ثلاثة مشاريع تتصارع على المنطقة

تاريخ الإضافة الجمعة 25 آذار 2011 - 6:11 ص    عدد الزيارات 1048    التعليقات 0

        

 

ثلاثة مشاريع تتصارع  على المنطقة
 
 
إن تسارع الأحداث وما يجري على الأرض العربية من تغيرات تطال كل بيت وكل نفس وكل شارع وزنقة باستخدام التعبير الليبي لهي بشارات التحول وبداية مرحلة انتقالية نحسبها أفضل مما كنا عليه  قبل سنوات  .
 
لكن علينا أن  لا نفرط في تفاؤلنا قبل  العودة إلى الحراك المنظم والمخطط له بين البرامج المتصارعة على خيرات المنطقة والتي ما فتئت تحارب امتنا وتعمل على منع نهوضها وتعيق تقدمها  وفي نفس الوقت نضع المؤشرات الواضحة لكي نستنير بها في حراكنا كأمة ناهضة تسترشد طريق الحرية وتؤسس لبناء نهضتها .
 
لفترة قريبة كدنا أن نصلي صلاة الجنازة على امة تغيب بالكامل عن الفعل البشري وتنقاد من رأسها إلى أخمص قدمها لجزاريها  ,  فبعضها يتبع المشروع الشرقي القومي الفارسي واغلبها يتبع المشروع الغربي الصليبي الرومي , وهي  في حالة صراع  كبير لإرضاء الشرق والغرب على حساب شعوبها , بل إنها تتقاتل وتتآمر على بعضها قتلا وذبحا إرضاء لسادتها , وتتهم بعضها البعض بالخيانة والتبعية ,  وكلا الفريقين في نظر الأمة وشعوبها سواء في الالتحاق ببرامج خارجة عن طموحات الأمة و تطلعها للانعتاق من قيود التبعية .
 
إذن نحن أمام برامج متصارعة على المنطقة وهي الآن في حالة تصارع وتنافس برنامج شرقي تقوده ايران , وبرنامج غربي تقوده الولايات المتحدة والدول الغربية , وبرنامج غير واضح الملامح ينتفض على نفسه تقوده الأمة العربية من داخلها , وفي محيط هذه المشاريع تتمحور منظومات من الدول التي توافقت على المفاهيم أو الحاجات والمصالح أو التطلعات والتنسيق المستقبلي لتقاسم الثروات وديموغرافيا المنطقة .
 
 
وحتى نفهم الأحداث واحتمالية التغيرات والتقلبات في المنطقة لا بد من البحث في مفاهيم البرامج المتصارعة واليات عملها وما تطرحه للتمدد على حساب منطقتنا ,.
 
 وفي البدء نقف على المفاهيم الإجرائية وأطروحات المشروع الغربي في  نهايات القرن العشرين  وبداية القرن الحالي للسيطرة على العالم وامتنا العربية واهم هذه المفاهيم :
 
1- حرب صليبية شاملة على الأمة العربية والإسلامية بجميع جوانبها العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والأمنية .
 
2- خارطة شرق أوسط جديد تعمل على  تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة ضعيفة مرتبطة بالأعداء متقاتلة ومتنازعة على الماء والنفط والثروات على أسس طائفية وقبلية وحزبية
 
3- الفوضى الخلاقة بمفهوم الهدم وإعادة البناء بما يخدم مصالح الغرب وبالتوافق مع بعض القوى الحزبية على الأرض ومنها  أحزاب ليبرارية و إسلامية لا ترى غضاضة بالتعاون مع المستعمر الغربي أو الشرقي .
 
4- من ليس معنا فهو ضدنا والذي دفع قادة الأمة العربية إلى  وضع جميع بيضاتهم في السلة الأمريكية والمشاركة الفاعلة  في القتال معها  في العراق وأفغانستان وحتى بالحرب على لبنان وعلى غزة.
 
5-  تشكيل الحكومات اللينة الطرية  التي لا تملك من أمرها شيء.
 
ويمتلك العاملون على هذا البرنامج قدرة عسكرية وأمنية ومالية وزخم بشري وتواصل قديم مع قيادة المنطقة إن لم نقل أنهم هم من يعينون هؤلاء القادة ويفرضونهم على الأمة , وقد ظهر كل هذا واضحا وجليا في الحرب على العراق وأفغانستان  بعد 11 أيلول عام 2001  , ويتغطون  بمفاهيم الديمقراطية والحرية والعولمة , ويتميز هذا البرنامج  بتطور أدواته وسلاحه والخبرات البشرية وجاهزية التحرك البحري والجوي والبشري وقواعدهم العسكرية المنتشرة  في المنطقة كما أن قادة الجيوش والأمن والكثير من الضباط الذين تدربوا على أيديهم يدينون لهم بالعرفان والتبعية .
 
 
لقد حاول المشروع الغربي فرض أجندته باستخدام القوة العسكرية وتفعيل شبكته المترامية الأطراف من خلال استغلال مجلس الأمن لتشكيل أوسع جبهة من الشركاء في الحرب على أفغانستان والعراق إلا أن القوة الجهادية الفاعلة والناشئة في جسم الأمة مرغت انف الغرب بالتراب وأجبرته على التراجع عن المد العسكري وخلطت أوراقه إضافة إلى إضعافه عسكريا واقتصاديا وسياسيا وأصبح انسحاب جيوشه من المنطقة مسألة وقت يجر أذيال الخيبة خلفه .
 
 
وفي مرحلة انشغال المشروع الغربي في الصراعات الخاسرة بمساندة النظام العربي والمنظومة الإسلامية وعلى رأسها ايران وباكستان   ولحاجة الغرب لمن يسانده في المنطقة ضمن الملفات المعقدة في مختلف الساحات فقد لعبت ايران دورا مميزا في النجاح الأولي للعسكرية الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان وحلحلة بعض الملفات العالقة ما بين اذرعها الممتدة والعدو الإسرائيلي .
 
 
كما أن القدوم الأمريكي إلى المنطقة اضعف المشروع العربي وضربه في مقتل وشل حركته عندما احتل العراق وفرض الأجندة الغربية والصهيونية على الأمة وقادتها مما اظهر بشكل جلي ضعف القادة وتبعيتهم وانقسامهم وبالتالي ضعف الأمة حتى أصبحت نهبا للغرب والشرق تتمدد فيها ايران بشكل سهل من خلال ما تطرحه وتقوم به وتستخدم من اجله اذرعها القوية بشكل ممنهج لزيادة إضعاف المنطقة .
 
وبناء عليه فقد استقوى المشروع الشرقي الإيراني واستفاد من التسهيلات الممنوحة له في فترة التقدم الأمريكي في المنطقة عندما احتاج الغرب العملاء الإيرانيين لدخول العراق وحكمه ومواجهة أشكال المقاومة المختلفة ومحاولة القضاء عليها وتشكيل القوى العسكرية التي تعيث خرابا ودمارا في العراق بدعوى الطائفية وبتغطية من رجالات الحكم والمال والدين .
 
لقد أصبح المشروع الشرقي قوة لا يستهان بها في المنطقة بفعل العوامل التالية :
 
1- القيادة المجربة التي خاضت غمار الثورة والحكم معا وهذه القيادة الآن هي التي تسيطر على مقاليد الحكم وتدير دفته وتملك قراراها المستقل تجاه نفسها والقضايا المحيطة بها وتبادر في إبداء الرأي وصناعة القرار  .
 
2- القوة الاقتصادية الناتجة عن بيع كميات كبيرة من البترول , إضافة إلى الخمس الذي تأخذه من إيرادات أفراد الشيعة  ولاستغلال الأمثل لهذه الأموال في التطوير الاقتصادي والعسكري .
 
 
3- الجاهزية الدائمة   لدعم قوى فاعلة على الأرض من اجل تحقيق مصالح ايران في المنطقة وتقديم التسهيلات العسكرية والمالية لها وتدريب الأفراد على القدرات العسكرية وبناء هؤلاء الإفراد حسب حاجات المشروع الإيراني واستخدامهم كأوراق ضغط وإضعاف للدول المحيطة وبناء عليه :
 
-         ربطت الأفراد الشيعة في العالم بالمركز الإيراني .
-         قدمت لهم الدعم المعنوي والمادي.
-         جمعتهم حول قيادات مرتبطة في مناطقهم مما أظهرهم موحدين أقوياء
-         استخدمت الإمبراطورية الإعلامية المرتبطة بالشيعة للدفاع عن الأقليات الشيعية في المنطقة.
-         اشترت ذمم كثير من فلول التنظيمات والطموحين من أبناء السنة والعرب بالمال والوعود وألحقتهم بمشروعها.
-    بنت عقيدة عسكرية لدى الشيعة في المنطقة ...دربتهم وسلحتهم في إطار ما يسمى المظلومية التاريخية لتستخدمهم عند الحاجة .
-         حاربت التنظيمات المعادية  لها بقوة مستفيدة من دعوى الحرب على الإرهاب .
-         لم تسمح لنمو أي إطار تنظيمي عربي أو سني على الأرض الإيرانية.
-         حاربت قوى المعارضة الشيعية في الداخل الإيراني بدعوى العمالة .
 
4- هكذا أصبحت ايران خلال عقد من الزمان قوة كبيرة تتدخل بكل شؤون المنطقة وبنت مشروعها النووي ونمت قدرتها العسكرية الذاتية وأخذت تتدخل بشؤون الدول العربية والإسلامية وتحاول بسط نفوذها عليها من خلال التهديد والوعيد وتوظيف القوى الداخلية للأنظمة بما يخدم مصالحها .
 
 
5- طورت إيران خلال هذه الفترة اذرعا قوية صلبة في المنطقة والعالم مثل حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين إضافة إلى حركة الجهاد الإسلامي والحوثيين في اليمن والشيعة في البحرين والعراق والكويت واليمن وباكستان , وأصبحت سوريا في حالة تبعية لإيران  كما بنت إطارا دوليا يقوده الراحل عماد مغنية .
 
 
6- ووظفت إيران بشكل كبير وناجح الصراع الإسرائيلي العربي لاستمالة الكثير من الشعب العربي والفلسطيني نحوها ولخدمة مصالحها.
 
 
إلا أن أطروحات هذا المشروع الطائفية والإساءة الدائمة إلى الرسول وأهل بيته والى السنة وعدم وضوح برنامجه وطبيعة علاقاته الخفية التي تتعارض مع ما يقوله إضافة إلى عدم انسجامه مع مطالب المنطقة وطموحاتها وممارساته الدموية ضد العرب والسنة في العراق إضافة إلى أطماعه في السيطرة العسكرية على المنطقة وتدخله المباشر وغير المباشر في الشؤون العربية , والنظرة السلبية في التعامل مع السنة في كل من لبنان واليمن والبحرين والعراق جعل هذا المشروع مكروها , بل أن دول الخليج اضطرت إلى خوض  معركة مفتوحة مع اذرعه في اليمن والبحرين ومارست معه معركة سياسيته في لبنان للحد من النظرة الطائفية التي يحملها هذا المشروع القومي .
 
 
 أمام هذه الحالة من الصراع بين البرنامجين والمخططين  الغربي والشرقي على امتنا ومقدراتها يبرز على استحياء مشروعها العربي السني بعد أن نفض يده من قادة الأمة العربية وتنظيماتها  وأيقن أن القادة جزء من المشكلة وبضعفهم جزء من أعداء نهضتها , كما أيقن أن التنظيمات العاملة في المنطقة اضعف من أن تقدم شيئا لشعوبها عدا عن أنها للحفاظ على وجودها وعلى اقتصادها بنت علاقات توافقية  مع النظام والغرب والشرق وشاركت في مشاريعهم ضد المنطقة مما جعلها أيضا جزءا من المشكلة , تمثل خطورة على بنيتها ونهضتها الفكرية .
 
لذا لم تجد الشعوب إلا الانتفاض بنفسها وكليتها ضد الحكام والظلام في بلدانها ,  وقد نجح الشعب التونسي في إزاحة زين العابدين ونجح الشعب المصري في إزالة مبارك والحزب الحاكم ونحن نرى ثورة في اليمن تكاد تحقق أهدافها وكذلك في ليبيا وتململ في الجزائر والمغرب وحراك في سوريا والأمة جميعها تغلي ومن تحتها نيران الذل والمهانة والاحتلال والفقر وعدم الاحتكام لدينها وشرعها على مدار قرن من الزمان . 
 
والأمة إذ تتطلع إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تضعها عل سكة التحرر والنهوض فهي تطالب بالعودة إلى ما كانت عليه قبل سايكس بيكو 1 تحت لواء الخلافة الإسلامية وهي ترى أن الأمم على الأرض بحاجة إلى ما عندها من منهاج رباني وتشريع أثبتت التجارب الاقتصادية الغربية والشرقية والقيم الأخلاقية العالمية انه الدين الأصلح للأخذ منه وإتباعه ولذا فهي تسعى إلى:
 
1- إعادة الحكم بما انزل الله في الأرض وإعلان الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة تتبع خليفة واحد كهدف استراتيجي بعيد المدى .
 
2-    رفع سوية الإنسان العربي والمسلم وإكسابه الكفاءات والإمكانات التي تتناسب مع قدراته و حاجات الأمة .
 
3- السعي الجاد و العمل لإعادة وحدة الأمة الفكرية والعملية والتنظيمية وصولا إلى الوحدة الجغرافية و إنهاء حالة الانقسام و التشرذم القائمة على سايكس بيكو1 .
 
 
4-    السعي المستمر دون توقف للتخلص من السرطان الإسرائيلي الجاثم على ارض بيت المقدس.
5-    استخدام الوسائل الممكنة ضمن الرؤية الشاملة لحماية حياض الأمة الإسلامية ومقدساتها و قلبها العربي .
 
6-    بناء الخطط المرحلية لنهوض الأمة وتفعيل قدراتها في جميع المجالات .
 
 
7-    استعادة مجد الأمة و عزتها و ربط حاضرها بماضيها و تمكين الحكم الراشد في كل قطر.
 
8-    نشر العدل على الأرض  وحماية الإنسانية بما حدده الشرع الإسلامي.
 
 إن هذه الأهداف هي طموح الأمة المستقبلي نحو التطور وبناء الحضارة وقد يستغرب البعض وجود أهداف عالية المستوى وصولا إلى نشر العدل على الأرض من خلال الحكم الشرعي للأرض  وقد يعتبر البعض الكلام هذرا لكن حقيقة الموقف أن الأمة التي تختزن في قلبها كتاب الله وحديث الرسول من البشريات تدرك تمام الإدراك أن روما لا زالت تنتظر بشائر الرسول بفتحها وكذلك القدس لا زالت تنتظر أن تتزين بالخلافة الراشدة واليهود ينتظرون الموت على ارض فلسطين .
 
كما أن قدرات الأمة في جميع المجالات المعرفية والخبرات والمهارات والانتشار والتوزع البشري على مستوى العالم و الخبرة السياسية للأمة ومعرفتها بأعدائها ونهوضها وانتفاضتها على نفسها في أروع مشهد تاريخي من أشكال التحرر البشري من المحيط إلى الخليج حالة من التوحد على التغيير ومحاربة الظلم .
 
إضافة إلى الالتزام الفطري بالإسلام وتطور العمل الإسلامي وصولا إلى العمل العسكري واستمرارية الحالة المتأزمة على ارض بيت المقدس , كل هذا يبشر بخير قادم في حياة الأمة وحتى تأتي الأمور أكلها فهي بحاجة إلى فترة من الزمن قد تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات  
لاستكمال دائرة الضعف المشروع الشرقي و الغربي وأدواتهما في المنطقة وإسقاط النظم الفاسدة ومنظوماتها العاملة في كل بلد أو تحول هذه النظم نحو طموحات الأمة وحاجاتها وهذا يستلزم:
 
1- التغيير الشامل في الوطن العربي  لكافة الأنظمة .
 
2- السعي الشامل لفتح الحدود بشكل كامل بين أفراد الأمة والتحول إلى وطن واحد .
 
3- مواجهة المستعمر الأمريكي وإزالة  القواعد العسكرية من الخليج.
 
 4- حشد الطاقات الكلية للمعركة الشاملة للأمة مع الوجود الإسرائيلي على ارض فلسطين والاستعداد من اجل الملاحم الكبرى
 
ولاستكمال دائرة النجاح في برنامج امتنا لتحقيق عزتنا لا بد من :
 
1- معايير لنجاح الثورة واضحة
2- برنامج للثورة واضح المعالم والمفاهيم
3- وضوح قيادة الثورة وتاريخها
 
4- تحديد المواقف من القضايا الكبرى في وطننا العربي
 
5- وضوح مفهوم الحكومة الراشدة وتعميمه
 
6- توضيح معايير الحكومة الراشدة
 
7- تحديد العلاقة مع المشاريع الغربية والشرقية .
 
8- التخلص من الطائفية المقيتة "دعوها فإنها منتنة"
 
9- إشراك الجميع في عملية التحرر
 
ثم بعد نجاح الثورة بشخوصها ومعاييرها وبرنامجها لا بد من دراسة واقعية ل:
 
1- مدى إمكانية الاستمرار بالشخوص وقدراتهم وإمكاناتهم المادية في قيادة الواقع
 
2- الاستعداد الفعلي للتوحد الشامل في الوطن العربي والأمة الإسلامية
 
3- دعم حالات الثورة في العالم الإسلامي والعالم
 
4- تحويل الأمة إلى امة مجاهدة  للدفاع عن ذاتها
 
5- توزيع الثروات على الأمة
 
6- تطبيق الحكم الشرعي
 
7- العدالة
 
8- الشفافية
 
9- رقابة الأمة على الحكم
 
 وغيرها  من القضايا  التي تحقق مطالب الأمة ومصالحها وتدفعها إلى التطور الحضاري واللحاق بركب الأمم والتي تخفف من أعبائها وتيسر عليها الحياة الدنيا لتكون ممرا صالحا للعبور بها  إلى النجاة في  الآخرة .
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
 
  د. عبدالله الحسيني

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,700,657

عدد الزوار: 6,909,253

المتواجدون الآن: 102