت اساسا مع الديكتاتوريات العربية وليس مع الديموقراطيات الناشئة باستثناء الحالة العراقية التي بقيت معلقة امنيا من وجهة نظر الامن القومي التركي ولكنها انتجت وضعا باهرا للمصالح الاقتصادية التركية في الاقليم الكردي تجارةً ومقاولاتٍ واستثماراتٍ كما في العديد من المناطق العراقية الاخرى حتى البصرة في اقصى الجنوب.
- في سوريا كان النجاح التركي شبه كامل مع النظام في الامن والتجارة والاستثمارات وضاعف هذا النجاح شعور النظام السوري العميق بالامان نتيجة السياسة المتزنة التي اتبعتها الدولة التركية حيال الصراع المذهبي الذي غذاه التنافس الايراني - السعودي، في فترة كان فيها الرئيس بشار الاسد يواجه نتيجة الهجوم الديبلوماسي الاميركي الفرنسي عليه اواخر عام 2004 في لبنان، والذي ادى عمليا الى اخراج الجيش السوري من لبنان ربيع عام 2005 بشكل مهين، كان الاسد يواجه اخطر تهديد مصيري لنظامه حتى ذلك الحين فجاء الموقف التركي ليشكل تغطية لا تقدر بثمن في نقطة ضعف مهمة هي طابع النظام الاقلّوي. 
- لقد جعل التوجه التركي المبني على قوة اقتصادية متقدمة عن المحيط ليس العربي فقط بل القوقازي والبلقاني ايضا من تركيا لاعبا غير معلن في مناطق مهمة داخل بعض دول جواره الجنوبية اي بمعنى ما لاعبا في تركيبتها الداخلية. فكما ان المساهمة في تشكيل تيار انتخابي رئيسي في الانتخابات العراقية الاخيرة عبر ما سُمي "القائمة العراقية" التي ارادتها سوريا والسعودية وتركيا تعبيرا عن عودة قوية للنفوذ السني العراقي تحت طربوش زعامة شيعية مضادة لايران هي رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، كما ان هذه المساهمة التركية اظهرت النفوذ الخاص لتركيا في مدينة الموصل، فان الانفتاح السوري التركي غير المسبوق اقتصاديا مع الغاء التأشيرات بين البلدين قد اظهر "عودة" نفوذ تركي على البورجوازية الحلبية الجديدة والتقليدية حتى لو ان جزءا من هذه البورجوازية الصناعية قد تهددت انماط انتاجه وقدرته على الاستمرار امام الصناعات التركية المتقدمة مما استدعى دعما ماليا غير عادي من الدولة السورية لمساعدة الصناعات السورية المتخلفة على التطوير او التغيير كما نقل لي خبير اقتصادي لبناني التقى الرئيس الاسد وسمع منه ذلك مباشرة.
 -5 خلاصات
تواجه انقرة اذن معطيات هائلة الوقع والتأثير في الوضع العربي الجديد:
-1 دور اميركي قيادي في الربيع العربي. اقول ذلك خلافا للرأي الذي يتردد ببغائيا احيانا عن الارتباك الاميركي هنا او هناك. في تونس لم يحصل اي ارتباك، في مصر كان نوعا من التردد الطبيعي في رصد العملية الثورية واكاد اقول "ادارتها"، في ليبيا نوع من تضارب مصالح وحساسيات بين القوى الكبرى خصوصا مع الاندفاع الفرنسي بسرعة قصوى تمليها ايضا حسابات تعويضية عن التلكؤ الفرنسي شبه الفضائحي حيال الانتفاضة التونسية والصراع على دولة نفطية. الارتباك الفعلي والمبرر كان تركياً. واشنطن تبني صلات مع نخب عربية جديدة بينما تركيا امامها الكثير لبنائه في هذا المجال رغم رصيد حزب العدالة والتنمية الجدي في اوساط حركات الاخوان المسلمين. لكن تاريخ الجمهورية التركية لاسيما بعد الحرب العالمية الثانية يشير الى ان النخبة التركية الحاكمة سيتعزز لديها اتجاه توطيد العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية والتي تنفتح امامها آفاق جديدة في المناخ العربي الثوري الجديد وتحديدا في المحيط القريب كالعراق وسوريا.
-2 "عودة" مصر الاكيدة في التأثير رغم ضخامة مشاكلها الداخلية. وأول مظاهر الدور الاقليمي كان المصالحة الفلسطينية التي تحصل بتأثير ليس AKP وانما بتأثير الاخوان المسلمين المصريين الآتين الى السلطة قريبا ولو على الارجح بصيغة ائتلافية. باختصار مصر معطى يجب ان يحسب حسابه تعاونا وتنافسا في ادارة الدينامية التركية في العالم العربي وافريقيا حتى لو ان الثورة المصرية لم تحرر مصر الى الآن من كونها عملاقا اقليميا معطوبا.
-3 خطر التفكك السوري بما يؤدي الى تحديات التفكك الكردي خصوصا في الشرق الشمالي السوري واتصال ذلك باخطر بند في الامن القومي التركي. وهذا ما قد يفتح على احتمال اضطرار تركيا الى تدخل عسكري يعقّد الامور حتى مع الديموقراطيات الجديدة. فقد يتحول انشاء حزام امني داخل سوريا اياً تكن مغرياته على المدى القصير الى خطأ تركي استراتيجي يعيد تجديد المخاوف السابقة للنخب العربية وهواجسها من "الاطماع" التركية.
-4 ثبات ايجابي في العلاقات التركية الايرانية كان مضبوط السقوف تاريخيا ويرتكز منذ عقود على مصالح اقتصادية ضخمة عززها النمو "النموري" للآلة الصناعية التركية التي   تنفق على نفسها عشرات المليارات سنويا اي على حاجاتها التطويرية والنفطية يحتل فيها استيراد النفط والغاز من ايران حيزاً مهماً. لكن ينبغي مراقبة تطور السياسة التركية حيال سوريا التي قد يؤدي اي تدهور خطر فيها الى انعكاسات سلبية على العلاقات بين ايران وتركيا. بسبب ما يعنيه استراتيجياً لايران سقوطُ النظام في سوريا؟
5- علينا ان لا ننسى الارتباط الوطيد بين الحراك الديموقراطي العربي وبين الحراك الديموقراطي الايراني زمنا وبنية، وهذا يضع النظام الايراني في مزيد من الانكفاء الداخلي و الاقليمي ومع تراجع ما سُمي "الهلال الشيعي" ستكون حاجة ايران اكثر الى ثبات العلاقة مع تركيا ولكن تركيا ستخسر نسبيا مساحة للمناورة والتوازن بين ايران هجومية واميركا القوة المهيمنة في الشرق الاوسط. 
-6 خاتمة
قد يكون ما يحدث الآن في العالم العربي اكبر فرصة عربية منذ قرن، على الاقل منذ عام 1948 عندما فتح تأسيس اسرائيل المجال لقوى جديدة يومها بقيادة المؤسسات العسكرية العربية، نقل مركز الثقل في الدينامية العربية من الاولوية الديموقراطية الى الاولوية الوطنية ممثلة بالقضية الفلسطينية. لقد جرى تدمير انجازات العصر الذهبي لليبرالية العربية الذي امتد على مدى معظم النصف الاول من القرن العشرين.
لكن الربيع العربي ينفجر دون ان يترافق مع حل للصراع العربي - الاسرائيلي وتحديدا الفلسطيني – الاسرائيلي. وهذا يخلق وضعا غير مسبوق سيكون من التسرع بل الخطأ الفادح توهم ان الانشغالات الداخلية العربية ستؤدي الى تهميش القضية الفلسطينية، وهذا سينم عن سوء فهم عميق لثقافة المنطقة ومكوناتها لدى حركات الشباب التغييرية الجديدة بما سيجعل الديموقراطيات العربية حاملة معها مفاجآت وطنية كبيرة. خصوصا بعدما ثبت ان اليمين الاسرائيلي، الذي يحظى بتأييد الاكثرية الاجتماعية الاسرائيلية، لا يريد السلام.
اعثر دائما في مكتبات اسطنبول للكتب الصادرة باللغة الانكليزية على ترجمات عن اعمال جادة لباحثين اتراك في علم الاجتماع، واقول لكم بدون اي مبالغة ان العديد من محتويات هذه الكتب المتعلقة بالطقوس الدينية لبعض الطوائف يمكن ان يُحدث نشرها في اسواق بيروت ودمشق وبغداد باللغة العربية او الانكليزية او الفرنسية فتنة دموية لانها تُعتبَر من الاسرار، او كما وصفتُها مرة بانها تتعلق بـ"شعوب سرية" بينما وجودها في متناول الجمهور في مدن تركيا امرعادي جدا، لاسيما عندما تكون في اعمال باحثين رصينين. ولهذا الفارق تفسير واحد: انه الحداثة التركية التي تتقدم في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية.
لماذا اروي هذا؟
ارويه لأستنتج ان الضمانة العميقة لقوة تركيا هي هنا: تطور البنية الداخلية في مواجهة تحديات الجيوبوليتيك. لذلك ايا تكن النجاحات الخارجية فان تقدم القوة الناعمة التركية اي "النموذج العلماني التركي" في العالم العربي كما المسلم سيعتمد على قدرته على تقديم حل ديموقراطي اولا للمسألة الكردية وعلى مستوى آخر استيعاب الدولة للمسألة العلوية. وهما مشكلتان كبيرتان جدا لان كلا منهما بنيوية في النطاق المتعلق بها من تركيب الدولة والمجتمع التركيين.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,699,321

عدد الزوار: 6,909,165

المتواجدون الآن: 102