سرّ تساقط طائرات "الدرونز" التركية في سوريا وليبيا..

تاريخ الإضافة الخميس 27 شباط 2020 - 4:02 ص    عدد الزيارات 1661    التعليقات 0

        

سرّ تساقط طائرات "الدرونز" التركية في سوريا وليبيا..

الحرة.... لم تمر ساعات عقب إسقاط طائرة مسيرة تركية في سوريا أمس الثلاثاء، إلا وأعقبها سقوط طائرتين تركيتين في ليبيا. وكان المتحدث باسم قوات خليفة حفتر شرق ليبيا، قد أعلن الثلاثاء إسقاط طائرة مسيرة تركية، جنوب العاصمة طرابلس، بعد إقلاعها من مطار معيتيقة، والتي تبين أنها من طراز "بيرقدار TB2" تركية الصنع. وقبلها بساعات، استطاعت قوات النظام السوري إسقاط طائرة مسيرة تركية من طراز "أنكا - اس"، باستخدام دفاعات جوية من طراز "بانتسير S1" روسية الصنع، في محيط قرية "داديخ" في محافظة إدلب السورية. وشهدت ليبيا على وجه الخصوص، سقوط طائرات مسيرة تركية منذ بداية الهجوم الذي أطلقه خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق الليبية في أبريل 2019، لاستعادة العاصمة الليبية طرابلس. واستطاعت قوات حفتر إسقاط طائرات مسيرة تركية في 18 فبراير، وفي 23 و12 و2 يناير، هذا إلى جانب الطائرات التي أسقطت خلال العام الماضي منذ إطلاق حفتر الموجة الثانية من الهجوم في 12 ديسمبر 2019. وعلى عكس المدرعات التركية التي دمرت في ليبيا وأرجع البعض سبب ذلك إلى عدم خبرة الجنود الليبيين الذين يستخدمونها، فإن الطائرات المسيرة يقودها متخصصون أتراك من مراكز قيادة في طرابلس، بحسب تقارير سابقة. وتعتبر تركيا من الدول المتقدمة في استخدام الطائرات المسيرة، إذ بدأ مشروع الطائرات المسيرة التركية على يد "سلجوق بيرقدار" صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أو كما يعرف بـ "عراب الطائرات المسيرة"، إلا أن الخسائر الأخيرة التي لحقت هذه الطائرات طرحت سؤالا بخصوص كفاءتها.

"استهدافها سهل"

الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، محمد منصور، يرى أن السبب الرئيسي في إسقاط الطائرات التركية هو قرب قوات حفتر من مطار معيتيقة في طرابلس، ومحدودية الممرات المتوفرة لإقلاع هذه الطائرات. "وبالتالي، يتيسر رصدها، واستهدافها بسهولة، حيث غالبا ما يكون الاستهداف عقب إقلاع الطائرات مباشرة، وقبل أن تنفذ أي عمليات"، يضيف منصور لـ "موقع الحرة". وأشار منصور إلى أن الطائرات المسيرة تحتاج إلى أن تظل على ارتفاعات منخفضة كي تنفذ هجماتها، مما يسهل عملية الدفاعات الجوية التابعة لقوات حفتر. وظهرت أنباء عن وجود طائرات مسيرة تركية لأول مرة في يونيو 2019، عندما كشف موقع "المرصد" الليبي تقريرا مزودا بأدلة، عن طائرات أوكرانية تقوم برحلات جوية بين تركيا وليبيا، وكان على متنها أسلحة ومعدات مقدمة من جانب إنقرة إلى حكومة فايز السراج. ووفقا للمرصد، فإنه يوجد في العاصمة الليبية طرابلس فريق تركي مسؤول عن تشغيل طائرات "بيرقدار" المسيرة، فيما حاول مسؤولون من حكومة الوفاق نفي هذه المعلومات في بادئ الأمر. وبجانب عامل الجغرافيا، لفت منصور إلى مشاكل فنية لدى الطائرات المسيرة التركية خلال العلميات العسكرية، مثل محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحميلها سواء طائرات "بيرقدار" التي تشغلها تركيا في ليبيا أو سوريا، أو الطرز التركية الأخرى. ويتراوح وزن القذيفة من 45 إلى 65 كيلوغراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومتر، مما يجعل الطائرة محدودة المناورة والفاعلية، بحسب منصور. وبمقارنة البيرقدار التركية مع طائرات هجومية أخرى، فإن "غراي إيغل" الأميركية على سبيل المثال، يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومترا بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ 300 كيلوغرام.

ضعف إمكانيات

أما المحلل العسكري والاستخباراتي، باباك تقوائي، فقال لـ "موقع الحرة"، إن أحد أهم أسباب سقوط عدد كبير من الطائرات التركية هو "زيادة عدد ساعات الطيران". وأضاف تقوائي أنه مع تزايد أعداد الطلعات الجوية وأنشطة الطيران، فمن المؤكد تزيد فرص السقوط بالأنظمة الصاروخية التي لدى قوات حفتر والنظام السوري. ويرى المحلل العسكري الإيراني أن إسقاط الطائرات التركية المسيرة بهذا المعدل، يظهر الاستخدام المتزايد لها من جانب قوات حكومة الوفاق والقوات التركية في ليبيا، في العمليات الهجومية. وفي مايو 2019، كشف موقع "نورديك مونيتور" عن رسائل عسكرية سرية تعود لعام 2016، حيث يظهر وجود عيوب في طائرات "بيراقدر" تتعلق بأنظمة الاتصال والقدرات الهجومية. أما بالنسبة لسوريا فهناك أسباب إضافية، نظرا لامتلاك قوات الأسد خبرة طويلة في رصد وتتبع الطائرات المسيرة التركية التي تعمل منذ أشهر بشكل يومي فوق إدلب، كما يرى منصور. وأوضح منصور أن قوات الأسد لديها طيف واسع من الأسلحة المضادة للطائرات، خاصة الرشاشات الثقيلة، وقد ساهمت تلك العوامل في إسقاط الطائرات التركية. الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، محمد حسن، يرى وجود سبب آخر لسقوط الطائرات التركية في ليبيا، وهو التسليح الذي حصلت عليه قوات حفتر. وأوضح حسن لـ "موقع الحرة"، أن قوات حفتر لديها دفاعات جوية روسية الصنع من طراز "بانتسير S-1"، والتي مكنتهم من إسقاط الطائرات المسيرة التركية بشكل دوري. يذكر أن قوات حكومة الوفاق الليبية قد منيت بخسائر عدة في المعدات التركية البرية، خاصة مدرعات "Kipri"و "Vuran"، التي استطاعت قوات حفتر الاستيلاء على عدد منها فضلا عن تدميرها. وكان تقرير للنسخة التركية من صحيفة "إندبندنت" توجهت بالسؤال لمسؤول عسكري تركي حول سبب فشل المدرعة، مشترطا عدم كشف هويته، قائلا إن "المشكلة الحقيقية تكمن في عدم تمرس المقاتلين الليبيين (التابعين لحكومة الوفاق) في استخدام هذه المركبات. فقد تم منحهم مركبات تصل قيمتها إلى 200 أو 300 ألف دولار. وعندما يتعثرون يهربون من المدرعة للنجاة بحياتهم". إضافة إلى هذا، رصدت تقارير عسكرية ليبية عيوب في صناعة هذه المدرعات، وعدم ملائمتها للمهمات التي أرسلت إليها في ليبيا.

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,404,876

عدد الزوار: 6,891,001

المتواجدون الآن: 86