عن عملية "غسيل الكلمات" في إسرائيل!

تاريخ الإضافة الجمعة 9 كانون الأول 2011 - 5:45 ص    عدد الزيارات 577    التعليقات 0

        


عن عملية "غسيل الكلمات" في إسرائيل!
بقلم انطـوان شلحـت

الكاتب الإسرائيلي من أصل عراقي سامي ميخائيل قال ذات مرة وهو يبدي قدرًا من التبرّم: نحن أنصار السلام نتكلم كثيرًا عن القوة الكامنة في اللغة وننسى أن مؤيدي الحروب أدركوا كيف يستغلون هذه القوة أفضل منّا لجعل اللغة أداة شيطانية تسمّم روح البرايا. وفي الوقت الذي نستثمر فيه جهدًا كبيرًا كي نضع حدًا لتلوّث الجوّ والمياه والأرض فإننا لا ندلي بدلونا في شأن التلوّث الذي تتسبّب به اللغة في الصراع العربي- الإسرائيلي الطويل.
وفي بعض فصول دراسة دكتوراه جديدة قيد الإعداد حول العلاقة بين اللغة العربية والأمن في إسرائيل يؤكد الباحث الإسرائيلي يونتان مندل أن الإسرائيليين جيّشوا هذه اللغة لدى استعمالها في خطابهم السياسي والإعلامي كي يضفوا المعاني التي يفضّلونها في سياق المعارك التي يخوضونها ضد الفلسطينيين، وبالتالي تعاملوا معها على أنها أشبه بـ "طابور خامس".  
وتعتبر محافل اليمين الإسرائيلي "الأكثر مثابرة" في ممارسة التلويث على مستوى استعمال اللغة، ما حدا بعدد من الباحثين إلى اختراع مصطلح "غسيل الكلمات" على غرار "غسيل الدماغ"، ومع ذلك فإن إحدى اعضاء الكنيست اليمينيات استفظعت اخيرا نزوع معظم وسائل الإعلام إلى تحليل دلالة القوانين الجديدة التي يعمل اليمين على سنها في الكنيست حاليًا من خلال استعمال أسماء تعكس مخاوفها، وأشارت مثلاً إلى أن قانون فرض القيود على التمويل الأجنبي لجمعيات حقوق الإنسان سُمِّي "قانون تجفيف منابع الجمعيات اليسارية"، والتعديل المقترح لقانون القذف والتشهير سُمِّي "قانون كمّ الأفواه".
وعلى ذكر "غسيل الكلمات" نشير إلى أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو درج اليمين الإسرائيلي على تسميته "حصان طروادة الفلسطيني"، وأخيرًا رأى أحد قادته، وهو عضو الكنيست الأسبق إلياكيم هعيتسني، أن الفلسطينيين بتوجههم إلى نيل اعتراف الأمم المتحدة، وسعيهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية، خرجوا من جوف هذا الحصان ونقضوا الاتفاق، الذي يبدو أن الحاجة إلى إثبات نقضه فلسطينيًا هي التي دفعته إلى الاعتراف به.     
وللعلم فإن كثيرين من الساسة الإسرائيليين الذين كانوا ضالعين في التوصل إلى اتفاق أوسلو أكدوا أنه "سيصبح من دون أي معنى" في حال عودة المسؤولين في إسرائيل إلى مفهوم إدارة الصراع وتخليهم عن مفهوم حله، ومجرّد هذا يعني أنه لم يعد ذا معنى أو قيمة لأن جوهر السياسة الإسرائيلية متمحور منذ فترة طويلة حول مفهوم إدارة الصراع. لكن رغم ذلك فإن ماكينة "غسيل الكلمات" الإسرائيلية ما زالت موغلة في قلب المعاني وتسميم العقول.

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,144,013

عدد الزوار: 6,756,865

المتواجدون الآن: 127