حرب لبنان الثانية دفعت سورية وإسرائيل الى تعزيز أسلحتهما الصاروخية ومضاداتها

تاريخ الإضافة الأحد 15 تشرين الثاني 2009 - 6:20 ص    عدد الزيارات 1374    التعليقات 0

        

القدس المحتلة - آمال شحادة
 

رفعت الأوضاع الأمنية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مسألة شراء الأسلحة والتزود بها الى رأس أولويات معظم الدول لتتربع المنطقة على رأس قائمة مشتري الأسلحة، وتشير المعلومات الى ان قيمة الاتفاقات التي وقّعت خلال السنتين الأخيرتين للتزود بالأسلحة من قبل دول الشرق الأوسط بلغت 63.055 بليون دولار، تشكل 30.26 في المئة من إجمالي اتفاقات التزود بالسلاح في العالم.

وفي سياق استعراض اسرائيلي لوضع توازن قوة الردع والقدرات العسكرية في المنطقة احتلت مسالة شراء الأسلحة والتزود بها جانباً هاماً وذلك عبر التركيز على ما هو معروف بـ «السلاح مائل المسار» وأبرزه القذائف الصاروخية التي، وفق الاسرائيليين، أثبتت قدرتها كأداة ناجحة للضغط على الدولة المستهدفة عبر إيقاع أكبر عدد من الإصابات والقتلى بين السكان المدنيين.

وفي ظل الارتفاع الكبير لنسبة شراء الأسلحة خلال الفترة الأخيرة يرى يفتاح شافير، رئيس مشروع «التوازن العسكري في الشرق الأوسط» في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، ان حربي تموز (يوليو) 2006 وغزة (2008) أكدتا على أهمية قيمة هذا السلاح الاستراتيجي وساهمتا في رفع مستوى شراء الأسلحة والتزود بها ليفتح «سوق الأسلحة» على مصراعيه. ويقول شافير ان «دروس الحربين باتت واضحة في هذا الجانب، فمن جهة قررت دول مثل ايران وسورية التزود بكميات كبيرة من السلاح الصاروخي ومن جهة أخرى ازدادت الحاجة عند الجهة المهاجمة الى تطوير نظم دفاع تواجه سلاحاً مائل المسار قصير المدى».

وسُجلت اسرائيل كأكثر الدول المنافسة على شراء الأسلحة، حيث شهدت منذ حرب لبنان الثانية تحولاً كبيراً في هذا المجال وتعاملت مع السلاح «مائل المسار» كعامل ذي أهمية استراتيجية من الطراز الأول.

ويدعي شافير ان اسرائيل كانت خلال السنتين الأخيرتين أكثر الدول تقدماً في المنطقة في هذا الجانب حيث خصصت موازنة طائلة لإنتاج أنواع عدة ومتطورة ويقول: «صحيح ان دبابة «ميركافا» من الطراز الرابع هي إحدى الدبابات الحربية الأكثر تقدماً في العالم وكذلك دبابة «نمير»، حاملة الجنود المدرعة، التي بدأت الصناعات الإسرائيلية في انتاجها، إلّا ان أبرز إنجازات الصناعة الأمنية الإسرائيلية تبقى في المجال الصاروخي، والالكترونيات ومعدات الرؤية الالكترونية». ويعدد شافير أبرز ما تملكه اسرائيل من معدات جعلتها تتربع على رأس قائمة الدول المنافسة في حرب شراء الأسلحة وبينها:

- «صواريخ جو – جو.

-  صواريخ مضادة للدبابات.

- قنابل موجهة.

- منظومات أسلحة مضادة للصواريخ.

- منظومة «حيتس» المضادة للصواريخ متوسطة المدى فما فوق، التي أصبحت ملائمة للعمليات.

- منظومتا «كيشيت دافيد» و «القبة الحديدية» المضادتان للقذائف الصاروخية ذات المدى القصير والمقرر نصبهما عند الحدود الشمالية والجنوبية.

والى جانب ذلك تركز اسرائيل على الفضاء حيث تمتلك صناعة فضائية متطورة، بإنتاج قواعد إطلاق للأقمار الاصطناعية «شافيت» وأقمار اصطناعية من أنواع مختلفة بينها أقمار اصطناعية للاتصال وأخرى للتجسس من طراز «اوفيك» و «ايروس» و «تكسار» كما تنتج اسرائيل ايضاً منظومات توجيه وتهيئة أهداف للطائرات الحربية، ومنظومات رادار أرضية ومحمولة جواً، ومن ضمن ذلك طائرات إنذار مبكر وتجسس.

ويزعم شافير أن حساسية الوضع في منطقة الشرق الأوسط ومكانة اسرائيل بين دول المنطقة تحتمان عليها عدم بيع ما تنتجه وتستخدمه من معدات عسكرية داخل المنطقة باستثناء تركيا والجيش الأميركي الذي يستخدمها في العراق وهي تضم طائرات من دون طيار ودروعاً.      

تشكل المساعدة الأمنية الأميركية لإسرائيل عاملاً داعماً لتـــــــفوقها في «حرب شراء الأسلحة» في المنطقة حيث تبلغ قيمة هذه المساعدة السنوية 2.4 مليار دولار (من مجموع 3 مليارات دولار تقدمها كل سنة). ويسـعى الـجـيش الى زيـادة قدرته العسكرية من خلال صناعة المزيد من الأسلحة الهجومية والدفاعية المتطورة. وبحسب الاتفاق بين تل أبيب وواشنطن ترتفع هذه المساعدة بالتدريج حتى تصل في عام 2018 قيمة الدعم الى 30 مليار دولار (6 مليارات منها للأغراض المدنية). وهذا الجانب، يـؤكد شـافيـر، جعل ازدياد قوة اسـرائيل العسـكرية مساراً ثابتاً غير متأثر بتـغـيرات الأوضاع الاقتصادية محلياً وعالمياً.

واستغلت اسرائيل هذه الموازنة إثر حرب لبنان الثانية بشكل كبير وغير مسبوق إذ انفق الجيش مبالغ طائلة على تجديد احتياطه من السلاح والذخيرة، وفي هذا الإطار ايضاً اشترى كميات من الأسلحة الحديثة، مثل قنابل صغيرة خارقة للملاجئ من نوع جي بي يو – 39 وقنابل «جيدام»، موجهة عبر الأقمار الاصطناعية.

وبحسب هذا التقرير، حصل الجيش الإسرائيلي على مئة طائرة أف - 16 - A المعروفة باسم «العاصفة» وخمس طائرات معروفة باسم «نحشون»، بعضها خصصت لمهمات جمع المعلومات الاستخبارية وأخرى لمهمات رقابة وسيطرة جوية. وتخطط اسرائيل للتزود بطائرات أف - 35 لكنها لم تتفق بعد على الصفقة، كذلك الأمر بالنسبة للتزود بطائرات نقل متقدمة من طراز «سي 130 جي» – وقدمت اسرائيل طلباً رسمياً للتزود بـ9 طائرات من هذا الطراز بقيمة 1.9 مليار دولار. كذلك سيستبدل سلاح الجو الاسرائيلي طائرات التدريب من طراز «تسوكيت» التي تستعمل في سلاح الجو منذ اكثر من أربعين سنة، بطائرات تي – 6 تكسان («عفروني») من إنتاج الولايات المتحدة.

وفي المجال البحري اشترت اسرائيل غواصتي «دولفين» آخريين، تبنيان حالياً في المانيا، وتبلغ قيمة الصفقة 1.9 مليار دولار.

وقررت اسرائيل شراء بطارية «حيتس» ثالثة، ونظام «مقلاع داود»، المعد لمواجهة القذائف الصاروخية والصواريخ ذات المدى المتوسط من 40 الى 200 كيلومتر (لمواجهة صواريخ ثقيلة تعرضت لها اسرائيل في حرب لبنان الثانية 2006)، ونظام «القبة الحديدية»، المعد لمواجهة القذائف الصاروخية، والصواريخ ذات المدى القصير مثل «القسام» و «غراد»، التي أطلقت من غزة ولبنان. الى جانب المشروع الثالث وهو منظومة «فولكن فلينكس»، المعتمد على مدفع ذي تردد إطلاق عالٍ، استقر الرأي على شرائه من الولايات المتحدة.

ويدعي التقرير الاسرائيلي ان لا منافس للصناعات العــــسكرية الاسرائيلية في مجال الطائرات من دون طيار وقد تم إنتاج طائرات من نوعي «شــــــوفال» و «ايتان» وهي قادرة على البقاء مدة طويلة على ارتفاع عال وتنفيذ مهمات طويلة تتطلب اكثر من 40 ساعة، وستستعمل هذه الطائرات في مهمات استطلاع وجمع معلومات استخبارية.

والى جانب الطائرات الصغيرة من دون  طيار، تتزود وحدات الجيش الإسرائيلي بطائرات صغيرة الحجم من نوع «سكايلارك»، وهي طائرات هادئة وسهلة الاستعمال، ويستخدمها الجيش في جمع معلوماته على الحدود الشمالية والجنوبية على مدى عشر كيلومترات.

 

تسلح سورية... قلق كبير لاسرائيل

منذ ضبط سفينة «فرانكوب» عبّر أمنيون وعسكريون عن قلقهم من ان تقوم سورية بنقل صواريخ متطورة الى حزب الله، ليصل تعزيز القدرات العسكرية للحزب الى أعلى المستويات. وبحسب التقرير الاسرائيلي فقد كثفت سورية منذ انتهاء حرب لبنان تزودها بصواريخ أرض – أرض وتطويرها بمساعدة ودعم من ايران. ويقول يفتاح شافير «كان نجاح حزب الله في صيف 2006 درساً تعلمه السوريون وتبنوه، وبخلاف جميع دول المنطقة تقريباً، اختاروا بناء أمنهم على تعزيز القدرة على تهديد سكان اسرائيل المدنيين بسلاح مائل المسار بأعداد كبيرة وعلى نظم صواريخ ثقيلة مضادة للدبابات، تمكنهم من الدفاع الفعال ومن جباية ثمن باهظ اذا أراد العدو (اسرائيل) القيام بهجوم بري نظامي عليهم».

وبحسب شافير فإن دروس حرب لبنان الثانية بدأت تعــــطي عــــــلاماتها بشكل سريع ويقول: «لا تزال اسرائيل تتزود بطائرات حربية متقدمة، وبطائرات تجسس وإنذار وبقدرات أقمار اصطناعية، وزادت وتيرة تزودها بنظم مضادة للقذائف الصاروخية وبناقلات جنود مدرعة وبمدرعات.

وفي موازاة ذلك سرّعت سورية من وتيرة زيادة نظام قوات القذائف الصاروخية ومضادات الدبابات عندها فيما لا يزال حزب الله و «حماس»، وهما ليسا دولتين لكنهما يلعبان دوراً عسكرياً بارزاً، واستمدا التشجيع من نجاح القتال غير المتناسب، يعملان من أجل زيادة قوتهما في المجالات ذاتها».

ويلفت شافير الى انه سينشأ في السنوات القريبة توازن شراء سلاح في الشرق الأوسط، فهناك دول ذات قدرة على الإنفاق ما زالت تتزود بنظم سلاح موجه دقيق، وإنذار جوي واستخبارات في وقت ستظل أهمية وسائل مكافحة «الإرهاب» ومضادات القذائف الصاروخية والصواريخ وتحصين السكان المدنيين متزايدة مع زيادة تهديد «الإرهاب» وحرب العصابات في الداخل والخارج في دول المنطقة»، وفق رؤية الاسرائيليين.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,778,132

عدد الزوار: 6,914,518

المتواجدون الآن: 112