مشروع «القاعدة غرب أفريقيا» في مهب الريح....

تاريخ الإضافة السبت 13 حزيران 2020 - 4:04 م    عدد الزيارات 1925    التعليقات 0

        

مشروع «القاعدة غرب أفريقيا» في مهب الريح.... مقتل دروكدال أحد أبرز قياديي التنظيم في عملية للقوات الفرنسية غيّر معادلات اللعبة....

الشرق الاوسط....نواكشوط: الشيخ محمد.... يواجه «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وضعية لم يسبق أن عرفها منذ تأسيسه عام 2007، ذلك أن التنظيم الذي زرع الرعب في غرب القارة الأفريقية، وسبق له أن بسط سيطرته على مناطق واسعة من جمهورية مالي عام 2012، يجد نفسه اليوم من دون زعيم لأول مرة في تاريخه. هذه الوضعية الصعبة نجمت عن نجاح القوات العسكرية الفرنسية يوم 3 يونيو (حزيران) الحالي، في تصفية زعيمه الجزائري عبد المالك دروكدال، المعروف بكنية «أبو مصعب عبد الودود». ولقد شكلت تصفية دروكدال ضربة قوية للتنظيم الذي أُسس على أنقاض ما عُرف بـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية، تجسيداً لفكرةٍ بدأ الرجل في تنفيذها منذ عام 2004 عندما تولى قيادة «الجماعة السلفية الجزائرية». ولقد تطلع حينها دروكدال، تحت وطأة الضربات القاسية التي تلقاها من الجيش الجزائري، إلى نقل نشاط التنظيم من الجزائر إلى فضاء أفريقي أوسع، محدثاً بذلك نقلة كبيرة في تمويل وتسليح التنظيم، عبر تحويله إلى شبكة معقّدة من الكتائب والجماعات الصغيرة التي تمسك بخيوط التهريب في الصحراء الكبرى؛ حيث تغيب سلطة الدولة وينتشر الفقر والجهل. يرى مراقبون أن تأثير مقتل عبد المالك دروكدال يتجاوز الفرع إلى الأصل، إذ يشكل ضربة قوية لتنظيم «القاعدة» الأم التي خسرت حليفاً قوياً ورجلاً من الجيل الأول، يدين بالولاء المطلق لمخططات التنظيم واستراتيجياته للتغلغل في القارة الأفريقية. ومما يزيد في جسامة خسارة دروكدال أنه يأتي في خضم التنافس القوي مع «داعش» الذي يسجل منذ سنوات صعوداً لافتاً في منطقة الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي، حتى إن بعض المتخصصين في الشأن الأمني يعتقدون أن النشاط المتزايد لتنظيم «داعش» في مالي كان السبب المباشر الذي دفع دروكدال إلى المجازفة بدخول منطقة شمال مالي، التي هي إحدى أكثر مناطق العالم رصداً ومراقبة من قبل الاستخبارات الفرنسية والأميركية. معادلات كثيرة يتوقع أن تتغيّر بعد مقتل دروكدال، أولاها المعادلة الإرهابية المحلية في دول الساحل والصحراء؛ حيث تنشط عدة مجموعات تابعة للتنظيم، ثم تلك التي ترسم معالم القوة والسيطرة داخل «مجلس الأعيان»، وهو أعلى هيئة قيادية في التنظيم، وجُلّ أعضائه من الجزائريين الموجودين في الجبال بمنطقة القبائل، في أقصى الشمال الجزائري. كذلك ينتظر أن يؤثر مقتله على الصراع الدائر بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في المنطقة. وأخيراً، أن يؤثر أيضاً على قنوات اتصال سبق أن فتحتها حكومة مالي مع «القاعدة» للتفاوض.

الزعيم الأقدم

من أجل فهم الدور الذي كان يلعبه دروكدال زعيماً لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وواحداً من أقدم القياديين الراديكاليين في أفريقيا، لا بد من العودة إلى تاريخ الرجل الذي ولد عام 1970 في قرية زَيان، بولاية البليدة، على مسافة غير بعيدة عن العاصمة الجزائرية الجزائر. ومما قاله دروكدال عن نفسه في مقابلة مع إحدى المنصات الإلكترونية الإرهابية؛ إنه نشأ في «أسرة متدينة»، في حين تشير بعض التقارير إلى أنه ارتبط خلال دراسته الثانوية ببعض الشيوخ المتشددين الراديكاليين. وهنا يقول دروكدال معلقاً: «في هذه المرحلة بدأت أطالع أخبار المسلمين في العالم عامة، والجهاد الأفغاني على الخصوص». وبناء على نصيحة من أحد الشيوخ المتشددين الذين تولوا تأطيره وهو صغير، توجه إلى دراسة الكيمياء والتكنولوجيا بعد حصوله على شهادة البكالوريا عام 1989. ليتخرج عام 1993 ويصبح بعد ذلك خبير متفجّرات. هذا التخصّص فتح أمامه الباب واسعاً نحو الصعود الصاروخي في قيادة الجماعات المسلحة التي نشطت في الجزائر في تسعينات القرن الماضي. ومباشرةً، بعد تخرّج دروكدال من الجامعة، التحق بمعسكرات الإرهاب في الجبال، وتولّى تدريب وتأطير الإرهابيين على صناعة المتفجّرات. وفي عام 1996 أصبح قائد ورش تصنيع المتفجرات التابعة لـ«الجماعة المسلحة» ومن بعدها {الجماعة السلفية} التي انشقت عنها في نهايات التسعينات.

قيادته «مجلس الأعيان»

استطاع دروكدال عام 2001 أن يدخل «مجلس الأعيان» في {الجماعة السلفية} الذي كما سبقت الإشارة يعد أعلى هيئة في الهرم القيادي للجماعة المتشددة، ثم تولى رئاسة «المجلس» عام 2003. قبل أن يصبح «أمير الجماعة» عام 2004. في ظروف يغلب عليها الغموض وتضارب الروايات. ولكن الأمر المؤكد أن تلك الظروف خدمت الرجل وفتحت أمامه الطريق سالكاً نحو القيادة، وتطبيق فكرته القائمة على مبايعة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة»، ومن ثم الانخراط في مشروع إقليمي ما يزال مستمراً حتى اليوم. في أي حال، بدأ دروكدال فور تسلمه قيادة ما يُسمّى بـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بتوجيه عدد من القيادات الجزائرية نحو شمال مالي، الخاصرة الرخوة في الصحراء الكبرى، من أبرزهم مختار بلمختار (المكنّى خالد أبو العباس) المختفي منذ 2014، ومحمد غدير (المكنّى عبد الحميد أبو زيد) الذي قتل على يد الفرنسيين عام 2013 في شمال مالي، وجمال عكاشة (المكنّى يحيى أبو الهمام) الذي قتله الفرنسيون العام الماضي أيضاً في شمال مالي. وقامت استراتيجية دروكدال على عملية اكتتاب واسعة في صفوف الموريتانيين والطوارق، وشنّ أول هجوم إرهابي خارج الجزائر عام 2005 ضد حامية عسكرية موريتانية في منطقة لمغيطي، عند التقاء الحدود بين الجزائر ومالي وموريتانيا. ويومذاك، قتل في الهجوم 17 جندياً موريتانياً، وبدأت بعدها الهجمات تتصاعد ضد الجيشين المالي والموريتاني. ثم في شهر يناير (كانون الثاني) عام 2007 أعلن دروكدال تغيير اسم «الجماعة» ليصبح «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وبايع أسامة بن لادن. وكذلك بدأت تتكشف الروابط الوثيقة بينه وقيادة تنظيم «القاعدة» الأم، وأصبحت لديه كتائب تتحرك في شمال مالي، حتى وصل به الأمر لإعلان فرع له في موريتانيا يحمل اسم «تنظيم جند الله المرابطين».

خطف الرهائن

استفاد التنظيم من اختطاف الرهائن الغربيين للحصول على فدًى مالية، إذ تشير تقارير رسمية إلى أن التنظيم في أوائل عام 2008 بدأ سلسلة من عمليات الخطف في المنطقة. وبحلول عام 2012، كان قد وصل عدد الرعايا الغربيين المختطفين إلى 42 رهينة؛ أفرج التنظيم عن 24 منهم مقابل فدًى تقدر بمئات ملايين الدولارات. وساهمت هذه المبالغ بشكل كبير في تمويل أنشطة التنظيم، بالإضافة إلى ما كان يحصل عليه من تأمين طرق تهريب المخدِّرات والسلاح والمهاجرين والسجائر في منطقة الصحراء الكبرى. لقد أمسك عبد المالك دروكدال من بعيد بخيوط التنظيم الذي أصبح قوته الضاربة في منطقة الصحراء الكبرى. وكان يمنح مستوى معيناً من الحرية لفروعه على الأرض، غير أنه ظلّ في النهاية هو مَن يرسم الخطط العامة ويتخذ القرارات الكبرى، من مخبئه في الجبال رغم ملاحقته من أجهزة الأمن الجزائرية. وللعلم، حكم القضاء الجزائري على دروكدال بالإعدام غير مرة بتهمة الإرهاب، كان آخرها حكم صدر عام 2017. كذلك أدرج اسمه عام 2007 على القائمة الموحّدة التي وضعتها لجنة مجلس الأمن الدولي بشأن تنظيمي «القاعدة» وحركة «طالبان» الأفغانية، نظراً لأنه «شارك في تمويل أعمال أو أنشطة إرهابية». وفي ديسمبر (كانون الأول) 2007 فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية، وجمّدت أصول دروكدال بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، قبل أن تصفه الولايات المتحدة عام 2011 بأنه من «أهم قيادات تنظيم (القاعدة) المطلوبين» في العالم.

التمدّد والعلاقة مع أغ غالي

قامت الاستراتيجية التي وضعها عبد المالك دروكدال، وكان يعمل وفقها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» منذ دخوله إلى شمال مالي قبل نحو 20 سنة، على نظرة بعيدة المدى، تهدف إلى التغلغل في المجتمعات المحلية، وخاصة القبائل الأفريقية. وكان يرى أنه من شأنها أن تفتح له الباب واسعاً لدخول بلدان غرب أفريقيا، وقد بدأ بالفعل تنفيذ هذه الخطة عندما سيطر التنظيم عام 2012 على شمال مالي، مستغلاً في ذلك «حركة أنصار الدين» التي أسسها الزعيم الطارقي إياد أغ غالي في العام نفسه. وأصبحت هذه الحركة في ظرف وجيز واحدة من أهم الجماعات الإرهابية تسليحاً في المنطقة، بسبب الخبرة التي يتمتع بها أغ غالي متمرّداً سبق له حمل السلاح ضد الحكومة المركزية في مالي مطلع تسعينات القرن الماضي. وما يستحق الذكر أن أغ غالي اعتنق الفكر المتشدّد القتالي، وصار أحد أبرز الشخصيات المرتبطة بـ«القاعدة» في شمال مالي، ومن ثم حصل على نصيب الأسد من الأسلحة التي كانت بحوزة نظام العقيد الليبي معمر القذافي بعدما أطيح به عام 2011. أوكلت إلى إياد أغ غالي (المكنّى بأبي الفضل) مهمة التواصل مع قبائل الفولاني، الكبيرة العدد والمنتشرة جنوب الصحراء بين السنغال ونيجيريا، وأقام منتصف 2012 معسكرات لبعض المتشدّدين من هذه القبائل في منطقة تمبكتو (شمال شرقي مالي) أسفرت عن انخراط مئات المقاتلين منهم في صفوف جماعته «أنصار الدين». وبعد ذلك، بدأ يتحرك نحو العاصمة المالية باماكو مطلع عام 2013، فسيطر على بعض المدن في وسط البلاد. ولكن مالي استنجدت بالفرنسيين الذين قادوا تحالفاً عسكرياً دولياً... سرعان ما نجح في إرغام الإرهابيين على التراجع والاختباء في جبال إيفوغاس بأقصى شمال شرقي مالي. إبان الحرب الدائرة في شمال مالي، بدأت مساعٍ للتفاوض من أجل اتفاق سلام دائم بين الحكومة المركزية في باماكو والحركات المتمردة الساعية إلى استقلال إقليم أزواد، وقاد الوساطة رئيس بوركينا فاسو السابق بليز كومباوري. وكان إياد أغ غالي، في حينه، مشاركاً في المفاوضات، رغم ارتباط جماعته بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، لكن هذه المفاوضات لم تفضِ إلى نتيجة... بسبب إصرار الرجل على مطلب تطبيق الشريعة الإسلامية في عموم تراب مالي. من ناحية ثانية، على الرغم من التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي، وتراجع «القاعدة» والجماعات المرتبطة به إلى عمق الصحراء، فإن إياد أغ غالي نجح في ترك عدد كبير من الخلايا النائمة في وسط مالي، ظهرت عام 2015 على شكل جماعة جديدة تحمل اسم «جبهة تحرير ماسينا» يقودها الداعية الفولاني أمادو كوفا، وتسعى لإحياء إمارة إسلامية تحمل اسم ماسينا كانت قد ظهرت في وسط مالي قبل قرنين من الزمن.

مخطط التغلغل المهدّد

أيضاً، ظهرت جماعات أخرى مرتبطة بـ«القاعدة» في شمال بوركينا فاسو، ونجح التنظيم في شنّ هجمات في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو (أعالي الفولتا سابقاً)، وفي جمهورية كوت ديفوار (ساحل العاج سابقاً) وبنين. وبدأت تتجسّد على الأرض خطط التنظيم لاختراق عمق غرب أفريقيا، منها خطة وضعها دروكدال قبل نحو 20 سنة بإيعاز من تنظيم «القاعدة» الأم، غير أنها كانت تتطلب دعماً لوجستياً وتنظيميا قوياً... قد يتأثر اليوم كثيراً بمقتل الرجل الأسبوع الماضي على يد الفرنسيين. ومن وجوه خطورة تغلغل «القاعدة» في غرب أفريقيا، أنه يتجلى في اتخاذه أشكالاً معقدة وذات طابع محلي. ولذا، نجد أن الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» والتي يقودها متشددون محليون، وأغلب مقاتليها من القبائل الأفريقية، يحملون خطاباً يكاد يكون مختلفاً تماماً عن خطاب «القاعدة» المعروف. هنا تختلط المطالب الاجتماعية والسياسية مع المظالم التاريخية، مع حضور قويّ للنزعات العرقية، والرغبة في «التحرّر»، كما يشير إلى ذلك اسم أبرز هذه الجماعات «جبهة تحرير ماسينا». في مطلق الأحوال، مع مقتل دروكدال أصبح إياد أغ غالي هو المرجعية الوحيدة للجماعات الأفريقية المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وهذا أمر يزيد من قوته بصفته أمير «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي أسست عام 2017 بعد تحالف 4 مجموعات تابعة لـ«القاعدة»، هي «إمارة الصحراء»، و«أنصار الدين»، و«المرابطون»، و«جبهة تحرير ماسينا». ومما يزيد من مكانة أغ غالي على الخريطة الحركية القتالية في غرب أفريقيا، نجاح الفرنسيين منذ 2013 في تصفية معظم الشخصيات البارزة في التنظيم من الجزائريين والموريتانيين والعرب. ومع أن تلك كانت ضربات موجعة للتنظيم، فإنها في المقابل فتحت الباب أمام القادة المحليين لتصدر المشهد، وهو ما يعطي لهذه الجماعات نوعاً من الاستقلالية بعد سنوات من التبعية لمقاتلين آتين من الخارج... يوصفون في أدبيات التنظيم بـ«المهاجرين»، بينما يطلق على المقاتلين والقادة المحليين لقب «الأنصار».

فرع «داعش} الصحراوي بات العدو الأول لفرنسا ودول الساحل مع مشهد الانشقاقات وتصفية القيادات

الشرق الاوسط... > أعلنت فرنسا ومجموعة دول الساحل الخمس، مطلع العام الحالي، بعد قمة احتضنتها مدينة بو الفرنسية، أن تنظيم «داعش في منطقة الصحراء الكبرى» هو عدوهم الأول في منطقة الساحل الأفريقي، وذلك بعدما نجح التنظيم في الفترة الأخيرة أن يشن عمليات نوعية ضد الفرنسيين وحلفائهم في الساحل، خاصة في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو. كانت تلك ضربة موجعة للجماعات المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، إذ بدأ كثير من مقاتلي هذه الجماعات الانشقاق عنها، والالتحاق بـ«داعش» الصاعد بقوة. وبطبيعة الحال، صار هذا الوضع يشكل خطراً على «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي تنشط في شمال مالي، خاصة بعد دخول «داعش» منطقة وسط مالي، ومحاولته تأسيس معسكرات تابعة له في الغابات والأحراش المحاذية لنهر النيجر والقريبة من الحدود الموريتانية. وتتحدث مصادر كثيرة قريبة من هذه التنظيمات عن مفاوضات شاقة أجريت بين «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وتنظيم «داعش في منطقة الصحراء الكبرى»، من أجل تحديد ورسم الحدود بين مناطق نفوذهما في الساحل الأفريقي، وبالأخص في وسط مالي. إلا أن المفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة، وهكذا اشتعلت حرب طاحنة بين الطرفين، سقط فيها كثير من القتلى، مطلع العام. بعدها بدأت جولة ثانية من المفاوضات في شهر أبريل (نيسان) الماضي من أجل تبادل الأسرى بين التنظيمين، لكنها هي الأخرى لم تفضِ إلى نتيجة، لتدور معارك عنيفة في منطقة وسط مالي، كانت الغلبة فيها لـ«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة». غير أن المعارك أنهكت التنظيمين، حتى إن وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في حديث أمام البرلمان الفرنسي خلال الأسبوع الماضي، تحدثت عن هذه الحرب بين التنظيمات الإرهابية، وقالت: «يبدو أن الإرهابيين ينخرطون في حرب فيما بينهم، ونحن نتابع الوضع عن كثب وباهتمام كبير». وبالإضافة إلى المواجهات المسلحة بين «داعش» و«القاعدة» في شمال مالي، كانت هنالك مواجهة إعلامية طاحنة بين التنظيمين. إذ صدرت فتاوى من موريتانيين ينشطون في «القاعدة» تصف «داعش» بأنهم «خوارج العصر» وتحذر المقاتلين من الالتحاق بهم، بينما أصدرت «داعش» فتاوى تكفّر «القاعدة». ويفسر متخصصون هذه الحرب، التي تأتي بعد سنوات من التعايش، بمقتل قيادات في «القاعدة» كانت تلعب دوراً في تهدئة الوضع، وخاصة الجزائري «يحيى أبو الهمام». وهو القيادي الذي قتله الفرنسيون العام الماضي بالقرب من تمبكتو، بالإضافة إلى قيادات أخرى كان تستخدم قنوات قبلية واقتصادية ودينية لتفادي أي صدام بين «داعش» و«القاعدة» في مالي. ويرجح بعض هؤلاء المتخصصين الآن أن دخول عبد المالك دروكدال إلى شمال مالي جاء من أجل تسوية الأزمة، وإعادة ترتيب الوضع المتوتر في المنطقة، بعدما فقد كثيراً من الرجال الذين كانوا يتولون عنه هذه المهام.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,786,297

عدد الزوار: 6,914,928

المتواجدون الآن: 105