الخطف ينشط في البقاع وضغوط على العائلات لعدم تقديم دعاوى...

تاريخ الإضافة الأحد 30 أيلول 2018 - 6:55 ص    عدد الزيارات 1683    التعليقات 0

        

الخطف ينشط في البقاع وضغوط على العائلات لعدم تقديم دعاوى...

الشرق الاوسط...البقاع (شرق لبنان): سناء الجاك... تشير «الدولية للمعلومات» إلى أنه منذ بداية عام 2011 وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، شهد لبنان 25 عملية خطف للمطالبة بفدية مالية، تم في معظم الأحيان تخفيضها، وفي أحيان نادرة جداً تم إطلاق المخطوف من دون دفع أي فدية نتيجة الضغوط والتدخلات الحزبية والسياسية؛ ما يشير بوضوح إلى معرفة الجهات الخاطفة المحددة بالأسماء والمناطق، ويثير الكثير من الاستغراب حول امتناع أو عدم تمكن القوى الأمنية من توقيفها وسوقها أمام القضاء، والاكتفاء بتوقيف بعض العناصر المنفذة الصغيرة، بينما تبقى الرؤوس الكبيرة خارج الملاحقة، والأمر «الإيجابي» في جميع عمليات الخطف أنه لم يتم قتل المخطوف. ويذكر أحد فعاليات الهرمل أن «من يخطف معروف بالاسم. وهو غالباً ما يحصل على الفدية والأجهزة الأمنية لا تفعل شيئا».ً ويروي أنه تم خطف رجل أعمال كبير في العمر في شتورا، أحد المتهمين بالخطف من قريتي. حضر مسؤول من الشرطة القضائية وتحدث إلي. كان متحمساً. وصف العمل بالإجرامي مصراً على تنفيذ العدالة. نصحته بأن يتروى لأن اللعبة أكبر منه. والهدف من إرساله هو تحريك المفاوضات لتحديد الفدية، ليتم الاتفاق، فيندفع أهل المخطوف. ويبقى الخاطف حراً. وهذا ما حصل». مايا الشل عاشت تجربة خطف والدها الطبيب صالح الشل قبل عامين. والطبيب يملك مزرعة في تلال عمشكي المطلة على مدينة بعلبك، حيث يهتم بالأشجار ويعمل على سقايتها. وكان بعد الانتهاء من مرضاه يذهب إلى المزرعة ويعمل في الأرض، ويعود مساء إلى المنزل. تروي مايا تفاصيل الخطف لـ«الشرق الأوسط»، فتقول «والدي كان يذهب إلى المزرعة ويعود منها في وقت محدد. لكنه تأخر ذات يوم، حاولنا محادثته. كان هاتفه مقفلاً. اتصلت بالناطور في المزرعة، فأجاب بأن والدي غادر في شاحنته الصغيرة مسرعاً باتجاه قرية الطيبة جنوباً، أي أنه غيّر طريقه ولم يتوجه إلى طريق المنزل. تعجبت لأن والدي لا يسرع وعلمت أن شيئاً ما غير سليم. انتظرنا 24 ساعة لتقديم بلاغ احتفاء». تتابع مايا «اليوم التالي، تأكدنا من أن والدي تعرض إلى عملية خطف، توافد الأهالي للاطمئنان ومواكبة ما يجري معنا. أحد الأقرباء قال إن والدي مخطوف، مضيفاً أن لديه علاقات تسمح له بمتابعة القضية لمساعدتنا. بالتزامن وخلال فترة قصيرة بدأنا نسمع إشاعات بأن والدي ضد (حزب الله) وأنه يطبب (دواعش) وأنه منهم، وأنه خطف لهذا السبب. وقال لنا القريب، المهم ألا يكون قد نقل إلى سوريا، حينها لا حول ولا قوة. كثرت الإشاعات، وترافقت مع تحرك شعبي قوي في بعلبك، وحملة مداهمات لرفع العتب في المنطقة». في اليوم الرابع للاختطاف وُجدت شاحنة الطبيب محروقة. تقول مايا «أخذنا القريب إلى حيث السيارة ليلاً من دون وجود أي من القوى الأمنية في المكان. لم تظهر أي مؤشرات للسرقة، بدأنا نميل أكثر لكون الحادثة خطفاً وفدية. ثم اصطحبنا القريب إلى منزل مشبوه في قرية الطيبة. هناك أخبرنا صاحبه بأن والدنا بخير، وبأن علينا أن نطمئن ونهدأ. ثم اعتمد أسلوباً مبطناً من الضغط والتخويف بأن من خطفه يريد قتله. كان يحضّرنا نفسياً للقبول بدفع الفدية. وكان قلقنا فظيعاً؛ لذا عندما علمنا أنه مخطوف لقاء فدية شعرنا ببعض الراحة وترافقت الحادثة».
سؤال غير نظيف
وكان القريب قد سأل العائلة عن سندات تمليك الأراضي التي يملكها الطبيب المخطوف. تقول مايا «بدأت أشك بأمره، وتكرس الشك بعد أن أخذنا إلى المنزل المرتبط بالخاطفين، فأخبرت أبناء عمي بأنه شخص غير نظيف. طلبوا إلي أن أتروى لأن الهم الأساسي هو عودة والدي. التطور الثاني حصل عندما أبلغنا هذا القريب بأن الخاطفين يطلبون 70 ألف دولار مقابل إطلاق سراح والدي، ولا يرضون بأن يخفضوا الفدية قرشاً واحداً، وأن حياة والدي معرّضة للخطر كل لحظة. بنتيجة المشاورات مع العائلة قررنا أن ندفع الفدية، فتسلمها القريب، الذي حملها برفقة ابن عمي إلى مكان التسليم. دخل القريب المكان، وأبقى ابن عمي خارجاً ينتظر. بالفعل بعد ذلك أطلق سراح والدي. تركوه قرب محطة وقود عند أحد مداخل بعلبك. بعد ذلك لامتنا الأجهزة الأمنية، وتحديداً فرع المعلومات؛ لأننا تصرفنا بهذا الشكل، مع أن أحداً لم يقدم لنا ما يساعدنا لمعرفة مصير والدي. وللتوضيح، الطريق التي خطف عليها والدي مراقبة من «حزب الله». وفي حين زارنا مسؤولون من حركة أمل وقدموا دعمهم المعنوي، إلا أن أحداً من مسؤولي الحزب في المنطقة لم يزرنا لا قبل إطلاق سراح والدي ولا بعده. ولدى سؤال الأجهزة الأمنية لهم عن حادثة الخطف قالوا إنهم لم يرصدوا أي سيارة. وروى والدي لنا بعد إطلاق سراحه أن الخاطفين، وهما اثنان، هاجماه من الخلف وهو يتوجه إلى سيارته، أحدهما كان يحمل سكيناً، حاولا الإطباق عليه، لكنه قاومهما رغم أنه يبلغ 72 عاماً، حينها أطلق أحدهما النار بين قدميه، فاستسلم، عصبّا عينيه. وسمع أحدهما يقول للآخر، اتصل بفلان، ذاكراً اسم القريب. طلبوا في بداية الأمر 500 ألف دولار، قال لهم ليس لدي إلا الأرض، هنا تذكرت سؤال القريب عن السندات. والمفارقة أن والدي اتفق مع الخاطفَين في نهاية المفاوضات على دفع 50 ألف دولار؛ ما يعني أن القريب اختلس 20 ألف دولار من شركائه في الخطف، إضافة إلى حصته. بعد عودة والدي سليماً وتجميع المعلومات تماماً كما تجمع قطع البازل، قررنا رفع دعوى قضائية، وذهبنا إلى دائرة التحري في المنطقة. المسؤول هناك أخضعنا لمحاضرة عن دور المقاومة، معلناً بفخر أنه منتسب إليها. وذلك عندما قلنا له إن مكان الخطف خاضع لمراقبة «حزب الله». جراء موقفه هذا، قصدنا فرع المعلومات لنقدم الشكوى، وروينا ما جرى لنا في دائرة التحري مع رفضنا أن تدخل السياسة على قضية الخطف. لم يعجبني الأمر؛ إذ بدا أن تضاربا واضحاً بين فرع المعلومات ودائرة التحري. لكن بنتيجة تقديم والدي إفادته، تم توقيف القريب. هنا بدأت الضغوط من العائلة، البعض قال إنه تلقى تهديدات سينفذها المهددان إن نحن واصلنا الدعوى، وبعضهم الآخر تحدث عن عواقب الاستمرار بالدعوى على العائلة كلها ونحن مسلمون سنة في محيط شيعي، وفي أجواء ارتفاع منسوب اتهامات للسنة بالتعاطف مع «داعش» في المنطقة.

عرسال تستعيد أنفاسها بعد خروجها من ورطة حرب «داعش» و«النصرة»

أبناؤها بين فكّي كماشة بسبب عودة المخابرات السورية وتمدد «حزب الله»

البقاع (شرق لبنان): سناء الجاك... تعلن صورة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الوصول إلى بلدة عرسال. هنا لا وجود لصور الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والخميني، ولافتات تحمل شعار «يا حسين»، التي ترافق زائر المنطقة من بعلبك إلى الهرمل على امتداد 38 كيلومتراً. عدا صور الحريري، تشير إلى البلدة حدة الصعود عبر طرق يجتاحها الغبار، وسط جرود تحفرها المقالع والكسارات فهي ترتفع عن سطح البحر من 1400 إلى 2000 متر. يغلب التصحر على جغرافيتها ويسيطر الجفاف عليها، ما ينعكس على طبيعة أهلها، وطبيعة البناء العشوائي في وسط المدينة، الذي حولته حركة التجارة الناجمة عن وجود نحو مائة ألف نازح إلى أسواق شعبية بامتياز. يقول أحد العرساليين إن «انتشار محلات السوريين يجعلنا نحسب أننا في القلمون السورية». البلدة تواصل استعادة أنفاسها بعد الأحداث التي عاشتها. ففي نهاية عام 2011 بدأ الحديث عن وجود لمقاتلي تنظيم «القاعدة» في عرسال البقاعية، من مصادر النظام السوري، وأيدها في ذلك الحين وزير الدفاع اللبناني آنذاك فايز غصن، في حين نفى ذلك في حينه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ووزير الداخلية مروان شربل. «آنذاك لم يكن قد تم اختراع (داعش) وجبهة النصرة»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط» أحد السكان. وقام الجيش السوري بقصف البلدة مراراً، بحجة وجود قوات من المعارضة انسحبت إلى البلدة بعد معارك القلمون، لكن القصف كان يطال بالدرجة الأولى اللاجئين السوريين، كما توغل الجيش السوري في البلدة لأكثر من مرة وقام بزرع عدة ألغام واشتبك مع الأهالي وقتل وقَبض على عدة مواطنين لبنانيين، مما دفع الجيش اللبناني إلى الرد وقصف مواقع الجيش السوري. في أغسطس (آب) 2014 اندلعت المعركة، فقام مقاتلو «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» بالسيطرة على البلدة واقتحام فصيلة درك عرسال وأسر 22 من قوى الأمن الداخلي وعناصر الجيش اللبناني، مما دفع الجيش اللبناني إلى استقدام التعزيزات إلى محيط البلدة، وأدى إلى أن يرفع «حزب الله» جهوزيته في المناطق الجرودية القريبة من الجرود. أما معركة تحرير الجرود فقد شنها «حزب الله» في يوليو (تموز) 2017 وأسفرت عن انسحاب «جبهة النصرة» وتأمين حافلات مكيفة لنقل عناصر «داعش»، ولكن من دون معركة فعلية، كما يقول «علي» من عرسال. ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «حضور (النصرة) كان أكبر من حضور (داعش) في البلدة. و(النصرة) خرجت بالاتفاق، ولم يسأل أحد كيف دخلت وكيف خرجت، في حين سُلِّط الضوء على خروج الدواعش. كلهم مخابرات من أبو مالك التلي إلى أبو العدس ومن أدخلهم إلينا أخرجهم بالحفظ والأمان...». أحد أبناء الهرمل، من خارج بيئة «حزب الله»، يؤكد أن «الكارثة التي لحقت بعرسال هي صنيعة الحزب. فالصواريخ التي كانت تُطلق على القرى كانت تطلق من جرودنا وليس من جرود عرسال، كانت تُرمى دائماً حيث لا سكان في خارج القرى. كان من المطلوب خلق جو عدائي وحقد وتجييش واستفزاز. ويَعتبر العرساليون أن طابوراً خامساً وُلد فجأة في القرية. وهو لعب لعبة وسخة بين السوريين واللبنانيين. الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ(أبو طاقية) تحول من سائق شاحنة إلى مليونير بين ليلة وضحاها، ومثله كثر. أصبح لدينا أثرياء حرب وأصبحنا تحت رحمة الفتنة الطائفية التي تخنقنا وتضعنا بين فكّي كماشة». بدوره، يتهم «علي» عناصر من «حزب الله» أيضاً بقتل خالد حميد، ما تسبب بفتنة ومعارك بين العرساليين والحزب. يروي: «سمعنا صوت رصاص. قال الشباب إن (حزب الله) هجم على القرية. واضح أنهم ثأروا منه فهو كان قد نفّذ عملية ضدهم في حمص وأوجعهم وقتل منهم من قتل. طلبوا رأسه، فتم غض النظر وسقطت ورقته. كان خارجاً إلى المسجد ليصلي. هجموا عليه ببدلات مدنية. لو أنه مطلوب كان يجب توقيفه وليس قتله بهذا الشكل. هجم الشباب واشتبكوا مع مطلقي النار. وبعد ذلك يقولون إن مخابرات الجيش هي التي قتلته. رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري الملقب بـ(أبو عجينة) اتصل في حينه بمخابرات الجيش مستفسراً، فجاءه الرد بأنهم لم يرسلوا أحداً. يبدو أن الطاسة ضايعة. ومن ذهب ليتفرج على ما يجري قالوا إنه إرهابي. وألقوا القبض عليه». يصر «علي» على أن «الحزب هو من ورَّط لبنان في الحرب السورية، إذ لم تكن لتفتح جبهات على الحدود اللبنانية لو لم يدخل الحزب بكل قواه العسكرية لينقذ نظام بشار الأسد، من دون أن يتوقف عند منسوب الحقد المرتفع الذي سبّبه بين اللبنانيين والسوريين من جهة وبين أهالي عرسال والقرى الشيعية المحيطة بالبلدة من جهة أخرى. وبعد انتهاء المعارك في عرسال تغيرت الأحوال، أصبح كل المتنفذين السوريين في عرسال مرتبطين بالنظام السوري. فقد عادت المخابرات السورية إلى البلدة. وسيطر الخوف على الجميع. أصبحنا نحسب حساب الكلمة التي نتلفظ بها». ما يقوله «علي» لا يحتاج إلى أدلة، فالجلوس في ضيافة عائلة عرسالية يُظهر الصورة؛ ما إن يبدأ الأب في الكلام حتى تنهره الأم، وإذا استرسلت الأم يغضب الابن الأكبر المنتسب إلى الجيش اللبناني ليقاطعها بقوله: «نحن لم نرَ شيئاً»، أما إذا حاولت الأم نبذ النبرة المذهبية من حديثها، قد يهبّ ابنها الثاني وهو يحمل سبحة في يده، ليؤكد لها أن عناصر من «حزب الله» كانوا يغتالون من يزعجهم منتحلين صفة عسكرية في أحد الأجهزة الأمنية. ويقول «أحمد» لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل أشبه بالفيلم الذي تم تدبيره، ليلبس ابن عرسال قميصاً ليس قميصه. مَن أدخل (حزب الله) ونظام الأسد إلينا من جديد؟ لماذا تدفق النازحون السوريون إلى بلدتنا دون غيرها؟ مَن فتح لهم الطريق من القلمون ومن القصير؟ مَن أخرج الدواعش عندما كان الجيش يريد أن يحاصرهم، لماذا هرّبوهم بالفانات المكيفة؟ أين الدولة اللبنانية؟ جبهة النصرة كانت تحصل على الطعام الطازج في المغاور. مَن كان يمرره لهم؟ الله العليم». ويضيف: «أولادنا في الجيش اللبناني، مع هذا وضعونا بمواجهة آل النزال وآل حمية وتربطنا بهم مصاهرة (وهم من أبناء القرى الشيعية المحيطة بعرسال)، وقد أُعدم اثنان من أبناء هاتين العائلتين على يد جبهة النصرة و(داعش). والسبب هو أحداث الفتنة. أصبح هناك ثأر بين العشائر وأهل عرسال بعدما كنا كالأهل، علاقاتنا أخوية ويتزاوج بعضنا من بعض». ويؤكد «أحمد» أن «ابن عرسال مظلوم وأُهين كثيراً. صرنا إذا أردنا الانتقال في شوارع البلدة تستوقفنا الحواجز ويطلبون هوياتنا. صرنا منطقة عسكرية من دون أن نعرف، وُجِّهت الاتهامات إلى الأبرياء بأنهم إرهابيون وهم مسالمون. معروف من هم الإرهابيون أما الناس العاديون فلا علاقة لهم بالإرهاب». تقول «فريال»: «خطفوا ابني لأنه من عرسال، ودفعنا فدية ليطلقوا سراحه. وهم يتغنون بالانتصار على الإرهاب. اخترعوا عدواً ليخترعوا الانتصار. صرنا نخاف أن نقول: إننا من عرسال، تهجّرنا إلى تعلبايا. خرّبوا كل شيء. صار أزواجنا وأولادنا بلا عمل، لا نستطيع الوصول إلى بساتيننا في الجرود. لم يعد لابن عرسال إلا رب العالمين. أكثر من نصف بساتين الكرز جفّ، وقصّوا الشجر ليتدفأوا بخشبه. أكثر من ذلك لا ماء ولا كهرباء ولا شبكات للصرف الصحي في البلدة». يصر «أحمد» على أن «هناك من تم توظيفهم ليبتزّونا ويهددونا بالدواعش وجبهة النصرة، فرضوا علينا الخوات. واليوم مع عودة المخابرات السورية إلى القرية هناك من يهددنا مستقوياً بهذه المخابرات. هددوا صاحب فرن ليدفع خوة وعندما رفض ألقوا قنبلة على فرنه. ثم أتى من يدّعي أنه وسيط ليرغمه على دفع الخوة حفاظاً على حياته وحياة عائلته». «فريال» تحلم بعودة النازحين إلى بلدهم. تقول: «النظام السوري أخذ منا كل شيء. ومع هذا فتحنا بيوتنا للنازحين، لكن بعد كل ما جرى، الله يسعدهم ويبعدهم. لكن هناك من يريد لهم أن يبقوا لأنه يسترزق على ظهرهم، لو يقطعون المساعدات التي يسرقها كبار المستفيدين بينما لا يستفيد المستحقون إلا بنسبة قليلة، ربما يبدأ البحث الجدي بعودتهم إلى بلدهم. حالياً النساء والأطفال والمسنون يعودون، أما الشباب فيبقون خوفاً من التجنيد الإلزامي، أو لأن العمل هنا له مردود أكبر منه في سوريا، لكن هناك من النازحين من ندم على مغادرة أرضه وهو يلعن من شجعه على النزوح». يعلق الابن: «صعب أن يغادر السوريون، هم يعملون طول النهار تحت حرارة الشمس مقابل نحو 15 دولاراً». عدد سكان عرسال 50 ألفاً ومَن غادر بسبب الأحداث عاد. والعرسالي لا يحب أن يترك أرضه ولا يفكر بالاغتراب ليعمل. أقصى أمنيته أن يلتحق بمؤسسات الدولة، وتحديداً الأمنية منها. هو ابن دولة بامتياز. لا ينكر العرساليون أن النزوح السوري أنعش الاقتصاد في بداياته. فقد نشطت حركة البناء لتأجير المنازل للسوريين النازحين، كذلك انتشرت محلات الهواتف الخلوية والإنترنت، ومتاجر الألبسة والمواد الغذائية التي يأتي معظمها تهريباً من سوريا. يبيعونها بأسعار منخفضة، والأمر يخفف عنا كاهل ارتفاع الأسعار، من جهة، لكنه يقطع رزق تجار البلدة من جهة أخرى.

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,054,695

عدد الزوار: 6,750,258

المتواجدون الآن: 113