مكافأة عربية لعباس!

تاريخ الإضافة الأربعاء 6 حزيران 2012 - 6:58 ص    عدد الزيارات 566    التعليقات 0

        


مكافأة عربية لعباس!

بقلم معتصم حمادة

 

يعود الرئيس محمود عباس إلى الضفة الغربية وفي جعبته قرارات لجنة المتابعة العربية: دعمه في تمسكه بالمفاوضات ورهن استئنافها بوقف الاستيطان، ووعد بدعم مالي بقيمة 100 مليون دولار شهرياً في حال حبست عنه إسرائيل أموال الضرائب في المعابر.
لجنة المتابعة ولدت في قمة بيروت، لمتابعة تحرك، تحت سقف مبادرة قدم فيها العرب دفعة كبرى من التنازلات لإسرائيل: توسيع دائرة السلام لتشمل كل العرب (وليس فقط الدول المتحاربة مع إسرائيل) ومعظم الدول الإسلامية، وعلاقات طبيعية اقتصادية تجارية وديبلوماسية مع العرب وضمانات أمنية لإسرائيل، وإسقاط حق العودة للاجئين. وصفت واشنطن المبادرة أنها "أساس" للمفاوضات وليست للتطبيق، واعتبرتها إسرائيل مدخلاً للتطبيع المجاني مع العرب. واخترقت جدارها أكثر من مرة نحو أكثر من عاصمة عربية.
تثابر اللجنة على الاجتماع وتحولت لجنة متابعة الشأن السوري، أما مبادرتها للسلام مع إسرائيل فلم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بعد أكثر من عشر سنوات من عرضها في المزاد. اللجنة تنشط الآن في كل ميدان ما عدا الميدان الفلسطيني.
 

■■■
 

يعود الرئيس عباس إلى الضفة الفلسطينية وفي جعبته "انتصارات" يعرضها على اللجنة التنفيذية، وهو يدرك مسبقاً، ان لا قرارات المبادرة العربية ولا رسائله، قادرة على زحزحة نتنياهو عن رفضه وقف الاستيطان. أما تجربته مع الدعم المالي العربي فمريرة في فمه مرارة العلقم (لعله يذكر قرار الخمسين مليون دولار شهرياً والتي لم يصل منها إلا الفتات). ستثني اللجنة التنفيذية على انتصارات عباس إلا من  ملاحظات، هنا أو هناك، على لسان تيسير خالد أو عبد الرحيم ملوح، أو ربما ثالث، لا تغير في واقع الحال شيئاً، فهي لا تعكس إرادة، ولا تعكس دوراً ميدانياً له تأثيره على القرار السياسي الفلسطيني.
أما وظيفة المئة مليون دولار، فيبدو انها لمنع انهيار الهدوء والجمود والسكينة في المناطق المحتلة، ومنع انفجار الوضع الشعبي، أكثر منها لمنع سقوط السلطة الفلسطينية.
سيبقى عباس وفريقه ينادون بوقف الاستيطان، وبضرورة توفير متطلبات العملية التفاوضية. وسيعود بعد أسابيع، قد تطول أو تقصر، إلى لجنة المتابعة العربية وإلى الأمين العام للجامعة، لينال الثناء على صبره الطويل، وعلى "تفهمه" لظروف أوباما وليكافأ، مرة أخرى، على يد "اللجنة"  نفسها بقرار سياسي جديد، يؤكد على القديم في ضرورة وقف الاستيطان، وقرار مالي جديد، يؤكد على ضرورة ... تنفيذ القرار المالي السابق.
 وسيبقى دولاب "المبادرة" يدور في مكانه.  
 

 

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,861,597

عدد الزوار: 7,006,294

المتواجدون الآن: 82