نتائج ضربة إسرائيلية لإيران على واشنطن

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 شباط 2010 - 1:09 م    عدد الزيارات 1100    التعليقات 0

        

العدد 244، 30 يناير 2010
نتائج ضربة إسرائيلية لإيران على واشنطن

تقرير واشنطن ـ مروة نظير

تتخوف كثير من الدول الغربية من طموحات إيران النووية في ضوء سياستها الخارجية العدائية، لاسيما في ظل التهديدات الإيرانية المتكررة بإبادة دولة إسرائيل، وهو ما يجعل الوضع متفجرًا في نظر البعض الذين يرون أنه في حال فشلت الجهود الدبلوماسية في تهدئة الوضع، فقد لا ترى إسرائيل خيارًا بديلاً عن القيام بضربة وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

في هذا الإطار تأتي ورقة جيمس فيليبس James Phillips الخبير في شئون الشرق الأوسط بمؤسسة هيريتج الأمريكية (مؤسسة التراث) Heritage Foundation ، التي تحمل عنوان: "ضربة إسرائيلية وقائية ضد المواقع النووية الإيرانية: النتائج بالنسبة للولايات المتحدة "An Israeli Preventive Attack on Iran’s Nuclear Sites: Implications for the U.S. يحاول فيليبس خلال الورقة إلقاء الضوء على النتائج المحتملة لهجوم إسرائيلي ضد إيران وردود الفعل المتوقعة من إيران. ومن ثَمَّ فهو يوضح أهمية قيام إدارة أوباما بعمل حاسم الآن للحد من إمكانية رد إيران على الضربة الإسرائيلية المحتملة.

مؤشرات الضربة الإسرائيلية

أشارت إسرائيل مرارًا وتكرارًا إلى رغبتها في مهاجمة المواقع النووية لإيران إذا ما فشلت الدبلوماسية في إقناع إيران بالعدول عن نهجها الحالي. وقد قامت القوات الجوية الإسرائيلية بتنظيم تدريبات هائلة على نطاق واسع في سماء البحر الأبيض المتوسطِ في يونيو 2008، وخلالها قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بهجمات على أهداف تقع على مسافة تزيد على 870 ميلاً، وهي تقريبًا المسافة ذاتها التي تفصل إسرائيل عن منشأة تخصيب اليورانيومِ في ناتانز Natanz بإيران.

وفي العام المنصرم، سرب المسئولون الإسرائيليون تفاصيل هجوم جوي إسرائيلي سري ضد قافلة إيرانية لنقل السلاح في السودان كانت متوجهة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر لكي يتم تهريبها عبر الأنفاقِ إلى حماس، وقد شدد المسئولون الإسرائيليون على أن ذلك يعكس استعداد إسرائيل للقيام بعمليات جوية أخرى بعيدة المجال ضد إيران إذا لزم الأمر.

وفي أواخر يونيو 2009، عبرت غواصة إسرائيلية من طراز دولفين Dolphin قناة السويس للمرة الأولى لتقوم بالانتشار في البحر الأحمر، تلتها سفينتان حربيتان من طراز سار Saar في يوليو من العام ذاته. ويعكس مرور هذه القطع الحربية الإسرائيلية عبر قناة السويس المصرية، أن مصر التي تشترك مع إسرائيل في مخاوفها من التهديدات الإيرانية (لاسيما بعد اكتشاف خلية كبيرة تابعة لحزب الله)، ترغب في التعاون مع إسرائيل لمواجهة التهديدات التي تفرضها إيران، وذلك على حد زعم فيليبس، الذي يؤكد أيضًا ما يُقال حول إن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) اجتمع بمسئولين سعوديين ليطمئن بعدها رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو Benjamin Netanyahu بأن السعودية ستتغاضى عن الطائرات الحربية الإسرائيلية في حال عبورها المجال الجوي السعودي لضرب أهداف إيرانية. ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل شنت ضَربَات جَويِّة وقائية ضد المنشآت النووية في عدد من الدول المعادية لها مثل العراق في يونيو 1981، وسوريا في سبتمبر 2007.

معوقات الضربة الإسرائيلية

أما في حالة إيران فقد تواجه إسرائيل صعوبات في توجيه ضربة للمنشآت النووية منها البعد الجغرافي للأهداف لاسيما وأن الدول الواقعة بين إسرائيل وإيران (الأردن، سوريا، تركيا، العراق، السعودية) سوف تعترض على استعمال إسرائيل لمجالها الجوي على الأقل علنًا

بالإضافة إلى أن الضربات الإسرائيلية من المحتمل أن تعوقها المسافات الطويلة التي تفصلها عن الأهداف فضلاً عن الحاجةِ إلى تزويد الطائرات التي ستشن الهجوم بالوقود عبر ناقلات جوية، إلى جانب الدِفاعات الجوية الإيرانية.

يمكن أَن تشن إسرائيل ضربة مفاجئة وحيدة، ويتوقف نجاح مثل هذه الضربة على عدد من العوامل منها: جودة المعلومات الإسرائيليةِ بشأن المنشآت النووية الإيرانية، قدرات الدفاعات الجوية الإيرانية، دقة الضربات وقدرة المدفعية الإسرائيلية على اختراق الأهداف الإيرانية. وقد تضطر إسرائيل أن تشن عددًا من الضربات المتابعة المتعددة لإيقاع ضرر أكبر بالبنية التحتية النوويِة لإيران.

سيتحدد توقيت الهجوم الإسرائيلي وفقًا لتقديرات الخبراء حول حدود فعالية القيام بهذا الهجوم. يعتقد المحللون الإسرائيليون أن إيران لديها يورانيوم مخصب يكفي لبناء قنبلة في غضون 10 أشهر، لكن بعد مرور سنة أخرى من تخصيب اليورانيوم ستحتاج إيران نصف ذلك الوقتِ لبناء قنبلة. مما يعني أن الساعة تدق بسرعة معلنة بدء اكتمال برنامج إيران النووي، ونهاية الخيار الوقائي لإسرائيل.

رد الفعل الإيراني

من المتوقع أن يكون انتقام إيران لأي ضربةِ إسرائيلية متعدد الأبعاد ومطول وعنيف. إذ من المتوقع أن تقوم إيران بقصف إسرائيل بصواريخ باليستية من طراز شهاب- 3 متوسطة المدى، مع احتمال أن تكون تلك الصواريخ محملة برؤوس إشعاعية أو بيولوجية أو كيماوية. وهو ما سيؤدي إلى "حرب مدن" مماثلة لتلك التي حدثت إبان الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988 حيث أطلق الخصمان مئات من قذائف سكود أرض - أرض على مدن الآخر. ومن المحتمل كذلك أن ترد إيران بهجمات جوية انتحارية وربما تنطلق من قواعد في سوريا، أَو أن تقوم بهجمات بالطائرات بدون طيار تنطلق من قواعد في لبنان، أو سوريا، أَو من سفن قريبة من سواحل إسرائيل.

وإلى جانب الهجمات المباشرةَ على إسرائيل، من المحتمل أَن تشن طهران هجمات غير مباشرة تنفذها جماعات بديلة مثل حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، وجميعها مسلحة بالصواريخ الإيرانية، فضلا عن أن حزب الله يتلقى الأسلحة والتدريب والدعم المالي بل والقيادات الأيديولوجية من قبل الحرس الثوري الإيراني.

من الممكن أن تقوم طهران كذلك بمهاجمة المصالح الأمريكية في المنطقة في الانتقام من الضربة الإسرائيلية. إذ سيفترض الإيرانيون بالقطع وجود دعم أمريكي (ضمني على الأقل) للهجومِ الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، ومن ثم فمن الممكن أن تستهدف إيران الجنود الأمريكيين في العراق عبر تكريس دعمها للجماعات التي تعمل بالوكالة عنها مثل جيش المهدي أَو حتى من خلال اختراق بعض عناصر الحرس الثوري لحدود العراق ومهاجمة الأمريكيين بشكل مباشر. من ناحية أخرى قد يقوم النظام الإيراني بتحريض الشيعة الأفغان ضد القوات الأمريكية في أفغانستان، أَو حتى الإلقاء بثقلها خلف طالبان التي قامت إيران بالفعل بإمدادها بكميات محدودة من الأسلحة والمعدات العسكرية.

كذلك سيكون الموظفون الحكوميون والدبلوماسيون والعسكريون الأمريكيون عرضة لهجمات إرهابية مدعومة إيرانيًّا في كافة أنحاء العالم، خصوصًا في البحرين والعراق والكويت ولبنان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,099,136

عدد الزوار: 6,752,627

المتواجدون الآن: 106