إفرازات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ضوء تقرير غولدستون

تاريخ الإضافة الأحد 4 نيسان 2010 - 11:35 م    عدد الزيارات 1047    التعليقات 0

        

بتاريخ 27 كانون الأول ديسمبر 2008 أشعلت إسرائيل حربها على قطاع غزة في وقت كانت فيه معظم الفصائل الفلسطينية هناك ملتزمة بالتهدئة وبعضها في طريقه إلى الالتزام بها، فجاءت الحرب الإسرائيلية لتنسف تلك الالتزامات، وأعادت المنطقة إلى أعلى درجات التسخين العسكري، ونظرا للتفاوت الحاد في التوازن والتكافؤ في القدرة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في القطاع كانت نتائج الحرب مروعة ومفزعة حيث ذهب ضحيتها ألف وخمس ماية شهيدا وخمسة الآلف جريح عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، كما خلفت الآلاف من ذوي الإعاقات الدائمة فضلا عن تدمير الآلف المنازل والأحياء السكنية، والمراكز الحكومية والمدارس والجامعات ودور العبادة من مساجد وكنائس، ومباني ومؤسسات حكومية ودولية بما في ذلك مقر هيئة الأمم المتحدة، وقد استعملت إسرائيل في ذلك كل ما تملكه من أسلحة بما فيها الأسلحة المحرمة دوليا، كما اعتمدت كل أساليب القتل دون مراعاة قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني الذي يلزم المتحاربين بقواعد معينة من شأنها عدم استهداف المدنيين،  ودور العبادة، ومعاهد التعليم، والمنازل السكنية، والتجمعات المدنية، كما تقضي بالحذر الزائد لتفادي الإصابات في صفوف المدنيين وغير المتحاربين. ويبدو أن بشاعة الحرب وعشوائيتها على القطاع وسقوط العدد الهائل من المدنيين الفلسطينيين ضحية لها خلال أسابيع ثلاثة، كان السبب الكافي لكي يتحرك مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ويتخذ قراره بتشكيل بعثة تقصي الحقائق للتحقيق في كل ما يدخل ضمن انتهاكات القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان التي تكون قد ارتكبت في أي وقت في سياق العمليات العسكرية التي جرى القيام بها في غزة أثناء الفترة من 27 كانون الأول ديسمبر2008 إلى 18 كانون الثاني يناير 2009 سواء ارتكبت قبل هذه العمليات أو أثناءها أو بعدها،    وتحديد المسؤولية عنها توطئة لمقاضاة مرتكبيها.
قبلت البعثة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون المهمة التي أسندت لها، وباشرت   عملها الذي استمر شهورا طويلة زارت خلالها قطاع غزة مرتين كما قامت بزيارة عمان مرة واحدة، وحظيت البعثة بالترحيب والتعاون من جميع الأطراف المعنية في المنطقة وفي مقدمتها السلطة الوطنية الفلسطينية باستثناء إسرائيل التي رفضت استقبالها أو التعاون معها. وفي سياق عملها الواسع المكثف أجرت البعثة المقابلات مع ضحايا الحرب، وشهود العيان، كما أجرت جلسات استماع لشهادات في مقر الأمم المتحدة في جنيف، واستعملت كل الوسائل المتاحة للحصول على أكبر عدد ممكن من الوقائع والأدلة والإثباتات، وقامت بالتحاليل المطلوبة لعينات أصبحت بحوزتها خلال التحقيق للتعرف على أنواع معينة من آثار الأسلحة استخدمتها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.
وضعت البعثة تقريرها الشامل حول تحقيقاتها والذي تضمن سردا مستفيضا للخطوات التي اعتمدتها البعثة للحصول على المعلومات الأكيدة والثابتة، والأدلة الدامغة من المصادر المتعددة، فلسطينية، وإسرائيلية، وصحفية، ومؤسسات العمل المدني والحقوقي وغيرها من المصادر الموثوقة، وأشتمل التقرير إضافة إلى ذلك على بابين هما الأول خصصته للاستنتاجات والثاني خصصته لتوصياتها إلى المؤسسات الدولية المعنية.  
إن نظرة شاملة ومعمقة إلى تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون، تظهر بوضوح مدى جدية ومهنية وموضوعية البعثة وأمانتها من حيث المنهجية والواقعية والمرجعية القانونية والشمولية المطلوبة بالنظر لخطورة ما ارتكب من جرائم بحق الشعب الفلسطيني في تلك الحرب، مما قاد البعثة في النهاية إلى استنتاجات وتوصيات بالغة الأهمية.
 

 

للإطلاع على الدراسة اضغط هنا

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,137,896

عدد الزوار: 6,756,274

المتواجدون الآن: 136