خبير استراتيجي أميركي يدعو واشنطن إلى ضرب «حزب الله» في سوريا

تاريخ الإضافة الجمعة 29 تموز 2016 - 6:18 ص    عدد الزيارات 1239    التعليقات 0

        

 

خبير استراتيجي أميركي يدعو واشنطن إلى ضرب «حزب الله» في سوريا
المستقبل..لندن ـ مراد مراد
دعا الخبير الاستراتيجي الاميركي المعروف دانيال سيروير الادارة الاميركية الى ضرب «حزب الله« في سوريا من اجل اعادة التوازن الميداني الى الساحة السورية واجبار بشار الأسد على التفاوض مع المعارضة بشكل جدي يفضي الى نقل السلطة وانهاء الحرب. واشار هذا الخبير الذي قام بمهام ديبلوماسية عدة في اوروبا والبلقان والشرق الاوسط الى ان حزب الله مثل «داعش« هو تنظيم مدرج على لائحة الارهاب الاميركية، وقد حان الاوان لاستهداف هذه الجماعة الشيعية الارهابية بعدما ركز سلاح الجو الاميركي المشارك في العمليات في سوريا حتى الآن على ضرب الارهاب السني فقط.

وكتب سيروير تحليله لكيفية سير العمليات العسكرية في سوريا في مقال رأي نشرته امس صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية تحت عنوان «حزب الله هو الهدف الصحيح للولايات المتحدة في سوريا». واعتبر الخبير الاميركي ان «الوضع العسكري في سوريا انقلب ضد المعارضة المدعومة من واشنطن خلال الـ12 شهرا الماضية لاسباب اهمها التدخل العسكري الروسي. والآن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وتداعياتها ستؤثران سلبا على قدرات الحليف التركي. من هذا المنطلق اصبحت مفاوضات السلام السورية شبه عقيمة نظرا لغياب التوازن الميداني بين المعارضة والديكتاتور بشار الأسد».

وذكر سيروير في مقاله بـ«المذكرة التي رفعها 51 ديبلوماسيا اميركيا الى الادارة الاميركية وطالبوها فيها بتدخل عسكري ضد قوات نظام الاسد لمنعها من استهداف المزيد من المدنيين وايجاد نوع من التوازن الميداني يؤدي الى التوصل لحل سياسي تفاوضي. لكن الرئيس باراك اوباما عوضا عن العمل بهذه المذكرة ركز على محاربة الارهاب في سوريا، الا ان اهداف القوات الاميركية حتى الآن ميدانيا تقتصر فقط على المتطرفين السنة اي داعش والجماعات ذات الصلة بالقاعدة». وتابع الخبير «لكن هناك ايضا جماعة ارهابية شيعية في سوريا هي حزب الله اللبناني، لا ينبغي ان تكون بمنأى عن الضربات الاميركية». واشار سيروير الى نشأة «حزب الله« في لبنان في بداية ثمانينات القرن الماضي وتحوله من حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي الى «اكبر قوة تمثيلية بين شيعة لبنان بفعل الدعم الذي يتلقاه من ايران. فهذا الحزب اليوم لا يشارك فقط في الحياة السياسة اللبنانية بل لديه قواته الامنية الخاصة ويشرف على الخدمات العامة في المناطق الشيعية«.

اضاف سيروير «لقد قام حزب الله بصورة سرية منذ عام 2012 وعلنا منذ 2013 بنشر قواته في سوريا حيث يحارب الآلاف من جنوده الى جانب قوات الاسد والميليشيات العلوية والشيعية الاخرى ضد المجموعات السنية التي يعتبرها بشار الأسد ارهابية. ويقوم الحرس الثوري الايراني بدفع فواتير حزب الله ويشرف على عملياته لجهة القيادة والسيطرة. وحتى الآن كان حزب الله ناجحا في العمليات العسكرية القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية نظرا للاهمية الاستراتيجية التي يوليها للحفاظ على خط الامدادات الخاص به بين سوريا ولبنان«.

ووصف الخبير الاميركي «حزب الله« بأنه «عامل اساسي كبير في ميزان القوى في سوريا. فمع التدخل العسكري الجوي الروسي منذ ايلول الفائت ووجود الحرس الثوري الايراني، مكن مقاتلو حزب الله الأسد من احراز تقدم ضد خصومه لا سيما مقاتلي الجيش السوري الحر المدعومين من الولايات المتحدة. وهذا التقدم ادى الى تشدد موقف الأسد في المفاوضات واوصل مساعي الامم المتحدة لايجاد حل سياسي الى طريق مسدود. فالأسد يربح ولا يرى سببا يدفعه الى القبول بحل سياسي يقصيه عن السلطة».

ولهذا شدد سيروير على ان «تغييرا في ميزان القوى اصبح اساسيا الآن من اجل انهاء الحرب التي تقول واشنطن انها تريد انهاءها. ولكن حتى الآن رفض الرئيس اوباما خوض حرب ضد الحكومات السورية والايرانية او الروسية. وحتى ان اراد القيام بذلك فهناك شك بأن يحصل على موافقة الكونغرس للقيام بمثل هذه الخطوة». اضاف «لكن حزب الله ليس دولة، وهو ايضا منظمة مدرجة على لائحة الارهاب الاميركية قامت بقتل اميركيين ومواطنين من عدة دول. ولهذا فإن توجيه ضربة الى حزب الله سيلقى ترحيبا من اغلبية الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس حتى وان اعربت بعض الاطراف عن امتعاضها من هكذا خطوة كونها تعتبر ايغالا في التدخل الخارجي الاميركي عسكريا«.

وحول كيفية بدء الضربات التي قد تستهدف «حزب الله« في سوريا، قال سيروير «باستطاعة واشنطن اخبار طهران وموسكو وبيروت ان حزب الله يجب ان ينسحب من سوريا في وقت محدد والا ستعمد الولايات المتحدة الى ضرب عناصره التي تحارب المعارضة السورية غير المتطرفة في حلب وجوارها وفي اي مكان آخر في سوريا. وفي حال لم يسحب حزب الله قواته من سوريا يجب على الولايات المتحدة عندها ان تكون مستعدة لبدء الغارات ضده بمجرد انقضاء المهلة المحددة«.

وعن ايجابيات هكذا تحرك، اوضح سيروير «ان انسحاب حزب الله من سوريا او توجيه الولايات المتحدة ضربات له من شأن اي منهما ان يبعث برسالة قوية وان كانت محدودة الى المعارضة السورية وحلفائها في تركيا ودول الخليج مفادها: اننا مستعدون لضرب الارهابيين الشيعة مثلما نضرب الارهابيين السنة، والآن الامر يعود اليكم لكي تستغلوا هذه الفرصة وتأتوا الى طاولة المفاوضات جاهزين لابرام تسوية سياسية جدية. كما من شأن تحرك من هذا النوع ان يوجه ايضا رسالة قوية ومحدودة في آن الى روسيا وايران مفادها: اننا لا يمكن ان نواصل السماح بتدخلكم في سوريا دون اي رد، فموعد الحل السياسي هو الآن«.

ولم يغفل الخبير الاميركي عن دراسة جميع ردود الفعل التي يحتمل ان تصدر عن الاطراف المعنية، فقال «حزب الله قد يلجأ عندها الى استهداف المصالح الاميركية او المواطنين الاميركيين في دول الجوار اي في لبنان والعراق، وقد يعمد ايضا الى اطلاق صواريخ على اسرائيل. اما داعش الذي يتخذ من تدخل حزب الله في الحرب السورية ذريعة له لتجنيد المزيد من المقاتلين السنة فسيفقد هذه الحجة ويعجز عن تجنيد مزيد من المقاتلين. ايران وروسيا قد تصعدان من تدخلهما في الحرب السورية ولكن جميع المؤشرات تدل على ان هناك سقفا محددا لعدد الضحايا ومقدار الاموال التي ستسمح طهران وموسكو لنفسهما بانفاقها في مثل هذا التدخل. وبالطبع الاسد سيغضب ويتعهد بالانتقام لكن كما الجميع يعلم فقد استهلك نظامه معظم قدراته. في هذا الوقت ستهلل المعارضة السورية المعتدلة لهذه الخطوة وتقوم بمضاعفة جهودها لاحراز تقدم ميداني في المناطق الواقعة حاليا تحت سيطرة حزب الله. وسترحب دول الخليج من جهتها بالخطوة الاميركية وستضاعف حينها الدعم الذي تقدمه للمعارضة. اما اسرائيل فتدرك جيدا كيف عليها حماية اراضيها والتصدي لأي عدوان من حزب الله. بينما تركيا قد تحتج على ان واشنطن لا تستهدف ايضا القوات الكردية المعادية لها التي تعتبرها انقرة ارهابية، لكن الاتراك طبعا سيتسفيدون من اي تقدم عسكري ضد الاسد تقوم به قوات غير كردية«.

وختم سيروير مقاله قائلا «باختصار، ان استهداف الولايات المتحدة لحزب الله سيفرح اصدقاءها ويشجعهم وسيحبط خصومها. وسيؤكد على التزام واشنطن بمحاربة التنظيمات الارهابية بشتى انواعها ويبرهن عن عزمها على محاسبة حزب الله وعلى وضع حد للحرب السورية، فهذا التدخل سيعزز احتمال التوصل الى تسوية سياسية. وعليه فالتوازن بين المخاطر والفوائد لهكذا تدخل ليس سيئا بالنسبة لواشنطن«.

يشار الى ان دانيال سيروير هو بروفيسور متخصص في كيفية ادارة الصراعات ومدير برامج ادارة النزاعات في مركز العلاقات الاطلسية وفي مدرسة جون هوبكينز للعلاقات الدولية المتقدمة. وهو ايضا باحث وعلامة استراتيجي في معهد الشرق الاوسط في واشنطن. وكان شغل مناصب عدة في وزارة الخارجية الاميركية في مراحل مختلفة. وكان الرجل الثاني في السفارة الاميركية في روما بين عامي 1990 و1993، ثم بين عامي 1994 و1996 اصبح الموفد الديبلوماسي الاميركي والمنسق الاول للعلاقات بين الولايات المتحدة والبوسنة وترأس المفاوضات التي ادت الى ابرام اول اتفاق سلام بين الكرةات والمسلمين الذي وقع في دايتون (اوهايو) عام 1995. وبين عامي 1998 و2010 شغل سيروير منصب نائب رئيس «معهد الولايات المتحدة للسلام « ولعب دورا اساسيا في جميع جهود السلام وتسوية النزاعات التي بذلها المعهد في كل من البلقان والعراق وافغانستان والسودان. وله منشورات عدة حول كيفية حماية امن الولايات المتحدة والحفاظ على مصالحها وهو ايضا مؤسس الموقع الالكتروني «بيس فير دوت نت» الذي يتحدث عن السياسة الخارجية الاميركية والابعاد الاستراتيجية.
 
 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,060,289

عدد الزوار: 6,750,662

المتواجدون الآن: 106