حقبة جديدة من التعاملات النقدية في العالم العربي
الأحد 22 كانون الثاني 2017 - 7:14 ص 978 0
حقبة جديدة من التعاملات النقدية في العالم العربي
المستقبل..أدريان بريدجووتر (متخصص في شؤون تطوير البرمجيات وإدارة المشاريع والتكنولوجيا)
نعيش في عالم متغيّر نواجه فيه كل يوم مصطلحات ومفاهيم جديدة مثل «تطبيق» و»سيلفي» و»إيموتيكون». وغالبًا ما تكون هذه التعابير الجديدة التي تجتاح حياتنا وتملأ تفاصيل يومنا مستوحاة من أحدث تطورات التكنولوجيا. ومن هذه التعابير التي انتشرت مؤخرًا كلمة « «underbankingأو «عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية«. وإذا ما أردنا تعريف هذا المصطلح والأشخاص الذين يجدون أنفسهم في مثل هذا الوضع، يمكن القول بأن مفهوم «عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية» يعبر عن الأشخاص والشركات الصغيرة التي تعاني من إمكانية محدودة أو معدومة للوصول إلى خدمات الأفراد المصرفية الرئيسية. ولعل أحد الأسباب التي تؤدي إلى عدم القدرة على الحصول على خدمات مصرفية هو بُعد الناس عن المرافق والخدمات المصرفية التقليدية، أو في بعض الحالات عدم كفاية المصادر المالية المحلية لتأمين احتياجات تطوير وإنشاء بنية تحتية خاصة للمصارف المحلية. ينقسم الأشخاص والشركات الذين يعانون من اعتماد متضائل على الخدمات المصرفية إلى مجموعتين؛ الأولى تعتمد على البنوك بمستوى ضئيل والثانية لا تتعامل مع البنوك على الإطلاق. وتفتقر هاتان المجموعتان إلى الأساس القوي والجيد لتنمية الأعمال أو تطوير مستوى معيشتهم. وبحسب تقديرات البنك الدولي، فإن احتمالية أن يكون للأشخاص ذوي الدخل المنخفض ممن يعيشون في الشرق الأوسط حساب مصرفي أقل من الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الذين يعيشون في أفريقيا أو جنوب آسيا. وعلى حد قول مدوّن البنك الدولي سيمون بيل فإن «4% فقط من البالغين الذين لا يتعاملون مع البنوك في الشرق الأوسط يعزون سبب عدم امتلاكهم حساب مصرفي إلى أنهم ليسوا بحاجة لواحد، أي بمعنى آخر يبدو أن هناك طلب غير ملبّى على الخدمات المالية«. ويضيف بيل: «إن احتمالية أن يكون لدى الشخص المذكور حساب مصرفي أقل بكثير من شخص يعيش في أمريكا اللاتينية أو أوروبا الشرقية أو شرق آسيا مقارنة بدولة أو منطقة ذات دخل متوسط«.
[ كيف يتمكن الأفراد والشركات غير القادرين على التعامل مع البنوك من البقاء والاستمرار؟
ـــــ إذا ما أردنا الإجابة على هذا السؤال بناء على التعايش يومًا بيوم، فإن هذه الفئات تلجأ إلى الاعتماد على المقايضة والأشكال غير التقليدية للتمويل وما يسمى بـ «التمويل الأصغر«. إلا أن هناك حالة من الغموض تحيط بالتمويل الأصغر فيما يتعلق بالثغرات الأمنية والافتقار لأدوات الرقابة الرسمية؛ الأمر الذي يتفاقم أحيانًا لاستغلال مرابي القروض وغيرهم من الشخصيات غير الجديرة بالثقة على المستوى المالي. ومرة أخرى، هذا ليس أساسًا جيدًا لنمو الأعمال أو تنمية رفاه الإنسان. ومما لا شك فيه أن عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية هو أمر شائع في عدد من الدول العربية كاليمن والجزائر والمناطق الريفية في مصر ولربما في مناطق نائية من المغرب؛ ولكننا فوجئنا بانتشار هذه الحالة في بعض المناطق الأكثر نموًا وتطورًا في الشرق الأوسط.
[ كيف يمكننا التخلص من عدم القدرة على الحصول على خدمات مصرفية؟
ــــــــ شركة «ريد كلاود» هي شركة بريطانية ناشئة تُعرف بمساهمتها في تطوير وإطلاق خدمة «إم-بيسا» وهي خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول. وتتولى الشركة حاليًا مهمة حل العديد من مشاكل البنية التحتية المصرفية في الشرق الأوسط وأفريقيا بالاستعانة بتقنياتها المصممة لربط المجتمعات والشركات المتباينة والتي لا تملك القدرة على التعامل مع البنوك بأنظمة تحويل الأموال. إذا، فإن شركة «ريد كلاود» تملك منتج «بطاقة بيضاء» بحيث تقدم منصة حوسبة هندسية مفتوحة تبيعها للبنوك في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة. وعندها تصبح هذه المؤسسات قادرة على تخصيص المنصة والخدمة المصرفية التي تقدمها بما ينسجم مع علامتها واسمها التجاري. وبالتالي تعمل كوكالة محلية تمنح إمكانية الوصول إلى البنية التحتية المصرفية المركزية. وتتميز المؤسسات التي يطلق عليها مصطلح «وكالة مصرفية» بقدرتها على اختراق المناطق المحرومة وتعزيز إمكانية وصول هذه المناطق إلى المنتجات والخدمات المالية التي تحتاجها. وكل هذا يحدث دون الحاجة لأن تقوم أي جهة بالاستثمار في البنية التحتية لفروع البنك. تسهم الوكالات المصرفية في تحويل مهام موظفي شركات الهواتف إلى ما يشبه مهام أجهزة الصراف الآلي بحيث يقدمون مختلف الخدمات المالية باستخدام أجهزة مثل قارئ البطاقة أو نقاط البيع أوالهواتف المحمولة لإتمام تعاملات مالية حقيقية. ومن المهم أن يكون موظفو الوكالات المصرفية قادرون على تأدية مهامهم في ظل أصعب الظروف؛ في مزرعة أو منطقة صناعية صعبة أو حتى على أحد الجبال.
[ كيف يمكن تحويل البنوك لاستقبال العصر الرقمي؟
ـــــــ في ضوء دراستها لعدد من البنوك مثل بنك الخرطوم في السودان، تقترح شركة ريد كلاود الاستعانة بتكنولوجيا «محرك معالجة التعاملات الحقيقي». إن من شأن هذه التكنولوجيا أن تمكن البنوك من تطوير قاعدة عملائها من بضعة آلاف إلى ملايين العملاء. كما يمكنها أيضًا تطوير بنية تحتية مصممة للتعاملات ذات القيمة العالية أو التي تتضمن مبالغ ضخمة. تقول سمية حمزاوي، المدير التجاري في شركة ريد كلاود للتكنولوجيا: «تفرض الأسواق الناشئة في العالم العربي ومناطق أخرى تحديًا أمام البنوك التقليدية التي تسعى لتوسيع نطاق عملياتها«. وتضيف: «عادة ما تفتقر المناطق غير الحضرية الواسعة إلى البنية التحتية الجاهزة التي تتيح إمكانية تطوير منتجات وخدمات مالية بسرعة، كما أن تكلفة الدخول إلى هذه المناطق النائية تكون باهظة في أغلب الأحيان. وهنا تأتي أهمية الوكالات المصرفية التي تمكّن البنوك من توسيع نطاق وصولها دون أن تتأثر بشكل سلبي«. تشير سمية إلى حقيقة أن أكثر من 80% من السكان البالغين في المناطق النامية في الصحراء الكبرى بأفريقيا لا يتعاملون مع البنوك أو يتعاملون بمستوى ضئيل أو «مستبعدون فيما يتعلق بالشؤون المالية«. منذ ظهورها، أثبتت الحلول المصرفية عبر الهاتف المحمول قوتها في أفريقيا على وجه التحديد؛ إذ حظيت بدعم شركات اتصالات مثل «إم تي إن« (MTN) ومزودي حلول تكنولوجيا مثل «آي بي إم« (IBM). وفي أجزاء من الشرق الأوسط، كانت «فواتير الناقل» من الآليات الشائعة للتعامل المالي كما هو الحال في موقع وتطبيق «كتبي» المخصص لبيع الكتب الإلكترونية والذي تدعمه شركة فودافون في مصر، حيث يتيح الفرصة للمستخدمين لشراء الكتب باستخدام رصيدهم المتوفر في الهاتف المحمول. ولقد أثمر انتشار هذا النطاق من المناهج والآليات التي تقدم الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول عن فتح أفق جديد للتعامل المصرفي للأشخاص الذين يعانون من ابتعادهم عن الخدمات المصرفية، كما أنه يدعم خدمات الهاتف المحمول التحويلية مثل أوبر.
[ تصرف بسرعة قبل انتشار عدم التعامل بالمبالغ النقدية
ــــــــ من المهم للغاية أن نتصدى لحالة عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية في العالم العربي بسرعة وخلال فترة وجيزة. ولا نقول هذا بسبب تأثير ذلك على رفاه الشعب وازدهار المناطق النائية من العالم العربي فحسب؛ ولكن أيضًا لتجنب الأثر الأوسع للدفعات غير النقدية عندما تصل إلى الجميع. على الرغم من أن عددا كبيرا من الأفراد والشركات المحلية التي تتمتع بأوضاع مالية جيدة أصبحت معتادة بالفعل على الدفعات الإلكترونية غير النقدية وبطاقات الائتمان غير المربوطة ودفعات التطبيقات المصرفية على الهواتف الذكية، إلا أنه عند وصول مثل هذه الابتكارات لاقتصادات فقيرة معتمدة على النقد سنكون أمام عاصفة بدأت تتشكل بالفعل. تعمل شركة «صن تيك« (SunTec) في مجال تكنولوجيا الحلول المصرفية وتتخذ من الشرق الأوسط مقراً رئيسياً لها، وتحديدًا في دبي في الإمارات العربية المتحدة. وبدأت الشركة بالتعامل مع مجموعة كبيرة من العملاء في شبه القارة الآسيوية ممن وصلوا إلى الخدمات المصرفية الجديدة وحققوا ثروات طائلة وهم الآن يودعون ما يملكونه من مبالغ نقدية في البنوك. أسفر هذا الأمر عن حالة من الغضب والاستياء الجسدي واللوجستي من قبل الموظفين، ولكنه في المقابل أثمر عن جمع كم هائل من البيانات الهامة. وأصبحت ملايين سجلات الحسابات المصرفية الجديدة بانتظار فتحها وتغذيتها بالمعلومات اللازمة.
[ حان وقت «التدفق النقدي الإلكتروني»
ــــــ إذا، باختصار يمكننا القول بأن هذه المرحلة تدشن انطلاق ثورة التعاملات المصرفية الإلكترونية أو ما يسمى بـ «التدفق النقدي الإلكتروني«.
علّقت آن كايرنس، رئيسة ماستر كارد على هذا الموضوع في ضوء الدراسة التي كانت قد أجرتها شركتها في ديسمبر 2016، وقالت: «بالنسبة للكثيرين من الناس غالبًا ما يُنظر إلى مفهوم الإقصاء على أنه مشكلة الأسواق النامية. ولكن الدراسة التي أجريناها مؤخرًا أظهرت بأن هذه المشكلة تترافق مع بعض الأسواق المتطورة بما في ذلك الشرق الأوسط«. وعن مفهوم الإقصاء أضافت كايرنس من ماستر كارد بأن «الإقصاء يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الناس؛ كونه يحرمهم من المزايا الأساسية وحرية الاختيار بما في ذلك الحماية المتزايدة والانسجام وإمكانية الوصول إلى الاقتصاد العالمي. وحقيقة أن الأدوات والتكنولوجيا متاحة لمن هم بحاجة للتضمين تبرهن على أن هذه المشكلة قابلة للحل من خلال الشراكات والتعليم والابتكار«. حان الوقت لندرك بأن العالم المصرفي ليس متاحًا في كل مكان كما يتخيل المرء، وأن هناك العديد من القطاعات الفرعية من اقتصاديات العالم العربي التي لا يزال أمامها فرصة للإسهام في القطاعات المالية. الحقيقة المثبتة التي يمكننا التعويل عليها هو أن الفئات غير القادرة على الوصول للخدمات المصرفية وتلك التي لا تتعامل أصلًا مع البنوك ترغب بالفعل بتغيير هذا الواقع والاستفادة من خدمات وحلول مصرفية مميزة. والحل دون شك هو تقنيات الهواتف المحمولة التي اكتسحت عالمنا اليوم.
[ كيف يتمكن الأفراد والشركات غير القادرين على التعامل مع البنوك من البقاء والاستمرار؟
ـــــ إذا ما أردنا الإجابة على هذا السؤال بناء على التعايش يومًا بيوم، فإن هذه الفئات تلجأ إلى الاعتماد على المقايضة والأشكال غير التقليدية للتمويل وما يسمى بـ «التمويل الأصغر«. إلا أن هناك حالة من الغموض تحيط بالتمويل الأصغر فيما يتعلق بالثغرات الأمنية والافتقار لأدوات الرقابة الرسمية؛ الأمر الذي يتفاقم أحيانًا لاستغلال مرابي القروض وغيرهم من الشخصيات غير الجديرة بالثقة على المستوى المالي. ومرة أخرى، هذا ليس أساسًا جيدًا لنمو الأعمال أو تنمية رفاه الإنسان. ومما لا شك فيه أن عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية هو أمر شائع في عدد من الدول العربية كاليمن والجزائر والمناطق الريفية في مصر ولربما في مناطق نائية من المغرب؛ ولكننا فوجئنا بانتشار هذه الحالة في بعض المناطق الأكثر نموًا وتطورًا في الشرق الأوسط.
[ كيف يمكننا التخلص من عدم القدرة على الحصول على خدمات مصرفية؟
ــــــــ شركة «ريد كلاود» هي شركة بريطانية ناشئة تُعرف بمساهمتها في تطوير وإطلاق خدمة «إم-بيسا» وهي خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول. وتتولى الشركة حاليًا مهمة حل العديد من مشاكل البنية التحتية المصرفية في الشرق الأوسط وأفريقيا بالاستعانة بتقنياتها المصممة لربط المجتمعات والشركات المتباينة والتي لا تملك القدرة على التعامل مع البنوك بأنظمة تحويل الأموال. إذا، فإن شركة «ريد كلاود» تملك منتج «بطاقة بيضاء» بحيث تقدم منصة حوسبة هندسية مفتوحة تبيعها للبنوك في الشرق الأوسط والأسواق الناشئة. وعندها تصبح هذه المؤسسات قادرة على تخصيص المنصة والخدمة المصرفية التي تقدمها بما ينسجم مع علامتها واسمها التجاري. وبالتالي تعمل كوكالة محلية تمنح إمكانية الوصول إلى البنية التحتية المصرفية المركزية. وتتميز المؤسسات التي يطلق عليها مصطلح «وكالة مصرفية» بقدرتها على اختراق المناطق المحرومة وتعزيز إمكانية وصول هذه المناطق إلى المنتجات والخدمات المالية التي تحتاجها. وكل هذا يحدث دون الحاجة لأن تقوم أي جهة بالاستثمار في البنية التحتية لفروع البنك. تسهم الوكالات المصرفية في تحويل مهام موظفي شركات الهواتف إلى ما يشبه مهام أجهزة الصراف الآلي بحيث يقدمون مختلف الخدمات المالية باستخدام أجهزة مثل قارئ البطاقة أو نقاط البيع أوالهواتف المحمولة لإتمام تعاملات مالية حقيقية. ومن المهم أن يكون موظفو الوكالات المصرفية قادرون على تأدية مهامهم في ظل أصعب الظروف؛ في مزرعة أو منطقة صناعية صعبة أو حتى على أحد الجبال.
[ كيف يمكن تحويل البنوك لاستقبال العصر الرقمي؟
ـــــــ في ضوء دراستها لعدد من البنوك مثل بنك الخرطوم في السودان، تقترح شركة ريد كلاود الاستعانة بتكنولوجيا «محرك معالجة التعاملات الحقيقي». إن من شأن هذه التكنولوجيا أن تمكن البنوك من تطوير قاعدة عملائها من بضعة آلاف إلى ملايين العملاء. كما يمكنها أيضًا تطوير بنية تحتية مصممة للتعاملات ذات القيمة العالية أو التي تتضمن مبالغ ضخمة. تقول سمية حمزاوي، المدير التجاري في شركة ريد كلاود للتكنولوجيا: «تفرض الأسواق الناشئة في العالم العربي ومناطق أخرى تحديًا أمام البنوك التقليدية التي تسعى لتوسيع نطاق عملياتها«. وتضيف: «عادة ما تفتقر المناطق غير الحضرية الواسعة إلى البنية التحتية الجاهزة التي تتيح إمكانية تطوير منتجات وخدمات مالية بسرعة، كما أن تكلفة الدخول إلى هذه المناطق النائية تكون باهظة في أغلب الأحيان. وهنا تأتي أهمية الوكالات المصرفية التي تمكّن البنوك من توسيع نطاق وصولها دون أن تتأثر بشكل سلبي«. تشير سمية إلى حقيقة أن أكثر من 80% من السكان البالغين في المناطق النامية في الصحراء الكبرى بأفريقيا لا يتعاملون مع البنوك أو يتعاملون بمستوى ضئيل أو «مستبعدون فيما يتعلق بالشؤون المالية«. منذ ظهورها، أثبتت الحلول المصرفية عبر الهاتف المحمول قوتها في أفريقيا على وجه التحديد؛ إذ حظيت بدعم شركات اتصالات مثل «إم تي إن« (MTN) ومزودي حلول تكنولوجيا مثل «آي بي إم« (IBM). وفي أجزاء من الشرق الأوسط، كانت «فواتير الناقل» من الآليات الشائعة للتعامل المالي كما هو الحال في موقع وتطبيق «كتبي» المخصص لبيع الكتب الإلكترونية والذي تدعمه شركة فودافون في مصر، حيث يتيح الفرصة للمستخدمين لشراء الكتب باستخدام رصيدهم المتوفر في الهاتف المحمول. ولقد أثمر انتشار هذا النطاق من المناهج والآليات التي تقدم الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول عن فتح أفق جديد للتعامل المصرفي للأشخاص الذين يعانون من ابتعادهم عن الخدمات المصرفية، كما أنه يدعم خدمات الهاتف المحمول التحويلية مثل أوبر.
[ تصرف بسرعة قبل انتشار عدم التعامل بالمبالغ النقدية
ــــــــ من المهم للغاية أن نتصدى لحالة عدم القدرة على الحصول على الخدمات المصرفية في العالم العربي بسرعة وخلال فترة وجيزة. ولا نقول هذا بسبب تأثير ذلك على رفاه الشعب وازدهار المناطق النائية من العالم العربي فحسب؛ ولكن أيضًا لتجنب الأثر الأوسع للدفعات غير النقدية عندما تصل إلى الجميع. على الرغم من أن عددا كبيرا من الأفراد والشركات المحلية التي تتمتع بأوضاع مالية جيدة أصبحت معتادة بالفعل على الدفعات الإلكترونية غير النقدية وبطاقات الائتمان غير المربوطة ودفعات التطبيقات المصرفية على الهواتف الذكية، إلا أنه عند وصول مثل هذه الابتكارات لاقتصادات فقيرة معتمدة على النقد سنكون أمام عاصفة بدأت تتشكل بالفعل. تعمل شركة «صن تيك« (SunTec) في مجال تكنولوجيا الحلول المصرفية وتتخذ من الشرق الأوسط مقراً رئيسياً لها، وتحديدًا في دبي في الإمارات العربية المتحدة. وبدأت الشركة بالتعامل مع مجموعة كبيرة من العملاء في شبه القارة الآسيوية ممن وصلوا إلى الخدمات المصرفية الجديدة وحققوا ثروات طائلة وهم الآن يودعون ما يملكونه من مبالغ نقدية في البنوك. أسفر هذا الأمر عن حالة من الغضب والاستياء الجسدي واللوجستي من قبل الموظفين، ولكنه في المقابل أثمر عن جمع كم هائل من البيانات الهامة. وأصبحت ملايين سجلات الحسابات المصرفية الجديدة بانتظار فتحها وتغذيتها بالمعلومات اللازمة.
[ حان وقت «التدفق النقدي الإلكتروني»
ــــــ إذا، باختصار يمكننا القول بأن هذه المرحلة تدشن انطلاق ثورة التعاملات المصرفية الإلكترونية أو ما يسمى بـ «التدفق النقدي الإلكتروني«.
علّقت آن كايرنس، رئيسة ماستر كارد على هذا الموضوع في ضوء الدراسة التي كانت قد أجرتها شركتها في ديسمبر 2016، وقالت: «بالنسبة للكثيرين من الناس غالبًا ما يُنظر إلى مفهوم الإقصاء على أنه مشكلة الأسواق النامية. ولكن الدراسة التي أجريناها مؤخرًا أظهرت بأن هذه المشكلة تترافق مع بعض الأسواق المتطورة بما في ذلك الشرق الأوسط«. وعن مفهوم الإقصاء أضافت كايرنس من ماستر كارد بأن «الإقصاء يؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الناس؛ كونه يحرمهم من المزايا الأساسية وحرية الاختيار بما في ذلك الحماية المتزايدة والانسجام وإمكانية الوصول إلى الاقتصاد العالمي. وحقيقة أن الأدوات والتكنولوجيا متاحة لمن هم بحاجة للتضمين تبرهن على أن هذه المشكلة قابلة للحل من خلال الشراكات والتعليم والابتكار«. حان الوقت لندرك بأن العالم المصرفي ليس متاحًا في كل مكان كما يتخيل المرء، وأن هناك العديد من القطاعات الفرعية من اقتصاديات العالم العربي التي لا يزال أمامها فرصة للإسهام في القطاعات المالية. الحقيقة المثبتة التي يمكننا التعويل عليها هو أن الفئات غير القادرة على الوصول للخدمات المصرفية وتلك التي لا تتعامل أصلًا مع البنوك ترغب بالفعل بتغيير هذا الواقع والاستفادة من خدمات وحلول مصرفية مميزة. والحل دون شك هو تقنيات الهواتف المحمولة التي اكتسحت عالمنا اليوم.