تقييم الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة التنظيمات الإرهابية

تاريخ الإضافة الأربعاء 23 حزيران 2010 - 7:35 ص    عدد الزيارات 1077    التعليقات 0

        

العدد 254 7 يونيه 2010
تقييم الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة التنظيمات الإرهابية

تقرير واشنطن ـ مايسه الديب

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والولايات المتحدة تقود حربًا عنيفة ضد الإرهاب على مستوى العالم. ورغم طول أمد تلك الحرب فإنها لم تفلح تمامًا في القضاء على التنظيمات الإرهابية الرئيسة التي لا تزال تهدد الأمن والمصالح الأمريكية؛ مما دفع كثيرًا من الباحثين لتحليل استراتيجيات هذه الحرب والبحث عن أساليب جديدة لمواجهة الإرهاب، مع استمرار تهديد الأراضي الأمريكية، كان آخرها إحباط العمل الإرهابي بميدان التايمز.

وفى هذا السياق تأتي مقالة بمجلة المصلحة الوطنية National Interest عدد إبريل بعنوان الجهاد الأمـريكي American Jihad للكاتب بروس هوفمان Bruce Hoffman الأستاذ في برنامج دراسات الأمن بجامعة جورج تاون University Georgetown وزميل بمركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية.

مدى قدرة الأمريكيين على توقع الهجوم

كانت الولايات المتحدة في يوم رأس السنة على أعتاب حادثٍ مروعٍ كاد أن ينفذه أحد الإرهابيين ويدعى عمر فاروق عبد المطلب وهو نيجيري الجنسية خريج جامعة من أكبر الجامعات المرموقة في بريطانيا وهى جامعة كوليدج لندن University College London حيث تمكن عمر من إخفاء كمية من المتفجرات داخل ملابسه مخترقًا الإجراءات الأمنية بالمطار محاولاً استغلال أحد طائرات الركاب وتحويلها إلى أداة تدميرية لولا يقظة طاقم الطائرة واستطاعتهم السيطرة على الإرهابي الانتحاري لأصبحوا جميعًا ضحايا أكبر حادث إرهابي منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001

وقد تحدى عبد المطلب منفذ عملية الكريسماس بذلك المقولة النمطية التقليدية والتي مفادها أن الإرهاب الانتحاري يجتذب الفقراء وغير المتعلمين وذلك ليس لكونه يحمل درجة علمية فقط ولكنه أيضًا ابن مصرفي ثرى ومسئول سابق بالحكومة النيجيرية كل ذلك ساعده على أن يتنقل بكل سهولة ويسر بين أنحاء العالم ودون إثارة للشك مما كان له أكبر الأثر في سهولة تجنيده وتتابع تدريبه بشكل لافت للنظر فتلك السرعة لم يكن ليتوقعها خبراء مكافحة الإرهاب الذين فاجأتهم لحظة التنفيذ.

أما عن كيفية وسبب انضمامه إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فهو لازال لغزًا. وبالرغم من ذلك فإن الشكوك تتمحور بشكل مستمر حول رجل دين مسلم أمريكي الجنسية من أصل يمني يدعى أنور العـولقي وهو ممن فروا إلى اليمن منذ سنوات مضت.

وقد هزت محاولة اعتداء عمر بنية الأمن القومي الأمريكي من جذوره مما دفع الحكومة إلى عمل مراجعة شاملة لوسائل الدفاع ضد الإرهاب وذلك منذ إنشاء وزارة الأمن الداخلي قبل سبع سنوات وإصلاح الاستخبارات وقانون مكافحة الإرهاب منذ ست سنوات والمركز القومي لمكافحة الإرهاب ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية.

يُشير الكاتب إلى أن الأمريكيين لم يدور بخلدهم يومًا ما أو يتوقعوا أن الهجوم على السفارة الأمريكية في اليمن أو السعودية يمكن أن يكون بمثابة الخطوة الأولى على الطريق لشن هجمات داخل الأراضي الأمريكية، ولم تكن هناك أي معلومات استخباراتية تشير إلى شن مثل هذه الهجمات داخل الولايات المتحدة الأمريكية. فبالرغم من كل هذا الضجيج حول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فقد كان ينظر إليه دائمًا باعتباره منظمة إرهابية قاتلة داخل شبة الجزيرة العربية فقط .

إصلاحات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر ومدى فعاليتها

يرى كاتب المقال أنه بالرغم من تأكيدات المسئولين في الإدارة الأمريكية على استعداد الولايات المتحدة للتصدي لأي هجوم فإن الواقع أثبت عكس ذلك بعد أن تمكن منفذ عملية الكريسماس من الوصول إلى النقطة قبل الأخيرة لتنفيذ عمليته الإرهابية الانتحارية.

قد يعود السبب في ذلك إلى معوقات جغرافية وتكتيكية في الاستراتيجية الأمريكية بالخارج مما يدفعنا إلى القول إن الأمريكيين قادرون على التركيز على عدو واحد في مكان واحد وفي وقت واحد، حيث وضح هذا جليًا في مؤامرة الكريسماس فمن الواضح أن الولايات المتحدة تركز جهودها في أفغانستان وباكستان والعراق بينما يتم التخطيط للهجمات الإرهابية في أماكن أخرى من العالم.

ويبدو واضحًا من تركيز إدارة بوش على العراق وتركيز إدارة أوباما حاليًا على باكستان وأفغانستان أن الاهتمام في كل مرحلة دائما ما ينصب على مكان واحد متناسين بذلك أن القاعدة كانت دائمًا حركة عبر وطنية ذات قيادة مركزية وعدد من الفروع المتنوعة والمنتشرة في أنحاء العالم تربطها شبكة من الاتصالات وهذا ما يؤكد أنها ليست وحدة متجانسة تقتصر على منطقة جغرافية واحدة.

ويعتبر كاتب المقال أن القضاء على رموز وقادة تنظيم القاعدة باستخدام الطائرات بدون طيار قد أضحى مادة للتفاخر بين الإدارات المتعاقبة أكثر من كونه النهاية الحقيقة لتنظيم القاعدة، ولتتعال تصريحات المسئولين الأمريكيين المتفائلة منذ منتصف عام 2008 لتعلن القضاء على ما يزيد عن نصف عدد القيادات العليا لتنظيم القاعدة مما ينبئ بنهاية التنظيم .

وعلى الرغم من التفاؤل الأمريكي ظهرت مؤامرة يوم عيد الميلاد بعد أيام فقط من الهجوم الانتحاري على قاعدة أمريكية في خوست بأفغانستان. وبالرغم من ذلك فما زال المسئولون الأمريكيون يعتقدون أن القاعدة هي التي تواجه موقفًا صعبًا في تحديد نوعية القيادة القادمة واتجاهها وهو افتراض أشبه ما يكون بافتراض التقدم الذي تم إحرازه في حرب فيتنام في الستينيات على اعتبار أن القتل هو الطريق إلى النصر أية استراتيجية قطع الرأس وهى استراتيجية أثبتت فشلها منذ عقود طويلة فقد فشلت في القضاء على جبهة التحرير الوطني الجزائرية في الستينيات بعد قضاء فرنسا على معظم قادتها والذي لم يكن له تأثير على استمرار جبهة التحرير الوطني الجزائرية .

ويدعم الكاتب وجهة نظره بذكره إسرائيل كمثل آخر حيث إنها قد اعتمدت على سياسة القتل المستهدف لأكثر من ثلاثة عقود دون نتيجة منذ اغتيال قائد حماس وصانع قنبلتها عام 1996 وما ترتب عليه من تصاعد للهجمات الانتحارية وتكثيفها وفى عام 2004 كان اغتيال زعيم حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين وبعده بأسابيع قتل القائد السياسي للحركة عبد العزيز الرنتيسي. فبالرغم من اغتيال القيادتين الروحية والسياسية لهذه الحركة فإن تهديدها لإسرائيل لم يتضاءل.

وفى السياق ذاته وفى إطار الحرب الأمريكية على الإرهاب فإن قتل أبي مصعب الزرقـاوى زعيم القاعدة في العراق لم ينه هجمات تنظيم القاعدة في العراق بل على العكس ازدادت على إثره أعمال القتل والعنف المنسوبة إلى جماعة القاعدة. ولكن تلك الأمثلة لا تعني أن قتل وأسر الإرهابيين وقادتهم لا ينبغي أن يكون ضمن أولويات أي حرب على الإرهاب ولكن ذلك يعني أن يتزامن ذلك مع جهود دائمة لوقف تدفق مجندين جدد إلى تلك المنظمات فيكون استنزاف قادة الإرهاب جنبًا إلى جنب مع إعاقة انضمام أعضاء جدد لهذه المنظمات.

تزايد فاعلية التنظيمات الإرهابية

ويرى الكاتب أنه بالرغم من فعالية برنامج استهداف قادة المنظمات الإرهابية من خلال الطائرات بدون طيار الذي أجبر قيادات تنظيم القاعدة على الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بتأمين وجودهم على قيد الحياة فإن ذلك مجرد تكتيك وليس استراتيجية فيمكن عن طريق برنامج إطلاق الطائرات بدون طيار عرقلة عمليات تنظيم القاعدة ولكن لا يمكنه القضاء على الشبكة بالكامل أو إنهاء التهديد الذي يمثله وجودها.

فالولايات المتحدة تركز جهودها على محاربة الإرهاب بالخارج معتقدة بأن القاعدة تركز على مهاجمتها من الخارج وأن هذا التطرف لن يصل لداخل الولايات الأمريكية ولكن عام 2009 شهد ما لا يقل عن عشر مؤامرات لعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة، وهذا تطور غير مسبوق. فبالرغم من أن بعض تلك الحوادث كانت فردية وبدوافع شخصية إلا أنه في حالات أخرى كان نتيجة نشاط الجماعات الإرهابية ونجاحها في تجنيد أفراد داخل الولايات المتحدة أو توجيه عملاء مدربين لتنفيذ هجمات منسقة ضد أهداف داخل الحدود الأمريكية وهى الحوادث الأكثر أهمية لارتباطها بتنظيم القاعدة كحادث مذبحة فورت هود التي وقعت في نوفمبر2009 وأودت بحياة 13 شخصًا.

يشير الكاتب إلى أن تنظيم القاعدة قد وضع البيئة المناسبة لتجنيد الإرهابيين وأعد البنية التحتية للتنفيذ داخل الولايات المتحدة وهو ما يفسر تزايد المؤامرات الإرهابية عام 2009 واستمرارها في 2010 حتى بلغ الحال إلى استخدام نساء أمريكيات عن طريق شبكة الإنترنت في تجنيد آخرين في الولايات المتحدة وخارجها للقيام بعمليات إرهابية وهو ما يكشف عن الطبيعة المتغيرة للتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة وهى تهديدات تتغير وتتسع بسرعة غير متوقعة وخاصة مع استراتيجية تنظيم القاعدة في حشد أعضاء جدد لها وخاصة داخل الأراضي الأمريكية وابتكار أساليب جديدة في اختراق الأمن مع وجود دعم دائم من ذراع الاتصالات النشطة والتي يمكنها رصد الدفاعات الأمريكية وتحديد الفجوات والفرص الجديدة التي يمكن استغلالها بسرعة وفاعلية لشن الهجمات الإرهابية .

وقد أضافت القاعدة بعدًا أساسيًا في حربها ضد الولايات المتحدة فهي تعلم جيدًا أن الولايات المتحدة أقوى من أن يتم هزيمتها عسكريًا لذلك فهي تحاول هزيمتها على صعيد آخر وهو هزيمتها اقتصاديًّا عن طريق تقويض دعائم الاقتصاد الأمريكي مع استمرار الأزمة الحالية في الاقتصاد العالمي واستمرار الآلة الدعائية لتنظيم القاعدة عبر الإنترنت في قرع طبول الحرب عبر التصريحات المتكررة على لسان قادتها.

فشل الاستراتيجية الأمريكية

يعتبر كاتب المقال أن عملية يوم عيد الميلاد هي انعكاس للفشل الأمريكي في الاعتراف بالاستراتيجية الجديدة للقاعدة ووضع التدابير المناسبة لمواجهتها بشكل استباقي بدلاً من نمط الاستجابة المتأخرة وبينما درست القاعدة نقاط الضعف الأمريكية ببراعة وتمكنت من صياغة طرق جديدة لاستغلالها فقد فشلت الولايات المتحدة في تطوير استراتيجية جديدة وقائية ذات طابع استباقي لمواجهة تحركات القاعدة مما يشير إلى أن الأمريكيين حتى الآن لم يعرفوا عدوهم ولم يتمكنوا من معرفة كيف يفكر وكيف يمكن أن يستجيب أو مدى إمكانية اختراق خلاياه وزرع بذور الانشقاق في صفوفه وما يمكن أن يضعف صفوف المنظمة من الداخل ويحد من أعداد المجندين الجدد في المنظمة. وبدون الاهتمام بما سبق فلن يجدي نفعًا وضع استراتيجية لمواجهة الإرهاب يكون جل اعتمادها فقط على تصفية قادة التنظيم.

وبتدقيق النظر في السياسة الأمريكية المتبعة حاليًا لمكافحة الإرهاب فنجد أنها قد اتسمت بالتناقض، فبينما تفرغت الولايات المتحدة لقتل قيادات التنظيم شرع تنظيم القاعدة في إعادة تنظيم صفوفه وتدبير الخطط الأكثر مراوغة لتنفيذ عملياته الجديدة كتنفيذه هجومين منفصلين في أقل من أسبوع هما الهجوم الانتحاري على قاعدة تشبمان في أفغانستان وعملية الكريسماس داخل الأراضي الأمريكية وهو ما ألقى بظلاله على التشكيك في فعالية بنية الأمن الوطني الأمريكي.

يبدو التناقض كذلك في محاكمة خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر وعدم التنسيق بشأن الموقع الأفضل للمحاكمة في مقاطعة نيويورك الجنوبية أو في بعض المواقع الأخرى داخل الولايات المتحدة أو في جوانتانامو ويرجع ذلك إلى الهاجس الأمني والخوف من تعرض موقع المحاكمة للهجوم وهو ما يوفر البيئة المناسبة لمزيدٍ من الحملات الدعائية في تنظيم القاعدة ويعتبر إمدادًا لها.

بالرغم من تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب والأمن الأمريكية على مدى تسع سنوات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا أن الأحداث حتى الآن أثبتت أن الأمريكيين لم ينجحوا في ردع القاعدة مما يلزم بإتباع نهج جديد ونموذج آخر لمكافحة الإرهاب يحقق مزيدًا من الفاعلية في مواجهة استراتيجية تنظيم القاعدة.

إن حكومة الولايات المتحدة مازالت تنتهج نهجًا روتينيًا في التفكير يعتمد على فهم كيفية تأثير السياسة الخارجية الأمريكية على المواقف والآراء الخارجية وكيف أنها قد تزيد أو تقلل من قوة التهديدات الأجنبية ولكن مع العدد المتزايد من الحوادث المتصلة بجهاديين من داخل الولايات المتحدة يجب أن يتطرق الاهتمام كذلك إلى دراسة تأثير السياسة الخارجية الأمريكية على المواقف والآراء المحلية والخارجية معًا فينبغي مواجهة التهديدات بصورة منتظمة في الداخل والخارج على السواء.

ويتضح من سلسلة الحوادث المحلية أن المشكلة في تزايد مع تزايد أعداد المتدربين في مخيمات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة في باكستان وانتشارهم في أنحاء العالم وهو ما يستدعي تقييم مرجعيات الإرهاب وعمليات التجنيد وكيفية مواجهتها وذلك بالاعتماد على مسح شامل للخبرات وأفضل الممارسات في بلدان أخرى مع فهم أفضل للجماعات الإرهابية وكيفية اجتذابها الأمريكيين والمقيمين داخل الولايات المتحدة إلى صفوفها.

توصــــيات ختامـــية

منذ فترة ليست بالقصيرة والولايات المتحدة تتبع نهجًا واحدًا في مواجهة الإرهاب يقوم على قتل أو اعتقال قادة وأعضاء التنظيمات الإرهابية لذا فهي توجه الجيش والمخابرات والمجتمع الأمريكي في اتجاه واحد ألا وهو مطاردة قادة المقاومة وهذا ما ضخم الفشل الأمريكي لأن قطع الرأس لا يحد من الإرهاب دون مكافحة للتطرف وعمليات التجنيد . في الوقت ذاته وبالرغم من ذلك فإن هناك تزايدًا في قدرات تنظيم القاعدة وحركة طالبان على مواصلة تهديدهم استنادًا إلى قدرتهم في جذب مجندين جدد وتجديد مواردهم البشرية بصورة مستمرة.

من ذلك نخلص إلى أن مواجهة هذه الفجوة في الاستراتيجية الأمريكية الحالية لن يتحقق إلا باللجوء إلى استراتيجية فعالة تجمع بين النواحي التكتيكية لتدمير وإضعاف قدرات القاعدة بالاستمرار في ملاحقة المتمردين واعتقالهم أو قتلهم مع تبني استراتيجية حاسمة وبالقدر ذاته بل أوسع نطاقًا للخروج من دوامة الإرهاب وتجنيد المتمردين حتى يمكن القضاء على الرسالة المستمرة لتنظيم القاعدة بشأن وجود كوادر جديدة من نشطاء القاعدة وأجنحتها في انتظار خلافة أسلافهم من المسجونين أو المتوفين, ولحين العمل باستراتيجية ناجحة في مواجهة الإرهاب ستبقى الولايات المتحدة متخذة سياسة رد الفعل غير الفعالة في مواجهة معركة الحرب على الإرهاب التي طال أمدها أكثر من الحرب العالمية الأولى والثانية معًا.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,348,008

عدد الزوار: 6,946,361

المتواجدون الآن: 68