كيف محا الاتفاق النووي الإيراني خط أوباما الأحمر في سوريا؟

تاريخ الإضافة الخميس 25 آب 2016 - 4:42 ص    عدد الزيارات 1398    التعليقات 0

        

 

كيف محا الاتفاق النووي الإيراني خط أوباما الأحمر في سوريا؟
المستقبل..لندن ـ مراد مراد
أصدرت دار «بنغوين راندوم هاوس» للنشر أول من أمس كتاباً جديداً لكبير مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة «وال ستريت جورنال« جاي سولومون يحمل عنوان «حروب إيران«. ويتطرق الصحافي الاستقصائي فيه الى خفايا المفاوضات التي دارت بين الأميركيين والإيرانيين سواء المتعلقة ببرنامج إيران النووي العسكري أو بتحرير الأسرى الأميركيين عموماً، بما في ذلك حادثة البحارة الأميركيين الأخيرة. كما يسلط سولومون الضوء في كتابه على كيفية تمكن النظام الإيراني من تطوير برنامجه النووي بعيداً عن الأعين في مراحله الأولى وتوسيعه شبكة نفوذه في الشرق الأوسط عبر تصدير ثورته الشيعية الى شعوب المنطقة بأساليب متعددة، وفند الكاتب أيضاً الهفوات والأخطاء التي ارتكبتها إدارتا جورج بوش الابن وباراك أوباما في تعاملهما مع التهديد الإيراني.

ويستفيض سولومون في كتابه في الحديث عن السياسة الإيرانية التي ترتكز بالدرجة الأولى على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل يضر بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ويشرح لماذا فشلت الإدارات الأميركية المتعاقبة خصوصاً في الأعوام العشرة الأخيرة في الحد من تعاظم النفوذ الإيراني على الرغم من كل الجهود الديبلوماسية والعقوبات الاقتصادية وغيرها من الأساليب التي اعتمدها أوباما بشكل خاص مع طهران. ويحتوي الكتاب معلومات دقيقة جمعها سولومون من تقارير استخباراتية وعسكرية ومن لقاءات إعلامية لكبار المسؤولين الإيرانيين وفريق المفاوضين الأميركيين وعلى رأسهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

ويكشف الكتاب عما دار وراء ستائر الفندق الذي جمع المفاوضين الأميركيين والإيرانيين عند إعلان الاتفاق بينهما في ربيع العام الفائت.

ومن أبرز المعلومات التي كشف عنها الكتاب المؤلف من 352 صفحة، أن عدم احترام أوباما الخط الأحمر الذي رسمه لبشار الأسد في عام 2012 حيال استخدام الأسلحة الكيميائية لم ينبع حقيقة من الأسباب التي تذرعت بها واشنطن مثل احتمال عدم موافقة الكونغرس على توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، إنما لأنه في تلك الفترة بالذات عند وقوع المجزرة الكيميائية في الغوطة صيف العام 2013 كان الأميركيون يعقدون جلسات مفاوضات سرية مع نظرائهم الإيرانيين في سلطنة عمان، وهناك هدد موفدو النظام الإيراني بأن أي ضربة دولية توجه الى النظام السوري ستنسف المحادثات بشأن النووي الإيراني من أساسها، لأن الحرس الثوري سيرفض تماماً التعاون في حال تعرض أبرز حليف له في المنطقة لضربة عسكرية.

ونظراً الى أن أوباما يعتبر أن إبرام اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي هو بمثابة أعظم إنجاز في السياسة الخارجية يمكنه تحقيقه خلال عهده، قرر هو وكوادر الحزب الديموقراطي الأميركي العدول عن توجيه الضربة العسكرية وأخبر حلفاءه الدوليين المقربين بذلك. ولكي لا يتعرض للحرج أمام الأميركيين والعالم استغل المعارضة الشديدة لسياساته من قبل الجمهوريين في الكونغرس وطرح مشروع قرار للتصويت حول تنفيذ الضربة أم لا، وأوحى في الوقت عينه عبر وزارتي الدفاع والخارجية بأن الضربة العسكرية قد لا تتمكن من تدمير الترسانة الكيميائية مما حول موضوع الضربة الى شيء مبهم غير واضح الهدف. وتأجلت جلسة التصويت مرات عدة، وفي نهاية المطاف جاء الاقتراح الروسي بالتخلص ودياً وإرادياً من ترسانة الأسد الكيميائية فأنقد أوباما ومعه الكونغرس من إحراج التصويت.

ونفى البيت الأبيض وجميع كوادر الإدارة الأميركية مراراً وتكراراً خلال السنوات الثلاث الأخيرة أن يكون للاتفاق النووي الإيراني أي علاقة بسياسات الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية. كما عرض سولومون الى التجاهل المتعمد والاذن الصماء التي أدارها أوباما لتصريحات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الذي أعلن مرات عدة أن الاتفاق النووي لن يغير شيئاً في سياسات طهران الخارجية، بينما كانوا هم يروجون في أروقة القرار الأميركي أن الاتفاق سيساعد على تحويل إيران الى بلد يعمل بشكل بناء في جلب الاستقرار الى المنطقة. ووصف الكاتب «الهوس» الذي انتاب أوباما بشأن إبرام اتفاق نووي مع إيران منذ ولايته الأولى وحصوله على جائزة نوبل للسلام، وكيف أن الرئيس الأميركي وإدارته خانا وخذلا بشكل كبير الشعبين السوري في ثورته ضد الأسد والإيراني في الثورة الخضراء عام 2009، فقد كان جل اهتمام أوباما مصبوباً على كيفية حل مشكلة السلاح النووي الإيراني بشكل سلمي وليس عسكرياً.

في المختصر المفيد يؤكد كتاب «حروب إيران« على الطابع العسكري المتطرف للنظام الإيراني الذي لم ولن يتحول يوماً الى كيان مسالم في الشرق الأوسط، كما يفضح بشكل واضح سعي أوباما الدؤوب خلال ولايتيه للظهور بمظهر حمامة السلام وتركيزه على رصيده الشخصي حتى وإن كان هذا على حساب ملايين من السوريين والإيرانيين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين والفلسطينيين، الذين يعانون بشكل يومي من سياسات إيران وحلفائها وميليشياتهم.
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,261,763

عدد الزوار: 6,942,650

المتواجدون الآن: 136