علي محسن الأحمر يتولى فعليا مقاليد الحكم.. هل يبعثر "الجنرال العجوز" مجددا طبخة السلام في اليمن؟..

تاريخ الإضافة السبت 24 تشرين الثاني 2018 - 4:17 ص    عدد الزيارات 1828    التعليقات 0

        

علي محسن الأحمر يتولى فعليا مقاليد الحكم.. هل يبعثر "الجنرال العجوز" مجددا طبخة السلام في اليمن؟..

ايلاف....إسماعيل دبارة من تونس: تشير بوصلة الخبراء والمحللين للشأن اليمني، مؤخرا، إلى نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، الذي تطلق عليه أوساط السّاسة والعسكريين اليمنيين لقب (الجنرال العجوز)، إذ بات الدور المتنامي للأحمر غداة مرض الرئيس عبد ربه منصور هادي، مؤشرا على قيادته البلاد في وقت تشهد فيه الأزمة اليمنية تطورات قد تنبئ بطبخة ما للحلّ. توصي ورقة بحثية نشرها "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" الولايات المتحدة بضرورة أن تتوقع بأن علي محسن قد يصبح القائد الفعلي في اليمن خلال مفاوضات السلام المرتقبة، حتى لو كان ذلك على أساس موقت فقط. ولقربه من جماعة الإخوان والسلفيين، ولعدائه الشديد للحوثيين الذي يتخذ طابعا شخصيا، أفسد علي محسن الأحمر سابقا محادثات السلام في الكويت، وربما لن يكون مصير المحادثات الجديدة أوفر حظا إذا قادها الأحمر، وهو الممسك بمقاليد السلطة في غياب الرئيس هادي المريض.

من هو الجنرال العجوز؟

ولد علي محسن صالح الأحمر في يونيو عام 1945 في مديرية سنحان في محافظة صنعاء، ويعتبر عسكريا مخضرما التحق بالجيش اليمني عام 1961، وفي عام 1968 رُقِّيَ من جندي إلى رتبة ملازم أول، ثمّ التحق بالكلية الحربية اليمنية عام 1971، وحصل منها على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1974، وتمت ترقيته إلى رتبة نقيب. ويعدّ الأحمر من أقوى رجال المؤسسة العسكرية اليمنية، حيث خاض ست حروب ضد الحوثيين في المعقل الرئيس لهم بصعدة، رغم أن الحرب كانت لاستنزاف الرجل، لتهيئة المناخ من قبل علي عبد الله صالح لنجله الأكبر أحمد الذي كان يقود قوات الحرس الجمهوري، قبل حلها خلال الأعوام الماضية من قبل الرئيس هادي. وانشق اللواء الأحمر، على الرئيس صالح، بعد مجزرة ما تسمى "جمعة الكرامة" التي أسفرت عن سقوط أكثر من خمسين قتيلا من شباب ثورة 11 فبراير في ساحة التغيير بصنعاء عام 2011. وهو أمر شكل ضربة موجعة للرئيس المقتول على يد الحوثيين علي عبد الله صالح، وذلك في أعقاب انضمام كثير من القادة العسكريين وعدد آخر من السياسيين والبرلمانيين والسفراء إلى الثورة المطالبة بإسقاط حكمه يومئذ. يملك "الجنرال العجوز" علاقات قوية مع دول الخليج العربي خصوصا مع السعودية وقطر، كما ينظر اليه بأنه على علاقة وطيدة بالجماعات السلفية في اليمن. في 22 فبراير 2016، أعلن عبد ربه منصور هادي تعيينه في منصب "نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة"، ثم أُصدر قرار آخر في 3 أبريل من نفس السنة بتعيينه نائبًا للرئيس خلفًا لخالد بحاح، في قرار أثار كثيرا من الجدل بين من عارضه ومن أيّده بشدة، غير ان كثيرين رأوه رسالة واضحة من الرئيس هادي وقوات التحالف حينها، لتوجههم نحو الحسم العسكري واستعادة السيطرة عسكريا على العاصمة نظرا لما يتمتع به محسن من مرونة في تحالفاته وعلاقة قوية بالقبائل وقادة الجيش، ومن شأن تعيينه استمالة هذه القبائل خصوصا في مناطق الشمال لصف "قوات الشرعية" بقيادة الرئيس هادي.

شخصية جدلية

دعم علي محسن الأحمر، "المجاهدين اليمنيين" في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، ثم جنّد الكثير منهم في اليمن لخوض حرب أهلية ضد الجنوب في عام 1994. وخلال تلك العمليات، قام ببناء علاقات مع بعض من رجال الدين المتطرفين والمقاتلين الذين تم ربطهم فيما بعد بأنشطة إرهابية داخل اليمن. كما قاد الحرب ضد الحوثيين في الفترة ما بين 2004-2010. ومن الناحية السياسية، فإن علي محسن هو حليف لحزب "الإصلاح"، الحركة التي ضمّت في فترات سابقة "الإخوان المسلمين" والسلفيين وبعض العائلات القبلية الشمالية. يقضي وقته بين المملكة العربية السعودية، التي تربطه بها علاقة جيدة، ومحافظة مأرب اليمنية، حيث يتمركز الآن العديد من مقاتلي حزب "الإصلاح". ونظراً لقربه من الإسلاميين ودوره القيادي في الحروب الماضية ضد الجنوب والحركة الحوثية، يلقى علي محسن استياءً في أنحاء كثيرة من اليمن، ويواجه معارضة شديدة من قبل الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة على حد سواء. وقد يؤدي استلامه السلطة - ولو موقتاً - إلى تعميق الانقسامات القائمة في اليمن، وإثارة أزمة داخل التحالف وربما تعطيل محادثات السلام المستقبلية.

منبوذ في الجنوب

تستشرف الورقة البحثية التي نشرها "معهد واشنطن" تولّي الأحمر مقاليد الحكم في اليمن، وتشير إلى أنه في الوقت الذي يتفرغ فيه الرئيس هادي للعلاج بعد اصابته بأزمات قلبية مزمنة، فإنّ الأحمر هو من يقود فعليا البلاد، ومازال يطمح لمزيد من الصلاحيات. يقول التقرير الذي نشرته إليانا ديلوزيي، وهي متخصصة في شؤون اليمن ومحللة سياسية، وهي كذلك مؤسسة "معهد سيج للشؤون الخارجية"، إنه "إذا أصبح علي محسن رئيساً للجمهورية، سيؤدي ذلك إلى تعميق الشعور الانفصالي بين الجنوبيين الذين يرونه كواجهة للحرب الأهلية بين الشمال والجنوب التي اندلعت عام 1994 وأسفرت عن هزيمة الجنوبيين واستمرار توحيد البلاد. فبعد خسارتهم أمام جيشه في ساحة المعركة، تعرض الجنوبيون للمزيد من الإذلال بسبب الاستيلاء على أراضيهم، وتهميشهم الاقتصادي، والتقاعد القسري للعديد من قادتهم العسكريين وموظفيهم في مجال الخدمة المدنية في فترة ما بعد الحرب. وانطلاقاً من تلك التجربة، نشأت مجموعة من الجماعات الانفصالية، تدّعي كل منها أنها تمثل أفضل مصالح الجنوب. وأدّى عدم قدرتها على التوحّد إلى إحباط جهود الانفصال الماضية، ولكن وصول علي محسن إلى السلطة قد يوحد أطراف هذه الحركات المتفرقة ضد عدو مشترك". وفي المقابل، هناك بعض الجنوبيين الذين هم أقل استعداداً لمواجهة الرئيس هادي مباشرة. ففي عام 1986، أدى انقلاب فاشل في جنوب اليمن السابق إلى اندلاع حرب قصيرة ولكن دموية بين الجنوبيين قبل سنوات من التوحيد مع الشمال، وما زالت ذكريات ذلك الصراع الداخلي تؤثر اليوم على حساباتهم. فقد كان هادي، وهو جنوبي، طرفاً في ذلك النزاع، وهرب في النهاية إلى صنعاء، حيث انحاز لاحقاً إلى الشمال ووقف إلى جانبهم في الحرب الأهلية. وفي حين أن معظم سكان الجنوب لا يكنّون له المودّة، فقد اقترح أحد الانفصاليين البارزين أن يفكر الجنوبيون مليّاً قبل محاربة هادي خوفاً من التوترات المشابهة لتلك التي أُثيرت عام 1986 على حساب الوحدة. وكون علي محسن من الشمال، فلن يحفز على مثل هذا التردد، وعلى الأرجح، سيؤدي التحالف ضده إلى تعزيز وحدة الهدف بين نظام سياسي جنوبي قد يتحطم خلاف ذلك، وربما يخلق نوعاً جديداً من الحرب في خضم الحرب الحالية.

"اخواني" غير مستساغ للأميركيين والإمارات

تقول الباحثة إليانا ديلوزيي إن سجلّ علي محسن الأحمر يجعله غير مستساغ أيضاً بالنسبة للولايات المتحدة والإمارات، لذلك فإن توليه الحكم يمكن أن يسبب إشكالاً داخل التحالف الذي يتصدى للحوثيين المدعومين من إيران، وتلعب الإمارات دورا هاما للغاية صلبه. بالنسبة لواشنطن، يمثل اللواء محسن جزءاً من المؤسسة اليمنية التي لطالما كانت قريبة جداً من عناصر تنظيم «القاعدة». وبالنسبة لأبوظبي، فإن علاقاته مع "الإخوان المسلمين" تجعله خارج المعادلة، إذ تعارض الإمارات بشدة جماعة "الإخوان" وصنّفتها قانونياً كمجموعة إرهابية في عام 2014؛ وحذت السعودية حذوها. يقال إن علاقة علي محسن مع جماعة "الإخوان" تنبع من فترته الدراسية في القاهرة في الثمانينيات. فقد حافظ على صلاته معها بعد عودته إلى اليمن، حيث أقام علاقة وثيقة مع أحد كبار مؤسسي جماعة "الإخوان المسلمين" في اليمن، هو عبد المجيد الزنداني، الذي أدرجته الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب في عام 2004. ونظراً للارتباط الطويل الأمد دون خجل لعلي محسن مع هؤلاء المتطرفين، أفادت بعض التقارير أن واشنطن والإمارات كانتا غاضبتين عندما تم تعيينه نائباً للرئيس.

قد ينسف محادثات السلام

الأربعاء الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن محادثات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين ستُعقد "مطلع ديسمبر" في السويد. وأضاف ماتيس أن السعودية والإمارات "تدعمان تماماً" هذه المفاوضات، ويبدو أنها ستكون في وقت مبكر جداً من ديسمبر في السويد". وتتزامن تصريحات ماتيس مع زيارة يقوم بها مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع زعماء الحوثيين لدفعهم للانضمام إلى محادثات السلام في السويد. وإذا كان التاريخ هو المرجع، سيكون وفد السلام بقيادة علي محسن نقطة خلاف مع الحوثيين. فقد قام هادي بترقيته إلى منصب نائب الرئيس قبل أسبوع واحد من الموعد المقرر لقيام الكويت باستضافة جولة المفاوضات السابقة في عام 2016 - وهي خطوة أعاقت المحادثات التي فشلت في النهاية. يرى الحوثيون أن علي محسن هو مرتكب الجرائم الرئيسي وراء حروب صعدة في الفترة 2004-2010، التي اشتدت بعد أن قتلت قوات الزعيم الديني والسياسي الذي يتمتع بشعبية حسين الحوثي، وهو الاسم نفسه الذي أطلقته الحركة على نفسها في النهاية. كما أنهم يكرهون ميوله السلفية. أرست حركة النهضة الزيدية الأساس لجماعة التمرد الحوثية التي تشكلت بعد عقود، وحاربت السلفيين بشكل منتظم. وقبل استيلائهم على صنعاء في عام 2014، حارب الحوثيون كلا من السلفيين والإصلاحيين بكل قوة، وكان العديد من هؤلاء الأخيرين مقرّبين من علي محسن منذ فترة طويلة. ولعل الأكثر دلالة على ذلك، كانت محطة الحوثيين الأولى بعد دخولهم صنعاء هي المقر الرئيسي لـ "الفرقة المدرعة الأولى" المفضلة لدى اللواء الأحمر. يقول التقرير :"اللواء محسن يمقت بدوره الحوثيين بقدر ما يمقتونه. وأصبح هذا الشعور يتسم بطابع شخصي بصورة أكثر في وقت سابق من هذا العام، عندما اعتقلت القوات الحوثية ابنه محسن علي محسن، ووضعته قيد الإقامة الجبرية في صنعاء". لكن التقرير يسلط الضوء على جانب آخر من شخصية "الجنرال العجوز"، إذ أن مقربي علي محسن الأحمر يشيرون إلى أنه "واقعي وغير متشدد عقائدياً، ومستعد للإصغاء إلى السعودية". ووفقاً لأحد المراقبين، يفهم اللواء محسن أنه من غير المحتمل أن يكون جزءاً من اتفاقية مستقبلية في اليمن مع تقدمه في السن (فعلى غرار الرئيس هادي، هو في الثالثة والسبعين من عمره)، لذا فإنه لن يلعب دوراً هداماً. ويجادل آخرون بأنه لا يستطيع أن يعكّر صفو العملية حتى لو أراد ذلك لأن سلطته تضاءلت بشكل كبيرومع ذلك، تتمثل إحدى السمات الثابتة في مشهد ما بعد "الربيع العربي" في الشرق الأوسط في عدم رغبة الحكام المتقدمين في السن في التنحي، وقدرتهم المدهشة في كثير من الأحيان على لعب "دور هدام" بعد انتهاء الفترة التي كانوا فيها في أوج نشاطهم. ولهذا، توصي الورقة البحثية التحالف في اليمن وشركاءه الغربيين وعلى رأسهم واشنطن بضرورة التصرف بحذر، واختبار الواقعية التي اتبعها علي محسن لضمان عدم خروج محادثات السلام مرة أخرى عن مسارها بسبب القضايا الانتقالية للقيادة.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,029,690

عدد الزوار: 6,931,320

المتواجدون الآن: 84