نتانياهو يريد وزارة الدفاع... والجيش يستعد للحرب

تاريخ الإضافة الجمعة 27 آذار 2015 - 7:51 ص    عدد الزيارات 653    التعليقات 0

        

 

نتانياهو يريد وزارة الدفاع... والجيش يستعد للحرب
القدس المحتلة - آمال شحادة
الصراع الذي يدور في أروقة التحالفات الإسرائيلية لتشكيل حكومة جديدة برئاسة بنيامين نتانياهو، وتوزيع الحقائب الوزارية فيها، يحتدم عندما يصل إلى وزارة الدفاع. فهذه بالنسبة لنتانياهو خط أحمر. وعليه، رفضه مطلب أفيغدور ليبرمان وغيره الحصول على وزارة الدفاع، كان حاسماً ومن دون تلعثم أو مسايرة أو حتى نقاش. الوزارة ستبقى داخل بيت ليكود، الحزب الحاكم برئاسة نتانياهو، وموشيه يعلون سيبقى وزيراً للدفاع.
والسبب، وفقه «التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل»، لكن الأهم بالنسبة لنتانياهو فإن يعلون مخلص ويوفر له حالة هدوء على الجبهة الأمنية، باستثناء تلك الحالات التي يزل فيها لسانه ويوجه إهانات إلى الإدارة الأميركية. كما سيبقى نتانياهو، بوجود يعلون إلى جانبه، صاحب القرار الوحيد في التعيينات الأمنية المتوقعة خلال العامين القريبين، رئيس شاباك ورئيس موساد. وهذا كله، فضلاً عن أن قيادة الجيش، لن تقبل بسهولة أن يقف على رأس الهرم الأمني شخصية متطرفة بحجم تطرف بينيت أو ليبرمان اللذين لا يعتبران من «أولاد المؤسسة العسكرية». فيعلون كان رئيساً لأركان الجيش، وأبدى في دورته الأولى كوزير دفاع، انسجاماً تاماً مع قيادة الجيش. وحتى عندما كانت هناك خلافات بين الجيش والحكومة، عرف يعلون كيف يلقي بوزنه في سبيل حسم الخلاف لمصلحة الجيش أو على الأقل التوفيق بين الجيش والقيادة السياسية.
ومع أهمية بقاء يعلون، فإن حكومة مؤلفة من الثالوث نتانياهو - ليبرمان - بينيت، جعلت السؤال الأبرز الذي يطرحه الإسرائيليون متى ستندلع الحرب المقبلة. وهو سؤال يركز عليه اليسار الإسرائيلي. فهم على قناعة بأن وجود الثلاثة في هذه الحكومة سيقود حتماً إلى حرب مع «حماس» أو «حزب الله» أو إيران أو الثلاثة معاً. والتصريحات التي أطلقها نتانياهو حول العملية السلمية مع الفلسطينيين وحسم فيها أن الدولة الفلسطينية لن تقوم خلال فترة حكمه، هي مؤشر، كما يراها اليسار والخبراء العسكريون، لوقوع مثل هذه الحرب، إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة.
نتانياهو كرر منذ توليه الفترة السابقة في رئاسة الحكومة، تصريحه الداعي إلى زيادة الموازنة العسكرية بذريعة الاضطراب الأمني الإقليمي والأخطار المتربصة على الحدود. ويرى الخبير العسكري، عاموس هرئيل، أن هذه التصريحات ستواجه الاختبار العملي أمام الحاجة إلى تقليص ضرر أزمة الإسكان وبقية القضايا الاجتماعية التي ستطالب الحكومة بحلها. ويقول: «داخل الجيش بالذات، هناك معرفة كاملة حول ما يمكن حدوثه على الحدود، وهذه المرة على الجبهة الشمالية وسيحتاج رئيس الأركان الجديد، غادي إيزنكوت، إلى دعم من رئيس الحكومة ووزير الدفاع. والخطر هو أن يقنعا نفسيهما بأن ما حدث في الصيف كان جيداً، (حرب غزة) ولا يحتم القيام بإعادة تنظيم القوى في شكل جدي». الفجوة التي وسعها نتانياهو في الانتخابات بعيداً من اليسار، زادت من القدرة على مساومته أمام شركائه في الائتلاف، من طرف الأحزاب الصغيرة نسبياً. وفق النتائج يمكن جداً الإبقاء على يعلون وزيراً للدفاع، على رغم طموح ليبرمان العلني إلى تسلم هذا المنصب.
المواجهة حتمية
النقاش اللافت في إسرائيل، منذ ظهور نتائج الانتخابات، والذي طرحته بعض وسائل الإعلام تحت عنوان «متى ستكون المواجهة المقبلة»، يعكس وضعاً يصفه خبراء وعسكريون وأمنيون بـ «الخطير». وفي بحث لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أعدته الباحثة أوريت بارلوف، تحسم أن «تنظيم أنصار بيت القدس، في شبه جزيرة سيناء سيصعد، خلال السنة الحالية، العمليات ما يؤدي إلى رد فعل مصري، وخلالها ستمارس الضغوط على حركة «حماس»، ما يدفع الحركة إلى توجيه غضبها ضد إسرائيل. وشمالاً يرى الإسرائيليون أن «جبهة النصرة» المنتشرة في الجولان السوري المحتل، تهدد مصالح النظام السوري، من جهة، و «حزب الله» من جهة أخرى، وأمام هذا الوضع، فإن عمليات عسكرية، من شأنها أن تجلب إسرائيل إلى مواجهة. وفي هذا الجانب ترى بارلوف، أن وقوع المواجهة بين إسرائيل و «حماس» في غزة وبين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب سورية، محتملة في المستقبل المنظور.
يعتمد البحث الإسرائيلي، بالنسبة للمواجهة مع «حماس»، على ما تتناوله صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وتقول معدّته: «الوضع يعكس حالة سيئة في غزة تجعلها على شفا الانهيار. وهي أشبه بقنبلة يدوية نزع منها صمام الأمان، فسكان غزة يعيشون في ضائقة خطيرة، قد تدفع إلى مواجهة مع إسرائيل لتتخلص من الضائقة التنظيمية».
أما شمالاً فيحسم البحث الإسرائيلي، أن المواجهة مقبلة، لا محالة. وجاء فيه أن إسرائيل تراقب بقلق عملية توسيع البنى التحتية لـ «حزب الله» في منطقة الجولان بدعم إيراني. وهي ترى أن كل سيطرة لـ «حزب الله» على منطقة ما في الجولان، تحمل في طياتها تهديدات لإسرائيل. فإذا حسمت هذه الرؤيا واعتبرت بالفعل أن ذلك هو خطر فعلي، فإن هناك احتمالاً كبيراً لأن تعمل على القضاء عليه. من هنا، تضيف الباحثة، إذا حقق «حزب الله» هدفه في السيطرة على هضبة الجولان فمن المتوقع أن يلاقي مواجهة إسرائيلية.
ووفق البحث الإسرائيلي تتصدر جدول مهام «حزب الله» ثلاثة تحديات، والمواجهة المباشرة مع إسرائيل ليست واحدة منها:
أولاً: منذ أيار (مايو) 2014 لا يوجد في لبنان رئيس جمهورية. على خلفية ذلك، «حزب الله» غارق في حوار مع تيار «المُستقبل» الذي يهدف إلى بلورة تفاهمات من شأنها تنظيم موضوع الرئاسة وتثبيت مكانة التنظيم في الدولة.
ثانياً: يحاول «حزب الله» القضاء على القوة المتنامية للتيار السنّي المُتطرف، بقيادة «جبهة النصرة» والدولة الإسلامية، داخل لبنان.
ثالثاً: تتطلب الحرب التي يخوضها «حزب الله» في سورية، لحماية نظام بشار الأسد ولإضعاف خصومه، بذل الكثير من الموارد - الكادر البشري والوسائل القتالية، وهذا يكلف الحزب ثمناً عسكرياً وسياسياً، وفق البحث الإسرائيلي.
وليس مصادفة أن قوات الجيش الإسرائيلي، أجرت في مطلع الأسبوع، تدريبات لم يعلن عنها مسبقاً في المنطقة المحيطة بقطاع غزة. وفي إطار هذه التدريبات، لوحظت حركة نشطة للآليات العسكرية وطائرات سلاح الجو وسمعت أصوات انفجارات ضخمة.
وقالت مصادر عسكرية غير رسمية أن هذه التدريبات جاءت في إطار مواجهة «النشاط غير العادي الذي يلاحظ على الطرف الآخر للحدود». وقالت أن «حماس لا تكتفي بالسعي لإعادة التسلح وحفر الأنفاق الممتدة من القطاع إلى داخل الأراضي الاسرائيلية، بل إنها تجري في شكل علني تقريباً، تدريبات قتالية داخل معسكراتها وتجريب صواريخ جديدة باتجاه البحر وتبني استحكامات عسكرية مقابل الحدود».
وجاءت هذه التدريبات فقط بعد ثلاثة أسابيع من التدريبات التي أجريت في الضفة الغربية، لمواجهة خطر نشوب انتفاضة ثالثة، وفي إطارها تم استدعاء 13 ألف جندي احتياط. وهي تشير إلى اتجاه تفكير رئيس أركان الجيش الجديد، جادي آيزنكوت، ورؤياه بأن الخطر الأمني الأكبر الذي يهدد إسرائيل هو من الجبهتين الشمالية والفلسطينية (في قطاع غزة والضفة الغربية). ووفق مصادر عسكرية، فإن الجيش الإسرائيلي يعمل منذ تولي آيزنكوت مسؤولياته، «على خطوة دراماتيكية هدفها تعزيز سلاح البر، بموازنة محدودة، في مواجهة التهديدات المطروحة». وتناقلت وسائل إعلام قول مسؤول كبير في الجيش أن «من بين المهام المركزية لرئيس هيئة الأركان الجديد، خلال الفترة القريبة، تدعيم سلاح البر الذي تم إهماله في السنوات الأخيرة مقارنة بأسلحة الجو والاستخبارات التي حصلت على الأولوية في الموازنات والبرامج العملية».
والسؤال هو: كيف تخوض إسرائيل حرباً، وهي في عزلة دولية. وليس عزلة فحسب، بل إن مقابل هذه العزلة، يقوم الغرب بمحادثات إيجابية مع إيران تتجه نحو اتفاق حول المشروع النووي. والإسرائيليون مقتنعون أن الاتفاق مع إيران سيئ لها بكل المقاييس والجبهات، وليس فقط في المجال النووي. وهم يرون أن التفاهمات تشمل مواضيع أخرى تتعلق بالدور الإقليمي. فإيران تقف في جبهة واحدة مع الغرب في محاربة «داعش» الذي يرى فيه الأميركيون والأوروبيون العدو الأول. ونتيجة الانشغال به، لا يفعلون شيئاً لمجابهة الحوثيين (حلفاء إيران) الذين باتوا في المراحل الأخيرة من احتلال اليمن.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,074,424

عدد الزوار: 6,751,531

المتواجدون الآن: 94