امين الحاج صديق الطفوله لعماد مغنية شارك في اغتيال ابو حسن سلامة وزهير محسن

تاريخ الإضافة الخميس 27 تشرين الثاني 2014 - 7:49 ص    عدد الزيارات 1782    التعليقات 0

        

 

امين الحاج صديق الطفوله لعماد مغنية شارك في اغتيال ابو حسن سلامة وزهير محسن

هذه القصة التي تكاد أن تشبه الخرافات، فهذا الجاسوس الاسرائيلي تسبّب بكوارث بشرية لا حدود لها، وكان وراء مقتل القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة وزعيم منظمة الصاعقة زهير محسن.

إنّه أمين عباس الحاج الذي نشأ وترعرع في الضاحية الجنوبية في جوار الشهيد عماد مغنية، توصّل الى أن يكون أخطر جاسوس إسرائيلي في الشرق الأوسط، وأن يصبح صاحب أسطول من السفن التي تتنقل بين شواطئ البحر الابيض المتوسط... وذلك بفضل تسهيلات إسرائيل.

تحدث الحاج الذي أعطي لقب «رومينجيه» (تيمناً بلاعب الكرة الالماني الشهير) الى صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية فسرد وقائع مذهلة عن إجرامه وقد تسبّب بتدمير مبنى على قيادات فلسطينية بينهم صديق له... الى الكثير من الوقائع المذهلة.

هنا وقائع التحقيق الذي يروي القصة الكاملة كما وردت في حوار معه في صحيفة يديعوت احرونوت:

 
أمين الحاج... كبير عملاء إسرائيل في لبنان والمنطقة

قصته روتها صحيفة يديعوت احرونوت بالتفصيل، فاستهلتها قائلة:

«نشأ وترعرع مع عماد مغنية في بيروت. عقد أعضاء الأسرة مناصب رئيسية في حزب الله، وما لا يقل عن تسعة أحكام الإعدام تنتظره في لبنان - ولكن على مدى ثلاثة عقود، كان أمين الحاج (الاسم الرمزي رومينيجيه) واحداً من أهم «وكلاء» إسرائيل في الشرق الأوسط. فلماذا يقول الآن في مقابلة حصرية إن إسرائيل «رمت بي إلى الكلاب»؟

 
رونين بيرغمان

ومضت الصحيفة الاسرائيلية تروي: في منتصف 1980، بدأ مسؤول مخابرات اسرائيلي بارز مراقبة تطور جديد وخطير في الشرق الأوسط: عناصر منظمة التحرير الفلسطينية، الذين قبل بضع سنوات تمكنوا من طردهم من بيروت، التطور كان عودة فلسطينية بطيئة إلى لبنان. لمسؤولين في الاستخبارات الاسرائيلية كان هذا يعني شيئاً واحداً فقط: إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وبشكل واضح، تعني محو «إنجاز» إسرائيل المهم في حرب لبنان الأولى.

بدأت أنظمة المخابرات الإسرائيلية تراقب طرق تسلل منظمة التحرير الفلسطينية وعلمت أن العديد من الإرهابيين كانوا يغادرون معسكراتهم للتدريب في تونس وليبيا واختيار الدخول إلى لبنان عن طريق قبرص، على متن اليخوت والقوارب الصغيرة والخطوط البحرية المزدحمة بين لبنان وقبرص، جعلت من المستحيل على إسرائيل الى التحقق من كل من العديد من السفن في المنطقة.

 

«رومينيجيه»

سعى مسؤولو المخابرات الإسرائيلية الى حل. وتقدم شخص باقتراح: «دعوة رومينيجيه».

كان رومينيجيه لقباً خصصته الاستخبارات الإسرائيلية لأمين الحاج، الذي كان آنذاك واحداً من العملاء الرئيسيين لإسرائيل في المنطقة ويعتبر كبيراً للغاية. مسلم شيعي ذو أبعاد هائلة، حاد البديهة وعديم الضمير، التي جعلت منه أسطورة حقيقية في المجتمع التجسس شارب مذهلة. واستمع رومينيجيه باهتمام للمشكلة التي طرحت عليه ثم اقترح حلا لها: المومسات!

وهنا يروي رومنيجيه للصحيفة كيف استفاد من المومسات في علب الليل في قبرص حيث كان يتردد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية.

كان رومينيجيه المستفيد من المعلومات المتدفقة من غرف نوم فندق في وحول ليماسول. وتحقيقا المعلومات التي تقدمها العاهرات الى المعلومات التي تم جمعها من سائقي سيارات الأجرة القبرصية، وموظفي الجمارك وغيرهم(...)

ويقول: «كان لدينا هدف واضح للقبض عليهم وليس قتلهم»، ويقول ضابط الاستخبارات العسكرية السابق، «لأننا كنا نعلم أن الاستجواب السليم والمكثف يسفر عن أكثر من جثة عائمة في عرض البحر. كان من السهل أن تجعل لهم الحديث. وظلت المشكلة بالطبع كيفية تحديد موقع السفن (التي تقل الفلسطينيين) من بين الآلاف من اليخوت والقوارب وهي في الذهاب والاياب بين قبرص ولبنان، ورومينيجيه سيحل هذه المشكلة».

ولم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة التي حلها رومينيجيه.

 
ابرز العملاء

على مدى ثلاثة عقود، خدم أمين الحاج باعتباره واحداً من أبرز وكلاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الشرق الأوسط. وكان في المركز المتصدر في قائمة طويلة من عمليات الاستخبارات، ومعظمها يبقى سراً للغاية وليس للنشر. جهوده أدت إلى القبض على مئات الإرهابيين وساعدت على كشف العديد من أطنان الأسلحة، ووضع حياته في خطر في أكثر من مناسبة.

بالاستماع إلى مونولوجات الحاج، عن ذلك العالم المظلم، تبدو في بعض الأحيان خيالية. لكن المحادثات التي عقدت خلال الأشهر الماضية مع كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات تكشف عن أن رومينيجيه متورط بالفعل في العديد من الشؤون الاستخباراتية والعمليات المهمة. وباختصار رومينيجيه قدم لإسرائيل خدمات ضخمة، وحفظت أفعاله حياة عدد كبير من الإسرائيليين وساهمت بشكل كبير في أمن البلاد.

والآن انه ذاهب الى الحرب - وليس ضد الفلسطينيين، الذين سعوا في كثير من الأحيان لقتله. ليس ضد عائلته اللبنانية، وكثير منهم قد نبذه وانضم الى حزب الله، وهو ابن الضاحية الجنوبية وله فيها أهل وأصدقاء، ولكن هناك تسعة أحكام إعدام بحقه.

«المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رمت بي الى الكلاب»، ويقول الحاج في الغضب. «أنا أعيش في إسرائيل تحت إقامة مرور منتهية الصلاحية، دون حقوق، دون التأمين الطبي، مع وجود عدد قليل من الأصدقاء الجيدين الذين يساعدونني بين الحين والآخر، وأنا اعطي قلبي وروحي لإسرائيل والآن ألقوا بي جانبا مثل نوع من خرقة».

 

مَن هو أمين عباس الحاج؟

ولد في عام 1955 في الضاحية (الضاحية الجنوبية) في بيروت، أمين عباس الحاج يأتي من واحدة من أغنى وأهم العائلات في الطائفة الشيعية في لبنان، الأكبر والأكثر تأثيرا كجماعة عرقية في البلاد. في الضاحية، عاش الحاج وعائلته في شوارع سميت بأسماء أفراد الأسرة الشهيرة: والده، جده وعمه. وهناك طبعة واحدة من نسخة عن القرآن الكريم التي تحمل صورة والده على الصفحة الأولى (عباس الحاج) كخطوة غير عادية جدا مصممة لإظهار احترام هائل للرجل في العاصمة اللبنانية.

أمين، الصبي، نشأ في بيت متدين جدا، وهو المنزل الذي استضاف قادة البلاد، ورجال الأعمال ورجال الدين وغيرهم من أصحاب النفوذ. ويحتفظ على هاتفه الخلوي صور والده مع رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزراء. وكان والده على علاقة خاصة ووثيقة مع الرئيس اللبناني كميل شمعون الموالي للغرب، الذي كان مقدرا أن يلعب دورا حاسما في مستقبل رومينيجيه.

وفي هذا الحي التقى عماد مغنية الذي أصبح القائد العسكري لحزب الله وأحد أعتى الإرهابيين في الشرق الأوسط. مغنية، أيضا، جاء من عائلة شيعية تقليدية، وإن كانت أقل احتراماً وثراءً بكثير من عائلة أمين. «وكان والده عاملاً في الحلويات والبسكويت بمصنع في بيروت - رجل بسيط وكنا على اتصال ونحن أطفال»، ويقول الحاج: «كان عماد شقياً جدا. ثم سمعت انه انضم الى معسكرات تدريب القوة 17 وفقدنا الاتصال في ما بيننا».

 
يدّعي أنه قتل فلسطينيين

لم يمض وقت طويل حتى رأى الشاب الحاج بلاده في حرب أهلية دامية. وفي عام 1978، يروي رومينيجيه، وقال انه شارك في معركة احد الشوارع في بيروت ضد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية وقتل عدداً من الفلسطينيين. منذ ذلك الحين، فإن مجرد ذكر كلمة الفلسطينيين، يكفي لاثارة الكراهية في عينيه. وقال انه لا يذكر حتى اسم ياسر عرفات، وبدلا من ذلك يستخدم سلسلة من النعوت والشتائم، وعلى مستوى منخفض معظمها حتى لا تكون للنشر.

في أعقاب معركة الشارع والفلسطينيين والقوات السورية، التي دعمتهم، اصبح رومينيجيه في خطر على حياته ما دفع بالرئيس شمعون لتهريبه الى المنطقة المسيحية.

 عين الشاب رومينيجيه في البداية كمساعد لشمعون، واصبح رئيس فريق حراسه. وقد تدرب على القتال وتقنيات الحماية VIP من قبل حراس الأمن الشخصي آنذاك للعاهل الأردني الملك حسين.

وقال انه أصيب بجروح في هجوم بسيارة ملغومة إستهدفت اغتيال شمعون.ولا تزال الآثار بادية عليه لأنه مازال يحمل شظايا المتفجرة في ظهره.

واستمرت علاقته بالرئيس الأسبق ما بين 1970 و 1980 وقال ان عائلة شمعون أوكلت اليه مهام لخدمات لوجستيه مع إسرائيل.

يقول كادر مخابراتي إسرائيلي  كان يخدم في 504، وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: «لقد رأينا أنها فرصة ممتازة للتقرب من هذا الرجل وارادت الإستخبارات ان تستفيد من وجوده قرب شمعون فقررت تجنيده».

وأصبح رومينيجيه عميلاً إسرائيلياً. وفي ذلك الوقت، لا أحد - ولا حتى الحاج نفسه - كان يمكن أن يتصور ان شابا من الضاحية في جنوب بيروت سوف ينتهي به الأمر جاسوساً إسرائيلياً..

 

ولا حتى دولار واحد

«في البداية أنا ببساطة كنت أقول لهم (الإسرائيليين) ما كنت أعرفه - بعض من القيل والقال من هنا، قصة من هناك، وبعض المعلومات الأخرى التي تلقيناها حول منظمة التحرير الفلسطينية،» ويقول رومينيجيه من بدايات علاقاته مع المخابرات الإسرائيلية. «من اجتماع إلى آخر، وأراد أن يعرف أكثر وأكثر. وكانوا يأتون لي دائما مع قائمة طويلة من الأسئلة والمهام.»

 بعد ذلك بوقت قصير، قال انه حصل على لقب ووفق تقاليد الـ 504 تقرر إيجاد لقب له يعرف به باستمرار كي يقوم فصل كامل بين هويته الحقيقية وعمالته... ولما كان معجباً بفريق بايرون ميونيخ الألماني (وهذا ما لم يغفره له الإسرائيليون حتى اليوم: ان يكون معجباً بشيء الماني) وكان معجباً خصوصاً باللاعب كارل هاينز رومنيجيه ... فطلب الإذن ليعطي اللقب لنفسه فاختار لقب رومينيجيه ووافقوا معه عليه.

وهكذا، مع الكنية غير العادية المنسوبة إليه، نقلت الاستخبارات الحاج إلى إسرائيل.

 
شبكة كاملة من الجواسيس

يقول:»مع مرور الوقت، المعلومات لم تعد كافية، وبدأت نشر شبكة كاملة من المخبرين في جميع أنحاء لبنان»، كما يروي. مقابل القليل من المال.

 «كان لدينا ترتيب لاتصالهم بي: يتصلون من عدد معين من الهواتف في قبرص إلى الهاتف في مكتب كميل شمعون ويقولون انهم يريدون رؤيتي، على ما يبدو لتمرير على عنصر معين أو رسالة لكميل وكان يخت شمعون يلتقي في البحر مع قارب من الـ 504 أو مع زورق دورية اسرائيلية.

 
التجسس على الفلسطينيين

في ذلك الوقت، قبل حرب عام 1982 بين إسرائيل ولبنان، كانت وحدة 504 يهمها في المقام الأول نشاط منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وجمع البيانات عن المنظمة، وحجم قواتها، وموقع مقرها، وأي شيء آخر يمكن أن تستفيد منه إسرائيل.

 واضاف «انهم يريدون المعلومات حول الجهاز في القطاع الغربي تحت قيادة أبو جهاد، وكبار قادته في لبنان» و»انهم يريدون معرفة مكان وجود مقر نديم مطرجي، Awna آل حلو، ونعيم جمعة من القوة 17 ...»

ويذهب الحاج إلى وصف مفصل لمختلف الأهداف التي قدمت إليه ليتقصى عنها.

مع مرور الوقت، نمت شبكة رومينيجيه وتطورت. وقال انه جنّد إثنن داخل حركة فتح، من الكبار جدا (يسمى رومينيجيه 3 و رومينيجيه 4) مقابل المال. الحاج يدعي ان الاموال جاءت من جيبه الخاص، وأنه لم يطلب مرة واحدة أن تسدد أو أي مدفوعات مقابل خدماته.

 «كنا على استعداد لندفع له الكثير من المال»، يؤكد أحد المسؤولين من وحدة 504. ويعترف»ولكن رومينيجيه رفض بشدة. وفي إحدى المرات، خلال اجتماع على زورق حربي البحرية الإسرائيلية، قال انه ضرب بقبضته على الطاولة بقوة، وقال: أنا وطني لبناني... قال إجبار وجعل مشهد ضخم، قائلا ان لو كنا في محاولة واحدة لمزيد من الوقت وقال لنا: هدفي ان نتخلص من أولئك الكلاب الفلسطينيين وليس المال أو الرشوة.

 

وفقا لرومينيجيه في المقابلة مع الصحيفة: «لقد ساعدت إسرائيل لأنني اعتقدت أنها ستكون القوة الوحيدة التي يمكنها محاربة الفلسطينيين». وأردت دخول إسرائيل للبنان والقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية».

 
علي حسن سلامة «الشعلة»

«انه رجل ميت»

وبفضل معلوماته تمت عمليات القصف والهجمات البرية التي نفذت ضد قوات منظمة التحرير الفلسطينية في السنوات التي سبقت حرب لبنان الأولى.

 وكان واحدا من الأهداف الرئيسية حول الشبكة التي تجمع المعلومات علي حسن سلامة، والموساد تطلق عليه اسم «الشعلة»، وذلك تمشيا مع رغبة إسرائيل ربما لرؤيته يشتعل بالنيران. سلامة، واحد من أقرب المقربين لعرفات ورئيس عمليات أيلول الأسود، ومسؤول في المقام الأول عن مجزرة الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونيخ.

يقول: «كان من الواضح بالنسبة لي أنه بقدر ما كانت إسرائيل مصممة فإن سلامة، كان رجلاً ميتاً، فبمجرد أن تتمكن إسرائيل من الحصول عليه، فأنها سوف تضع رصاصة في رأسه»، واضاف «انهم يريدون المعلومات حول مكتبه، حول طرق مناقلاته، وصالة الألعاب الرياضية حيث يتدرب، وأحيانا عائلة زوجته الثانية، ملكة جمال الكون جورجينا رزق».

 في عام 1978، فإن المعلومات التي قدمها رومينيجيه دفعت قيصرية، وحدة العمليات الخاصة، الموساد، لإرسال ما يسمى بـ «ووريورز» في محاولة للقاء مع سلامة في الصالة الرياضية، حيث خططوا في البداية لاغتياله. سلامة في نهاية المطاف قتل في انفجار سيارة ملغومة زرعها الموساد في كانون الثاني عام 1979.

 
زهير محسن

وكان الهدف الرئيسي الآخر زعيم منظمة الصاعقة الموالية زهير محسن. وبفضل رومينيجيه، فضلا عن مصادر أخرى، عرفت إسرائيل أن محسن قد غادر لبنان وكان قد سافر في أوائل شهر يوليو 1979 إلى جنوب فرنسا. في 25 تموز قتله مهاجمون من الموساد. وفي أعقاب اغتياله، فقد فصيله معظم قوته.

 في حزيران 1982، مع الغزو الإسرائيلي للبنان، وكانت شبكة رومينيجيه في المكون الرئيسي لجهود المخابرات الإسرائيلية. شغل رومينيجيه سوق الخضار الصغير في الأشرفية، وهو حي مسيحي في بيروت. والسوق كغطاء له، وتحيط بها صناديق من الخيار الأصلي والبرتقال من صيدا (...)، وطلبت منه وحدة 504 المسؤولين، على سبيل المثال، أكبر قدر من المعلومات الممكنة حول قادة المنظمات الفلسطينية، في محاولة لتنفيذ ضربات ضدهم من الجو أو على الأرض. «كانوا مهتمين في المقام الأول في أبو جهاد وأبو الهول (الذي كان مسؤولا عن الأمن الداخلي في منظمة التحرير الفلسطينية)»، يقول: وخلال الفترة التي سبقت اندلاع الحرب، كانت الموساد قد عززت علاقاتها مع قوة مهمة أخرى في لبنان - حزب الكتائب المسيحي، تحت قيادة عائلة الجميل. ورومينيجيه لم يكن مولعا جدا بهم، ولكن استمر تعاونه.

ويقول: «وفي عدد من المناسبات، جاء بشير الجميل معنا على متن يخت لحضور اجتماعات في حيفا (...)» مرة واحدة، وكنت حاضرا في بداية الاجتماع بينه ورئيس الوزراء مناحيم بيغن بين، في الغرفة 214 في كارلتون نهاريا. (...) وتناول البحث  ضرورة وقف الإعتداءات على الفلسطينيين ونسائهم في صيدا بعدما إنتشرت الكتائب هناك إثر الإجتياح الإسرائيلي «.

 
شركة إستيراد وتصدير

في نهاية عام 1982، انسحبت معظم قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت الى تونس، والجيش الاسرائيلي انسحب في اتجاه جنوب لبنان، خضعت طبيعة العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية ضد المنظمات الفلسطينية لتعديل كبير - وتغيرت حياة رومينيجيه بشكل كبير جدا. غادر خدمة كميل شمعون، وبدأ يعمل كرجل أعمال في القطاع الخاص، مشاركاً في نقل البضائع برا وبحرا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. مثل نقل السيارات والمشروبات والسجائر، وحتى الملح من إسرائيل - وحقق الثروات الكبيرة.

 كان هناك حديث ان شبكة الاستيراد والتصدير العائدة له كانت في الواقع غطاء لتهريب المخدرات - مزاعم بأن رومينيجيه تنفي بشدة: «ما تعاملت أبدا في المخدرات... كل شيء خرافة ... وجهت التهم لي ولا أحد في أي وقت مضى قدم أي دليل لدعم هذه الكذبة»، كما يقول.

رغم الشائعات، بطبيعة الحال، لم تتوقف المخابرات الإسرائيلية عن الاستمرار في توظيف رومينيجيه، على الرغم من أنه فشل في التصرف بتواضع وتكتم، كما يفترض بشخص يتعاون مع إسرائيل. بل كان يتعامل بغطرسة كما يقول عضو في وحدة 504»، ولكن علامات الثراء والبذخ كانت تبدو عليه: أفخم السيارات، أجمل النساء، أكبر الفنادق، ويضيف:»كنا خائفين حقا أن الخروج لتناول الطعام معه في الأماكن العامة لأنه يلفت انتباه الكثيرين على الفور».

 
السيارات الفخمة

«عنيد ويأتي إلى لقاءات مع مدربه من 504 في قاعدة روش HaNnikra في سيارة جديدة سوداء لامعة مرسيدس SEL-500 الأسود. وهذا لا يتمكن منه الفقراء...

وظف رومينيجيه قباطنة وبحارة السفن عيوناً وآذاناً له في البحر والموانىء.

التي كانت إسرائيل لا تستطيع الوصول اليها. واستخدم بعض السفن من قبل أعدائه اللدودين في منظمة التحرير الفلسطينية لنقل المعدات والناس من مكان إلى آخر... وكان يقدم المعلومات الى إسرائيل

 كان احد الذين عملوا لرومينيجيه سمير الشرفة ولقبه (رومينيجيه 13)، الذي تبين أنه كان مصدرا مفيدا بشكل خاص للمعلومات. «أن العديد من الإرهابيين في ذلك الوقت يذهب للتدريب في ليبيا وتونس،» رومينيجيه يروي. «سمير سيرسل لنا كل التفاصيل. وسقط عدد من هذه القوارب في أيدي البحرية الإسرائيلية».

هذا الجزء من القصة انتهى بشكل سيىء للغاية. بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تشك في الكابتن الشرفه، فخطف في بيروت في آب 1985. فأدركت أن سمير كان قد تم إحرازه،» يشير رومينيجيه. «كان لي شخص ما في الميناء، الذي تبع السيارة التي اقتيد فيها. وقال لي أنهم وصلوا إلى مخيم عين الحلوة واقتادوه إلى منزل معين، حيث، كما فهمت، كانوا في طريقهم للتحقيق معه .

وأدركت ان سمير، لا شك، كشفني وكشف آخرين خلال التحقيق معه، الذي أدى الى وفاة كثيرين...

 

الإحداثيات الدقيقة

 فاتصلت على عجلة بالـ 504 واخبرتهم بما حدث وأعطيتهم الإحداثيات الدقيقة للموقع حيث تم استجوابه. وبعد بضع ساعات، أرسلت القوات الجوية طائرة قصفت المنزل وقتل الجميع، بمن في ذلك سمير، رحمه الله أنا آسف جدا حول هذا الموضوع وكان سمير صديقي -... لكن لم يكن هناك بديل عن هكذا تصرف.

عمليات متطورة ومعقدة

وأصبحت العمليات متطورة ومعقدة وجنّد رومينيجيه في قبرص العاهرات وسائقي سيارات الأجرة للإبلاغ عن الإرهابيين في منظمة التحرير الفلسطينية.

 في مرحلة ما، من خلال شركة كان يملكها، اشترى رومينيجيه شركة الشحن التي تملك اثنتين من سفن الركاب التي عملت على خط لارنكا-بيروت. «كنت أعرف أن منظمة التحرير الفلسطينية تستخدم هذه السفن لنقل الناس. وبعد السيطرة على الشركة، وقلت لهم لتحميل احداهما السفينة ماريا R، أكبر عدد من الناس بينهم عدد كبير من الإرهابيين».

 في تلك الليلة في 6 شباط 1987، استقل نحو 50 من نشطاء منظمة التحرير الفلسطينية السفينة التي أبحرت في الليل ورومينيجيه تتبع ذلك من بعيد، من نقطة مراقبة على الشاطئ، يرافقه مسؤول المخابرات الإسرائيلية.  على بعد نحو 50 كيلومترا قبالة ساحل بيروت، وقد حوصرت ماريا R من سفن البحرية الإسرائيلية - وجميع من كانوا على متنها تم نقلهم بشكل غير رسمي إلى مرفق الاستجواب تحت الارض في وحدة 504 ل. وأطلق سراح طاقم السفينة في وقت لاحق. وسجن أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية في السجون الإسرائيلية لسنوات عديدة.

 
المنظمة قررت تصفيته

لم تمر العملية بسلاسة، فقد إكتشف أمر رومينيجيه وقررت المنظمة تصفيته، ففر من لارنكا ترافقه زوجته، الى حيفا حيث اقتيد بهدوء إلىفندق هيلتون في تل أبيب.

وعقد حفل الذي حضره عدد من نخبة المخابرات الإسرائيلية وقائد البحرية الإسرائيلية.

ومع ذلك استمر تهريب القيادات والكوادر الفلسطينية الى بيروت عبر وكيل الشحن القبرصي باسم نعوم الذي عرف رومينيجيه كيف يستدرجه الى فندق انتركونتيننتال أثينا حيث وجد نفسه وسط مجموعة من رجال المخابرات الإسرائيلية.

 «وقال انه جاء الى الاجتماع من دون  حقيبة الملابس،» رومينيجيه يروي. «سألته:» ما هذا أين حقيبتك؟ «فأجاب: «أنا لم آت لأنني عائد إلى قبرص في المساء.». قلت: «عليك البقاء هنا لطالما هؤلاء الناس اقول لك بالبقاء ومن الآن فصاعدا، كنت تعطي كل ما لديك لهؤلاء الناس - وإلا سوف تحصل على تذكرة لرحلة بحرية من دون سفينة.». كان يعلم أنني كنت جاداً وانه لا يريد أن يعبث معي «.

 وفقا لمسؤول في المخابرات الذي كان على معرفة بالعملية في ذلك الوقت، «نعوم كان يقول لي دائما كم هو يكره رومينيجيه، يحتقره حقا، ولكنه خائف منه حتى الموت، وأنه لا يوجد لديه خيار سوى طاعته «.

 
العمليات من والى قبرص

رومينيجيه يؤكد القصة. واضاف «اعرف انه يكرهني - كما فعل الكثيرون، لكنه كان خائفا وكان يعلم أنه إذا لم تفعل ما قلت، كنت لأرسله لأمه».

 استمر استئناف تدفق المعلومات من قبرص. في إحدى المرات، جاء من خلال نعوم اخبارية ان  قائداً لمنظمة التحرير الفلسطينية من شأنه أن يصل الى لبنان من قبرص على متن قارب صغير. وجاء الخبر في وقت متأخر، وكانت هناك مخاوف من أنه لن يكون ما يكفي من الوقت ليتلتقط البحرية الإسرائيلية هدفاً رئيسياً (...) وتم اعتقال القيادي الفلسطيني الذي قضى السنوات التالية في سجن إسرائيلي، وأفرج عنه بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو.

 وفي الوقت نفسه، واصلت شبكة رومينيجيه القبرصية النمو، ما أسفر عن كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية ذات الجودة العالية. وأحد أقارب عضو في الشبكة يملك مطعماً في أثينا يرتاده كبار المسؤولين في منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح المطعم مركزا لنشاط واسع لحساب المخابرات الإسرائيلية.

 وتبين لاحقا أن نجل أحد أعضاء الشبكة متورطاً في علاقة جنسية مثلية عاصفة مع أحد كبار رجال الأعمال في فتح. وأدى ذلك إلى عمليات التمويل الملتوية والفاسدة للمنظمة. بناء على نصيحة رومينيجيه، قرر مسؤولو المخابرات الإسرائيلية عدم نقل خبر المثلي الى والده كي لا يقتله.

أما نعوم فخدم إسرائيل بإخلاص وأصيب بنوبة قلبية ومات.

 تجارته من قلب قاعدة اسرائيلية

طوال هذه السنوات كلها، لم يتزحزح الحاج عن رفضه العنيد لقبول اي مبلغ من إسرائيل، وأنه لن يقبل حتى المال لتذاكر الجو. بقدر ما انه يشعر بالقلق، إنها مسألة شرف. والحق يقال، لم يكن رومينيجيه حقا في حاجة إلى المال. انه حصد فوائد علاقاته مع إسرائيل في أي مكان آخر تماما. في أعقاب قضية ماريا R، أصبح الحاج أقل سرية حول علاقاته مع إسرائيل. وبنى مكاتب في معبر الحدود بين إسرائيل ولبنان. ومن هناك، من قلب قاعدة للجيش الإسرائيلي، قام بتنسيق عمليات التجارة المزدهرة له. حتى لا يعيش بعيدا جدا عن مكتبه، استأجر رومينيجيه طابقاً كاملاً في مبنى سكني في نهاريا.

 وتقول مراسلة الجريدة انها سمعت في العام 1998، شائعات عن وجود رجل غريب (لبناني)، له شارب مذهل،يملك حرية التصرف وفق ما يشاء في شمال إسرائيل فالتقته في نهاريا داخل شقته الكبيرة التي تتمتع بمختلف وسائط الإتصال خصوصاً بالقاعدة البحرية في حيفا.

سفنه في المتوسط

 وكانت سفنه تمخر في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، مع غرفة كاملة التجهيزات له ولأصحابه والنساء الجميلات.

في ذلك الوقت، كان رومينيجيه كالعادة في قافلة من سيارات المرسيدس الفاخرة تحمل لوحات ديبلوماسية، وأنا استقل سيارته معه. وكان الخروج ليلا الى المدينة في حيفا، وسألني: «هل أنت مستعد؟ ويداه على عجلة القيادة. «جاهزة لماذا؟» سألت. فأجاب:»لهذا»، وشد قدمه على الدواسة. فأسرعت المرسيدس بعنف إلى الأمام. ملاحظة للجميع: إن دولة إسرائيل لديها قوانين المرور. ورومينيجيه لديه تلقاء نفسه.

بعد فترة وجيزة مررنا عكا، سيارة الشرطة مع الأضواء الساطعة ظهرت فجأة وراءنا. فقال رومينيجيه لي بابتسامة: «لا توجد مشكلة،» الشرطي الذي اقترب في الظلام بدا مضطربا للغاية!
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,141,651

عدد الزوار: 6,756,664

المتواجدون الآن: 124