الدبابات الأميركية الأولى للجيش تصل قبل أيار وواشنطن قلقة للتجاذب الإقليمي في طرابلس

تاريخ الإضافة الخميس 18 كانون الأول 2008 - 9:26 ص    عدد الزيارات 1674    التعليقات 0

        

 جو معكرون.. واشنطن:
قال منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الاميركية ديل دايلي في حديث إلى »السفير«، إن أرقام عناصر تنظيم القاعدة في لبنان »محدودة«، منتقداً التدخل الخارجي في طرابلس، في وقت تعبر واشنطن مرحلة انتقالية بطيئة في نظرتها الى دور الجيش في مكافحة الإرهاب وتعزيز مناعة الحكومة اللبنانية.
ورأى دايلي أن تنظيم القاعدة يملك »منظوراً عالمياً وإقليمياً«، معتبراً أنه يحتمل أن يكون قد نقل بعض عناصره في الفترة الأخيرة الى أفغانستان أو لبنان بعد تقلص فرص تحركه في العراق. وتابع »يحاولون على الأرجح استخدام الجهود الإقليمية لتقويض استقرار الحكومات المحلية«. لكنه أضاف »لا أرى أرقاماً كبيرة من تنظيم القاعدة في لبنان، هناك البعض فقط«... وأعرب دايلي عن قلقه من نفوذ سوريا داخل الحكومة اللبنانية. وقال »من الصعب التعامل مع حكومة بطريقة خاصة او بتبليغها«، مشيراً إلى أنه »من الصعب أن نقول في هذا الوقت المبكر من تأسيس هذه الحكومة، كيف سيكون أداؤها في مكافحة الإرهاب«. ورأى ان »بعض اللبنانيين غير المرتبطين بحزب الله قد يكون لهم مشكلة مع التنسيق الأمني اللبناني السوري، ولا يريدون رؤية وجود سوري إضافي او استمرار هذا التعاون«. وتابع »نرى من جانبنا ان هذا الامر يجب عدم تعزيزه على الأرجح«... وعن احتمال وجود تجاذب إقليمي في طرابلس، قال دايلي »انه من المؤسف ان حكومات خارجية، بغض النظر عمن هي، تجد ميليشيات داخلية تنتهي في شكل من أشكال القتال او الصراع او التأثير على الشعب اللبناني«. وأضاف »كل من كانت له هذه القدرة، أكان في الشــرق الاوسـط او مناطق اخرى، من الخطأ القيام بهذا ويجب عليهم وقف هذا الامر«... وعن التعاون السوري في مكافحة الإرهاب، رأى دايلي أنه يمكن »إعطاء دمشق الحد الأدنى من الرصيد جراء تعاونها في قضايا مكافحة الإرهاب التي تعود بالفائدة لها... لكن تعاونها في قضايا مكافحة الإرهاب مع جيرانها ليست جيدة على الأرجح«، مشيراً الى أن سوريا تتعاون في قضايا الإرهاب »بما يتناسب مع مصالحها القومية«. وعن التفجيرات الأخيرة في الداخل السوري، قال دايلي إن سوريا »بلد متنوع فيه تقاطع مؤسسات وأعداء محتملين«، مشيراً الى ان التنسيق مع سوريا محدود ويقتصر على القائم بالأعمال الأميركي في دمشق والسفير السوري في واشنطن... وتابع دايلي، الذي شدد مراراً على انه جزء من السياسة الخارجية وليس الاستخبارات، انه لا تزال لديه »فكرة غير مؤكدة« عمن اغتال القائد العسكري في »حزب الله« عماد مغنية في دمشق، لكنه امتنع عن التطرق الى هوية الجهة الفاعلة. وعن احتمال رد انتقامي لـ»حزب الله« على عملية الاغتيال، قال دايلي »على حزب الله معرفة أولاً من فعل هذا الأمر، ربما ما زالوا يحاولون معرفة من«. وأضاف »الامر يحتاج الى بعــض الوقت لتشكيل رزمة الانتقام، مهما كانت طبيعتها«.
وفي سياق آخر، يعود الأسبوع المقبل نائب مساعد وزيرة الخارجية ديفيد هيل الى بيروت في زيارته الاخيرة قبل تسلم الإدارة الجديدة في ٢٠ كانون الثاني المقبل. وأكد مصدر في الخارجية الاميركية، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ»السفير«، ان الزيارة تأتي في سياق جولات هيل الدورية للاجتماع بمسؤولين داخل الحكومة اللبنانية وخارجها. وتابع ان الإدارة الاميركية »تستمر بالعمل على تعزيز القوات الامنية الشرعية لمساعدتها على حماية حدود لبنان والحفاظ على القانون والنظام ومواجهة التحديات لأمن البلاد الداخلي«.
وذكر المصدر أن الخارجية الأميركية تعمل في هذه المرحلة على إرسال دبابات الـ»ام ٦٠ اي ٣ قريباً«، معتبراً أنها ستوفر »قوة ودقة لقدرة إطلاق النار الى القوات العسكرية اللبنانية المنخرطة في عمليات مكافحة الإرهاب داخل لبنان«... ودبابات الـ »ام ٦٠ اي ٣« نسخة محدثة عن الـ»ام ٦٠« التي كانت في الخدمة في الجيش الاميركي من الستينيات حتى مطلع التسعينيات، وكانت رائجة خلال الحرب الباردة رداً على دبابات الـ»تي ٥٤ و٥٥« السوفياتية، لا سيما في بلدان الحلف الأطلسي. كما استخدمتها القوات الإسرائيلية في حرب عام ١٩٧٣ وخلال اجتياح بيروت عام .١٩٨٢ كما يقوم مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير بتحديث هذه الدبابات بأقل كلفة من »جنرال ديناميكس« الأميركية التي تتنافس تركيا وإسرائيل على التعاقد معها لهذه الغاية، ولدى مصر حوالى ١٧٠٠ دبابة منها وتركيا (٩٠٠) وإسرائيل (٧٠٠).
الكونغرس ليس بوارد الآن التصديق على أي مساعدات عسكرية، لكن وزارة الخارجية تتشاور مع قيادات في لجنة العلاقات الخارجية لإرسال هذه الدبابات، بما انه بوسع الإدارة الاميركية توفير مساعدات من دون موافقة الكونغرس طالما لا يتجاوز المبلغ سقف ١٥ مليون دولار، ما يعني ان عدد الدبابات سيكون محدوداً في المرحلة الاولى... وبالفعل، قال مصدر حكومي اميركي لـ»السفير« إن العدد الإجمالي لدبابات الـ»ام ٦٠ اي ٣« التي سترسل الى الجيش اللبناني، هو ،٦٦ معرباً عن أمله في أن تصل أول عشر منها قبل شهر أيار المقبل. وقد أعطى تصريح نائب مساعد وزير الدفاع كريس شتراوب الأسبوع الماضي التطمينات العلنية الضرورية لتسهيل إرسال الدبابات، وهي انها ليست بمستوى الميركافا ولا تشكل خطراً على تفوق إسرائيل النوعي، وتطمينات لناحية أن لدى الجيش سجلاً لا لبس فيه في المحافظة على المعدات التي تعطى إليه.
وكان لبنان أول بلد يحصل على المساعدات الأميركية استناداً لما يعرف في البنتاغون بـ»تمويل ١٢٠٦« اي البند رقم ١٢٠٦ من تفويض الدفاع الوطني لعام ٢٠٠٦ الذي كان إقراره نتيجة نزاع بعدما تردد الكونغرس لسنوات قبل الموافقة عليه، وهو يسمح لوزارة الدفاع بالتنسيق مع وزارة الخارجية بشراء معدات وذخائر وقطع غيار ومروحيات عسكرية لبناء قدرات حلفاء الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
وفتحت اللجنة العسكرية المشتركة، التي شكلت في تشرين الاول الماضي في بيروت، قناة الاتصال مع البنتاغون الذي لديه موارد اكثر من الخارجية الاميركية. وقد يوسع هذا البرنامج مع ادارة الرئيس المنتخب باراك اوباما، لا سيما انه يحـــظى بدعم مستشار الأمن القومي المعين الجنرال جيمس جونز الذي وصفه امــــام جلسة استماع في الكونغرس عام ٢٠٠٦ بأنه محوري لضمان الأمن الاميـــركي وبأنه »استثمار متواضع يساعد بفــعالية على منع النزاعات بدلاً من وقفها حين تبدأ«.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,152,997

عدد الزوار: 6,757,470

المتواجدون الآن: 139