رهاب اللاجئين الأفارقة في إسرائيل

تاريخ الإضافة الجمعة 7 أيلول 2012 - 7:44 ص    عدد الزيارات 544    التعليقات 0

        

رهاب اللاجئين الأفارقة في إسرائيل
بقلم انطوان شلحت - عكا

 

الحملة المسعورة على اللاجئين الأفارقة، التي تقف حاليًا في صلب اهتمام الحكومة الإسرائيلية، تشكل مطيّة يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من خلالها إيهام الرأي العام بأنه لدى الانتهاء من طرد هؤلاء اللاجئين عن بكرة أبيهم، وكبح وصول مزيد منهم وأساسًا بواسطة الجدار الأمني على طول منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر، والذي ستنتهي أعمال إنشائه قبل نهاية 2012، من المتوقع أن تصبح الدولة نظيفة من الجرائم والأمراض والضائقة الاقتصادية - الاجتماعية.
غير أن هذه الحملة كشفت عن النزعات العنصرية المعششة في أوساط المجتمع الإسرائيلي بأطيافه كافة، وكشفت عن الاستحواذ الديموغرافي المقترن بغاية الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة.
وقدّم تقرير صدر اخيراً عن "مركز مساعدة العمال الأجانب" رصدًا لمظاهر التحريض العنصري وجرائم الكراهية والتمييز ضد طالبي اللجوء الأفارقة خلال الفترة التي تفاقمت فيها هذه المظاهر، وشملت قوى سياسية كثيرة ولا سيما من اليمين والوسط، فضلاً عن جهات متعددة من الرأي العام اليهودي. وهؤلاء جميعًا يتعاونون في ما بينهم، ويتعاملون مع اللاجئين من إفريقيا كما لو أنهم حيوانات، لمجرّد كونهم "غير يهود" (غوييم).
ويرى التقرير أن إسرائيل بزّت قريناتها من الدول الغربية، التي يحلـو لها أن تتشبّه بها صباح مساء، في كل ما يتعلق بالتعامل مع اللاجئين الباحثين عن عمل. وبينما تطرد هذه الدول (وهي لا تنجح دائما في ذلك) أفارقة تم رفض طلبهم الحصول على ملجأ فيها، فقط بعد إجراء قانوني شفاف، يكون في بعضها مصحوبًا بمساعدة قانونية تموّلها الدولة المضيفة، فإن إسرائيل تقوم بطرد المتسللين الأفارقة من دون أن تفحص نهائيا طلبات لجوئهم، بما يتناقض مع نصوص معاهدة اللاجئين الدولية الموقعة عليها.  
وما يجب ملاحظته هو أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض أن تمنح مكانة لاجئ لأي كان، كما أنها غير مستعدة على الإطلاق لتحديد أي سقف يتعلق بعدد اللاجئين الذين يمكنهم العيش فيها. كذلك فإنها غير مستعدة لأن تتعاون مع أي جهة من أجل حل مشكلة هؤلاء اللاجئين.
 

■■■
 

كما يشير التقرير إلى أن اللغة التي يستخدمها صنّاع القرار في إسرائيل، لدى الحديث عن هؤلاء اللاجئين، تنزع عنهم إنسانيتهم وتصورهم كتهديد داهم. فهؤلاء الناس الذين لاذوا بالفرار من الإبادة الجماعية في دارفور (السودان)، أو من الخدمة العسكرية في ظروف أشبه بالعبودية في إريتريا، يوصفون دائمًا بأنهم "غزاة" و"أعداء" و"سرطان" و"قنبلة موقوتة" و"تهديد وجودي".

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,646,347

عدد الزوار: 6,906,367

المتواجدون الآن: 103