أوروبا قلقة من المساهمة البلقانية في «الجهاد»... وقوانين جديدة للحد من الظاهرة

تاريخ الإضافة السبت 31 كانون الثاني 2015 - 7:31 ص    عدد الزيارات 687    التعليقات 0

        

 

أوروبا قلقة من المساهمة البلقانية في «الجهاد»... وقوانين جديدة للحد من الظاهرة
محمد م. الارناؤوط
كان اجتماع وزراء خارجية دول «التحالف الدولي ضد الارهاب» في بروكسيل مناسبة لإلقاء الضوء على مشاركة دول البلقان في «الجهاد» الدائر في سورية والعراق وفي «الحرب على الارهاب» في آن التي أصبحت من أولويات الاتحاد الاوروبي.
فقد فاجأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تصريحاته بعد لقائه وزراء خارجية التحالف في 22 كانون الثاني (يناير) الجاري بالكشف عن أمور لم تكن تعرف بها الجهات المعنية في دول البلقان. وفي حديثه عن سياق «الحرب ضد الارهاب» قال كيري انه «تمّ توجيه ضربات ضد خلايا في النمسا وماليزيا وكوسوفو والبلدان الاخرى... وجرت ملاحقات جنائية لهم في ألمانيا واستراليا والمملكة المتحدة».
ومع ان الحديث عن «ضرب خلايا ارهابية» فاجأ الصحافة الكوسوفية في ذلك اليوم إلا أن الأيام اللاحقة كشفت عن أكثر من ذلك. فقد كشفت الاحصاءات التي أعلنت عشية اجتماع بروكسيل عن أن كوسوفا أصبحت الدولة السابعة في القارة الاوروبية من حيث عدد «المجاهدين» الموجودين في سورية والعراق. فقد جاءت على رأس القائمة فرنسا (1500) ثم بعدها بريطانيا (600) وألمانيا (600) وبلجيكا (350) والسويد (300) والنروج (200) وكوسوفو (150) الخ.
ومن ناحية أخرى كان الأهم ما كشفت عنه الصحافة من قلق بروكسيل على الدور المزدوج لدول البلقان وعلى الاهمية التي تعطيها في التنسيق مع دول المنطقة لأجل ذلك. فقد نقلت جريدة «كورير» البلغرادية (عدد 23/1/2015) عن مسؤول رفيع في الاتحاد الاوروبي ان عدد «المجاهدين» من دول البلقان في سورية والعراق قد تجاوز الـ 500. وصرّح المسؤول في هذا السياق ان الاتحاد الاوروبي ودول البلقان «تتعاون في شكل وثيق في الكفاح ضد الارهاب «وانه بعد محادثاته مع سلطات البوسنة وكوسوفو سيزور ألبانيا وصربيا بما في ذلك منطقة السنجق ذات الغالبية الاسلامية التي تعتبر من «المداجن» التي تفرّخ «المجاهدين».
وكما يكشف هذا المسؤول في حديثه فإن أهمية دول البلقان في «الحرب على الارهاب» تبدو في ناحيتين. فمن ناحية هناك خشية من شبان مسلمين متطرفين يسافرون بحرية الى دول الاتحاد الاوروبي لأنهم لا يحتاجون الى تأشيرة لأن دولهم أصبحت ضمن منطقة «الشينغن»، وبالتالي فإن البلقان «خاصرة رخوة» يمكن التسلل منها الى دول الاتحاد الاوروبي من خلال كرواتيا وهنغاريا والنمسا. ومن ناحية أخرى فقد أصبحت دول البلقان ممراً لشبان المسلمين المتطرفين الراغبين في الالتحاق بـ «الجهاد» في سورية والعراق من دول الاتحاد الاوروبي، حيث أن هؤلاء يفضلون السفر أولاً الى دول البلقان حتى لا يلفتوا الانظار اليهم ثم يتابعون السفر الى تركيا ومنها الى سورية والعراق.
قانون جديد
تم في اليوم التالي (الجمعة 23 كانون الثاني/ يناير) نقاش وإقرار قانون جديد في البرلمان الكوسوفي يجرم المشارك في «النزاعات الخارجية» ويعاقب على ذلك بالسجن حتى 15 سنة. ولكن القانون لم يمر من دون معارضة، إذ لم يحظ سوى بتأييد 74 نائباً من أصل 120، بينما عارضته كتلة «تقرير المصير» (12 نائباً) لأنها اعتبرته مضراً بكوسوفو لأنه لم يحدد طبيعة «النزاعات الخارجية» ولم يميز عنها «حروب التحرير»، حيث شارك «مقاتلون أجانب» في «حرب تحرير كوسوفو» 1997-1999 كما قال رئيس الكتلة ألبين كورتي في تبرير معارضته لمشروع القانون الجديد.
وقد «نجا» من هذا القانون الشاب فيتيم لادروفتسي لأنه حوكم في اليوم نفسه خلال مناقشة البرلمان لمشروع القانون الجديد، ولذلك لم تجد المحكمة بالاستناد الى القانون الحالي ما يسمح لها بالحكم عليه بالسجن أكثر من خمس سنوات بعد اتهامه بـ «المشاركة في تنظيم ارهابي» وحمل سلاح من دون ترخيص حيث عثر في بيته على صاروخ من نوع «زول». وكان لادروفتسي من الشباب الذين التحقوا بـ «داعش» وحارب في سورية واشتهر بصورته في مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل علم «داعش»، واعتقل في مطار بريشتينا لدى وصوله من سورية في أواخر 2014.
لغز أبو عبدالله الكوسوفي
ومع هذا الزخم في «الحرب على الارهاب» تبيّن أن ما صرح به جون كيري في بروكسيل صحيح أو احتاج الى ثلاثة أيام لكي يصبح صحيحاً. فبعد ثلاثة أيام من تصريح كيري أعلنت أجهزة الامن الكوسوفية عن اعتقال وتحويل أعضاء «خلية ارهابية» الى المحاكمة بتهمة «تنظيم وقيادة مجموعة ارهابية» و «المشاركة في مجموعة ارهابية والإعداد لأعمال ارهابية والحصول على سلاح غير مرخص وانتاج مواد متفجرة» و «إثارة الحقد الديني في أرجاء كوسوفا» و «القيام بأعمال ارهابية في سورية» .
وقد انفردت جريدة «كوها ديتوره» (عدد 26/1/2015) بنشر أسماء أعضاء هذه «الخلية الارهابية» (فالون شالا وغنس سليمي وأدريان محمدى من مدينة جيلان ونورالدين سليماني و بكيم مولولي من بريشتينا) مع الاشارة الى أن اعتقالهم تمّ خلال «محاولتهم شراء كمية كبيرة من السلاح».
ولكن ما غطّى على هذا الحدث المهم هو الخبر الذي انتشر في اليوم ذاته عن مقتل القيادي الداعشي لافدريم مهاجري أو «أبو عبدالله الكوسوفي» في المعارك الدائرة في كوباني أو عين العرب. لكن مهاجري سرعان ما رد على موقعه بنشر صورة جديدة له مع جملة في العربية تنفى ذلك «أنا لست ميتاً أنا على قيد الحياة الحمد لله».
ويعتبر مهاجري أو «ابو عبدالله الكوسوفي» من أوائل الشبان الالبان الذين ذهبوا الى سورية، حيث أصبح مسؤولاً عن استقطاب وتدريب الشبان الالبان ثم برز فجأة مع اجتياح «داعش» للموصل حيث أصبح من «نجوم» مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحاته التي يدعو فيها الى «تحرير الاندلس» وحرق جوازات سفر «الدول الكافرة» التي يحملونها وقطع رأس أسير سوري لدى «داعش» الخ.
ويثار اللغط حول مهاجري أو «ابو عبدالله الكوسوفي» نظراً الى أنه كان يعمل في معسكر «بوندستيل» الاميركي في كوسوفو ثم حصل على توصية من رؤسائه خوّلته العمل في معسكر أميركي بالعراق الى أن انضم فجأة الى «داعش» في 2012.
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,173,313

عدد الزوار: 6,758,836

المتواجدون الآن: 136