قوة الشارع تنعكس على إسرائيل

تاريخ الإضافة الجمعة 6 نيسان 2012 - 5:25 ص    عدد الزيارات 589    التعليقات 0

        

قوة الشارع تنعكس على إسرائيل

بقلم انطـوان شلحـت – (عكا)

 

مع أن بنيامين نتنياهو يدعي في الآونة الأخيرة أنه لا يخشى من استئناف حملة الاحتجاج الاجتماعية في الصيف المقبل، إلا إنه يحرص في آخر خطاباته وتصريحاته على تكرار إنجازات حكومته في المجالين الاجتماعي والأمني، وعلى توكيد أنه ماض قدمًا في البحث عن حلول لائقة للمشاكل المتراكمة في هذين المجالين.
هذا الحرص لا يمكن تفسيره إلا في سياق ما ينطوي عليه من رغبة دفينة في درء احتمال استئناف تلك الحملة.
ويمكن القول دون مبالغة إن ما يهدّد بقاء حكومة نتنياهو، في ظل انشغال العالم العربي بثورات ربيع الشعوب، وانهماك العالم كافة بهذه الثورات، هو تفاقم الأوضاع الاجتماعية الداخلية، ولا سيما في ضوء أن سائر الأحزاب التي تنافسها تعمل في اتجاه دفع قضايا اقتصادية- اجتماعية تحظى باهتمام الجمهور العريض.
ويبدو أن نتنياهو سيواجه صعوبة كبيرة في إسقاط هذه القضايا من جدول الأعمال العام، وأساسًا بعد إخفاقه في جعل موضوع مواجهة إيران عسكريًا يتصدّر جدول أعمال الإدارة الأميركية والرأي العام في الولايات المتحدة.
ولا يوجد حاليا في إسرائيل إجماع يضاهي الإجماع على أن الصيف المقبل سيشهد استئناف حملة الاحتجاج الاجتماعية، وسط توقعات قوية بأن تكون أكثر قوة وزخمًا بسبب محاولة معظم الأحزاب والنقابات العمالية ركوب موجتها.
وإلى أن تنقشع الصورة، لا بُدّ من ملاحظة أن حملة الاحتجاج السابقة حقّقت نجاحات ذات دلالة في مجالات الثقافة السياسية وتقاليد العمل الجماعي وأنماط العلاقة بين الدولة والمجتمع.
ولعل أهمها انتقال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية إلى رأس موضوعات الأجندة العامة، بعد أن كانت مغيبة على امتداد عقود لمصلحة الأمن والسياسة الخارجية.
منذ إقامة إسرائيل كان الانشغال الرسميّ بالاقتصاد والمجتمع وجودة الحياة مهمشًا، بينما احتل مركز الاهتمام سياسيون من العسكر كانوا يتخذون قراراتهم المصيرية والمهمة تحت ستار الأمن. وبعد انطلاق حملة الاحتجاج لم يعد هذا ممكناً بسهولة، حيث يعرف السياسيون وصناع القرار أن جزءًا كبيرًا من المواطنين لم يعد مستعدًا للمكابدة تحت ستار الدخان الأمني، ويرى أن من حق المواطن الذي يقضي حياته في الحروب المتوالية أن يحظى بحياة لائقة.
فضلا عن ذلك، فإن أثر الشارع الذي يعي قدرته ويثق بنفسه بدأ يُؤتي ثماره في المجتمع الإسرائيلي، ففي إثر تجربة حملة الاحتجاج يشهد هذا المجتمع ازديادًا واضحًا في كمية أعمال الاحتجاج المختلفة التي تبادر إليها مجموعات وأفراد بأساليب تتسم بالجرأة والثبات، وفي أماكن ومجالات متعددة، مما يضيق المجال لذكرها.

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,143,663

عدد الزوار: 6,936,710

المتواجدون الآن: 105