بيني غانتس.. «قائد المصادفات» وحامل مشعل الجيش الإسرائيلي..

تاريخ الإضافة السبت 23 شباط 2019 - 6:50 ص    عدد الزيارات 1750    التعليقات 0

        

بيني غانتس.. «قائد المصادفات» وحامل مشعل الجيش الإسرائيلي.. كيف صار الجنرال المتقاعد مصدر أول تهديد جدّي لنتنياهو؟..

الشرق الاوسط...القدس: نظير مجلي... على الرغم من أن الكثيرين ممن يريدون التخلص من حكم بنيامين نتنياهو في إسرائيل باتوا محبطين ولا يرون بارقة الأمل في تحقيق أهدافهم، فإن بيني غانتس يعيد الآمال إلى الشارع الإسرائيلي، بعدما بات مصدر أول تهديد حقيقي لإسقاط رئيس الوزراء والحلول مكانه. الاستطلاعات التي كانت تظهر تنامياً ملحوظاً في قوته، تعطيه اليوم - بعد اتحاده مع حزب «يوجد مستقبل» وضم الجنرال غابي أشكنازي - صارت تعطيه أكثرية واضحة. في ضوء ذلك، ما عاد نتنياهو يخفي غضبه وعصبيته، فألغى زيارته إلى موسكو ولقاءه مع الرئيس فلاديمير بوتين، بطريقة متسرعة أثارت غضباً بالغاً عند الروس... وهرع إلى أحزاب اليمين المتطرف يدعوها إلى التكتل في قائمة انتخابية واحدة، بما في ذلك ورثة تنظيم مئير كهانا الإرهابي، وأعلن أنه سيكرّس كل وقته الآن لتوحيد معسكر اليمين المتشدد كي لا يضيع أي صوت عليه. من هو الجنرال بيني غانتس... الذي يهدّد اليوم رئاسة بنيامين نتنياهو المتطاولة حكومة إسرائيل؟ وهل هو صاحب القوة والكاريزما التي يفتش عنها الناخب الإسرائيلي؟ وكيف استطاع أن يفرض نفسه منافساً قوياً لنتنياهو وتمنحه الاستطلاعات 20 مقعداً قبل أن يتفوّه بكلمة؟ منذ البداية، تنبغي الإشارة إلى أن غانتس، ولو أنه جاء إلى الساحة الانتخابية باسمه وشخصه ودرجته العسكرية الرفيعة، فإن المراقبين والمتابعين يلمسون أن وراءه مؤسّسة ضخمة في إسرائيل و«ماكينات عمل» قوية ومجربة. وعندما خاض غانتس مفاوضات مع أحزاب عدة، أبرم الاتفاق الأول مع موشيه يعلون، وهو مثل غانتس رئيس سابق لأركان الجيش، كما أنه شغل منصب وزير للدفاع. ثم انجلى للجمهور أنه يدير محادثات مع رئيس أركان ثالث للجيش هو غابي أشكنازي، المدير العام الأسبق لوزارة الدفاع. وبالتالي، صار راسخاً أن «حزب غانتس» هو «حزب جنرالات»، ليس شكلاً فحسب، بل بالمضمون أيضاً. إنه حزب يعبر عن مصالح «المؤسسة العسكرية الأمنية» الإسرائيلية ورؤيتها، وهي التي شهدت خلافات كبيرة مع نتنياهو خلال فترة حكمه في العقد الأخير. واختيار غانتس، بالذات، لقيادة هذا الحزب، كانت لكونه الأكثر تجربة في الصدام والخلاف مع نتنياهو. وتاريخه العسكري ما زال «طازجاً» في ذاكرة الناس. إذ خلع البزة العسكرية فقط قبل أربع سنوات. وعلى الرغم من تاريخ غانتس الحافل في الجيش، حيث أمضى فيه 38 سنة، فإنه «قائد المصادفة»؛ لأن المصادفات لعبت دوراً بارزاً في حياته. فعندما كان نائباً لوحدة عسكرية للمظليين مشاركاً في هجوم على خلية لـ«حزب الله» قرب جسر القاسمية، بجنوب لبنان، عام 1982. ويومذاك أصيب قائده فتولى غانتس قيادة الوحدة واحتل طريق بيروت الغربية. وعندما عاد حصل على ترقية وصار قائداً لها. وعام 1999، تولى قيادة وحدة الارتباط المحتلة لبنان، بعدما قتل قائدها العقيد ليرز غيرشتاين. وعام 2006، كان غانتس أحد المرشحين لخلافة دان حالوتس في رئاسة الأركان. لكن وزير الدفاع يومها، عَمير بيرتس، فضّل عليه غابي أشكنازي، الذي كان قد خلع بزته العسكرية. فتقبل القرار بصبر لأن أشكنازي كان صديقه الشخصي. وعام 2010، كان غانتس أحد المرشحين لخلافة أشكنازي في رئاسة الأركان، لكن وزير الدفاع آنذاك، فضل عليه يوآف غالانت، فقرّر أن يترك الجيش. وبالفعل اتجه نحو الحياة المدنية. وراح يفتش عن حظه في عالم الأعمال. غير أن الحكومة اضطرت إلى إلغاء قرارها والتخلي عن غالانت، بسبب قضية فساد مرتبطة به. وهكذا عاد غانتس إلى الجيش وعيّن رئيساً للأركان. وهذه المصادفة هي التي قادته ليكون مرشحاً اليوم لرئاسة الحكومة.
- النشأة والسجل العسكري
ولد بنيامين «بيني» غانتس في إسرائيل لوالدين أوروبيين أشكنازيين، يوم 7 يوليو (تموز) 1957. أمه مالكا فايس، ولدت في جنوب شرقي المجر، وهي من الناجين من «المحرقة النازية» (الهولوكوست) لليهود، ووالده ناحوم غانتس ابن لأحد الضحايا الذين قتلوا بأيدي النازيين. الوالدان هاجرا إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني على متن سفينة «حاييم الوزروف»، التي رفض البريطانيون أن ترسو في ميناء حيفا، فتوجهت إلى قبرص، ومن هناك دخلا أرض فلسطين بالتهريب. وكان والده ناشطاً في الحركة الصهيونية، وعيّن في منصب نائب رئيس الوكالة اليهودية. تعلم بيني في مدرسة صهيونية - دينية، يديرها التيار الذي يسيطر في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية اليوم. وانضم إلى الجيش عام 1977، واختار سلاح المظليين. ولذلك شارك في شبابه في الكثير من الحروب والعمليات، بدءاً من غزوة الليطاني إلى حرب لبنان. ثم شارك في قمع «الانتفاضة الثانية» وحتى الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014. وتولى خلال خدمته العسكرية مناصب عدة، منها: قائد فصيلة، ثم قائد سرية في لواء المظليين. وبعد دورة تعليمية في الولايات المتحدة عُيّن قائد وحدة «شالداغ»، كوماندو المظليين التابعة لسلاح الجو. ثم عام 1987 عُيّن قائد كتيبة 890 في لواء المظليين، وشارك في أربعة اشتباكات مع «حزب الله» في جنوب لبنان، وشاركت وحدة «شالداغ» تحت قيادته بعملية «شلومو» عام 1991 التي أحضروا بها نحو 15 ألف مهاجر من إثيوبيا. ثم عُيّن عام 1992 قائداً للواء المظليين في قوات الاحتياط. وعام 1995 عُيّن قائداً للواء المظليين، وبعد سنتين ذهب للدراسة الأكاديمية في الولايات المتحدة، وفي 1999 عُيّن قائداً لوحدة الارتباط مع جنوب لبنان.
- قائد عسكري في الضفة
في عام 2000، عُيّن غانتس قائداً لقوات الجيش العاملة في الضفة الغربية المحتلة، وقاد عملياً بداية الاجتياح الشرس عام 2002، لكنه نقل من هناك وعيّن في السنة نفسها قائداً للمنطقة الشمالية برتبة لواء. ثم تولّى عام 2005 قيادة مجمع القوات البرّية، وفي تلك الفترة اندلعت حرب لبنان الثانية. خلال الفترة ما بين 2007 و2009 عمل غانتس ملحقاً عسكرياً لدى الولايات المتحدة، وعاد ليصبح نائباً لرئيس الأركان العامة. وبقي في هذا المنصب حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، عندما ترك الجيش لرفض الحكومة تعيينه رئيساً للأركان، لكنه أعيد إلى الجيش وعيّن رئيساً للأركان بعد ثلاثة شهور. وإبّان خدمته رئيس أركان نفّذ عمليات حربية كثيرة، أبرزها القصف في سوريا و«حرب 2014» على قطاع غزة، التي قتل فيها 2202 فلسطيني، بينهم أكثر من 500 طفل فلسطيني، منهم 180 رضيعاً، ونحو 250 امرأة، وأكثر من 100 مُسنٍّ، وتشرد بسببها مئات الآلاف الذين اضطروا إلى ترك منازلهم. في مقابلة صحافية معه لمجلة الجيش «بمحنيه» يوم 28 يناير (كانون الثاني) 2005، اعترف غانتس بأنه لم يكن يرغب في الالتحاق بالجيش النظامي، وأراد الانتقال للحياة المدنية بعد إنهاء خدمته العسكرية الإجبارية. لكن والده أقنعه بتغيير رأيه. ويُذكر أنه خلال خدمته العسكرية، وإلى جانب الدورات التعليمية التابعة للجيش، مثل كلية القيادة والأركان وكلية الأمن القومي، درس غانتس التاريخ في جامعة تل أبيب وحصل على اللقب الأول، ثم حصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا ودرجة ماجستير أخرى من جامعة الدفاع الوطني الأميركية (NDU) في الإدارة والموارد الوطنية.
- مواقفه ومآخذه
بالنسبة للمواقف، كان غانتس قد أشاد بالانفصال عن قطاع غزة، لكنه قال إنه يحبذ أن تتم انسحابات كهذه في المستقبل بالاتفاق مع الفلسطينيين... لا بتجاهلهم كما فعل شارون. وأطلق تصريحات تبين مدى ألمه من التدهور الخلقي في السياسة، ومن الهوة الآخذة في الاتساع بين طبقات المجتمع وشرائحه المختلفة. ثم هاجم نتنياهو معتبراً أنه يمثل «قيادة تتمحور حول نفسها». ثم قال: «ستضم حكومتي رجال دولة وليس أباطرة»، و«لا تسامح مع الفساد». وركّز على حرصه على أخلاقيات أسلوب الحكم التي ينوي اعتمادها، مقارناً القيادة الحالية بـ«بيت إمبراطوري فرنسي» في عهد لويس الرابع عشر. قائلاً: «لا إمبراطور بين القياديين الإسرائيليين. الدولة ليست أنا. الدولة هي أنتم، هي نحن جميعاً». وتابع في تلميح مباشر إلى خصمه «حكومة أخلاقية هي المثال لنا، ولأطفالنا. قلت الحقيقة طيلة حياتي وحافظت على نظافة يدي». ورداً على اتهام نتنياهو له بأنه يسار تقليدي، أكد غانتس أنه ليس يمينياً ولا يسارياً، بل وسطياً. وفي خطاب الترشح، وجه غانتس تحذيرات قوية إلى كل من إيران و«حزب الله» اللبناني وحركة حماس، قائلاً إنه يرى في «القدس عاصمة موحّدة لإسرائيل»، كما أكد أنه لا انسحاب من هضبة الجولان السورية. لكن، في المقابل، أعلن غانتس أيضاً أن حكومته – في حال فوزه - «ستبذل كل ما في وسعها من أجل السلام» في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه حذر وهدد «لن نسمح لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون من الجهة الأخرى لجدار الفصل من تهديد أمننا وهويتنا كدولة يهودية». وفي أول فيديوهات ترويجية لحزبه، تباهى غانتس بـ«إنجازاته» العسكرية في غزة، كما تباهى في تسجيلات مصوّرة بعدد المسلحين الفلسطينيين الذين قتلوا والأهداف التي نجح في تدميرها تحت قيادته في حرب عام 2014 التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس وقطاع غزة، قائلاً إنه «تم قتل 1364 إرهابياً» في القطاع الذي «أعيد إلى العصر الحجري». وتابع: «صوّتوا لي: أنا أكثر شراسة من نتانياهو، لكنني نظيف». وفي الوقت الحاضر، مع زخم النزول إلى المعترك السياسي والزخم الأكبر المتمثل في تشكيل «تحالف الجنرالات» مع حزب الوسط بقيادة يائير لبيد - الذي نجح في استقطاب أصوات غير قليلة من اليمين المعتدل - يبرز بيني غانتس مرشحاً قوياً يمتلك قدرات جدية لاستبدال نتنياهو. غير أن الأمر يتوقف على استمرار المعركة و«الذخيرة» والكمائن التي يعدها كل طرف لضرب الآخر. فإذا ما قُدّمت لائحة اتهام ضد نتنياهو بقضايا الفساد، ستتخذ المعركة منحى آخر. وإذا ما وقع غانتس في زلة لسان أو أخطأ في تصريح، وأوجد له خصومه السياسيون في تاريخه «لطخة» ما، ستتخذ المعركة منحى معاكساً.
- «الوجه الأميركي» للانتخابات
هنا ينبغي التذكر أنه إلى جانب كل من نتنياهو وغانتس يوجد خبراء استراتيجيون أميركيون، حضروا إلى إسرائيل للعمل بأجور باهظة، كلٌّ لإنجاح مرشحه. وهؤلاء لا يعرفون شيئاً اسمه الرحمة. إنهم يستخدمون كل أسلحة القتال الفتاكة. ويحددون موضوعات النقاش، ويُبرزون قضايا، ويطمسون قضايا أخرى، ويقرِّرون الأجندة في الساحة السياسية. ثم إنهم يكتبون الخطابات، ويجرون التدريبات للمرشحين حول كيفية الظهور في الإعلام واختيار الجمل الحادة التي تتغلغل فورا إلى ذهنية الناخبين. وأخيراً، لا آخراً، يجرون استطلاعات الرأي التي ترفع معنويات المرشح وجمهوره أو تخفضها بجانب تقرير «الأجندة الانتخابية» للمجتمع الإسرائيلي برمته.
هؤلاء الخبراء يعتبرون الناخب الحقيقي.

جنرالات السياسة... وسياسة الجنرالات

القدس: «الشرق الأوسط».. جاء بيني غانتس إلى السياسة، بعدما أمضى فترة الحظر البالغة ثلاث سنوات (القانون الإسرائيلي يمنع قادة الجيش وأجهزة الأمن الأخرى من دخول الحلبة السياسية قبل مرور 3 سنوات على تركهم الخدمة)، ولقد أمضاها في حقل رجال الأعمال. إلا أنه كان فاشلاً تماماً في مجال الأعمال؛ إذ إن الشركة التي ترأسها أفلست وكلف إفلاسها أصحابها خسائر تقدر بأكثر من 10 ملايين دولار. لكن، إبان هذه الفترة، شارك غانتس مع جنرالات آخرين متقاعدين من الجيش وأذرع الاستخبارات المختلفة (الشاباك والموساد وأمان) والشرطة، في الأبحاث حول أوضاع إسرائيل تحت حكم بنيامين نتنياهو الطويل. وجمع هؤلاء الجنرالات شعور مشترك ومخاوف مشتركة بأن الرجل يقود إسرائيل إلى أضرار استراتيجية. وكما رأوا، بالإضافة إلى تورّط نتنياهو في ثلاثة ملفات فساد، فإنه يقود إسرائيل إلى جمود سياسي يضيع عليها فرصة تاريخية لصنع سلام مع العالم العربي ويدير سياسة (show) مظهرية خالية من المضمون، ويقيم علاقات تحالف مع التيار اليميني المتطرف المتنامي في العالم، وهذا قلق جدّي يساور جنرالات كثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا. ويقلقهم، أيضاً، التراجع في القيم الديمقراطية وفرض قوانين جديدة، عنصرية وغير ليبرالية وغير ديمقراطية. ومن أبرز هؤلاء الجنرالات غابي أشكنازي، وعاموس يدلين، ويائير غولان، وغيرهم. بعض هؤلاء خرجوا بمواقفهم علانية، مثل غولان، الذي اعتبر إسرائيل «بلا قائد»، داعياً الإسرائيليين إلى البحث عن قائد بقامة ونستون تشرتشل أو موشيه يعلون، الذي اتهم نتنياهو بالشراكة في صفقة الفساد المرتبطة بشراء سفن حربية من ألمانيا. ومع أن غانتس لم يتفوّه بتصريحات كهذه، بل حافظ على الصمت شهوراً طويلة، فإن حضوره كان قوياً. ولقد أجمع الجنرالات على أن لا أمل في أن يتغيّر نتنياهو، بعكس رؤساء حكومات سابقين كانوا يستفيدون من الفرص ويواجهون الشعب بمواقف جريئة جارفة... مثل ديفيد بن غوريون، أول رئيس حكومة، الذي قبل بقرار التقسيم رغم أنه رآه «مجحفاً لليهود»، أو مناحيم بيغن الذي انسحب من سيناء حتى آخر شبر، أو إسحق رابين الذي قاد إسرائيل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، أو أريئيل شارون الذي انسحب من قطاع غزة وهدم مستوطناته، أو إيهود أولمرت الذي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس صيغة يوافق من خلالها على منح الفلسطينيين أراضي شاسعة من أراضي 48؛ تعويضاً لهم عن أراضي المستوطنات التي ستضم لإسرائيل ضمن الاتفاق النهائي للتسوية.

- من أقوال «الجنرال» الطموح

بالنسبة لغانتس، آخر نسخة من «الجنرالات» الذين تحولوا من السلك العسكري إلى السياسة، فإنه كان عبّر عن تصوراته في غير مناسبة خلال السنوات الأخيرة. وفيما يلي بعض فيما رؤيته، وعلى لسانه:

> عن الجمود في عملية السلام مع الفلسطينيين، عام 2015، أي قبل أن يطرح اسمه في التنافس الانتخابي: «كل الوقت الذي لا نتقدم فيه بالعملية السلمية، سنحصد تدهوراً في الأوضاع الأمنية».

> «إيران سبب مشكلات المنطقة. إذا لم تعدّل سياستها ستقود إلى كوارث لشعبها ولكل شعوب المنطقة».

> «الحروب شيء سيئ. يجب أن نلجأ إليها فقط وقت الضرورة».

> «إسرائيل قوية جداً. وتحتاج إلى حكومة قوية. لكن الحكومة القوية هي التي تحكم لكي توحّد ولا تفرّق لكي تحكم».

> «الحكومة القوية تحرص على الأمن لكي تهدئ الخواطر، وليس لكي تؤجج المخاوف من أجل تقوية نفسها».

> «مجرد التفكير بأن إسرائيل يمكن أن تقبل بأن يحكمها رئيس حكومة مقدمة ضده لائحة اتهام هو أمر مفزع. مثل هذا الأمر لا يجوز إطلاقاً».

> «صرنا دولة (هاي تك) عظمى، لكن مع حكومة (لو تك) مشغولة بنفسها. نحن سنقيم حكومة تنظر إلى الأمام وترسم خريطة لإسرائيل 2048».

> «قانون القومية اليهودية ضروري، لكن يجب تعديله لكي يتضمن المساواة لجميع المواطنين».

نتنياهو يتهم خصومه بالاستناد إلى أصوات العرب

الاستطلاعات تمنح غانتس تفوقاً كبيراً... ومساواة بين معسكري اليمين والوسط

الشرق الاوسط..تل أبيب: نظير مجلي.. لم يستطع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إخفاء توتره وقلقه من خطر الهزيمة في الانتخابات المقبلة، خصوصاً بعد نشر خمسة استطلاعات رأي في تل أبيب أجمعت على أنه سيخسر أمام حزب الجنرالات بقيادة بيني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. لكن نتنياهو ردّ بهجوم شديد اللهجة على غانتس وتحالفه الجديد، وبنى موقفه ضده على أسس عنصرية، وقال: إن «غانتس يقود تحالفاً يسارياً يستند على أصوات النواب العرب لإسقاط حكم اليمين وتدمير الدولة العبرية». وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية: إن تحالف حزب الجنرالات: «مناعة لإسرائيل»، برئاسة غانتس، وشريكه «يش عتيد» برئاسة يائير لبيد، الذي أطلق عليه «أزرق أبيض» (كحول لفان)، ينوي إقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر. وأضاف: «في هذه المرة الخيار واضح، إما حكومة يسارية ضعيفة بقيادة لبيد وغانتس، مع كتلة مانعة من الأحزاب العربية، أو حكومة يمينية قوية برئاستي». ووصف نتنياهو الشخصيات العسكرية في التحالف بـ«الجنرالات اليساريين الذين يتظاهرون بأنهم يمينيون»، وذلك في إشارة إلى غانتس ووزير الأمن الأسبق، موشي يعالون، بالإضافة إلى رئيس أركان الجيش الأسبق غابي أشكنازي، واتهمهم بالسعي «إلى تنفيذ سياسات يسارية يمكن أن تجلب الكوارث الأمنية». وأضاف: «شاهدنا هذا الفيلم مرتين، الأولى في عام 1992 حينما حصلنا على رابين وكارثة أوسلو، وفي عام 1999 حينما حصلنا على حكم إيهود باراك وانتفاضة الحافلات المتفجرة وأكثر من 1000 قتيل». وحاول نتنياهو الرد على الاتهامات التي وجهها إليه غانتس وحلفاؤه من أنه يدير حكومة بحكم رجل واحد فاسد، وذي حسابات شخصية تتغلب على مصالح المواطنين، فقال: «لم تكن إسرائيل على الإطلاق أفضل حالاً من فترة العقد الأخير الذي أحكم فيه، وهذه نتيجة مباشرة لسياساتنا وأعمالنا. فقد عززنا العلاقات مع الكثير من الدول العربية، وتحولت إسرائيل إلى دولة عظمى في مجال السايبر وخلقنا فرص العمل، وكل هذه الإنجازات تحققت رغم المعارضة اليسارية الهائلة، التي عملت على تخريب كل خطوة خطوناها». وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد أعلنت أن عدد الأحزاب التي سجلت للتنافس في الانتخابات المقبلة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بلغ رقماً قياسياً غير مسبوق، 47 حزباً، مقابل 28 حزباً في الانتخابات السابقة سنة 2015. ويتنافس هؤلاء على 120 مقعداً. وحسب القانون، يحتاج كل حزب إلى 3.25 في المائة من الأصوات الصحيحة حتى يدخل توزيع الحصص، وهو ما يقدّر بـ145 ألف صوت، فالحزب الذي لا يحرز هذه الأصوات يسقط. ووفقاً للاستطلاعات، يتوقع سقوط 37 حزباً. وقد أجريت خمسة استطلاعات رأي، الليلة قبل الماضية، بعد إغلاق عملية تسجيل الأحزاب، لصالح ثلاث قنوات تلفزيونية (القناة الأولى الرسمية والقناة 12 والقناة 13) وصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«معريب»، فأجمعت على أن تحالف الجنرالات سيحصل على 35 إلى 36 مقعداً، مقابل 25 إلى 30 مقعداً لليكود برئاسة نتنياهو. وعند استعراض نتائج الأحزاب الأخرى، تبين أن معسكر اليمين كله، الليكود والاتجاه الراديكالي المتطرف والأحزاب الدينية، ستحصل على أكثرية مقعد أو مقعدين، عن مجموع أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية. وفي استطلاعين اثنين بدا أنهما متساويان؛ مما يفتح الآفاق لتغيير كبير في الساحة السياسية. فإما يستمر الصعود لهذا التحالف فيصبح ذا أكثرية، وإما يفوز بأكثرية بالتحالف مع الأحزاب العربية أو قسم منها، وإما يدخل نتنياهو مع غانتس في تحالف جديد، تحت شعار «الوحدة الوطنية». لكن، إلى حين تحسم نتائج الانتخابات، يبدو أنها ستكون هذه السنة من أشرس المعارك الانتخابية في تاريخ إسرائيل؛ ذلك أن نتنياهو لا يحارب فقط من أجل كرسي رئاسة الحكومة، بل من أجل عدم دخول السجن في قضايا الفساد. فهو يعتقد بأن معركته القضائية من خارج الحكم ستؤدي إلى سجنه؛ لأن الشرطة والنيابة والقضاء ستكون طليقة حرة في محاكمته. بينما إذا أدار المعركة القضائية وهو رئيس حكومة، فيحسب الجميع حسابه ويكونون معه أكثر حذراً ورحمة. ولهذا؛ فإنه لا يوفر أي وسيلة لمهاجمة منافسيه، حتى لو كان بينهم ثلاثة رؤساء سابقين لأركان الجيش وشخصيات ثقافية ونقابية وإعلامية معروفة، بعضهم كانوا حتى الماضي القريب ضمن حاشيته في ديوان رئيس الوزراء، مثل سكرتير الحكومة السابق، والمستشار الإعلامي الأسبق، ومديرة مصلحة السجون السابقة، وغيرهم. لكن المراقبين يشعرون بأن إمكانات التغيير في الحكم باتت كبيرة، على الرغم من أن نتنياهو ما زال قوياً جداً، وما زال يتمتع بامتيازات كبيرة عن منافسه. فهو يحول نقطة ضعفه الكبرى (ملفات الفساد) إلى نقطة قوة كبرى (إذ يلعب دور الضحية، الذي تلاحقه الصحافة والشرطة، أكثر جهتين مكروهتين في الشارع البسيط). وهو يتفوق على خصمه بالخطابة وبالإنجازات السياسية العالمية، وبالوضع الاقتصادي، وبالوضع الأمني. وموضوع الجمود في عملية السلام، الذي يحاول غانتس التركيز عليه، لا يشغل بال الإسرائيليين. فهم لا يأملون شيئاً من هذه العملية ولا يؤمنون بأن هناك شريكاً فلسطينياً في عملية السلام. لكن من الجهة الأخرى، يعتبر غانتس أيضاً قوياً؛ لأنه يمثل مؤسسة عسكرية أمنية ضخمة لها موقف وعندها قلق من سياسة نتنياهو، وتحاول التوضيح للناس بأن حكم نتنياهو بات يشكل خطراً على مصالح إسرائيل. وهو يتحدث عن السلام من باب واسع، فرصة السلام مع العرب أجمعين والدول الإسلامية. ويطرح الأمور بحذر شديد؛ إذ يتحدث عن تسوية تدريجية.

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,721,604

عدد الزوار: 6,910,328

المتواجدون الآن: 103