أي إستراتيجية دفاعية لغزة؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 28 آذار 2012 - 5:42 ص    عدد الزيارات 553    التعليقات 0

        


أي إستراتيجية دفاعية لغزة؟

بقلم معتصم حمادة

 

رائحة الحرب ما زالت تتصاعد من بين حروف الصحافة الإسرائيلية، بعد جولة من العدوان على قطاع غزة لم تخلص إلى نتائج واضحة، مما يدفع الى القول ان تل أبيب تحضر لعمل جديد تطمح ان تكون له نتائج إستراتيجية، كالعلاج لمسألة الصواريخ الفلسطينية.
الجولة الماضية حفلت بدروس غنية، أهمها التغيير الحاصل في خريطة الأذرع الفلسطينية المقاتلة حين "نأت" حماس بنفسها عن خوض المعركة مغلبة متطلبات السلطة على متطلبات المقاومة. ومع ذلك فإن التغيير هذا أبقى القوى كلها في " مربع المقاومة" ما يجعل الحديث عن " إستراتيجية دفاعية" للقطاع، أمراً في متناول اليد، يمكّن المقاومة من إجهاض محاولات إسرائيل توجيه ضربات مؤلمة كحرب 2008 - 2009.
فـ"حماس"، كسلطة، معنية من موقعها المقاوم، أن توفر للسكان خطة تفوّت على العدو الإسرائيلي فرصة إيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين (ملاجئ، مواقع آمنة...) وأن توفر حاجاتهم من ماء وغذاء، إذا ما طالت الحرب، وكذلك خططاً لإخلاء الجرحى والقتلى، أي ما يوفر الأساس لصمود المدنيين في وجه الحرب. ومؤسسات المجتمع المدني معنية بتوفير فرق الدفاع المدني والإنقاذ والإسعاف الأولي، والخدمات الصحية والبيئية وكذلك التعبئة السياسية، استكمالاً لخطوات السلطة وتعزيزاً لمقومات الصمود.
 أما الأذرع العسكرية فهي معنية بتشكيل غرفة عمليات عسكرية، ترسم للقطاع خطة قتالية متكاملة، بعيداً عن كل أشكال الارتجال وردود الفعل العفوية، التي تنتهي إلى خسائر في السياسة، دون أن تحقق مكسباً عسكرياً. ومن الطبيعي أن تكون مرجعية هذه الغرفة قيادة سياسية، ترسم للعمل العسكري أفقه وأهدافه السياسية.
 يبقى أخيراً أن تمتلك المقاومة خطاباً إعلامياً، بعيداً عن الخطاب الحالي، الذي يوفر الفرصة لإسرائيل لتقدم نفسها "ضحية للإرهاب الفلسطيني"، بينما تواصل آلتها الحربية زرع الموت في أرجاء القطاع، دون تمييز بين مدني وعسكري. الخطاب الإعلامي المطلوب هو أن يتوجه نحو الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، لا أن يكون ميداناً للمزايدات بين الفلسطينيين أنفسهم.
الحديث عن "إستراتيجية دفاعية" لغزة يختلف، في سياقه العام والخاص، عن الإستراتيجية الدفاعية التي يدعو لها "حزب الله"، نظراً لاختلاف الظروف بين التجربتين. لكن يمكن هنا التوقف أمام ضيق مساحة القطاع والبحث عن عمق إستراتيجي قد يؤمنه الجوار الجغرافي للقطاع في ظل أوضاعه السياسية المستجدة بعد 25/1/2011.
ان يتبنى القطاع "إستراتيجية دفاعية" خطوة نوعية، قد تنقل العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى مستوى سياسي جديد، تظهر علاماته آجلاً أم عاجلاً في العملية السياسية بين الطرفين.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,546,945

عدد الزوار: 6,900,333

المتواجدون الآن: 98