عودة مسلحي آسيا الوسطى تقلق موسكو وواشنطن معاً

تاريخ الإضافة الأربعاء 18 كانون الثاني 2017 - 7:23 ص    عدد الزيارات 1141    التعليقات 0

        

 

عودة مسلحي آسيا الوسطى تقلق موسكو وواشنطن معاً
الحياة...باسل الحاج جاسم ... تميّز تاريخ معظم جمهوريات آسيا الوسطى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي بالعنف العرقي والديني والقمع السياسي، كما تعتبر شعوب هذه الدول من بين أفقر شعوب العالم، فأوزبكستان وتركمانستان من أكثر الجمهوريات انغلاقاً وشمولية في العالم، أما طاجيكستان فقد أمضت عقد التسعينات في خوض حرب أهلية، وشهدت قيرغيزستان ثورتين واضطرابات عرقية. وحدها كازاخستان من بين الدول الخمس، توافدت إليها الاستثمارات الدولية الكبرى في قطاع الطاقة، وبرزت كدولة مستقرة ومزدهرة، وأعيد انتخاب رئيسها نور سلطان نازار باييف مراراً، ويحكم البلاد منذ 1989 حيث كان سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفياتي. تتخذ غالبية السلطات في آسيا الوسطى إجراءات مشددة للقضاء على التشدد الإسلامي، في ظل غياب الحياة السياسية الديموقراطية، ومع ظهور تنظيم الدولة «داعش»، يلوح خطر جديد على المنطقة تصفه أجهزة الأمن بأنه الأكثر خطورة، في حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي. وحظّرت أوزبكستان إطالة اللحى والملابس الإسلامية، وتدقق قيرغيزستان في اختيار أئمة المساجد والخطباء، أما في طاجيكستان فقد أعلن غول مراد خليموف، قائد القوات الخاصة في الشرطة الطاجيكية، نفسه عضواً في تنظيم «داعش» العام الماضي، حيث هاجم الحكومة وروسيا، ويعتبر المراقبون هروب قائد قوة الشرطة الخاصة إلى التنظيم المتطرف إثباتاً على أن الوضع ليس مستقراً كما تشير الشواهد. وفق بعض الإحصاءات، التحق حوالى 7 إلى 10 آلاف من مواطني آسيا الوسطى والقوقاز بتنظيم الدولة «داعش»، إضافة الى إمكان تجنيد العديد من الموجودين في روسيا، ما يشكل تحدياً كبيراً لموسكو. وأي خلل أمني أو هزيمة لهذا التنظيم في العراق وسورية من شأنه أن يشكّل حاضنة ملائمة لهؤلاء العائدين من سورية إلى بلدانهم الأصلية. فإذا تدفق العائدون لأي سبب كان إلى آسيا الوسطى، في إمكان «داعش» أن يفتح جبهة جديدة له هناك، وستكون أفغانستان بوابة هذا التدفق، لا سيما أنه يصعب السيطرة على الحدود بين أفغانستان وهذه البلدان الحبيسة في جغرافيتها البرية حيث لا شواطئ لها على البحار المفتوحة. يتميز مقاتلو آسيا الوسطى، منذ بداية ظهورهم في أفغانستان، بالمستوى التعليمي العالي، فقد شهد الاتحاد السوفياتي غياب الأمية في شكل شبه كامل، حيث وصلت معدلات القراءة والكتابة إلى 97 في المئة، وهي الأعلى بين الدول الإسلامية، في مقارنة مع الجارة أفغانستان، والتي لا يتجاوز فيها معدل القراءة والكتابة 30 في المئة. وجعلهم هذا الأمر يقفزون الى مواقع متقدمة وبسرعة في معظم التنظيمات التي انتموا إليها، فهم يملكون المعرفة الكافية لصنع العبوات الناسفة، وهو ما يحتاجه «داعش» وباقي التنظيمات المشابهة، وتفسير الموضوع وببساطة هو أنه تسنّت لهم قراءة الكثير من كتيبات كيفية عمل متفجرات وقنابل لأنهم ليسوا أميين. ووفق دراسة أعدها مركز «يورو آسيا»، فإن مقاتلي آسيا الوسطى بارعون أيضاً في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون ذلك لمصلحة «داعش»، «المجموعة الأساسية من الأوزبك في سورية تمتلك موقعاً إلكترونيًا وقناة فيديو وحساباً على تويتر». يبرع أولئك على وجه الخصوص في استخدام المواقع المعروفة بين المتحدثين باللغة الروسية، وهذا يساعدهم على نشر رسائل «داعش» بين شباب آسيا الوسطى، حيث يتفشى الفقر والهجرة للعمل في روسيا في ظروف سيئة، وتتميز رسائل تلك الجماعات الجهادية بالجاذبية من الناحية الدينية، وتشير يانا بارتشوك، المتخصصة في شؤون آسيا الوسطى، الى أن «داعش» تحديداً لا يجذب هؤلاء برسالته الدينية فقط، بل أيضاً بإلاغراءات المادية. لكن ليس دقيقاً القول أن انضمامهم الى هذه التنظيمات بدافع مالي فقط، فعلى الغالب معظم تلك التنظيمات يعطيهم إحساساً بأنهم ينفذون مهاماً مقدسة، (والمعروف أن ثقافتهم الدينية تعاني من البساطة الشديدة نظراً الى الانقطاع عن بقية العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن)، فأولئك ما كانوا ليقاتلوا في ساحات تبعد من بلدانهم آلاف الكيلومترات، لو لم يكن هناك مقابل مادي، لكنهم أيضاً ما كانوا ليفعلوا، لولا استخدام العامل الديني، وإلا لشاهدنا المئات وربما الآلاف منهم يقاتلون في صفوف الميليشيات التي تقاتل في جبهات متعددة انفصالية وغيرها.ويرى بعض الخبراء أن هناك العديد من العوامل والمقومات التي قد تساعد في انتشار تنظيم «داعش» في بعض دول آسيا الوسطى، خصوصاً أن العديد من التنظيمات والشخصيات المتشددة في المنطقة (كحركة أوزبكستان الإسلامية) قد أعلن مبايعة التنظيم ودعمه. ولا يقتصر هذا القلق والخوف من نفوذ «داعش» وامتداده الى آسيا الوسطى على زعماء هذه الدول وقادتها، بل أخذ القلق ينتاب قادة دول أبعد من آسيا الوسطى وزعماءها، فقد أعربت الولايات المتحدة عن تخوفها من امتداد «داعش» الى الجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا، كما أن روسيا تخشى امتداد «داعش» الى حدودها الجنوبية، وهو ما دفع تلك الدول الى تكثيف جهودها الأمنية في هذه المناطق.وفي تصريح لنائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف، العام الماضي، أشار إلى أنه «في الآونة الأخيرة، ازداد نشاط الإرهابيين الذين ينتمون الى تنظيم الدولة في الأراضي الأفغانية، وقد يستخدم «داعش» أفغانستان لتوسيع نفوذه في جمهوريات آسيا الوسطى، ورابطة الدول المستقلة وشمال الصين». الشيء الذي تجدر ملاحظته هو تغيّر الأولوية بعد مبايعة معظم التنظيمات المتطرفة في آسيا الوسطى أو حتى القوقاز «داعش»، فبعد أن كان هدفها إقامة دولة إسلامية أو دولة الخلافة في آسيا الوسطى وعدوّها كان الأنظمة المدعومة من موسكو، باتت اليوم أولوياتها إقامة دولة الإسلام في العراق والشام والدفاع عنها، وبالتالي عودتهم الى بلادهم تفتح الأبواب على سيناريوات مختلفة. يبقى السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عنه على وجه الدقة، وهو كيف تمكن هؤلاء من الوصول من آسيا الوسطى الى سورية. يشير إدوارد ليمون، الباحث في شؤون التطرف في طاجيكستان، الى أن غالبية شباب آسيا الوسطى تتبع هذا الفكر الجهادي أثناء هجرتها للعمل في روسيا، حيث تواجه ظروفاً صعبة هناك، وهي تنتقل من هناك إلى سورية والعراق. ووفق التاي جعفروف، مسؤول في إدارة الأمن القومي في قيرغيزستان، فإن ما وصله من معلومات يفيد بأن «داعش» في سورية والعراق، يؤمن لهؤلاء غرفهم الخاصة باعتبارهم مجاهدين، وظروف حياة أفضل بكثير من نظرائهم العمال في أماكن أخرى، في حين يتكدسون في روسيا أحياناً في شقة واحدة بالعشرات، حيث يتم احتقارهم بل ومهاجمتهم من جانب القوميين الروس.
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,717,765

عدد الزوار: 6,910,109

المتواجدون الآن: 106