«السفير» ترسم خريطة أولية لتضاريس الانتخابات البلدية من الضاحية إلى جبيل

تاريخ الإضافة الإثنين 12 نيسان 2010 - 5:26 ص    عدد الزيارات 1786    التعليقات 0

        

«السفير» ترسم خريطة أولية لتضاريس الانتخابات البلدية من الضاحية إلى جبيل
 

جبل لبنان: توافق درزي وشيعي ... ومعارك طاحنة حول بلديات مسيحية

 

 
 
   
   
 

 

 
 
أما وأن الامر قضي، وبات من المؤكد ان الانتخابات البلدية والاختيارية ستنطلق في الثاني من أيار المقبل، على قاعدة «الشاطر بشطارته»، بعدما أدى التشاطر السياسي الذي لامس حدود التواطؤ الى إجهاض مشروع الاصلاحات.. فإن القوى السياسية أعلنت حالة الاستنفار القصوى في صفوفها الحزبية وقواعدها الشعبية سعيا الى استدراك ما فاتها من تأخير في تجهيز العدة والعديد للاستحقاق الانتخابي الذي باتت مواعيد مراحله الاربع داهمة.
ولأن البداية ستكون مع محافظة جبل لبنان في 2 ايار المقبل، فإن الاسترخاء الذي كان يسود مناطقها تراجع خلال الايام القليلة الماضية على وقع الحراك المتسارع للمرشحين والاطراف السياسية، لا سيما ان النكهة الحقيقية للانتخابات تكاد تكون محصورة بهذه المحافظة التي من المتوقع ان تشهد بعض دوائرها معارك حادة قد لا يتكرر مثلها في محافظات أخرى، وذلك في استعادة لسيناريو الانتخابات النيابية التي شكل جبل لبنان أم معاركها.
وتُظهر المعطيات المتراكمة حتى الآن ان صورة الانتخابات في جبل لبنان ستكون محكومة بالعوامل الآتية:
ـ في المناطق الدرزية والشيعية الصافية، التوافق سيكون سيد الأحكام، خصوصا بعد الاتفاق المعلن بين حركة أمل وحزب الله، والتفاهم الحاصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني.
ـ في غالبية المناطق المختلطة، وتحديدا الشيعية ـ المسيحية والدرزية ـ المسيحية، تبدو كفة التوافق هي الراجحة بقوة، لا سيما ان حزب الله يرتبط بتفاهم مع التيار الحر، والنائب وليد جنبلاط يرغب في ان يكون للمسيحيين تمثيلهم المنصف في البلديات الموجودة في بلدات الجبل المتنوعة.
ـ تتجه معظم الاطراف السياسية الى خوض غمار التوافق او المعركة في الكثير من الاماكن خلف يافطات عائلية، بالنظر الى التأثير الكبير الذي تملكه العائلات المرشحة لتأدية دور فاعل في صياغة اللوائح.
ـ البعد العائلي القوي للانتخابات لا يلغي بعدها السياسي، وخصوصا في المدن والبلدات الرئيسية، التي من المتوقع ان يشهد بعضها معارك طاحنة بين التيار الحر وخصومه المعلنين في 14 آذار.. او المضمرين تحت مسميات أخرى.
ـ ان التيار الحر الذي يخوض الانتخابات هذه المرة على أساس تحالفات وتوجهات مغايرة لتلك التي كان يعتمدها في انتخابات 2004، يصر على خلط الاوراق في العديد من البلديات المركزية وإزاحة رؤسائها الحاليين عنها، سواء في قضاء المتن( سن الفيل والزلقا..) او في قضاء بعبدا (الحدث والحازمية..) او غيرهما، وبالتالي فإن عون سيحاول اثبات ان شعبيته الى ارتفاع خلافا لأقاويل خصومه.
ـ يشكل حزب الكتائب عصب قوى 14 آذار في خارطة المتن الانتخابية وهو سيحاول تحسين مواقعه، ولكن حسم موازين القوى سيرتبط بخيار آل المر وتحالفاتهم، اما «القوات اللبنانية» فستسعى الى اثبات وجودها في ساحل المتن الجنوبي وبعض مناطق الجبل، بينما سيسعى فارس سعيد لتسجيل حضوره في جبيل.
ـ قد يدفع التأخير في الإعداد للانتخابات الى إبقاء القديم على قدمه في العديد من البلديات او سيجعل زمام المبادرة في يد رئيس البلدية الذي سيستفيد من ضيق الوقت من أجل تمرير تركيبات ملائمة له.
ماذا عن تفاصيل الخارطة الانتخابية في جبل لبنان؟
بعبدا
يشكّل قضاء بعبدا أحد نماذج الصراع البلدي بوجهه المسيحي، وهذا ما سيتجلى من خلال
معارك سياسية طاحنة سيشهدها الساحل المسيحي. ويشي نبض الشارع في القضاء بانقلاب المعادلة التي حكمت الانتخابات النيابية الأخيرة، وبالتالي بروز إمكانية التحالف بين المعارضة المسيحية والنائب جنبلاط.
وتتحضر «القوات اللبنانية»، التي يتركّز ثقلها في الشياح وعين الرمانة، والحدث، وفرن الشباك، لخوض معارك صعبة في مناطقها، مع العلم انها تسعى الى قضم العديد من المقاعد البلدية تحت «الستار العائلي». وفي هذا الإطار تكتسب المعركة إطار «كسر العظم» في بلديتي الحدث والحازمية، حيث يبدو التيار الحر مصراً على إزاحة بعض رؤساء البلديات عن كراسيهم.
لكن وسط قرع طبول المواجهات في الساحات المسيحية في القضاء، فإن بلدية الشياح قد تشكّل استثناءً يخرج عن إطار التصادم لصالح التحالف. ويبدو مصير التوافق فيها مرتبطاً بمصير التحالف بين ميشال المر والعماد عون في المتن. وإلا فإن الشياح، ستكون «أم المعارك«.
الضاحية
وبالنسبة لانتخابات بلديات الضاحية الجنوبية، فقد بدأت منذ فترة الاجتماعات التنسيقية بين «حزب الله» وحركة «امل» لتطبيق الاتفاق بينهما على خوض الانتخابات في لوائح مشتركة بعدما خاضا انتخابات 2004 متنافسين. وأفادت مصادر الطرفين انه تم قطع شوط توافقي كبير في الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، بما يؤدي عمليا الى تطبيق النسبية ولو لم يقرها مجلس النواب، على اساس ان يحصل كل طرف منهما على حصة توازي نسبة الاصوات التي حصل عليها في انتخابات 2004 ضمن كل بلدية. وعلم انه حصل توافق اولي على ان يكون في برج البراجنة لحزب الله والعائلات 12 عضوا وستة اعضاء لحركة «امل». وفي الغبيري الثلثان لحزب الله والعائلات والثلث لحركة امل، نسبة لما حصل عليه كل طرف عام 2004. وعلم ان حزب الله قرر مبدئيا اعادة ترشيح رئيس بلدية الغبيري (21 عضوا) محمد سعيد الخنساء (ابو سعيد) الا اذا تقرر امر آخر في اللحظة الاخيرة. بينما لم يحسم ما اذا كان سيحصل تغيير في رئاسة بلدية برج البراجنة (18 عضوا) وحارة حريك (18 عضوا)، لأن الامر مرتبط بالمشاورات بين العائلات لتسمية مرشحيها. وتجري اتصالات محلية بين مسؤولي حزب الله والتيار الحر للتنسيق في حارة حريك، وتشكيل لائحة توافقية بينهما بالاشتراك مع العائلات وحركة «امل»، علما ان اتفاق عام 2004 قضى بأن تكون الرئاسة للمسيحيين.
وبالنسبة لبلدية المريجة ـ تحويطة الغدير ـ الليلكي، (18 عضوا بينهم اثنان شيعة فقط) فإن الامر متروك الآن للعائلات لتختار مرشحيها، بينما الاتصالات قائمة بين حزب الله والتيار الحر لتشكيل لائحة توافقية.
عاليه
على مستوى قضاءي عاليه والمتن الاعلى، يمكن القول ان الاستحقاق الانتخابي في المنطقة يخاض هذه المرة متحررا من عوارض الانقسام الدرزي - الدرزي، وتحت سقف التفاهم بين التقدمي الاشتراكي والديموقراطي اللبناني، الامر الذي سيفضي الى فوز الكثير من اللوائح إما بالتزكية، وإما بمعارك محسومة سلفاً، فيما يفرض «تيار التوحيد» حضوره على الساحة الدرزية وهو يخوض غمار التجربة الأولى انتخابياً. وهذا المناخ التصالحي يشمل القماطية وكيفون حيث الغالبية الشيعية، وما يستتبع ذلك لجهة التحالف مع حزب الله وحركة أمل.
أما على مستوى القوى المسيحية، فمن المؤكد أن «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» سيخوضان الاستحقاق حسب حضورهما التمثيلي في القرى والبلدات، بمعنى أن التحالفات ستكون مفتوحة مع التقدمي الاشتراكي استناداً إلى القوة الترجيحية لكل منهما، مع استبعاد أي تقارب بين «القوات» و«الديموقراطي» إلا لمقتضيات اللوائح التوافقية.
وتبقى الانظار متجهة إلى مدينتي عاليه والشويفات، وثمة من يتوقع أن تنسحب مفاعيل التقارب الجنبلاطي ـ الارسلاني توافقاً يعطي لـ «الديموقراطي» رئاسة بلدية الشويفات ولـ «الاشتراكي» رئاسة بلدية عاليه.
الشوف
أما في الشوف، فإن الاتجاه الغالب هو نحو ترك الخيارات العائلية تأخذ مداها في غاليية القرى والبلدات، على قاعدة إعطاء الاولوية للتوافق، بينما سيتقدم العامل السياسي في الساحات الرئيسية التي من المتوقع ان تشهد منافسات حامية. وعلمت «السفير» ان جنبلاط «بصدد تنظيم توافق يشمل القوى والفعاليات الدرزية، لتفادي أي خلاف داخل بلدات الشوف وعاليه وحاصبيا والمتن الجنوبي.
في المقابل، ترتفع اسهم المعركة في الدامور وبرجا وشحيم وبلدة دير القمر التي تشير معطياتها الى إمكانية تشكيل لائحة برئاسة العميد ادونيس نعمة مدعوما، وفق اوساطه، من آل نعمة، ومن بعض الشمعونيين، اما اللائحة المقابلة فيبدو ان رئيس البلدية الحالي فادي حنين سيرأسها، مدعوما من الجزء الاكبر من الشمعونيين، ومن التيار الحر.
المتن
في المتن سيناريوهان متقدّمان على غيرهما من الطروحات، ويدوران في فلك «التيار الحر» وحليفه الأرمني «الطاشناق». فإما أن يكونا في تفاهم مع «التيار المرّي» بعد الخطوات الإيجابية التي قطعها وزير الدفاع الياس المرّ تجاه العماد ميشال عون وأعادت بعض المياه إلى المجاري بين الرابية وبتغرين، وإما أن يكونا في تفاهم مع الكتائب بعد محاولات التقارب التي نفذها النائب سامي الجميل تجاه بعض القيادات «البرتقالية». إلا أن هذين الاحتمالين لا يلغيان الحوار القائم بين بكفيا و»العمارة» والذي تخطى العناوين العريضة للبحث في التفاصيل، التي يبدو أن شيطانها كان لهما بالمرصاد، لا سيما حين بلغا «عتبة» رئاسة اتحاد البلديات.
وتستضيف الرابية اليوم اجتماعا تنسيقيا بين عون وقيادة «الطاشناق» للبحث في التفاصيل الانتخابية، والتي يشكّل ساحل المتن، ساحتهما المشتركة، حيث سيكون للحزب الأرمني كلمة من بعض التركيبات البلدية، وذلك بالتزامن مع نقاشات تفصيلية تحصل بين «التيار الحر» والحزب السوري القومي الاجتماعي، دخلت مرحلة فرز الترشيحات المتداولة، لا سيما في الوسط والجرد.
كسروان
وعلى صعيد كسروان، ما تزال الصورة ضبابية، وإن يكن الثقل الذي يتمتع به التيار الحر في هذه المنطقة يتيح له ان يملك الارجحية في رسم مسار الامور، من دون تجاهل فعالية العائلات وبعض النواب السابقين مثل فارس بويز وفريد هيكل الخازن وبعض شخصيات 14 آذار، إضافة الى الدور المعنوي للكنيسة التي تشجع على التوافق. ويمكن القول ان التجاذب بين خياري التوافق والمعركة سيكون حادا في جونية وذوق مكايل وذوق مصبح وغزير، بانتظار اتضاح الرؤية خلال الايام المقبلة، علما ان نعمة افرام يشكل رقما صعبا في معادلة انتخابات بلدية جونية، فيما يتردد ان الشخصيات المستقلة قد تكون الاوفر حظا في العديد من البلدات والقرى.
جبيل
وفي جبيل، تكتسب الانتخابات البلدية نكهة خاصة كون المنطقة تربطها «صلة نسب» برئيس الجمهورية ميشال سليمان. وبينما يؤكد المطلعون على اجواء سليمان انه ليس بصدد التدخل في الانتخابات، تقول اوساط حزبية في المنطقة ان بصمات الرئيس حاضرة في بلدته عمشيت وعدد من البلدات الاخرى، من خلال صهره زياد حواط. وحسب التقديرات، فإن معارك شرسة ستحصل في مدينة جبيل وقرطبا والعاقورة وعمشيت، يختلط فيها اللون البرتقالي والاعتبار العائلي والنفوذ الرئاسي وطيف 14 آذار.
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,156,692

عدد الزوار: 6,937,291

المتواجدون الآن: 95