" أنا لاجئ يهودي"

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 أيلول 2012 - 5:46 ص    عدد الزيارات 541    التعليقات 0

        

 

" أنا لاجئ يهودي"
بقلم معتصم حمادة

 بالإعلان عن حملة " أنا لاجئ يهودي" تكون إسرائيل قد انتقلت في التعامل مع ملف اللاجئين الفلسطينيين من سياسة دفاعية إلى سياسة هجومية.
سابقاً، كانت إسرائيل ترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، كما تنفي مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية عن ولادة هذه القضية، بما في ذلك رفضها التعويض لهم عن أملاكهم التي خلفوها وراءهم.
هذه المرة، وبإشراف من وزارة الخارجية تطلق إسرائيل حملة  "أنا لاجئ يهودي" لتضع قضية المهاجرين اليهود من الدول العربية في مواجهة قضية اللاجئين الفلسطينيين. يترأس الحملة نائب وزير الخارجية داني إيالون، الذي تذكر فجأة انه من أصول جزائرية وقد بدأ يطالب بالتعويض عن أملاك أبيه في الجزائر.
وإذا كان الرئيس محمود عباس قد فسر القرار 194 من جانب واحد، أي حق اللاجئين الفلسطينيين بالتعويض، متنازلاً عن حق العودة إلى الديار والممتلكات، فإن ما تطرحه إسرائيل من تعويضات يتوجب على الدول العربية دفعها لليهود العرب يلتف على موقف عباس، من خلال الادعاء ان تعويضات اليهود تساوي حوالى 6 مليارات دولار، مقابل 3 مليارات هي مجموع تعويضات اللاجئين الفلسطينيين، ما يضع الجميع أمام معادلة مثيرة للسخرية: إما إغلاق الملف من قبل الطرفين واعتبار القضية منتهية، وإما التعويض للطرفين معاً، ما يضع إسرائيل في موقع الفائز، في الحالتين.
من مخاطر هذا الأمر أن الإسرائيليين ينتقلون إلى الهجوم، في وقت تعاني فيه الحالة الفلسطينية من أزمات عدة: الانقسام - جمود العملية التفاوضية - تغوّل الاستيطان - الأزمة الاقتصادية - الاحتجاجات الشعبية في وجه حكومة فياض - الانشغال العربي بالهموم المحلية - الانشغال الإسلامي بالفيلم المسيء للإسلام. لذلك جاء الرد الفلسطيني باهتاً على لسان المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، بينما مازالت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية غائبة عن الوعي. أما اللجنة التنفيذية فقد انشغلت بسلسلة من الأسئلة طرحها الرئيس عباس، ليس بحثاً عن أجوبة، بل في محاولة لإطلاق قذائف دخانية تغطي على الأزمات التي تنهش الجسم الفلسطيني.

¶¶¶

ما يبدو الآن في الطرح الإسرائيلي مناورة للالتفاف على بعض المواقف الفلسطينية، سيتحول، كما علّمتنا التجارب، "ثوابت" إسرائيلية، ستزيد العملية التفاوضية تعقيداً، ما يعيد التأكيد انه حان الوقت لتبحث الحالة الفلسطينية عن أدوات وآليات جديدة للتحرك، بعيداً عن الغوص في أسئلة وهوامش، وظيفتها تقطيع الوقت في انتظار ما بعد الانتخابات الأميركية. وهي لعبة أدمنها المفاوض الفلسطيني، بحيث بات شفاؤه منها أشبه بالاستعصاء.


ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,083,874

عدد الزوار: 6,934,130

المتواجدون الآن: 82