تمثيل غير متوقع للدروز في الكنيست: 5% من المقاعد لـ2% من السكان

تاريخ الإضافة الخميس 7 حزيران 2012 - 5:58 ص    عدد الزيارات 528    التعليقات 0

        

 

تمثيل غير متوقع للدروز في الكنيست: 5% من المقاعد لـ2% من السكان
حلمي موسى
للمرة الأولى في تاريخها تحقق الطائفة الدرزية في إسرائيل إنجازا تمثيلياً غير متوقع ولم يسبق له مثيل، ففي الكنيست يجلس الآن ستة أعضاء كنيست من الطائفة الدرزية من خمسة أحزاب أحدها فقط عربي. وقد أثار الأمر استغراب الكثيرين نظراً لأن هؤلاء يشكلون خمسة في المئة من أعضاء الكنيست عموما، وحوالي نصف أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل. ومرجع الاستغراب هو أن الطائفة الدرزية التي تعد حاليا حوالي 120 ألف نسمة، تشكل أقل من 2 في المئة من مجموع السكان، وأقل من عشرة في المئة من الأقلية العربية في إسرائيل.
وأدّت المصادفات في الآونة الأخيرة دوراً كبيراً في تحقيق الدروز هذا العدد من أعضاء الكنيست. فقد انضم إلى الكنيست مؤخراً كل من شكيب شنان، إثر وفاة عضو الكنيست جدعون عزرا من «كديما»، وأكرم حسون، إثر استقالة عضو الكنيست متان فلنائي من حزب «الاستقلال» من عضويته، نظراً لتعيينه سفيرا في الصين. وهكذا أضيف الاثنان إلى أيوب قرا من «الليكود»، ومجلي وهبه من «كديما»، وحمد عمار من «إسرائيل بيتنا»، وسعيد نفاع من «التجمع الوطني الديموقراطي» برغم خلافه معهم.
ويمكن القول إن التطوّر الذي طرأ على التمثيل السياسي للدروز في إسرائيل لا يتناسب مع حجم التطور الاجتماعي والاقتصادي لديهم، فهم في كل الأحوال جزء من المجتمع الفلسطيني في مناطق 48، ولا يختلفون كثيرا في المستوى الاجتماعي-الاقتصادي، حيث بقيت مناطقهم في الغالب ريفية الطابع. وهناك إجماع على أن انتفاخ حجم التمثيل الراهن مؤقت وسوف يتراجع حتى وإن بقي التمثيل الدرزي أعلى من المعهود.
ولكن، وكما يتبين من توزّع انتماء أعضاء الكنيست الدروز، فإن خمسة منهم ينتمون إلى أحزاب صهيونية جميعها شريك في الائتلاف الحكومي. والأدهى أن اثنين منهم على الأقل ينتميان إلى اليمين الصهيوني المتطرف (قرا في «الليكود» وحمد عمار في حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان).
ويثير هذا الأمر تساؤلات حول ما تعبر عنه هذه الوقائع، حيث كان التمثيل الدرزي في الكنيست يستند في الماضي إلى التمثيل التقليدي في القائمة العربية الملحقة بحزب «مباي» أو بتمثيل الحزب الشيوعي. وفقط بعد سيطرة اليمين على الحكم في إسرائيل، ظهر توسّع التمثيل الدرزي، أولاً من خلال «الحركة الديموقراطية للتغيير» التي تحالفت مع مناحيم بيغن، وأسقطت حكم حزب العمل، ثم تبعه بعد ذلك ظهور دروز وعرب آخرين مسلمين ومسيحيين في قوائم الأحزاب الصهيونية. وتم ذلك بعد تحرير الأقلية العربية من التبعية الانتخابية للحزب الحاكم بعد نشوء ظاهرة «المقاولات الانتخابية». وقد نجح عدد من العرب، وبينهم دروز، في تشكيل ثقل انتخابي في العديد من الأحزاب وخصوصا في «الليكود» و«كديما» و«العمل».
ومن المهم الإشارة إلى أن المجتمع اليهودي تقبّل الدروز أكثر من باقي العرب في إسرائيل نظرا لتأديتهم الخدمة العسكرية الإلزامية. وقد شكل الجيش مدخلا لترقية أوضاع الكثير من أبناء الطائفة الدرزية، برغم أنه لم يغير جوهريا لا وضع طائفتهم ولا مكانتها في سلم التراتبية الاجتماعية الاقتصادية. فقد ظل اليهود، بأغلبيتهم، ينظرون للدروز بوصفهم عربا وتطفح الصحف الإسرائيلية ووثائق التاريخ بألوان التمييز ضدهم من مصادرة الأراضي إلى عدم المساواة في منح المزايا والميزانيات للمجالس البلدية والمحلية.
ولا يبدو أن كثرة تمثيل الطائفة الدرزية في الكنيست الإسرائيلي تحقق نفعا كبيرا للطائفة. فالمشاكل التي تعاني منها القرى الدرزية هي نفسها المشاكل التي تعاني منها القرى العربية الاخرى.
بل أن كثيرا من الدروز يعتقدون أن حال قراهم أسوأ لأن ممثليهم، المنتمين إلى أحزاب سلطة، يتجنبون في الغالب خوض نضالات لمصلحة السكان. وفي هذا السياق يقول مجلي وهبة من «كديما» لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن «هناك تعاونا بين النواب الدروز في القضايا الاجتماعية، ولكن للأسف في القضايا الأشد مبدئية للدروز، مثل تقليص الميزانيات المخصصة لنا، يقف عضوا الكنيست قرا وحمد عمار مع الخط الذي ينتهجه حزباهما». كما أن أكرم حسون من كديما أيضا يعترف بأنه رغم خدمة 23 من أبناء عائلته في الجيش الإسرائيلي، وقسم منهم برتب عالية، إلا أنه «لأسفي لا تأثير لنا على الحياة في إسرائيل. وتقريبا ليس لنا تمثيل في الجهاز القضائي، ولا دور لنا البتة في مجال التكنولوجيا العالية». ولهذا فإن سعيد نفاع، المعارض، لا يعلق آمالا كبيرة على زيادة التمثيل الدرزي في الكنيست ودور ذلك في حل المشكلات الاجتماعية لأبناء الطائفة.
ولا يقف واقع الدروز في إسرائيل عند التمثيل في الكنيست فقد تولى عدد منهم مناصب رفيعة في الحكومة والجيش والشرطة. واليوم يتولى أيوب قرا من «الليكود» منصب نائب وزير شؤون تطوير النقب والجليل. وكان عضو الكنيست مجلي وهبة من «كديما» قد تولى منصب نائب وزير الخارجية. وتولى عدد من الدروز مناصب عليا في الجيش أبرزهم الجنرال يوسف مشلب الذي كان عضوا في هيئة الأركان العامة قائداً لدائرة القوى البشرية، والعميد حسون حسون السكرتير العسكري للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
وسبق أن تولى صالح طريف من حزب العمل منصب وزير شؤون الأقليات في حكومة أرييل شارون الأولى. وهو الوحيد الذي تولى منصبا وزاريا.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,748,048

عدد الزوار: 6,912,561

المتواجدون الآن: 121