أوروبا: الخوف من الإرهاب يهيمن على أجواء الميلاد

تاريخ الإضافة الأربعاء 21 كانون الأول 2016 - 4:32 ص    عدد الزيارات 1158    التعليقات 0

        

 

أوروبا: الخوف من الإرهاب يهيمن على أجواء الميلاد
المستقبل..(رويترز، اف ب)
أعلنت الدول الاوروبية وفي مقدمها فرنسا، تشديد الاجراءات الامنية في اسواق الميلاد عبر تكثيف الدوريات ونصب الحواجز الامنية بعد اعتداء برلين الاخير، الذي لا يزال من قام به متوارياً وأعلن «داعش» مسؤوليته عنه. واثار اعتداء برلين مساء الاثنين اثر اقتحام شاحنة سوقا للميلاد في العاصمة الالمانية، اصداء خاصة في فرنسا، البلد الاوروبي الاكثر استهدافا بأعمال إرهابية منذ نحو عامين والخاضع لحالة طوارئ. وأعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أن الهجوم الذي نفذ دهسا بشاحنة في سوق الميلاد في برلين هو «عمل ارهابي» ارتكبه على الارجح طالب لجوء. وقالت ميركل للصحافيين في اول رد فعل منذ الاعتداء الذي اوقع 12 قتيلا على الاقل، «علينا على ضوء ما نعرفه ان نفترض انه هجوم ارهابي»، مضيفة وقد بدا عليها التأثر الشديد «أعرف أنه سيكون على قدر خاص من الصعوبة علينا أن نحتمل الامر إن تأكد ان هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في المانيا«.

وتابعت «سيكون الأمر مشينا على الأخص لجميع هؤلاء الالمان الذين يلتزمون يوما بعد يوم بمساعدة اللاجئين وكل هؤلاء الاشخاص الذين هم بحاجة الى حمايتنا يوميا، ويسعون الى دمجهم«. وبذلك أكدت ميركل ضمنا ان المشتبه به الذي اوقف بعيد الهجوم، هو طالب لجوء، وقد افادت وسائل اعلام المانية انه باكستاني او افغاني وصل الى المانيا هذه السنة.

وأعربت ميركل عن احساسها بـ»الهول والصدمة والحزن الشديد» للاعتداء، واعدة بإلقاء الضوء «على اي تفاصيل وبأن (الجريمة) ستعاقب بكل حزم حسب قوانيننا».  تبنى تنظيم «داعش» مساءً الاعتداء على سوق للميلاد في العاصمة الالمانية برلين وفق ما افادت وكالة «اعماق» المرتبطة بالتنظيم المتطرف. ونقلت وكالة اعماق عن «مصدر امني» على تطبيق «تلغرام» ان «منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الالمانية هو جندي للدولة الاسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي» حسب تعبير الموقع الالكتروني. وأعلنت شرطة برلين أن منفذ الهجوم الدامي قد يكون «على الأرجح» طليقا، بعدما أكدت بداية أنها اعتقلت طالب لجوء باكستاني يشتبه في أنه ارتكب الاعتداء قبل أن تطلق سراحه.
أوروبياً، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة ميركل خلال اتصال هاتفي بينهما ان «المعركة الشرسة ضد الارهاب يجب الا تقوض القيم واسلوب العيش» في البلدان الديموقراطية، وفق بيان اصدرته الرئاسة الفرنسية. واورد البيان انه غداة اعتداء برلين «اكد رئيس الجمهورية والمستشارة التعبئة الكاملة للاجهزة الامنية الفرنسية والالمانية لمكافحة آفة الارهاب وتنفيذ الاجراءات التي اتخذت قرارات في شأنها على المستوى الاوروبي». واضاف البيان انهما «اتفقا على الا تقوض هذه المعركة ضد الارهاب القيم واسلوب العيش التي اختارتها الديموقراطيات». وتابع ان الرئيس الفرنسي الذي بادر الى الاتصال بميركل عبر مجددا عن «مظاهر التعاطف والتضامن التي تكنها فرنسا» ازاء المانيا، مضيفا ان «الفرنسيين يعرفون اهمية اشارات الدعم هذه خلال ساعات الحزن القاسية».

ويشار إلى أن الهجوم الاخير الذي اوقع عددا كبيرا من القتلى في نيس جنوب شرق فرنسا، نفذ ايضا بشاحنة دهست حشدا تجمع مساء للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز الماضي. وقتل 86 شخصا في الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش»، ودفع بالسلطات الى إلغاء الكثير من الاحتفالات الصيفية التالية. واعلن هولاند ان بلاده تشهد «مستوى مرتفعا من التهديد» الارهابي تواجهه عبر «تيقظ كبير جدا». كما اكد وزير الداخلية برونو لورو تشديد الامن في «جميع فعاليات نهاية العام» على غرار سوق الميلاد في جادة شانزيليزيه.

وافاد المسؤول في الامن الخاص لسوق الميلاد رودي ماتيو عن اقامة حواجز اسمنتية على ارصفة الجادة الشهيرة. وقال السائح من جزر موريس ايفان بالن (27 عاما) «لا نرى الكثير من الشرطيين، ربما كانوا بملابس مدنية. في الوقت نفسه لا يرغب احد في رؤية جنود مسلحين كل مترين«. وكان سوق الميلاد على جادة الشانزيليزيه في باريس بين عشرة اهداف محتملة حددها ستة رجال اوقفوا في فرنسا وكانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء في الاول من كانون الأول في المنطقة الباريسية. في ستراسبورغ (شرق) حيث يجذب سوق الميلاد آلاف السياح، سبق ان بدأت السلطات اعمال تفتيش امنية عشوائية على الطرقات والجسور المؤدية الى المكان كما اقامت عليها حواجز نقالة لمنع اي سيارة من الاقتراب من مكان التجمع. واعلن الكثير من الدول الاوروبية مضاعفة الدوريات الامنية في الاماكن العامة والابقاء على مستوى الانذار المرتفع جدا اصلا. وابقت بلجيكا التي تشكل احد معاقل المتشددين في اوروبا، على مستوى انذار يعكس تهديدا «ممكنا ومحتملا». كما دعت السلطات الى «التيقظ» في بروكسل التي شهدت في آذار هجومين منسقين (32 قتيلا) وانتورب.

واعلنت النيابة العامة في بروكسل امس، ان الشرطة اوقفت أول من امس الاثنين في العاصمة البلجيكية رجلا يشتبه بـ»اطلاقه تهديدات ذات طابع ارهابي» وصادرت اسلحة بحوزته. وعرفت النيابة عن الموقوف بالحرفين الاولين لاسمه «أ. ب.» مشيرة الى انه اودع السجن أمس، بعد اتهامه رسميا بـ«حيازة اسلحة» من دون تثبيت اي صفة تتصل بالارهاب حتى الساعة. واضافت «في هذه المرحلة يحتفظ قاضي التحقيق بحق توجيه اي اتهام بجريمة ارهابية». وفي المملكة المتحدة، اعلنت السلطات انها «تأخذ في الاعتبار» خطر الهجوم بشاحنة وابقت على مستوى انذار «مرتفع جدا» في فترة الميلاد ورأس السنة. وفي الاسابيع الاخيرة اقيمت حواجز فاصلة في بيرمنغهام (وسط) حول سوق الميلاد، الاهم في البلاد.

وافادت شرطة لندن امس، انها تراجع خططها لحماية الأحداث العامة خلال فترة احتفالات عيد الميلاد بعد مقتل السفير الروسي في أنقرة، واصطدام شاحنة بأشخاص في سوق لعيد الميلاد في برلين. وقالت الشرطة في بيان «شرطة العاصمة وضعت خططا مفصلة لحماية الأحداث العامة في فترة عيد الميلاد ورأس السنة«. وأضافت: «بشكل روتيني، وكإجراء وقائي، نراجع خططنا الأمنية بعد وقوع هجمات في الخارج، ونحن نفعل ذلك الآن عقب الأحداث المروعة في برلين وأنقرة الليلة (ما قبل) الماضية« وعززت النمسا انتشار الشرطة في اسواقها التي تجذب الكثير من الزوار خصوصا في فيينا التي تنظم فعاليات في 20 مكانا على الاقل.

كذلك قررت بولندا تعزيز دوريات الشرطة بفرق من الشرطة العسكرية في مواقع حساسة على غرار محطات القطار او المراكز التجارية، على ما اعلن المتحدث باسم الشرطة ماريوش تشاركا. اما ايطاليا التي تذكر دوريا كأحد الاهداف في التسجيلات الدعائية لتنظيم «داعش» فسبق ان انشأت جهازا امنيا معززا لفترة الميلاد لكنها لم ترصد «اشارة انذار» معينة. وفي الدول الاسكندنافية وتشيكيا اعلنت السلطات عن مضاعفة الدوريات من دون زيادة مستوى التهديد. بالموازاة سعت السلطات الى طمأنة السكان قبل ايام على عيد الميلاد.

ودعا وزير الداخلية النمسوي ولفغانغ سوبوتكا الى عدم السماح «بفوز الارهاب على التقاليد» وناشد «كل فرد بمواصلة ارتياد اسواق الميلاد والاحتفالات الكبرى، مع توخي الحذر الكبير«. مع ذلك، اعلنت نيابة سالزبورغ امس، ان لاجئا مغربيا (25 عاما) اعتقل في النمسا ووضع قيد التوقيف للاشتباه بنيته تنفيذ اعتداءات خلال اعياد نهاية السنة.

واوقفت القوات الخاصة الرجل أول من أمس، في مركز ايواء للاجئين في فوشل الواقعة في منطقة جبال الالب النمسوية على مقربة من الحدود الالمانية. وقالت النيابة في بيان «يشتبه بأنه شارك في منظمة ارهابية«.

وفتح تحقيق الشهر الفائت استنادا الى «معلومات» اشارت الى «اعتداء ارهابي مفترض في سالزبورغ خلال فترة اعياد نهاية السنة»، بحسب المصدر نفسه. واوضحت النيابة ان عملية الدهم التي جرت في مركز الايواء اتاحت ضبط تجهيزات الكترونية و»اكثر من ثمانية الاف يورو» من دون العثور على اي معدات يمكن استخدامها في تنفيذ اعتداء. وفي سويسرا، اعلنت الشرطة امس، ان مطلق النار على مصلين في المركز الاسلامي في زوريخ مساء أول من أمس الاثنين كان سويسريا (24 عاما) من اصول غانية يؤمن بالسحر والتنجيم، وقد انتحر بعد الهجوم. واوضح محققون خلال مؤتمر صحافي ان الجاني المعروف لدى اجهزة الشرطة، كان قتل الاحد الماضي، شخصا (24 عاما) من معارفه بواسطة سكين اثر خلاف في زوريخ. واوضحت قائدة شرطة كانتون زوريخ كريستيان لينتس ميلي في مؤتمر صحافي «لا نعرف حتى الآن الدوافع (...). وعثرنا على رموز تدل على السحر والتنجيم في شقته«. واكد المحققون عدم وجود ما يدل على ان الهجوم له صلة بالارهاب او اليمين المتطرف. كما انهم يجهلون ما اذا كان القاتل يعاني مشاكل نفسية. ويعتقد المحققون انه عاش وحده. وكان موظفا في احد المتاجر، لكنه استقال الجمعة الماضي وفقا لقائدة الشرطة.

وكان شاب في الثلاثينات يرتدي ملابس سوداء يغطي رأسه بقبعة من الصوف دخل الاثنين، قاعة الصلاة في المركز الاسلامي الواقع قرب محطة السكك الحديد في زوريخ. واقدم على اطلاق النار على العديد من المصلين، فاصاب ثلاثة منهم، وفق الشرطة التي اكدت ان اصاباتهم ليست خطرة. وكانت الشرطة عثرت على جثة تحت جسر قرب مكان الحادث.


 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,551,062

عدد الزوار: 6,900,603

المتواجدون الآن: 101