علي أكبر ولايتي وزير خارجية القنوات الخلفية

تاريخ الإضافة الجمعة 31 تشرين الأول 2014 - 5:40 ص    عدد الزيارات 728    التعليقات 0

        

علي أكبر ولايتي وزير خارجية القنوات الخلفية
المستشار الخاص للمرشد الإيراني ظل لـ33 عاما في خدمة الدبلوماسية الإيرانية
طهران: «الشرق الأوسط»
بمجرد ما غادر علي أكبر ولايتي، منصبه في وزارة الخارجية الإيرانية عام 1997، عين في منصب المستشار الخاص للسياسة الخارجية للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي.. لكن الكثير من المحللين يصفون ولايتي بأنه «وزير الخارجية الحقيقي» لإيران من حيث إنه يجري الكثير من المهام بانتظام خارج مجال القنوات الرسمية الإيرانية من أجل تنفيذ المبادرات وفق الأوامر المباشرة الصادرة من خامنئي.

وظل ولايتي لسنوات كثيرة الرجل الأول على قمة الدبلوماسية الإيرانية. فقد شغل منصب وزير خارجية إيران لمدة 16 عاما منذ عام 1981 وحتى عام 1997، خلال رئاسة خامنئي وهاشمي رفسنجاني. لكنه ظل نافذا بعد ذلك، وحتى الآن، بل إن تصريحاته تعد دائما مؤشرا قويا للسياسة الخارجية الإيرانية الرسمية. فوجوده في الواجهة الخلفية قرب المرشد الأعلى تجعل تصريحاته وكأنها بيانات رسمية.

تمكن السيد ولايتي، وهو طبيب درس طب الأطفال، من الإدارة والتأثير في سياسة إيران الخارجية عبر العقود الـ3 الماضية. ومنحت مقدرته على العمل بشكل وثيق مع رفسنجاني وخامنئي ثقلا لمصداقيته أمام التيار المعتدل والمحافظ في الدولة الإيرانية.

وتستند آراء ولايتي حول سياسة إيران الخارجية بشكل كبير على الآيديولوجية السياسية للمذهب الشيعي. وفي ذات الوقت، فهو يسعى للمحافظة على علاقات ودية مع المجتمع الدولي، وعلى الأخص مع جيران إيران من الدول العربية.

ولولايتي آراء جريئة فيما يدور في المنطقة والعالم، فهو قطع مرارا بأن طهران تدعم الحوثيين، وتحدث لوسائل إعلام كثيرة بهذا الاتجاه رغم أن القنوات الدبلوماسية الإيرانية ظلت تتوارى وراء تصريحات مبهمة في هذا الصدد.

وعن الحرب بشأن «داعش».. يقول إن «الولايات المتحدة هي التي أوجدت تنظيم داعش للتدخل في شؤون الدول الإسلامية، ونفى مرارا أي تشاور بين إيران وأميركا حول مواجهة التنظيم المتطرف». ونشرت لولايتي عدة كتب تدور حول التاريخ السياسي والثقافي الإيراني، على الرغم من اعتقاد البعض أنه يفوض الآخرين بإجراء البحوث لكتبه ثم ينشرها باسمه الشخصي. وهو يؤمن بما يصفه بعض كبار السياسيين الإيرانيين بالمجال الثقافي والديني الإيراني الذي يمتد من أواسط آسيا وحتى شواطئ المتوسط.

* الأنشطة السابقة على الثورة

* تعرض ولايتي للاستجواب مرات كثيرة وكان له ملف لدى وكالة الأمن الإيراني، قبل اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، بسبب تشجيعه للطلاب على المشاركة في الاحتجاجات ضد الشاه. وفي عام 1961 صار ولايتي عضوا في الجبهة الوطنية، وهي حزب سياسي تأسس بناء على توجهات علمانية، وقومية، وليبرالية اجتماعية، وليبرالية ديمقراطية.

يقول ولايتي متذكرا تلك الأيام «كنت أبحث عن مكان أتابع من خلاله أنشطتي السياسية. وفي ذلك الوقت، كانت الجبهة الوطنية وحركة التحرير هما الكيانان السياسيان الموجودان فقط على الساحة. وعقب وفاة آية الله بروجردي، تتبعت خطى الإمام الخميني. وفي 4 يونيو (حزيران) 1963، انفصلت عن الجبهة الوطنية وبدأت في عقد علاقات مع رجال الدين والنشطاء الثوريين».

* وزير خارجية في زمن الحرب

* في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، أشار ولايتي إلى أن المفاوضات التي أدت إلى إنهاء حرب الـ8 سنوات بين إيران والعراق فيما بين (1981 - 1989) بأنها كانت من أشق وأصعب الأيام في حياته المهنية كوزير للخارجية.

ويستطرد فيقول «كانت أصعب وأكثر المفاوضات تعقيدا خلال سنواتي الـ16 كوزير للخارجية هي مفاوضات الهدنة بين إيران والعراق، والتي استغرقت الفترة بين عام 1988 و1990. حيث حاول العراقيون أن يجنوا من خلال المفاوضات ما لم يتمكنوا من تحقيقه عن طريق الحرب». وكان له دور فعال في المفاوضات من حيث قبول قرار مجلس الأمن رقم 598 الداعي إلى وقف إطلاق النار بين إيران والعراق.

* قضية مطعم ميكونوس

* كان ولايتي إبان شغله لمنصب وزير خارجية إيران من بين المسؤولين الإيرانيين الذين جاء ذكرهم في قضية «اغتيال ميكونوس»، وهي حادثة الاغتيال التي وقعت في مطعم ميكونوس في العاصمة الألمانية برلين عام 1992، قتل فيها 4 من قادة المعارضة الأكراد الإيرانيين.

وفي حكمها الصادر بتاريخ 10 أبريل (نيسان) 1997، حكمت محكمة برلين التي تعاملت مع القضية المذكورة بإصدار مذكرة اعتقال دولية بحق علي فلاحيان، وذكرت أسماء بعض المسؤولين الإيرانيين الآخرين من بينهم ولايتي. وأثار الحكم الصادر أزمة دبلوماسية بين حكومات إيران والكثير من الدول الأوروبية. وانتهت الأزمة بانتخاب السيد محمد خاتمي رئيسا معتدلا وإصلاحيا لإيران في نفس العام.

* الموقف من سوريا

* في يناير (كانون الثاني) عام 2013، نقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية اقتباسات غير رسمية عن ولايتي تفيد بأن إيران تعتبر أي هجوم على سوريا هجوما عليها. حيث قال «تلعب سوريا دورا رئيسا مهما في دعم، أو لا قدر الله زعزعة استقرار، جبهة المقاومة. ولأجل ذات السبب، فإن الهجوم على سوريا يعد هجوما على إيران وعلى حلفاء إيران».

وقال ولايتي أيضا إنه «لولا الدعم السوري لكان تنظيم (حزب الله) اللبناني وحركة حماس الفلسطينية تعرضا للهزيمة في حروبهما مع إسرائيل». حيث أضاف قائلا «إذا أحجمت سوريا عن توفير الدعم اللوجيستي إلى (حزب الله)، لم يكن من مقدور (حزب الله) ولا حماس تحقيق النصر في حرب الـ33 يوما وحرب الـ22 يوما على التوالي».

* الأمل في الرئاسة

* خلال الانتخابات الإيرانية لعام 2005، انخرط علي أكبر ولايتي في السباق الرئاسي، غير أنه انسحب فيما يبدو لدعم ترشيح هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني.

كذلك خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2013، كان ولايتي عضوا في ائتلاف المرشحين «الأصوليين» والذي ضم أيضا المشرع الكبير غلام علي حداد - عادل ومحافظ طهران محمد باقر قاليباق.

وقال السيد ولايتي في يونيو (حزيران) من عام 2013، في إشارة إلى الانقسامات التي ميزت رئاسة السيد أحمدي نجاد «إذا انقسم الأصوليون.. وخرجت الرئاسة من أيديهم في المستقبل، فسوف نواجه مأساة». وأضاف «من المفترض أن يقدم شخص واحد بين الـ3، في صورة المرشح النهائي لتحالف الأصوليين»، ولكن في مارس (آذار) من عام 2013 أعلن ولايتي أن الشخصيات الـ3 سوف تبقى في السباق الرئاسي، وهي ضربة استراتيجية للفصيل المحافظ الإيراني هدفت إلى تقسيم أصواته.

وخلال المناظرات الرئاسية، وعد بإقامة علاقات خارجية قوية مع المجتمع الدولي تعزز من السياسة الخارجية التصالحية وانتقد بشدة سجل الرئيس أحمدي نجاد في منصبه الرئاسي.

* ولايتي ضد جليلي ـ حرب المحافظين

* أيضا خلال المناظرات الرئاسية، ابتعد ولايتي بنفسه عن سياسات سعيد جليلي، وهو من الشخصيات المحافظة، وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين بعد ذلك. وخلال مناظرة تلفزيونية جرت في يونيو (حزيران) عام 2013، هاجم ولايتي، في خطوة صادمة وغير منتظرة، السيد جليلي، مشيرا إلى افتقاده المهارات الدبلوماسية خلال محادثاته مع القوى العالمية. حيث قال «كنت مسؤولا عن الملف النووي الإيراني لعدة سنوات ولم نتقدم ولا خطوة واحدة للأمام. إن الدبلوماسية النووية تعني حماية الحقوق وتقليل العقوبات المفروضة على إيران في ذات الوقت».

كانت تلك من المرات القليلة التي بات فيها واضحا أن هناك قدرا من الاختلاف في الرؤى داخل القيادة العليا الإيرانية حول الكيفية التي يتم التعامل بها مع المحادثات النووية.

وبالنسبة لبعض المحللين، كان هجوم ولايتي مفاجئا حيث إنه خلال السنوات الأخيرة، ركزت وسائل الإعلام الحكومية وكذلك زعماء التيار المحافظ على امتداح والإشادة بالسيد جليلي.

* داعم لسياسات روحاني الخارجية

* عقب انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، اتخذ ولايتي نهجا داعما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للحكومة الجديدة، وعلى الأخص فيما يرتبط بالملف النووي التي تعتبر المرتكز الأساسي للأداة الدبلوماسية لروحاني.

في مايو (أيار) من عام 2014، وفي الوقت الذي بدأ فيه فريقا العمل في المحادثات النووية بين إيران ومجموعة (5+1) العمل على مشروع الصفقة النهائية، قال السيد ولايتي «تشكل فريق المفاوضين النوويين الإيرانيين من شخصيات تحمل تاريخا طويلا وسجلا حافلا من العمل الدبلوماسي والدولي». وأضاف «يتمتعون جميعهم بتاريخ طويل وخبرة عميقة في المفاوضات، وخصوصا المفاوضات الدولية، وجميعهم من الشخصيات الماهرة. ما دام أنهم يتحركون في إطار المبادئ التي يحددها المرشد الأعلى، فسوف يتلقون العون والمدد».

ولم يستقر خامنئي بما فيه الكفاية في المفاوضات النووية حتى الآن لكي يصل إلى اتفاق دائم مع الولايات المتحدة. وإذا توصل إلى مثل ذلك الاتفاق في الفترة الزمنية المحدودة المتبقية حتى 24 نوفمبر (تشرين ثان) فمن المؤكد أن يلعب السيد ولايتي دورا رئيسا في ذلك.

* لاعب رئيسي

* كان ولايتي خلال الـ17 عاما المنقضية عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومستشارا للمرشد الإيراني الأعلى، ومن خلال تلك المنصب، تمكن من أن يمتلك الكثير من النفوذ والتأثير داخل دائرة القيادة العليا وصناعة القرار السياسي الإيراني.

يقول ريتشارد دالتون، السفير البريطاني إلى إيران في الفترة ما بين عام 2003 و2006 «يعرف ولايتي الجميع، ولا يعتنق آيديولوجية معينة تحت عباءته وهو دبلوماسي محنك دوليا. إنه وثيق الصلة بالمرشد الأعلى ولا يبدو أن لديه أعداء فئويين كبار».

* ولايتي في سطور

* عام 1945: تاريخ مولد ولاياتي في 24 يونيو (حزيران) في إحدى قرى شيميران شمال طهران.

* عام 1971: حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة طهران.

* عام 1974: حصوله على درجة التخصص في طب الأطفال من جامعة جونز هوبكنز الأميركية.

* عام 1981 إلى عام 1997: خدم لفترتين كوزير للشؤون الخارجية تحت إدارة آية الله علي خامنئي وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني.

* عام 1988 وحتى الآن: عين عضوا في مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني منذ تأسيسه في عام 1988.

* عام 1997 وحتى الآن: مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,174,654

عدد الزوار: 6,758,916

المتواجدون الآن: 113