تقرير / مَن الفائزون في سورية؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 3 كانون الثاني 2017 - 5:31 ص    عدد الزيارات 1118    التعليقات 0

        

 

تقرير / مَن الفائزون في سورية؟
الراي...تقارير خاصة ..كتب - إيليا ج. مغناير
مع بداية سنة 2017 التي تطرق أبواب «بلاد الشام»، هناك العديد من اللاعبين أرسلوا قواتهم أو حاربوا بالوكالة لمدة أعوام عدة في حربٍ أنتجت رابحين وخاسرين، ومن هؤلاء:
• روسيا
كانت روسيا تغطّ في سباتٍ سياسي عميق، غير راغبةٍ في الدخول الى وحول الشرق الأوسط المتعدّدة بالرغم من صيحات المنطقة لإلغاء الأحادية وحضور قوى عظمى متوازنة وذلك بعد عقود من احتكار الولايات المتحدة النفوذ فيها، وتحديداً منذ الإصلاح البريسترويكي الروسي. وكانت الحرب الليبية وإطاحة معمر القذافي مثالاً جيداً لعدم الاهتمام الروسي بشؤون المنطقة وهو ما تَجسد بسماح موسكو بفشل دولة ليبيا من دون أن يحضّر المجتمع الدولي المسبّب بذلك لأي مرحلةٍ استقرارية ما بعد القذافي للمحافظة على مقومات الدولة. وهذا ما سمح للجهاديين بالتحرك والإمساك بأمور البلاد وإيجاد حال فوضى لسنوات عدة على طول الجغرافيا الليبية وحتى يومنا هذا.
وحين هبّت رياح «الربيع العربي» (الذي أصبح لاحقاً تسونامي) على الشرق الأوسط ووصلتْ الى سورية العام 2011، بقيت روسيا في وكرها لا تحرك ساكناً. وانفجرتْ حملةٌ إعلامية دولية في وجه دمشق متّهمةً الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضين، ونادت المجتمع الدولي للقيام بعمل عسكري لضرب دمشق وتغيير النظام حتى ولو لم يكن هناك بديل في متناول اليد.
وعندها استيقظتْ روسيا - مدفوعةً من إيران - فزار مسؤولون من طهران موسكو حاملين رسالة واضحة: إذا قصفت الولايات المتحدة دمشق فستهبط الآلاف من القذائف على تل أبيب. ومع ذلك، فإن الكرملين تصرف كوسيط في أواخر العام 2013. وهكذا نسّقت وسيلة للخروج من المأزق مع واشنطن لعدم الدخول في هذه المغامرة الخطرة، وأنتجت خريطة طريق جرّدت من خلالها الرئيس السوري بشار الأسد من ترسانته الكيمياوية وأراحت إسرائيل من خطرها. فأخذت إدارة الرئيس باراك أوباما جدياً التهديد الإيراني وانتهت الأزمة الكيمياوية. ومع ذلك ظلّت روسيا خجولة تجاه ما يحدث في سورية مرسلةً السلاح والعتاد للجيش السوري الى ان دفعتْها طهران، مرة أخرى، للتدخل مباشرةً لإنقاذ الحكومة السورية في إبريل 2015. وعندها فقط، وجدتْ موسكو الفرصة الذهبية لها وكانت مستعدّة للقفز على الفرصة التي تجلّت أمامها.
أرسلتْ روسيا قواتها الى سورية، فوسّعت قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس الساحلية، وسيطرت على مطار حميميم العسكري، ووقّعت عقداً لمدة 49 سنة مع دمشق لإبقاء قواعدها - دون مقابل - البحرية التي تسمح لها بنافذة على البحر الأبيض المتوسط، ودرّبت طياريها ووحداتها الخاصة بمناورة حربٍ حقيقية على أرض سورية، وزادت نسبة مبيعاتها للأسلحة بأكثر من 10 مليارات دولار بعد استخدامها للعشرات من الأسلحة الجديدة، وفرضت نفسها على الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية، وأظهر الرئيس بوتين قدرته على استبعاد وتهميش الولايات المتحدة وأوروبا من عملية السلام في ساحةٍ امتلكت واشنطن السيطرة عليها منذ عقود، وتمكن بوتين من اختراق عضو مهم من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تركيا، وعزلها عن أميركا موقتاً. كل ذلك من خلال البوابة السورية التي أًصبحتْ روسيا بسببها اللاعب الدولي المهمّ. وبلغتْ خسارة روسيا البشرية جراء تدخلها في الحرب السورية أقلّ من 30 ضابطاً وجندياً وكذلك العشرات من المتعاقدين العسكريين من القطاع الخاص. واستخدمت موسكو ميزانيتها العسكرية المخصصة لوزارة الدفاع التدريبية لتنفقها في سورية. أما كل ما تجاوز هذه الميزانية فقد عوّضته روسيا من خلال مبيعاتها للسلاح المجرّب في معركةٍ حقيقية تحت عيون العالم.
• إيران
تتمتّع الجمهورية الإسلامية في إيران بعلاقاتٍ ممتازة ومميزة مع النظام السوري منذ إنتصار الثورة العام 1979 وحتى 2011 عندما بدأتْ الحرب في بلاد الشام. وكان - ولا يزال - الأسد جزءاً من «محور المقاومة» الذي يدعم إيران على كل الساحات ويدعم القضية والجماعات الفلسطينية (مثل حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة وغيرهم) ضدّ إسرائيل. وفتحت دمشق أبواب مطارها لاستقبال شحنات الأسلحة المرسَلة من إيران الى «حزب الله» اللبناني في لبنان لتزويد وكيلها القابع على حدود إسرائيل الشمالية. وبعد خمس سنوات من الحرب، أنفقت إيران أكثر من 25 مليار دولار في سورية لدعم النظام من خلال تزويد دمشق بالمساعدات المالية لدفْع رواتب الجيش والموظفين، بناء الطرق، وإعادة بناء أجزاء من المدن والبنية التحتية المدمّرة حسب الأولويات، وتقديم الدعم الطبي اللازم للمستشفيات والمستوصفات، وإرسال النفط، وكذلك من خلال حضور المئات من المستشارين العسكريين لقيادة المعارك والتنسيق مع القيادة العسكرية السورية لمنْع سقوط الأسد. وأرسلتْ إيران الآلاف من العراقيين، وكذلك الباكستانيين والأفغان للقتال في المدن وعلى كافة الجبهات. وزوّدتْ القوات الجوية الإيرانية العديد من المدن السورية القابعة تحت الحصار بمواد عسكرية وتموينية. وقدّم سلاح الجو الإيراني العديد من الطيارين الذين شاركوا بخبرتهم نظراءهم السوريين. وكذلك استثمرت إيران بضاعتها العسكرية لإعادة بناء المصانع العسكرية السورية من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لتحاكي احتياجات الخمس سنوات ونصف السنة من الحرب الدائرة. سياسياً، فإن إيران هي مَن ورّط روسيا في سورية من خلال إيفاد قائد الحرس الثوري - لواء القدس الجنرال قاسم سليماني الى موسكو في إبريل 2015 لشرْح الوضعية العسكرية الحقيقية للقوات والمأزق الذي وصل إليه الجيش السوري. وبعد أكثر من عامٍ أعادت طهران فتْح القنوات الديبلوماسية المتدهورة بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط طائرة السوخوي الروسية SU-24 على الحدود السورية أواخر 2015. وفي آخر 2016، استطاعتْ طهران جمع وزراء خارجية ودفاع تركيا وإيران وروسيا في موسكو للوصول الى وقف نارٍ شامل في سورية وتهميش أميركا وأوروبا، حتى ولو كان تحقيق هذا الهدف بالمهمة الصعبة لاحقاً. وكل هذا المذكور أعلاه من استثمارٍ وخسارةٍ بشرية لقواتها وقوات حلفائها، كي تستعيد إيران الوضع نفسه الذي كانت عليه قبل عام 2011 والإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد.
• «حزب الله»
قبل العام 2011، كان «حزب الله» يتمتع بدعمٍ كاملٍ من الرئيس السوري بشار الأسد. وكان الأسد يزور مواقع «حزب الله» المواجِهة لإسرائيل حتى قبل إنسحابها من لبنان العام 2000، وكان له الدور القوي بإزاحة نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس المخابرات السورية في لبنان اللواء غازي كنعان عن الملف اللبناني لدورهما الذي اعتُبر سيئاً للعلاقة بين سورية و»حزب الله».
وبين عاميْ 2003 و2006، تعرّض الأسد لشتى أنواع الإغراءات الشرق أوسطية والضغوط الدولية لقطْع طرق إمداد «حزب الله» بالسلاح. ولم يرفض الرئيس السوري العرض فحسب، بل فتح مخازنه للسلاح النوعي المضاد للدبابات (كورنيت) الذي استخدمه «حزب الله» بفعالية ضد تقدُّم إسرائيل في جنوب لبنان في حرب الـ 2006، حتى انه زوّد الحزب بصواريخ طويلة المدى «أم - 600» أثناء الحرب والسيطرة الجوية الإسرائيلية فوق لبنان، هدد فيها الأمين العام لـ «حزب» الله السيد حسن نصرالله بقصف حيفا (وما بعد بعد حيفا) إذا قُصفت بيروت. وإعتبر «حزب الله» سورية حديقته الخلفية الآمنة التي كان يلجأ إليها عناصر وقادة التنظيم كمتنفّس لهم ولعائلاتهم. وفي العام 2012، كان الرئيس السوري يرفض تدخّل الحزب في الحرب السورية، إلا أنه سمح بتواجده حول الأماكن المقدّسة القريبة من دمشق لحمايتها. إلا أن الخطر الذي هدّد الحكومة السورية وقيادتها في العاصمة نفسها دفع «حزب الله» للمشاركة بأكثر من 15 ألف مقاتل على كافة الأراضي السورية منذ العام 2013 الى يومنا هذا.
قبل الحرب السورية، كان «حزب الله» يتواجد على جزء صغير من الساحة اللبنانية التي تبلغ مساحتها نحو 10 آلاف و500 كيلومتر مربع، أما اليوم فهو يقاتل على مساحة تفوق الـ 10 آلاف كيلومتر مربع في سورية. واستعدّ نصرالله للمعركة وتنبّأ بنتائجها حتى قال في جلسة خاصة إنه «ينبغي على كل منزل أن يتهيأ ليقدّم أحد أبنائه شهيداً في سورية». وهكذا دفع أكثر قادة الحزب أبناءهم للالتحاق بدوراتٍ تدريبية توصلهم الى ساحة القتال في بلاد الشام بهدف - كما قال نصرالله - «منْع المعركة من الانتقال الى لبنان وقراه». وهكذا انتقل قتال «حزب الله» من معارك كان يخوضها على مستوى سرايا، ليقود معارك على مستوى لواء وفرقة. وهو خاض نشاطه العسكري ضدّ إسرائيل على مستوى منطقة عمليات، بينما يقوم اليوم بنشاطٍ على مسرح عملياتٍ كامل مؤلف من عدة مناطق عملياتية. وكذلك حوّلت الحرب السورية «حزب الله» من عمليات عصاباتية الى جيش منظّم غير نظامي ينسق بين الأذرع العسكرية المختلفة وكافة الاختصاصات، من قصف تمهيدي الى سلاح المشاة والمدرعات، وكذلك القيام بمناورات كبيرة لإستعادة التلال الإستراتيجية. وهو نجح في حرب المدن واستخدم الطيران من دون طيار المزوّد بسلاح، وتقدّمت قواته تحت قصف الطيران التمهيدي، ودافع عن أبنية (معركة حلب) ضد قواتٍ تدرّبتْ مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) وأخرى كان لديها باع طويل بحرب العصابات والمفخخات والعقائديين. ولملء الساحة السورية والدفاع عنها، دفع ذلك «حزب الله» لإقامة دورات تدريبية تحاكي حاجة القوات على أرض المعركة والتجهيز بقدرات بدنية لمجابهة تحدي مواجهة أعداد كبيرة مهاجِمة ومستخدِمة لكافة الأساليب القتالية. إلا أن ذلك زاد من عداد مقاتلي الحزب لدرجة أنه أًصبح لديه فائض من القوات بما لن يمكّنه من العودة الى لبنان لضيق الساحة على قواته. وبالتالي سيقوم باستحداث مناطق نفوذ جديدة بالتنسيق مع الدولة السورية لجعْلها قواعد ثابتة له تحافظ على شريانه الحيوي في المستقبل وتسمح له بنشر صواريخه الإستراتيجية في مناطق بعيدة عن الداخل اللبناني ليزيد من خطره وتهديده لإسرائيل.
إلا أن «حزب الله» خسر أكثر من 1600 مقاتل من قوات النخبة (ومنهم قادة ميدانيون وعضو في «المجلس الجهادي» وهو أعلى مستوى قراري في الحزب) وأكثر من سبعة آلاف جريح لمنْع سقوط القرى والمدن الإستراتيجية. ويحارب «حزب الله» في سورية منذ أكثر من أربع سنوات فقط ليحافظ على مكتسبات ومكانة كان يتمتّع بها قبل العام 2011. وما كان مسموحاً لحزب الله قبل الـ 2011 في سورية لا يزال مسموحاً له سنة 2017. علاوة على ذلك، كان «حزب الله» يتمتع بدعم العالم السنّي (حتى السلفيين) من خلال حربه ضد إسرائيل ونتائجها العام 2006. ونظراً لتدخله في سورية ونجاحه في دعم الأسد، فقَدَ الحزب دعماً كبيراً بين هؤلاء مما دفع دول المنطقة الى وضعه على لائحة الإرهاب من دون أي خشية من ردة فعل داخلية.
• تنظيم «القاعدة»
عندما أرسل زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» أبو بكر البغدادي مجموعة من قيادييه الى سورية وعلى رأس هؤلاء أبو محمد الجولاني في ابريل – مايو 2011 لإقامة قاعدة في بلاد الشام، لم يكن يعلم أن هذه الخطوة ستكلفه غالياً وستؤدي في وقت لاحق الى انقسام خطير بين الجهاديين. ومن العام 2011 حتى 2013، تمكّن الجولاني من بناء سمعة قوية بين قوى المعارضة، وهو دفع بالانتحاريين في كل المعارك المفصلية وقاد الهجمات وحقق الانتصار تلو الآخر تحت اسمٍ وافق عليه البغدادي نفسه: «جبهة النصرة» (او لنصرة أهل الشام). إلا أن هذا النجاح أقلق زعيم تنظيم «الدولة في العراق»، ولا سيما بعدما وصلتْ اليه أخبار مؤكدة تدل على رغبة الجولاني بالانفصال و»اللعب منفرداً». فما كان من البغدادي الا أن يذهب الى سورية للتأكد بنفسه مما يحصل ويعزل بعض القادة ويعيّن آخرين، الى حين إعلانه، بعد عودته من سورية، عن قيام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بدمْج «النصرة» مع تنظيمه. ولحماية إنجازاته وعنقه، أعلن الجولاني الانفصال عن «داعش» والتحاقه بتنظيم القاعدة الأم في خورسان. وأتى وقع هذا الإعلان كالصاعقة على البغدادي لأنه قسّم الساحة الجهادية، كما أنه شكّل مفاجأة لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي لم يتردد في تلقُّف الفرصة ليعطي دفعاً جديداً لتنظيمه وخصوصاً بعد مقتل زعيمه السابق أسامة بن لادن. وهكذا كبُر تنظيم «القاعدة» من جديد وأًصبح - بفضل جناح سورية - أقوى من أي وقت. فاستخدم عناصره المال والموارد الكثيرة المتوافرة والأسلحة المتطورة، حتى تلك المضادة للدروع التي قدمتها أميركا لحلفائها المقاتلين في سورية مع تنظيم «القاعدة». وكذلك استخدم جهاديو «القاعدة» طائرات من دون طيار وطوّروا إعلامهم المرئي وأساليب الدعاية الاستقطابية، حتى أًصبح عددهم يتجاوز العشرة آلاف مقاتل يتمركز أكثرهم في أرياف حلب وإدلب وفي الجنوب السوري. وعلى الرغم من تغيير اسمه من «النصرة» الى «فتح الشام»، إلا أن هذا التنظيم جزء لا يتجزأ من قاعدة الجهاد، يحمل أيديولوجيتها وعقيدتها، وأهدافها: إنشاء إمارة إسلامية. وبغض النظر عما ستجلبه سنة 2017 للقاعدة في سورية من اقتتال داخلي مع الفصائل أو رحيل القوى الأجنبية العاملة بداخله (أكثر من 3500 مقاتل) لتجنُّب الاقتتال، وعلى رغم مقتل العديد من الرعيل الأول للقاعدة، من بن لادن الى عدد كبير ممن رافقه في «رحلة الجهاد» على يد أميركا في اليمن وسورية، إلا أن القاعدة ستستمر لتهدد سورية والمنطقة المحيطة بها.
• سورية
في العام 2011، كان الرئيس السوري بشار الأسد يراقب عن كثب «الربيع العربي» وتأثيره على الدول المجاورة، وهو على ثقة كاملة بأن تأثير رياحه لن تصل إليه. إلا أنه كان يجهل نيات الدول الإقليمية والدولية لعزْله. كما كان لا يعلم أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» (قبل أن يسمى داعش) كان يخطّط لايجاد حالة من التوحش والفوضى في بلاد الشام ليتسنّى له الدخول الى المجتمعات في أجواء مثالية لتتكاثر أعداده، وكانت النصائح السيئة تُقدّم للأسد بعدم الإسراع بالتعديلات في الأشهر الأولى لإحتواء «الثورة»، لأن أحداً من المسؤولين الكبار لم يتوقع وجود قرار بزعزعة استقرار البلاد بغضّ النظر عن الإصلاحات. كان العالم حينها يراقب تدفق الجهاديين الى سورية وكيف تسلّل هؤلاء لخطف «الثورة»، فأُنفقت المليارات للتسليح وسافر عشرات الآلاف للالتحاق بالتظيمات الجهادية عبر تركيا والأردن من دون أن يترك ذلك أي مشكلة لدى دول العالم أو أي ردة فعل لأن «الأسد سينتهي خلال أشهر قليلة». وطوال سنوات الحرب أصبحت بلاد الشام قبلة الجهاديين ما أوجد انقساماً حاداً داخل المجتمع السوري المتعدد الطوائف والانتماءات ليحوّله الى مسرحٍ للاقتتال الطائفي. وانتقلت سيطرة المدن من يدٍ الى أخرى، وتم إنشاء ودعم أكثر من مئة مجموعة معارِضة للنظام، وبدأ الاقتتال الداخلي بين المعارضة والجهاديين، وبين الجهاديين أنفسهم، وانشقّ عدد كبير من ضباط وجنود الجيش السوري الذين أخذوا معهم معدات عسكرية كبيرة. وأصبحتْ سورية في الدرجة الثانية بعد الأمم المتحدة في الاستضافة المرغمة لأكبر عدد من الجنسيات المختلفة على أرضها. أما عدد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والمتحاربين، فقد وصل الى ما بين 300 الى 400 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح. وقد دُمرت البنية التحتية والاقتصاد (الزراعة والتجارة والصناعة) بكلفة باهظة تجاوزتْ الـ 280 مليار دولار. وقد سجّلتْ المنظمات الدولية وجود أكثر من خمسة ملايين لاجئ خارج البلاد وستة ملايين من النازحين داخلياً، وأن أي رئيس سيجلس على كرسي سورية سيواجه مهمة مستحيلة لإعادة البلاد لما كانت عليه قبل العام 2011. إذاً من هم الفائزون؟ من المؤكد أن سورية والسوريين هم بين أكبر الخاسرين.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,095,510

عدد الزوار: 6,934,594

المتواجدون الآن: 91