حالات طرد وتشطيب رغم النداءات

تاريخ الإضافة الخميس 3 حزيران 2010 - 10:58 ص    عدد الزيارات 970    التعليقات 0

        

حالات طرد وتشطيب رغم النداءات

أعراس الديموقراطية بنكهة الثنائي (1/2)
منال صقر، الثلاثاء 1 حزيران 2010
 



... بدأ "حزب الله" ورشة تنظيمية على خلفيات الانتخابات البلدية وما رافقها من تعقيدات في البلدات الشيعية في ظل أداء كوادره فيها، إلا أنّ مخاض هذه الورشة يبدو عسيراً وتردد ان قياديين في الحزب تعرضوا للانتقاد واللوم للنتائج غير المتوقعة في اكثر من منطقة والتي جاءت مغايرة للحسابات التي قدموها للقيادة قبل توجه الناخبين الى صناديق الاقتراع. وعلى المقلب الاخر للثنائي لم يكن مستغرباً اقدام "أمل" على طرد عدد من رؤساء البلديات السابقين ونخبة من الكوادر في الجنوب (وتجاوز عددهم الـ 18) من صفوفها (في بلدات طورا وصربين ومجدل سلم والجبين ...الخ) بعد اصرارهم على تشكيل لوائح مستقلة تنافس "لوائح التنمية والوفاء" في بلدات جنوبية، أما "حزب الله" فان بنيته الحديدية لم تسمح بالاعلان عن الحالات المشابهة. فكيف بدا المشهد في البلدات الشيعية خلال الإستحقاق البلدي. رغم ان حالات طرد سجلت في بعض القرى ومنها مارون الراس (بنت جبيل).



هذا المأزق الذي أرخى بظلاله على الساحة الشيعية دفع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى إطلاق واحد من اكثر النداءات حدة قبل 48 ساعة من افتتاح صناديق الإقتراع في الجنوب ودعا مناصريه الى الإلتزام باللوائح، وقد فهمت الدعوة شعبيًا على انها تكليف شرعي مبطن وهو ما اظهرته الإنتخابات في اكثر من بلدة جنوبية، لكن اللافت كانت دعوة نصرالله المستقلين بطريقة غير مباشرة الى الانسحاب من السباق الإنتخابي وتحدث عن مخرج قانوني للتزكية قبل ساعات من توجه الناخبين الى صناديق الإقتراع، وفي موازاة ذلك وخلال القاء نصرالله كلمته في حفل افتتاح المعلم "السياحي المقاوم" في مليتا (إقليم التفاح) كان الرئيس نبيه بري يعقد لقاءات متتالية مع وفود حركية من البلدات الجنوبية وخصوصاً الحدودية ويبلغهم بلهجة حادة الإلتزام بلوائح "التنمية والوفاء" اضافة الى اصراره على تقديم التزكية على المنافسة مع العائلات واليساريين والمستقلين. وانضم الى اللقاء معاونه السياسي النائب علي حسن خليل وفي جعبته اخباراً سارة عن تزكيات في بعض البلدات ومنها الخيام التي عمدت "امل" فيها الى طرد اكثر من عنصر من صفوفها في البلدة لانجاز التزكية.

وبحسب مصادر خاصة فإنّ بري قال لمحازبيه: "اعرف انه في بلدة (...) نستطيع الفوز بكامل اعضاء المجلس البلدي لكن لدينا توافق على مستوى لبنان ويجب الإلتزام به...". وفي تلك الأثناء كانت فعاليات الجنوب المحسوبة على "الثنائي" تواصل جهودها في "اقناع المستقلين بالإنسحاب" خصوصاً في بلدات قضاء بنت جبيل بعد احراج في قرى صور .

وجاءت نتائج الانتخابات لتعمق من الشرخ بين مناصري "امل" و"حزب الله" وتظهر حالات التململ السائدة في المناطف الشيعية، وفي هذا السياق لم يخف احد المراجع الدينية الوازنة عدم إرتياحه لانعكاس تداعيات الانتخابات على الجمهور الشيعي، خصوصاً ان شعبية الثنائي تراجعت الى نحو الـ60 في المئة على مستوى أبناء الطائفة الشيعة في الوقت الذي اثبت فيه اليسار والمستقلون حضورهم في المناطق الشيعية.

أما في بعض قرى بنت جبيل فان تزكية طارئة حطت في اكثر من بلدة قبل ساعات من فتح صناديق الإقتراع، وحسب ما تم تداوله عبر اكثر من محطة تلفزيونية فإن مخالفات قانونية رافقت عملية انسحاب المرشحين في هذه البلدات بعد ان عمد احد كتاب العدول الى تسجيل انسحاب المرشحين بتاريخ سابق افساحاً بالتزكية علماً ان جدلاً قانونياً أثير حول عدم جواز التزكية بعد إقفال باب سحب الترشيحات ومثال بلدة المريجة (بعبدا) لا يحمل اللبس عندما اجريت الانتخابات في الحي المذكور رغم انسحاب المرشحين المنافسين قبل الانتخابات بثلاثة ايام، الا ان مسلسل المخالفات انسحب أيضًا الى بلدات مرجعيون. أما في النبطية فلم تفلح جهود النواب بفرض التزكيات وخاضت بعض القرى تنافساً تراوحت نسبته بين الحماوة واللامبالاة الباهتة.



على ضفة "حزب الله" أخذت  الأمور منحاً آخراً رغم التشابه مع "امل" في طريقة التعاطي مع المرشحين المستقلين واليساريين في بلدات جنوبية عدة.
واللافت ان بعض مسؤولين في البلدات الحدودية جاهر امام محازبيه باتخاذ الإجراءات التنظيمية المناسبة في حال عدم الإلتزام باللوائح المشتركة مع "امل" وهو أمر تكرر في اكثر من بلدة.

ونقل متابعون للملف البلدي ان ورشة تنظيمية بدأها "حزب الله" بعد تعاظم الإحتجاجات على طريقة تشكيل اللوائح وفرض الأسماء وما سمي بالتمنيات على المرشحين المستقلين للانسحاب من المعركة الإنتخابية، إضافة الى تحمل قيادي رفيع في الحزب مسؤولية الاخفاق في البقاع.

لكن هذا الواقع لا ينفي التزام غالبية الجمهور الشيعي بالتوجهات السياسية لـ"حزب الله" وفي مقدمه "الإلتزام بالمقاومة ومناهضة المشروع الأميركي".



ويلاحظ ان معظم بلدات نواب كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" لم تفلح فيها جهود الثنائي في اخراج التزكية، فعلى سبيل المثال شهدت مدينة بنت جبيل (ويمثلها في البرلمان النواب علي بزي وايوب حميد وحسن فضل الله) منافسة غير سهلة للثنائي امام اليسار والعائلات، خصوصاً في عيترون ودير انطار وعيناتا...ألخ، وكذلك بلدة معروب (صور) وهي بلدة الوزير والنائب محمد فنيش وكفرمان (النائب عبد اللطيف الزين) والنبطية (النائب ياسين جابر) وغيرها من البلدات الجنوبية، مع الإشارة الى أن بلدات بعلبك الهرمل لم تكن حالتها افضل حيث شهدت بلدة مقنة (النائب علي المقداد) وغيرها منافسات لافتة للوائح الثنائي وجاءت اللبوة "بأنيابها" لتسقط هشاشة التوافق وبفارق مئات الأصوات وعلى خطاها سارت مقنة، واما في يونين فكانت المفاجأة استقالة 12 عضواً فائزاً محسوبين على الثنائي بعد ان خرقت اللائحة بـ6 مقاعد من المستقلين.

الخارطة البلدية غداة إسدال الستار على الاستحقاق البلدي في مراحله الثلاث  تراقصت على ايقاع رفض المنطق الفوقي في فرض الأسماء، وبحسب إمام بلدة عيناتا السيد علي عبد اللطيف فضل الله: "إن تقديم الأمور بهذه الطريقة والدخول في الزواريب لا يحقق مصالح البلدات الجنوبية، وطريقة التعاطي في تشكيل اللوائح تسببت في اثارة الغرائز العائلية في الوقت الذي نسمع فيه الدعوات الى الغاء الطائفية السياسية"، و الامر هذا يأخذ "المناطق الى اسفل درك التخلف" وفق ما اعلنه امام البلدة مراراً من على منبر المسجد. وقد ترجم إعتراضه في مقاطعة الانتخابات وسط مشاركة خجولة لأقاربه (100 ناخب من اصل نحو 400). 



كلام السيد فضل الله يردده كثر في الجنوب وقبلهم في بعلبك الهرمل والضاحية الجنوبية، علماً ان نتائج الإنتخابات البلدية في بلدات ساحل المتن الجنوبي الشيعية اظهرت هشاشة التحالف الثنائي بعد عمليات التشطيب المنظمة التي مارسها احد طرفي التحالف خصوصاً في الغبيري وبرج البراجنة وعشرات الأوراق البيض ومفاجأة المخاتير المقربين من النائب باسم السبع وتحقيقهم ارقاماً فاقت بـ1500 صوت ما حصل عليه شقيق النائب علي عمار. وانسحب الأمر على بلدات الجنوب والبقاع، حيث تكفي مراجعة الأرقام لتظهر جلياً عملية التشطيب عدا عن تسجيل المستقلين واليساريين ارقاماً معتبرة تراوحت ما بين 35 في المئة في الغبيري والبرج رغم التفاوت الكبير بين قدرات الثنائي والمستقلين خصوصاً في البرج حيث حصل المهندس غسان ناصر على 1040 صوت من اصل نحو 4000 ناخب.

واللافت ان اي نتائج للانتخابات البلدية لم تصدر عن الماكينات الحزبية المعروفة بدقة نتائجها واكتفت باصدار الأرقام في بلدات نالت فيها النسب المرتفعة وهذه البلدات لم تشهد اصلاً منافسات جدية بينما عتمت وسائل الإعلام المحسوبة على الثنائي الشيعي على مجريات الإنتخابات في عدد من البلدات الشيعية بعد خسارة الثنائي المنافسة الإنتخابية، ومن هذه البلدات اللبوة في بعلبك ودير انطار بنت جبيل وجبال البطم وجويا ومعروب (صور) وصير الغربية وحومين الفوقا (النبطية) وغيرها.

وأيضاً اظهرت النتائج في قرى عدة ان التشطيب كان سيد الموقف ورده بعض المتابعين للوضع الشيعي انه "يحمل مفعولاً رجعياً لهزيمة حركة امل في الانتخابات البلدية السابقة".

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,709,532

عدد الزوار: 6,909,721

المتواجدون الآن: 104