معادلة "حماس" الداخلية

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 نيسان 2013 - 7:10 ص    عدد الزيارات 518    التعليقات 0

        

 

معادلة "حماس" الداخلية
بقلم علي بدوان - دمشق
أَصابت حركة "حماس" ومجلس الشورى العام في إختيار خالد مشعل رئيساً للدورة التالية للمكتب السياسي للحركة بعد فترة طويلة من الترقب والإنتظار، حيث كان مقرراً إختيار رئيس المكتب السياسي للحركة منذ نحو عام تقريباً، وقد تم تأجيل الأمر مراراً لأسباب مختلفة.
ننطلق في تقرير ذلك من رؤية الخريطة التنظيمية والسياسية داخل جسم حركة "حماس" في الداخل والشتات ودور الأفراد والقيادات المسؤولة في عموم تنظيمها، وشبكة علاقاتها العربية ومع المنظومة الحزبية الإسلامية الممتدة من الشرق إلى الغرب. حيث باتت حركة "حماس" ومنذ عقدين من الزمن حزباً واسع الإمتداد في النسيج الوطني الفلسطيني توازي حركة "فتح" بحضورها وتأثيرها في الشارع الفلسطيني، مُشكّلةً معها القطبين الأساسيين في المعادلة الفلسطينية بعد التراجع الملموس في حضور القطب الثالث المُمثلّ للتيار القومي واليساري. وقد ولّد هذا الإتساع التنظيمي حالة من الصعوبة بين الداخل والشتات من حيث التواصل التام، وقد أعطت تلك الحال نتائج سلبية بالنسبة للوضع العام لحركة "حماس" وظهر ذلك عبر التباين أحياناً في المواقف وفي إيقاع الخطوات السياسية بين بعض أقطاب حركة "حماس" من الداخل والخارج. وبالتالي فإن وجود شخصية كارزمية ومجربة تضبط إيقاع الداخل والخارج وتحظى بتزكية وشبه إجماع، بات أمراُ لامندوحة عنه في الوضع الحالي لحركة "حماس".
إن ما يميز حركة "حماس" عن غيرها من القوى وعن الحركة بالذات، وجود وحدة داخلية مع إجتهادات ذات طابع تنظيمي وسياسي، ولكن تلك الإجتهادات كانت قد وصلت الى حدود غير مقبولة وهددت بخروج كتل صغيرة أو مجموعات منها، وبالتالي فإن وجود العقل الحكيم القادر على ضبط إيقاع الحركة من الزاويتين السياسية والتنظيمية كان ولا يزال أمراً لا بد منه لصون وحدة حركة "حماس" وتماسكها، ومتابعة طريقها البراغماتي في منطقة تعج بالصراعات والتحولات والإستقطابات.
وفي هذا الميدان، وحتى نقرأ الأمور بطريقة ديناميكية وحية، لا بد من القول بأن حركة "حماس" واجهت خلال العامين الماضيين عدداً من المعضلات الكبرى، كان منها على سبيل المثال بروز بعض الأصوات المتطايرة في قطاع غزة، والتي بدت وكأنها تتمرد على الشرعية التنظيمية والسياسية. وكان منها أيضاً مُعضلة الموقف من الأزمة الداخلية السورية التي وضعت حركة "حماس" أمام خيارات صعبة تتمثل إما في التعارض مع مواقف عموم الحركة الإسلامية الإخوانية في المنطقة العربية، أو تجاهل ما يجري بالكامل وهو أمرٌ غير ممكن. فاختارت الموقف الثالث المعنون وطنياً وعلى مستوى كل القوى الفلسطينية بـ "الحياد الإيجابي"، أو موقف النأي بالنفس. ولكن ليس كما يشتهى المرء أو الحزب أو التنظيم تأتي الرياح. فقد ولّدت الأزمة السورية نوعاً من الإجتهادات والإجتهادات المقابلة داخل جسم حركة "حماس" (بغض النظر عن الرأي الشخصي لكاتب هذه السطور)، لكن تلك الإجتهادات لم تصل الى حدود ما أوردته صحيفة "التايمز" البريطانية قبل أيام عن تورط مجموعات فلسطينية من حركة "حماس" في الأزمة الداخلية السورية بالعمل العسكري المباشر. واستطيع هنا ان أؤكد ومن موقعي على الأرض بين عموم أبناء الشعب الفلسطيني، بأن حالات الإنغماس الفلسطيني في الأزمة السورية الداخلية، هي حالات فردية ومحدودة، وبعضها (أي بعض تلك الحالات الفردية) كان ينتمي لقوى وفصائل ومنها قوى يسارية على كل حال. 

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023....

 الإثنين 27 أيار 2024 - 6:13 م

تقييم المجهود الحربي الحوثي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.... معهد واشنطن..بواسطة مايكل نايتس Al… تتمة »

عدد الزيارات: 158,699,398

عدد الزوار: 7,109,619

المتواجدون الآن: 129