"روتين" الاحتلال الإسرائيلي!

تاريخ الإضافة الجمعة 30 آذار 2012 - 6:51 ص    عدد الزيارات 609    التعليقات 0

        


"روتين" الاحتلال الإسرائيلي!

بقلم أنطـوان شلحـت - عكا

 

تقرير منظمة "بتسيلم" (مركز المعلومات الإسرائيلي بشأن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) الصادر أخيرًا شدّد على أن انتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة ازدادت قسوة خلال عام 2011، وحذّر من أن ذلك غير ناجم عن أحداث دراماتيكية بعينها، أو عن تدهور كبير محدّد، وإنما عما سمّاه "روتيناً سائداً" يشكل نتيجة حتمية للاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 45 عامًا.
وقالت المديرة العامة لهذه المنظمة، في توطئة التقرير، إنه يبدو أن احتلال 1967 الذي كان من المفترض أن يكون موقتًا بقراءتها أضحى الآن واقعًا شديد التبلور، من دون أن يلوح أي تغيير في الأفق المنظور. وشدّدت على أن هذه الصيرورة تنطوي على تداعيات بالغة الخطورة بالنسبة إلى الديموقراطية الإسرائيلية.
وكان أبلغ وصف في شأن الروتين الكئيب للاحتلال تجسّد في كتاب صدر في إسرائيل العام الفائت بعنوان "احتلال المناطق، شهادات جنود 2000 - 2010"، وذلك لمناسبة مرور عشرة أعوام على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وضمّ بين دفتيه (348 صفحة) شهادات أدلى بها مئات الجنود والجنديات من الجيش الإسرائيلي لمندوبي منظمة "فلنكسر الصمت" التي تولت إعداده ونشره.
وكشفت هذه الشهادات، من مصدر أول، "أساليب العمل" التي تتبعها قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة والقطاع وتأثيرها على السكان الفلسطينيين أساسًا، وكذلك على الجنود أنفسهم.
وبرأي القيمين على الكتاب فإن أهمية الشهادات كامنة في أنها تسرد بتفصيل غير مسبوق "مبادئ" السياسة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، وما تسفر عنه من نتائج حقيقية. ونوهوا بأنهم يتطلعون إلى أن يكون في وسعها أن "تطلق جدلاً جادًا في إسرائيل حول أداء الجيش الإسرائيلي"، مؤكدين أن "في رأس الجنود الإسرائيليين كليشيهات عديدة حول الفلسطينيين، وهذا يؤدي إلى ارتكابهم ممارسات عمياء"، في وقت "لا يريد الجيش ولا المجتمع المدني ولا السياسيون في إسرائيل رؤية الحقيقة ومواجهة الواقع"، على الرغم من تسببهم كلهم بـ "إيجاد وحش اسمه الاحتلال".
ولا يقل أهمية عن ذلك دحض التفكير السائد بأن السيطرة على المناطق المحتلة تهدف إلى الدفاع عن أمن مواطني إسرائيل، وتسليط مزيد من الضوء على ممارسات تحوّل الذين يرتكبونها إلى وحوش آدمية.
رغم هذا فإن سلوك الرأي العام الإسرائيلي إزاء ما ورد في تقرير "بتسيلم" وتلك الشهادات ما انفك يعيد إلى الأذهان مقولة مارك تويـن: "لدينا في أميركا ثلاثة أمور ثمينة للغاية هي حرية التعبير، وحرية الضمير، ومكر عدم استعمالهما وقت الضرورة"!

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,144,425

عدد الزوار: 6,756,896

المتواجدون الآن: 125