رئيس الوزراء كاثوليكي وزوجته مسلمة والأبناء أرثوذوكس

تاريخ الإضافة الأربعاء 30 أيلول 2015 - 7:10 ص    عدد الزيارات 692    التعليقات 0

        

 

رئيس الوزراء كاثوليكي وزوجته مسلمة والأبناء أرثوذوكس
عمّان، تيرانا - محمد م. الأرناؤوط 
مع أزمة اللاجئين السوريين بدأ «الحلم الأوروبي»، كما سمّاه رئيس وزراء ألبانيا، يتصدّع مع بروز المواقف المختلفة لدول أوروبا الشرقية التي عبّرت عن نزعات معادية للقيم الأوروبية المشتركة التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، وتناست حكوماتها موجات اللجوء التي عبرت الحدود إلى أوروبا الغربية خلال الحرب الباردة وبعد سقوط الأنظمة الشيوعية.
صورة ألبانيا الجديدة مع الحكومة اليسارية (تحالف الحزب الاشتراكي برئاسة ادي راما والحركة الاشتراكية للاندماج برئاسة إلير ميتا) التي تسلّمت الحكم في 2013 تركّز على ما تتميّز به ألبانيا سواء على صعيد القارة الأوروبية أو على صعيد العلاقات بين الشرق والغرب، حيث إنها كانت أول دولة أوروبية بغالبية مسلمة تشكّلت في 1912-1913 وانضمت إلى عصبة الأمم في 1920، ومثّلت قيم التسامح والتعايش الدينيَين المعروفة عند الألبان.
ومع هذه الخصوصية قطعت ألبانيا شوطاً جيداً للوصول إلى بروكسل حيث أصبحت عضواً في حلف شمال الأطلسي(ناتو) في 2009 ودولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2012، ولكن علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية بقيت متواضعة (باستثناء تركيا) على الرغم من العلاقات التاريخية.
ويبدو أن زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني إلى ألبانيا خلال أيار(مايو) الفائت الحياة» 24/5/2015)، التي كانت أول زيارة لزعيم دولة عربية إلى ألبانيا منذ استقلالها في 1912، قد أثمرت بفتح طريق مباشر وواعد للعلاقات الجديدة التي تقوم على تبادل الخبرات في مجال التعايش ومكافحة التطرف الديني الذي أخذ يحوم حول الدولتين مع ظهور «داعش» وأخواته، وفي مجال السياحة حيث تحقق ألبانيا في السنوات الأخيرة نمواً اقتصادياً استثنائياً.
وكانت من أولى الثمار زيارة وزير خارجية ألبانيا ديتمر بوشاتي إلى عمّان، حيث التقى الملك عبدالله الثاني ووزير الخارجية ووزير السياحة وغيرهم من المسؤولين.
وعلى صعيد العلاقة الخاصة بين الأسرتين الملكيتين، فقد حرص الملك عبدالله الثاني خلال زيارته ألبانيا على لقاء الأمير ليكا الثاني حفيد ملك ألبانيا ـحمد زوغو (1928-1946) وابن الملك ليكا الأول الذي بقي يطالب بالعرش حتى استفتاء 1996 الذي فاز فيه أنصار الجمهورية بفارق بسيط. وكانت هناك علاقة خاصة ربطت بين الوالدين، الملك حسين والملك المطالب بالعرش ليكا الأول، حيث درس الاثنان في كلية فيكتوريا بالاسكندرية وبقي الملك حسين وفياً لصديقه حتى استفتاء 1996.
وفي هذا الإطار، يتوقع أن يزور الاردن قريباً الأمير ليكا الثاني بعد أن تلقى دعوة من الملك عبدالله الثاني خلال زيارته تيرانا.
في الأسابيع الأخيرة تبدو صورة ألبانيا وصوتها مختلفين في السياق الأوروبي مع أزمة اللاجئين السوريين وما فجرته من مشاعر ومواقف مختلفة ببن الدولة الأوروبية وخاصة في ما يتعلق بالموقف الصادم لبعض دول أوروبا الشرقية (رومانيا وهنغاريا وبولونيا الخ).
ألبانيا كانت لها تجربة مرّة في هذا المجال. فمع تصدع النظام الشيوعي الحاكم خلال 1990-1991 اندفعت موجات هجرة لا مثيل لها باتجاه دول «الجماعة الأوروبية» المجاورة، وخاصة ايطاليا واليونان، حييث هاجر حوالى ربع سكان ألبانيا خلال عشر سنوات تقريباً وبقوا بمعظمهم هناك مقيمين ومتجنّسين. في الوقت نفسه خلال 1998-1999 هاجر إلى ألبانيا ربع سكان كوسوفو المجاورة (نصف مليون) نتيجة للتهجير المنظم من قبل نظام ميلوشيفيتش، حيث غصّت بهم ألبانيا الصغيرة (ضعف مساحة لبنان) وقدّمت لهم ما تستطيع إلى أن جاءت حرب 1999 وفتحت الطريق لعودتهم إلى وطنهم.
ولأجل ذاك، يختلف صوت ألبانيا عن الأصوات التي تكشف عن أكبر أزمة تهدّد الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه. ففي مقابلته مع الصحفية الايطالية مادلينا تولانتي في 16 أيلول (سبتمبر) الجاري تعرّض رئيس الوزراء الألباني لتباين مواقف الدول الأوروبية حول قبول اللاجئين السوريين وقال: «نشعر بغياب أوروبا موحدة استراتيجياً وسياسياً، ونحن الآن ندفع الثمن غالياً لعدم وجود استراتيجية في ما يتعلق بسورية والربيع العربي»، مع تفاؤله بأن «أوروبا هي المشروع الأجمل للعقل الإنساني لأجل ضمان الانسجام بين الشعوب».
وفي ما يخصّ ألبانيا، فقد عبّر عن اعتزازه بوصف البابا فرنسيس لها بأنها «بلد التآخي بين العقائد الدينية» وأوضح أن أسرته بالذات هي أفضل نموذج لذلك، حيث إنه كاثوليكي وزوجته مسلمة ولديه ولدان أرثوذوكسيان وولد كاثوليكي، وهي المرة الأولى التي يفصح فيها رئيس الحكومة عن الهوية الدينية لأسرته.
أما في ما يتعلق بالموقف من اللاجئين السوريين، فإن ألبانيا بعيدة نسبياً عن «الممر الكبير» الذي يخترق البلقان من اليونان إلى صربيا عبر مقدونيا، حيث يعوّض ذلك الألبان في جنوب صربيا (وادي بيريشيفو) باستقبال اللاجئين السوريين وتأمين المبيت والغذاء لهم. فقد أصبحت الجوامع في مدن وبلدات المنطقة (بيريشيفو وميراتوفتس... الخ) مليئة باللاجئين السوريين الذين يتوقفون فيها للراحة قبل استكمال الطرق لأنّ صربيا تمنحهم فقط 72 ساعة لعبورها.
ولكن حتى هذه الأيام تكفي أحياناً لإقامة علاقات خاصة بما في ذلـــك الزواج. فقد أفاد أكــاديمي ألباني من بلدة مــيراتوفـــتس بأن أحد أبناء بلدته تزوج من سورية استقرت لديهم، بينما تزوج آخر مع سورية وغادر معها إلى ألمانيا للاستقرار هناك.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,725,468

عدد الزوار: 6,910,577

المتواجدون الآن: 107